اكتشف أهم نوادر و طرائف العرب المسلية
تعريف باب الطرائف
باب الطرائف هو قسم أو جزء من الأدب العربي التقليدي يُعنى بجمع القصص والنوادر والحكايات الفكاهية والطريفة. تهدف هذه القصص إلى إضحاك القارئ وإدخال البهجة والسرور على نفسه، وهي غالباً ما تتضمن مواقف طريفة أو غير متوقعة، وتكشف عن ذكاء وحكمة أو سخرية لطيفة.
ومن أهم خصائص باب الطرائف ما يلي:
- إظهار المواقف المضحكة والمسلية التي تثير الضحك وتُدخل الفرح إلى القلوب.
- بعض الطرائف تحمل في طياتها عبراً وحكماً خفية تعكس الذكاء والفطنة.
- تتضمن بعض الطرائف نقداً ساخراً للأوضاع الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية، بطريقة غير مباشرة ومن خلال الفكاهة.
- العفوية والبساطة هي عنوان الطرائف والنوادر عند العرب.
أهم نوادر وطرائف العرب
هناك العديد من الحكايات والقصص المسلية التي كان يتناقلها العرب قديما حول قصص بعضها حقيقة والأخرى، من وحي خيال بعض الأفراد، وظلت تنتقل هذه الطرائف عبر الأجيال حتى ظلت باقية لوقتنا هذا، وتحمل عبر وعظة وحكمة يرغب صاحبها أن يوضحها للآخرين بشكل قصصي، ومن أهم هذه النوادر ما يلي:
خصال لا نرضاها لبنات إبليس
- خطب خالد بن صفوان ( من أغنياء العرب وصفوتهم) امرأة فقال لها : أنا خالد بن صفوان، والحسب على ما قد علمته، وكثرة المال على ما قد بلغك، وفيّ خصال سأبينها لك، فتقدمين عليّ أو تدعين.
- قالت: وما هي ؟
- قال: إن الحرة إذا دنت مني أملّتني، وإذا تباعدت عني أعلّتني، ولا سبيل إلى درهمي وديناري، وتأتيني ساعة من الملل لو أن رأسي في يديّ لنبذته.
- فقالت: قد فهمنا مقالتك، ووعينا ما ذكرت، وفيك بحمد الله خصال لا نرضاها لبنات إبليس ،فانصرف رحمك الله.
مائدة الحجاج
- أعد الحجاج مائدة في يوم عيد فكان من بين الجالسين أعرابي فاراد الحجاج أن يتلاطف معه فانتظر حتى شمر الناس للأكل.
- وقال: من أكل من هذا ضربت عنقه. فظل الأعرابي ينظر للحجاج مرة وللطعام مرة أخرى.
- ثم قال: أوصيك بأولادي خيرا ... وظل يأكل فضحك الحجاج وأمر بأن يكافئ.
الرشيد وأبو نواس
- كان للرشيد جارية سوداء، اسمها خالصه ومرة، دخل أبو نواس على الرشيد، ومدحه بأبيات بليغة.
- وكانت الجارية جالسة عنده، وعليها من الجواهر والدرر ما يذهل الأبصار، فلم يلتفت الرشيد إليه.
- فغضب أبو النواس، وكتب، لدى خروجه، على باب الرشيد:
- لقد ضاع شعري على بابكم ......... كما ضاع در على خالصه.
- ولما وصل الخبر إلى الرشيد، حنق وأرسل في طلبه.
- وعند دخوله من الباب محا تجويف العين من ذلفظتي (ضاع) فأصبحت ((ضاء)).
- ثم مُثل أمام الرشيد . فقال له : ماذا كتبت على الباب ؟
- فقال :
- لقد ضاء شعري على بابكم ........... كما ضاء در على خالصه.
- فأعجب الرشيد بذلك وأجازه . فقال أحد الحاضرين : هذا شعر قلعت عيناه فأبصر.
ارفق بنفسك
- قال: ' الحجاج ' لأعرابي كان يأكل بسرعة على مائدته:
- ارفق بنفسك
- فقال له الأعرابي:
- وأنت ... أخفض من بصرك.
مدمن اللحم كمدمن الخمر
- يروي الجاحظ قصة أبي عبد الرحمن الذي كان يحبّ أكل الرؤوس إلا أنه لم يكن يأكل اللحم إلا في عيد الأضحى.
- يقول الجاحظ أن أبا عبد الرحمن هذا كان إذا اشترى رأسا لا يُقعِد ابنه الأكبر معه على الخوان ( طاولة الأكل ) إذ إن هذا الابن ربما رافق أباه إلى بعض الولائم فيأكل اللحم هناك . أما الابن الأصغر فكان يقعد على الخوان مع أبيه ولكن بشروط ووصايا كثيرة منها:
- اعلم يا بني أن مدمن اللحم كمدمن الخمر.
- إياك ونهم الصبيان.
- اعلم أن الشبع داعية البشم ( التخمة ) وأن البشم داعية السّقم وأن السقم داعية الموت.
- ومن مات هذه الميتة فقد مات ميتة لئيمة وهو قاتل نفسه . وقاتل نفسه ألأم من قاتل غيره.
- ولو سألت حُذّاق الأطباء لأخبروك أن عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتخمة.
كلام مظلوم ووجه ظالم
- تخاصم رجل وامرأته إلى أمير من أمراء العراق، وكانت المرأة حسنة المنتقب ( ترتدي نقابا حسنا )، قبيحة الملامح، وكانت سليطة اللسان على زوجها ، فقال الأمير – وقد مال إلى جانب المرأة –: ما بالكم أيها الرجال، يعمد أحدكم إلى المرأة الجميلة فيتزوجها ، ثم يسيء إليها !
