كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 11/02/2024

باب الطرائف.. قطوف من نوادر وطرائف العرب قديماً

باب الطرائف ومدى أهميتها في اللغة العربية، فلم تُخلَق الكلمة هباءّ أو دون مدلول يحمل لها معنى، والطرائف بحرٌ واسع وأنواعها كثيرة، فمجرد تسخير الكلمة لتصنع أجمل طرفة هذا هو الإبداع، وتتضمن الطرائف صور عدة سنتطرق إليها من خلال موقع مفاهيم بالإضافة إلى أننا سنتعرف على أمثلة لتوضيح المقصود من الطرائف، والمزيد من التفاصيل المنوعة، فتابعونا.
باب الطرائف.. قطوف من نوادر وطرائف العرب قديماً

تعريف باب الطرائف

  • قبل الطرق إلى اقتباس بعض طرائف العرب، نشير إلى تعريف باب الطرائف ولنشرح معنى الكلمة في معجم اللغة العربية المعاصر، وهي تعني طَرُفَ الحديث أي صار مستحسنًا ومقبولًا، وفي المعجم الرائد الطَرف من الحديث هو الكلام الغريب المستحسن، لذا فإن الطرائف ليست دائما نُكتة ساخرة للضحك، ولكنها أكثر قيمة وهدف ولها أبعاد أخرى تحمل الحكمة.
  • ومن أهمية الطرائف أنها للتسلية والترفيه عن النفس وطرد الملل، كما أنها تساعد على زيادة اكتساب الخبرات من تجارب الآخرين، لتجعلك تشعر بأنك لست وحدك من مر بتجارب سيئة ومؤلمة، بجانب أنها تزيد من الحصيلة اللغوية بالاعتماد على المفردات اللغوية المتنوعة.

ومن الأمثلة على باب الطرائف في اللغة العربية طرائف الشعر، طرائف مضحكة، طرائف في الزواج، طرائف جاهلية، ونحو ذلك.

  • فلنحكي طرفة من طرائف العرب: "دخل رجل على أبي حاتم السجساتي فقال له: يا أبا حاتم ما تسمي العرب الرجل إذا كان في فرد رجله خُف وفي الأخر نعل؟ فرّد عليه قائلا: لا أدري.
  • فقال له: صدقت لأن فوق كل ذي علم عليم، يقال له: مُخفَنعِل يا غلام، فضحك أبو حاتم حتى شرِق ريقه.
  • وإذا فكرنا قليلا في الكلمة التي ابتدعها الرجل فهي مكونة من شقين، الأول خف، والثاني نعل، وهذا ما يسمى في علم اللغة بالنحت.

طرائف العرب قصيرة

نستعرض معا في باب الطرائف مجموعة من طرائف مضحكة قصيرة من أشهر النوادر لجحا التي كانت تُضحِك الصغير والكبير، ومنها ما يلي:

الزهرة

  • أتى شاب بزهرة لخطيبته، فلما رأت خطيبته الزهرة وجدتها ميتة، فصرخت في وجهه قائلة: أتحضر لي زهرة ميتة؟ قال الشاب: ليست ميتة بل إنها تنحني أمام جمالك يا عزيزتي الغالية.

خروف جحا

  • كان جحا يمتلك خروف يحبه بشدة، فقام أصدقاء جحا بسؤاله ماذا ستفعل بالخروف يا جحا؟، قال جحا: سأحتفظ به للشتاء القادم، قال واحدا من أصدقاء جحا: إن القيامة ستقوم غدا، اذبح الخروف وأطعمنا منه، ظل الأصدقاء يصرون ويضغطون على جحا حتى ذبح الخروف وأطعمه لأصدقائه، وبعد تناول الطعام ذهب أصدقاء جحا للتنزّه والسباحة وتركوا ملابسهم في حراسة جحا الذي كان حزينا على الخروف.
  • فقام جحا بإحراق ملابس أصدقائه، ولما عادوا لجحا، سألوا عن ملابسهم، فقال لهم: لقد حرقتها كلها، فهجموا عليه، فقال جحا: لماذا أنتم غاضبون هكذا؟ ما فائدة هذه الملابس والقيامة ستقوم غدا؟.

جحا والرجل الفقير

  • جاء أحد الفقراء يطرق باب جحا، وكان جحا في الدور العلوي من المنزل، فأطل من نافذة البيت وسأل من الطارق؟ فقال الطارق: أنزل أريدك في أمر ما؟ نزل جحا وعرف أن الطارق رجل فقير يريد مال، فاشتد غيظ جحا منه وطلب أن يأتي معه للطابق العلوي، ولما وصلا إلى الطابق العلوي، قال جحا للفقير: الله يعطيك، فقال الرجل الفقير: لماذا لم تقل لي ذلك ونحن في الطابق السفلي؟ فقال جحا: لماذا أنزلتني أنت من الطابق العلوي؟.

