كتابة : Sara
آخر تحديث: 27/05/2023

ما هو علم الميتاهيلث؟ وما هي آلية العمل به؟

علم الميتاهيلث هو أحد العلوم المهتمة بالصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للبشر، ويقوم على فكرة علاج الأمراض الجسدية والنفسية من خلال تحرير المشاعر المسببة لهذا المرض. ويرى علم Meta Health أن السبب الرئيسي في إصابة البشر بالأمراض النفسية والجسدية والاجتماعية هي تعرض البشر لصدمات مؤلمة ومواقف صادمة بالنسبة لهم، وهذه الصدمات خلفت ورائها مشاعر مؤلمة أو سلبية، والتي تراكمت في العقل اللاواعي، وتظهر على شكل مرض جسدي أو نفسي، وكل مرض أو عرض نفسي أو جسدي يشعر به الشخص مرتبط بشعور سلبي معين، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على تعريف علم الميتاهيلث وآلية عمله، تابعونا.
ما هو علم الميتاهيلث؟ وما هي آلية العمل به؟

ما هو علم الميتاهيلث Meta Health؟

  • يطلق على علم الميتاهيلث الطب التصنيفي أو الطب الشعوري، وهو علم فهم طبيعة دمج الإدراك الحسي والأفكار اللاوعي والعواطف ووظائف الدماغ وسلوكياتنا بشكل عام مع الصحة العامة للإنسان.

فكرة علم الميتاهيلث

إن فكرة علم الميتاهيلث لم تظهر ضمن علم الطب، ولكن تم اكتشافها بمحض الصدفة، إذ جاءت هذه الفكرة من خلال الآتي:

التعرض لصدمة عصبية نفسية

  • وقد قام الطبيب الألماني هامر بتأسيس هذا العلم في فترة سبعينات القرن السابق. جاءت فكرة هذا العلم عن طريق حكاية قاسية عاشها الطبيب هامر، حيث كان لديه ابنا وحيدا.
  • وهذا الابن كان يدرس الطب، وبعد تخرجه من كلية الطب ذهب مع أصدقائه في رحلة إلى اليونان. وهناك حدث بينه وبين صديقه شجارا كبيرا أدى إلى قيام هذا الصديق بقتل ابن الطبيب هامر. مما أدى إلى شعور الطبيب هو وزوجته بالحزن الشديد على موت ابنه، وأصيب بعد موت ابنته ستة أشهر بسرطان الخصيتين.
  • كما أصيبت زوجته بسرطان المبيضين، مما أثار دهشة الطبيب هامر كيف يصاب هو وزوجته بسرطان في الجهاز أو الأعضاء التناسلية لديهما.
  • ومن هنا قام الطبيب بربط المرض العضوي بالحالة النفسية والشعورية للشخص، وقام بالعديد من الأبحاث العلمية التي تؤكد نظريته. وبعد الكثير من الدراسات العلمية التي أجراها الطبيب هامر على المرضى اكتشف أمر خطير للغاية.

تأثير الصدمة النفسية على وظائف الجسم

  • ألا وهو أن الصدمة النفسية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للشخص، حيث أن كل شعور سلبي يشعر به الشخص نتيجة صدمة ما تعرض لها تؤثر على نقطة معينة في المخ. وهذه النقطة يقابلها في الجسد عضو أو جهاز معين تؤثر عليه سلبا نتيجة تأثرها بشعور سلبي أو صدمة عصبية.

أبحاث علمية لتتأكد من ربط الصدمات النفسية بالأمراض العضوية

  • وقد قام الطبيب هامر بتأكيد ما اكتشفه نتيجة الأبحاث التي أجريت من خلال عمل أشعة مقطعية على المخ للشخص المريض.
  • والتي تظهر بها النقاط المتأثرة بمشاعر الشخص أو الصدمة التي تعرض لها. وهذه النقاط يقابلها عضو أو جهاز معين بالجسم أصيب بالمرض، وهو المرض الذي يشكو منه المريض.
  • وهذا لا يعني تماما أن كل شخص يتعرض لصدمة نفسية أو عاطفية من الضروري أن يصاب بمرض عضوي.

فكرة المرض العضوي نتيجة الصدمة هل هي فكرة عامة؟

  • هذا الأمر غير وارد الحدوث، لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتعرضوا لموقف خطر أو غير متوقع.
  • ولكن لا يصابوا بمرض نفسي أو عضوي، لأن لديهم القابلية النفسية على تخطي مثل هذه الأمور.
  • ولكن من المؤكد أن كل مرض عضوي أو نفسي وراءه شعور سلبي أو صدمة نفسية تسببت في إصابة الشخص بهذا المرض.