- فأهوى الزوج النقاب عن وجهها.
- فلما رأى الأمير وجهها ارتعد وقال : عليكِ لعنة الله ، كلام مظلوم ووجه ظالم !
قطوف من طرائف ونوادر العرب
هناك العديد من القصص الطريفة والنادرة التي تعكس روح الفكاهة والذكاء لدى العرب. إليك بعضاً من هذه الطرائف:
أحد النحويين يشتري حمارا
- دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقال للبائع: أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر، إن أقللت علفه صبر، وإن أكثرت علفه شكر، لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري، إذا خلا في الطريق تدفق ، وإذا أكثر الزحام ترفق فقال له البائع : دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك.
الأعرابي والمطر
- كان أحد الأعراب جالساً مع جماعة، فجاءهم مطر غزير. فبدأ الأعرابي بالدعاء قائلاً: "اللهم حوالينا لا علينا"، فاجاب أحد الحاضرين ساخرًا: "ألا تعلم يا هذا أن المطر خير؟" فرد الأعرابي: "بلى، ولكني أريد الخير لي ولجمالي وليس في الجبال والوديان".
الأصمعي والأعرابي
- خرج الأصمعي يومًا إلى البادية فوجد أعرابيًا، فسأله: "كيف حالكم؟" فأجابه الأعرابي: "بخير، إذا عشنا". فقال الأصمعي: "كيف تعيشون في هذه الأرض الجافة؟" فأجابه الأعرابي: "نصبر على الجوع كما يصبر الحر على الحر".
الجاحظ والجارية
- كان الجاحظ دميم الوجه، فجاءته جارية تحمل رسالة من سيدها. فلما رآها الجاحظ تراجعت وقالت: "كنت أظن أن الشيطان قد مات". فرد عليها الجاحظ بسرعة بديهة قائلاً: "لا تخافي، إنما أنا وارثه".
المتنبي وابن العميد
- دخل المتنبي على ابن العميد وكان يومًا حارًا جدًا، فقال له ابن العميد: "ما أشد هذا الحر؟" فقال المتنبي: "أشد منه حر الحاجة إليك".
القاضي والشاعر
- رفع أحد الشعراء دعوى إلى القاضي ضد رجل ضربه، فقال القاضي للمدعى عليه: "لِمَ ضربت هذا الشاعر؟" فقال المدعى عليه: "يا سيدي، لقد بدأ هو بضربي بالكلام". فرد الشاعر: "يا سيدي القاضي، إنما كلمته بلساني". فقال المدعى عليه: "وأنا كلمته بيدي، وللجسد لسانان: لسان في الفم ولسان في اليد".
أبو نواس والماء البارد
- كان أبو نواس قد اشتهر بشرب الخمر، فجيء له يوماً بماء بارد، فقال له أحدهم مازحًا: "اشرب، هذا ماء بارد". فرد أبو نواس قائلاً: "أخاف أن أتعوده فيصبح لي عادة".
نكت العرب قديما
إليكم بعض نكت العرب قديما التي تبعث الفكاهة والفرح في نفوس الناس، ولعل أهمها ما يلي:
- أبو نواس والجار الجديد: جاء رجل إلى أبي نواس وقال له: "إنني جارك الجديد، وقد جئت لأتعرف عليك". فقال له أبو نواس: "أهلاً وسهلاً، إن كنت غنياً فأنت جاري، وإن كنت فقيراً فأنت أخي."
- الأعرابي والدعاء: كان أحد الأعراب يدعو في صلاته: "اللهم ارزقني بقرةً حلوباً، ولا تجعلها عجفاء!". فسأله أحدهم: "لماذا لا تطلب جملًا؟" فأجاب الأعرابي: "لأنني إذا ركبته، فإنني أخاف أن يدعوني أحد إلى طعامٍ ولا أجد من يرضى بالبقرة!"
- الجاحظ والنملة: كان الجاحظ يكتب في الليل على ضوء السراج، فدنت منه نملة، فقال: "أيها النملة، هل تعلمين أن ما كتبتُه يُعتبر حكمة؟" فردت النملة: "وما شأنك بحكمة النمل يا طويل العمر؟"
- الأعرابي والموت: قال أحد الأعراب: "والله لو لم يكن في الموت إلا أن الناس لا يموتون، لكان خيراً لهم أن لا يموتوا!"
- الخليفة والشاعر: دخل شاعر على أحد الخلفاء وامتدحه بقصيدة طويلة، فقال له الخليفة: "هل تعلم أن نصف ما قلته لي هو كذب؟" فرد الشاعر: "نعم يا أمير المؤمنين، والنصف الآخر سرقته من شاعر آخر!"
- الأعرابي والقاضي: رفع أعرابي دعوى أمام القاضي قائلاً: "يا قاضي، لقد سرق هذا الرجل جملي!" فسأله القاضي: "هل لديك شهود؟" فرد الأعرابي: "نعم، ولكنهم كلهم أصدقاء الرجل الذي سرق جملي!"
- الشاعر والبخيل: قال الشاعر لأحد البخلاء: "لقد سمعت أنك كنتَ مريضًا، فما الذي كان يؤلمك؟" فأجابه البخيل: "قدمي كانت تؤلمني." فسأله الشاعر: "هل كنت تتعالج عند الطبيب؟" فرد البخيل: "لا، كنت أستعملها في المشي إلى السوق كي أشتري ما أحتاجه."
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_983