كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 29/03/2024

بحث عن بدايه الخلق (ما قبل خلق الإنسان)

بحث عن بدايه الخلق وحقائق الوجود والعدم، والفناء والخلق، والحياة والموت، إنه موضوع شائك للغاية يحمل أسرارا عجيبة ربما لا يستطيع العقل استيعابها مهما بلغ من العلم والمعرفة. فهل سألت نفسك عن بداية الخلق وكيف خلق الله الكون وأين كان سبحانه وتعالى قبل خلق الخليقة ولماذا خلق الله الكون وغيرها من التساؤلات المُحيّرة والتي قد تصل بالعقل إلى الجنون ما لم يجد لها إجابة موضوعية واضحة. لذا سنوضح من خلال موقع مفاهيم كافة المعلومات المتعلقة بهذا الأمر بشكلي تفصيلي، فتابعونا للاستفادة.
بحث عن بدايه الخلق (ما قبل خلق الإنسان)

بحث عن بدايه الخلق

  • يقول الله تعالى في محكم آياته: "قُلْ سِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُوا۟ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلْأَخِرَةَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ" (العنكبوت: 20).
  • وقد ذكر النبي صل الله عليه وسلم في شرحه لوفد اليمن قوله: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض".

ومراحل شجرة بداية الخلق مُرتَّبة وهي على النحو التالي:

خلق العرش والكرسي

  • يعد العرش أعظم المخلوقات وأعلاها مكانة فهو سقف الكون وأمر الله عز وجل ملائكته بحمل العرش وتعبدهم بتعظيمه والطواف به لقوله تعالى: " ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ". (سورة غافر: آية 7).
  • وفي العرش كرسي الحمن جل جلاله الذي وسع حجمه السماوات والأرض لقوله تعالى: " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ"، وجاء عن أبي ذر رضي الله عنه- أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "إن السماوات بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في فلاة، وأن حجم الكرسي بالنسبة للعرش حجم الحلقة بالنسبة للفلاة".

خلق الماء

  • يقول بعض أهل العلم أن الماء أول مخلوقات الله تعالى، والبعض له رأي آخر بأن الماء خُلِق قبل العرش استنادًا لقوله تعالى: "وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ ۥ عَلَى ٱلْمَآءِ". (هود: 7).

خلق القلم

  • أمر الله تعالى القلم بكتابة مقادير الأشياء وكل ما هو موجود من مخلوقات وأحداث وحياة وموت حتى يوم القيامة، فقد جاء عن النبي صل الله عليه وسلم قال: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، ومن مات على غير هذا فليس مني".

خلق اللوح المحفوظ

  • اقترن اللوح المحفوظ بالقلم وسمّاه الله تعالى محفوظًا لأنه محفوظ من التبديل والتغير ومن وصول الشياطين إليه أو العبث به، قال تعالى: "مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَٰبِ مِن شَىْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ". (الأنعام: 38).
  • كما أن اللوح المحفوظ فيه القرآن الكريم منذ قديم الأزل لقوله تعالى: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍۭ". (البروج: 21-22).

خلق الزمان

  • يعني الزمان الوقت الذي نعيش فيه ويتم حساب الأعمال والآجال من خلاله لقوله تعالى: "وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا". (سورة الفرقان: 62)، وقد جاء ذكر ألفاظ أجزاء من الزمان في آيات عديدة من القرآن الكريم منها، الساعة، اليوم، الشهر، العام.

بحث عن بدايه الخلق في القرآن الكريم

  • يقول الله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا۟ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۥٓ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ" (العنكبوت:19)، وأيضا قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَٰهُمَا" (الأنبياء:30)، وهذا يعني أن السموات والأرض كانت في بداية الخلق عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة (رتقا) وهو الالتصاق، ثم حدث لهذه الكتلة فتق أي انفصال لتتكون بعدها المجرات والنجوم والكواكب وبقية المخلوقات.
  • وقد نشأ الكون من دخان لقوله تعالى: "ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ" (فصلت: 11)، وقوله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ" (ق:38).

ويقول أحد علماء الدين:

  • إن القرآن الكريم تحدث عن بداية الخلق في آيات عديدة، وروي البخاري والترمذي والنسائي عن عمران حصين أن أهل اليمن قالوا: "يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: كان الله قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض"، وفي رواية "كان الله ولم يكن شيء غيره"، ورواية أخرى "لم يكن شيء قبله".
  • وروى مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أخذ رسول الله صل الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل".
  • وروى أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن رزين قال: قلت يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وما ثَمَّ خلقٌ، عرشه على الماء.

خمس أشياء خلقها الله قبل بداية الخلق

  • قيل: الماء والعرش، ثم القلم، ثم السماوات والأرض واختلف في خلق العرش والماء أيهما خُلِق أولًا.

أول من خلق الله من البشر

  • سيدنا آدم عليه السلام وخلقه الله من طين لاذب ونفخ فيه من روح الله تعالى، وكان بذلك بداية خلق الإنسان على الأرض.

ما هي بداية الخلق؟

  • بداية الخلق الماء وقيل العرش لقوله تعالى: "وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ ۥ عَلَى ٱلْمَآءِ" (سورة هود: 7)، وقد أكدت الآية الكريمة أن العرش والماء كانا أول بداية الخلق قبل خلق السموات والأرض.

كيف كانت بداية الخلق؟

  • في ضوء حديثنا في بحث عن بدايه الخلق، يحكى ابن جرير عن محمد بن إسحاق، أنه قال: "أول ما خلق الله عز وجل النور والظُلمة، ثم ميَّز بينهما، فجعل الظُلمة ليلًا أسود مظلمًا، وجعل النور نهارًا مضيئًا مبصرًا".
  • وقيل: إن الذي خلق ربنا بعد القلم الكرسي، ثم خلق بعد الكرسي العرش، ثم خلق بعد ذلك الهواء والظلمة، ثم خلق الماء فوضع عرشه على الماء لقوله تعالى: "وَكَانَ عَرْشُهُ ۥ عَلَى ٱلْمَآءِ".

لماذا بدأ الخلق؟

  • من خلال بحث عن بدايه الخلق وسبب خلق الله تعالى لخلقه، فيقول أهل العلم: "إن الله تعالى خلق الإنسان من أجل أن يعمر الأرض، وأن يتعلم ويعلم غيره، وقد كانت بداية خلق الإنسان عندما أمر الله تعالى سيدنا جبريل عليه السلام بأن يأخذ طينة من الأرض ليخلق الله من خلالها الإنسان، فنزل سيدنا جبريل لأخذ تلك الطينة، فاستحلفته الأرض بألا يفعل.
  • ثم أمر الله تعالى ملك الموت بعدها بأن يأخذ طينة من الأرض، فاستحلفت الأرض ملك الموت بألا يفعل، فرد ملك الموت قائلًا: استحلفتني بمن أمرني فلن اعطيه أبدا، وأخذ قبضة الأرض وخلق بها آدم، وكان سيدنا آدم قوي البنية وطويل القامة، وأمر الله تعالى الملائكة أن يسجدوا له، فسجدوا إلا إبليس.
انتهى موضوعنا حول بحث عن بدايه الخلق بتوضيح عدة حقائق تتعلق بخلق الكون قبل خلق الإنسان في واقع ما ورد في الكتاب العزيز، واستنادًا إلى الأحاديث الصحيحة لنتعلّم أن الله عز وجل لم يخلق الأشياء عبثا دون حكمة، كي نؤكد للمتشككين في الله أن كل شيء خُلِق بقدر معلوم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