الميتاهيلث وعلاقة الدلائل النفسية بالأمراض العضوية

هناك بعض الدلائل النفسية التي تم ربطها بالأمراض العضوية التي يعاني منها الأشخاص، بمعني إن إذ أُصيب الفرد بمرض ما، فإن هذا المرض دلالة على التعرض لأمور نفسية أثرت على أجهزة الجس ونتج عنها بعض الأمراض، ومنها ما يلي:
المشاكل النفسية الأمراض العضوية
الخوف والقلق والتوتر، رفض الذات، الخوف من الشيخوخة، التفكير الزائد في أمر ما اضطراب أو انقطاع الدورة الشهرية
السرعة والعجلة، التفكير الزائد، المعاناة من أمر ما مشاكل في الجهاز العصبي
مشاعر وأحاسيس مكبوتة السيلوليت
مشاكل أسرية، جدال وصراخ مستمر ، الصمت الطويل والحزن الالتهاب الشعبي
الحزن الشديد - الفراق - الألم النفسي فشل وظائف القلب
أمور ترفض سماعها وتتجنبها أو رؤيتها مشاكل في السمع أو الرؤية
المرور بألم نفسي - سخرية وتنمر الآخرين -عدم الشعور بقيمة الذات الأكزيما ومشاكل الجلد
نوع من البكاء الداخلي وطلب المساعدة من الآخرين سيلان الانف
التمسك بأفكار قديمة والانحصار بالماضي الإمساك
رفض المضي قدما - الخوف من المستقبل - القسوة - التشدد - صعوبة التفكير- حمل ثقيل مشاكل العظام والتهاب المفاصل والتصلب المتعدد وألم الكتف

آلية عمل الميتاهيلث

الطب التصنيفي يُدرس في الكثير من المراكز الطبية او الأكاديميات العلمية التي تهتم بمثل هذه العلوم.ويحصل المعالج بهذه التقنية أو هذا العلم على شهادة معتمدة من قبل أكاديمية دكتور هامر للطب التصنيفي، والتي تؤهله للعلاج بهذه الطريقة. أما عن آلية عمل هذه التقنية فتكون من خلال الآتي:

1. التاريخ المرض النفسي

  • معرفة المعالج من المريض المرض العضوي أو النفسي الذي أصيب به، ويشكون منه. ومن خلال ذلك يعرف المعالج نوع الصدمة العصبية أو النفسية التي أصيب بها هذا الشخص.
  • وهل هذه الصدمة قريبة أم من زمن بعيد بمعنى أنها من الممكن أن تكون من الطفولة. خاصة إذا كان المريض يعاني من مرض مزمن أو مستمر معه لفترات طويلة.
  • ومن هنا يبدأ المعالج في سؤال الشخص عدة أسئلة ليعرف ما هي الصدمة التي تعرض لها، وتسببت له في هذا المرض.
  • كما يسأله بعد ذلك عن شعوره تجاه الصدمة، ومكان الصدمة وأحداثها بالتفصيل.

2. تحديد تقنية العلاج المناسبة للحالة

  • يبدأ المعالج في استخدام تقنيات معينة لتحرير مشاعر الصدمة للمريض.
  • من خلال الرجوع لحدث الصدمة بعد أن يدخل المريض في حالة من الاسترخاء، ويغمض عينيه، ويبدأ في تخيل الصدمة أو الرجوع إليها مرة أخرى.
  • ثم يبدأ المعالج في سؤال المريض عن الألوان التي يراها في الصورة الذهنية لديه.
  • بالإضافة إلى المشاعر التي يشعر بها حاليًا، والآلام الجسدية التي يشعر بها عند الرجوع إلى الصدمة العصبية مرة أخرى، والعيش بها مرة أخرى.

3. العلاج بالتعرض والمعايشة مع الصدمة

  • يطلب المعالج من المريض أن يعيش مشاعر الصدمة مرة أخرى كأنها تحدث مرة أخرى.
  • ويبدأ في تحرير هذه المشاعر عن طريق التنفس أو تخيل الشعور وهو يغادر جسده.
  • من الممكن أن يكون علاج المرض من خلال عمل جلسة واحدة للمريض.
  • ومن الممكن أيضا أن يكون أكثر من ذلك حسب الصدمة النفسية، وحسب الأعراض الجسدية التي يشكو منها المريض.

4. الاستشفاء الذاتي من المرض النفسي

  • بعد التأكد من تحرير مشاعر الصدمة النفسية المسببة للمرض يبدأ الجسم في الدخول فيما يسمى بدورة التفاعل في من المرض أو الاستشفاء الذاتي منه، وتبدأ أعراض المرض النفسي أو الجسدي في الاختفاء مع الوقت تدريجيًا.

5. عمل الأشعة والفحوصات للتأكد من تأثير الصدمة الجسدي

  • كما يجب معرفة أمر غاية في الأهمية أنه في بداية رحلة العلاج يطلب المعالج من المريض أن يقوم بعمل أشعة مقطعية على المخ لمعرفة مدى تأثير الصدمة عليهم ومن ثم يبدأ العلاج أو جلسات تحرير مشاعر الصدمة للعميل أو المرض.
  • وبعد ذلك يطلب المعالج من العميل أن يقوم بعمل أشعة مقطعية مرة أخرى للتأكد من أن تأثير الصدمة على نقاط معينة في المخ قد اختفى أو قل.
  • وهي النقاط التي تقابل مكان المرض الجسدي أو المسببة للمرض النفسي للمريض.
  • ومن ثم يبدأ المعالج العمل على الصدمة مرة أخرى في حال كان أثرها ما زال موجودًا بالمخ.
  • حتى يختفي هذا الأثر تمامًا منه، ومن ثم يبدأ الجسم في مرحلة التشافي الذاتي.