طرائف مكتوبة

هذه واحدة من باب الطرائف المضحكة التي تحمل مغزى معين للاستفادة، لنقرأها سويا:

  • كتب أحدهم: أنه كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة، فطلب منi الأمير أمام الناس، وقال له: لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة، فصلي بهم المغرب، وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى: "وقالوا ربنا إنَّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل".
  • وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية، قرأ قوله تعالى: "ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا"، فقال له الأمير يا هذا: طول ما شئت واقرأ ما شئت، لكن غير هاتين الآيتين.

طرائف العرب في الزواج

استكمالا لحديثنا عن باب الطرائف، نأتي لأكثر طرائف العرب في النساء في الزواج مضحكة ومنها:

  • قالت إحداهن للأخرى: ألستِ تلبسين خاتم زواجك في الإصبع الخطأ؟، فأجابتها: نعم: لأنني تزوجت الرجل الخطأ.
  • تزوج قاضي على زوجته دون علمها وكان يذهب لزوجته الثانية سرا، وشعرت الزوجة الأولى بتغير حال زوجها، فشكْت أنه تزوج عليها، فذهبت لتسأله فلم يجبها، وقال إنها أوهام، ثم فكر في حيلة كي يقنع زوجته الأولى بأن هذا غير صحيح لأنها بدأت تنكد عليه، فذهب للزوجة الثانية وقال لها: تعالي عند زوجتي الأولى واطلبي مقابلتي لتسألي عن مشكلة مع زوجك الذي تشكي أنه تزوج بأخرى، فذهبت الزوجة الثانية وفعلت ما طلبه، فأخذتها الزوجة الأولى إلى القاضي الذي هو زوجهما وجلست معه واشتكت، فقال لها: هل لديك دليل؟ فقالت: لا، قال لها: هي أوهام في رأسك والدليل أن زوجتي تشعر بنفس الإحساس وهو غير حقيقي، وأنا أمامك أقسم بالله لو كانت لي زوجة خارج هذا البيت فهي طالق، فبكت زوجته الأولى وقبلت رأسه وقالت: أقسم لك أني لن أشك فيك بعد اليوم.

من طرائف العرب قديما؟

  • كان رجلا في دار بأجرة وكان خشب السقف قديما باليًا، فكان يتفرقع كثيرا، فلما جاء صاحب الدار يطالبه الأجرة قال له: أصلح هذا السقف فإنه يتفرقع، قال له: لا تخاف ولا بأس عليك، فإنه يسبح الله فقال له: أخشى أن تدركه الخشية فيسجد.

نوادر وطرائف مضحكة

يروي الجاحظ قصة أبي عبد الرحمان الذي كان يحب أكل الرؤوس، إلا أنه لم يكن يأكل اللحم إلا في عيد الأضحى، يقول الجاحظ: إن أباك عبد الرحمن هذا كان إذا اشترى رأسا لا يُقعِد ابنه الأكبر معه على الخوان (طاولة الأكل)، إذ أن هذا الابن ربما رافق أباه إلى بعض الولائم فيأكل اللحم هناك، أما الابن الأصغر، فكان يقعد على الخوان مع أبيه ولكن بشروط وصايا منها:

  • اعلم يا بني أن مدمن اللحم كمدمن الخمر.
  • إياك ونهم الصبيان.
  • اعلم أن الشبع داعية البشم (التُخمة) وأن البشم داعية السقم، وأن السقم داعية الموت، ومن مات هذه الميتة فقد مات ميتة لئيمة وهو قاتل نفسه، وقاتل نفسه ألاْم من قاتل غيره، ولو سألت حُذّاق الأطباء، لأخبروك أن عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتُخمة.

من طرائف العرب المضحكة؟

  • من طرائف العرب في اللغة العربية؟ يذكر أن أحد النحويين أصرَّ على أن يتحدث أولاده باللغة الفصحى، وذات يوم طلب من إحدى بناته أن تحضر له قنّينة حبر، فأحضرت البنت القنّينة وخاطبته: هاك القنّينة يا أبي (بفتح القاف)، فقال لها: اكسريها (يقصد كسر حرف القاف)، فما كان من البنت إلا أن رمت القنّينة وكسرتها.

من طرائف الجاهلية؟

  • تزوج الأخطب بن عوف من فتاة تدعى "فتنة" من قبيلة "الأرمكي" ظنً منه أنها شديدة الحسن والجمال، لذلك اسموها فتنة، ولما جاء لكي يدخل بها ساءه قبحها ودمامتها، فانتظرها حتى نامت وحزّم أمتعته وهمَّ بالمغادرة، وقبل مغادرته أدركته أمه فقالت له: إلى أين يا ولدي أنت ذاهب في ليلتك الأولى من الزواج؟ فقال لها: أني مغادر إلى أرض الكوفة، فقالت له: وماذا عن فتنة؟، فقال: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
إلى هنا ننهي مقالنا حول باب الطرائف بعد أن شرحنا معنى لفظ طرائف في معجم اللغة العربية لنتبيّن المفهوم الصحيح للكلمة، ثم أوضحنا أشكال مختلفة من الطرائف في أزمنة وعصور كانت تستخدم الطرفة لاستنتاج مغزى معين للاستفادة أكثر منها دعابة أو سخرية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