6. آلية عمل العلاج

  • من خلال معرفة آلية العلاج بهذا العلم ندرك أن الأمر ليس سهلا على المريض.
  • فهو بمثابة فتح للعقل اللاواعي أو الصندوق الأسود كما يطلق عليه، والبدء في النبش به من أجل البحث عن الصدمة النفسية المسببة للمرض.
  • والبدء في استرجاع أحداثها، وتحرير أي مشاعر سلبية مرتبطة به، وهو أمر صعب للغاية.
  • ولذلك هناك بعض العملاء أو المرضى تكون لديهم طاقة مقاومة رهيبة سواء بوعي منهم أو بدون وعي أثناء عمل تقنيات تحرير الصدمات أو المشاعر لهم.
  • كما أن هناك عملاء لا يستطيعون تذكر الصدمة مهما حاول المعالج معهم بسبب المقاومة أو خوفهم من استرجاع أو تذكر الصور التي تعرض لها من قبل.
  • وهذا النوع من المرضى يكونوا قد تعرضوا إلى صدمة مؤلمة للغاية أو قاسية حيث أن العقل اللاواعي وقتها يعمل على حماية الشخص.
  • وذلك من خلال حجب هذه الصدمة عن وعي المريض على الأقل في الوقت الحالي، حتى لا يصاب بمضاعفات جسدية أو نفسية، أو تحدث لها وفاة مفاجئة.

نصائح علم الميتاهيلث للتعامل مع الصدمات النفسية

لقد توصل الميتاهيلث إلى عدة خطوات يمكن من خلالها التعامل من الصدمات النفسية والتخلص منها بشكل تدريجي حتى يمكن منع التعرض للأمراض الجسدي، ومن هذه الطرق:

  1. تغيير نمط الحياة المتبع، وممارسة تمارين اليوجا والتأمل والحصول على المكملات الغذائية.
  2. العلاج بالتأقلم من خلال تقبل الأمر القائم والتعايش معه على أنه واقع لا يمكن تغييره.
  3. يمكن علاج الصدمات النفسية بالأدوية مثل أدوية الاكتئاب والمهدئات والأدوية المخدة ومضادات الأفيون، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  4. إعادة برمجة وظائف الدماغ من خلال التعرض التخيلي للحدث المؤلم مع ربطه بالإدراك الإيجابي يجعل المريض يشعر أن الموقف تكرر لك بشكل أفضل.

هل أظهر العلاج بالميتاهيلث نتائج إيجابية؟

  • لقد أظهرت العديد من الأبحاث العلمية وكذلك الكتب والكورس الميتاهيلث التي أجريت على أكثر من شخص فاعلية العلاج بعلم الميتاهيلث في علاج العديد من الحالات التي تعرضت لصدمات نفسية ونتج عنها أمراض عضوية، وفي الغالب كانت النتائج مرضية ونجح هذا العلم في علاج العديد من الحالات المرضية.
  • ولكن فترة العلاج النفسي أطول مقارنة ببعض الحالات التي تستدعي عمليات جراحية فورية قد يؤجلها العلاج النفسي، لذا العلاج النفسي لا يجوز مع مثل هذه الحالات.

تجارب العلاج بالميتاهيلث

كانت سارة تعاني من صدمة نفسية عصيبة عندما كانت في عمر 25، وهي التعرض لحادثة تحرش جنسي، وهذا ما جعلها تفقد الثقة في أي رجل وترفض التعامل معه، وقد ساعدها طب الميتاهيلث في التخلص من هذه الصدمة التي جعلتها تشعر بأمراض جسدية مثل نزلات البرد المستمرة وفقدان الرغبة في الزواج، من خلال التعرض للعلاج السلوكي المعرفي والاختلاط مع حالات مشابهة، وبالفعل استطاعت سارة استعادة ثقتها في نفسها وفي الآخرين وتمكنت من الزواج والإنجاب.

من خلال معرفة علم الميتاهيلث يجب الوقوف على نقطة هامة جدا ألا وهي أن هذا العلاج من الممكن ألا يناسب بعض المرضى خاصة الحالات الحرجة منهم، لأنه لا يعتمد على دواء أو عملية جراحية بل يعتمد على علاج السبب الرئيسي للمرض، ويترك الجسم بعد ذلك يشفي نفسه ذاتيًا، وهي عملية تتطلب أشهر، ومن الممكن أن يقوم المريض بالعلاج بهذا العلم مع الطب التقليدي أيضا، فلا يتعارض هذا مع ذلك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع