كتابة : رحاب
آخر تحديث:

برنامج تيتش لعلاج التوحد

التوحد هو أحد الاضطرابات التي يصاب بها الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم، وهو أحد الاضطرابات التي لم يكتشف لها سبب رئيسي إلى الآن فجميعها مجرد اجتهادات ويعتبر برنامج تيتش لعلاج التوحد هو أحد البرامج التأهيلية والتعليمية التي تقدم للتوحديين.
ومن أهم سمات الطفل التوحدي هو الخلل الحسي في كثير من الحواس إن لم يكن جميها، فضلاً عن اضطرابات التواصل وعدم التفاعل الاجتماعي والعزلة عن كافة المحيطين به، وكذلك النظرة الجانبية واللعب الشاذ بالأدوات، ولمزيد من المعلومات عن برنامج تيتش تابعوا معنا السطور القادمة.......
برنامج تيتش لعلاج التوحد

ما المقصود ببرنامج تيتش؟

هو أحد البرامج التأهيلية الموجهة إلي فئات الأطفال التوحديين والقائم علي هذا البرنامج العالم إريك شوبلر وهو أحد العلماء المهتمين والمختصين بمجال البحث في التوحد وهو أمريكي الجنسية، وتقوم طريقة تيتش علي تأهيل الطفل التوحدي من كافة الجوانب بالشخصية وليس التركيز علي جانب دون الآخر.

حيث يقوم البرنامج علي تأهيل الجانب السلوكي والتواصلي والجانب الحركي ورعاية الذات وغيرها من الجوانب التي تشكل في مجملها شخصية طفل التوحد.

مما تتكون بيئة فصل تيتش؟

تتكون البيئة الصفية لمنفذي برنامج تيتش علي أن الفصل الواحد يحتوي علي 5 :6 أطفال توحدين علي الأكثر حيث أن التعامل علي أعداد أكبر من ذلك يؤدي إلي عدم جدوى البرنامج علي الإطلاق، ويتواجد بالفصل معلمة واحدة تساعدها مساعدة واحدة فقط.

وقد أكد شوبلر ( المؤسس الفعلي لبرنامج تيتش ) أن البيئة الصفية للأطفال التوحديين الذين يخضعون لبرنامج تيتش تقوم علي ما يلي:

  • أن يكون الفصل الدراسي حجمه كبير ولا تتواجد به نوافذ خارجية كثيرة حتى يتمكن المعلم من تحجيم هروب وخروج الأطفال منه، كما يجب آلا يحتوي الفصل علي مشتتات كبيرة بل يجب أن يخلو من أي مشتتات بيئية علي الإطلاق.
  • يجب أن يكون الحمام ( دورة المياه) بالقرب من بيئة الصف حتى يتمكن المعلم من تنفيذ كثير من أهداف رعاية الذات مع الطفل ولا يضطرون للخروج بعيداً عن البيئة الصفية.
  • ضرورة أن تكون البيئة الصفية مؤمنة بشكل فيزيقي بمعنى أن يتم تغليف حوائط الفصل الدراسي بمادة البلاستيك حتى يتم تفادي أن يقوم طفل بخبط رأسه في أحد الجدران فمن المعروف أن أطفال التوحد حركتهم زائدة ومن الوارد أن يقوموا بإيذاء أنفسهم دون علمهم بماذا يعملون.
  • يتم تقسيم البيئة الصفية إلي أجزاء بحيث يكون كل جزء مختص بالتدريب علي أحد الجوانب فهناك الجانب المعرفي وجانب رعاية الذات والجانب الاجتماعي والجانب التواصلي أو اللغوي، وفي ما يخص الجانب المهاري مثلاً أو الجانب المعرفي يفضل أن يكون بعيداً عن النوافذ والشبابيك حتى تنخفض مستويات التشتت بل يجب أن تكون قريبة من الأرفف التي بها الأدوات المستخدمة.
  • يجب تغطية كافة المصادر التعليمية التي تتواجد في داخل البيئة الصفية حتى لا تكون أداة لتشتيت الأطفال التوحدين وذلك مثل الأدوات التي تكون علي الأرفف أو الأدوات السمعية والبصرية مثل الكمبيوتر.
  • يمكن الاستعانة بالماشيات ( قطع السجاد ) حتى تكون بمثابة أدوات تعليمية من حيث كونها مثيرات بصرية فمن المعروف أن من أهم جوانب القوة لدى الأطفال التوحديين هو إدراكهم البصري لذلك فإنه يتم استغلال تلك الجوانب القوية في رفع نقاط الضعف كالإدراك السمعي، فعلي سبيل المثال يمكن أن يتم تميز المكان الذي يتم فيه غسل اليدين أو الحمام بمشاية من الفرش الأرضي بحيث يربط بينها من ناحية وبين المكان المخصص للحمام وقضاء الحاجة من ناحية أخرى.
  • يتم استخدام مجموعات من الأشرطة واللواصق علي الأرض والجدران لتقوم بدور الدلائل والتوجهات المكانية المختلفة في البيئة الصفية.

الأغراض الواجب توافرها في بيئة تيتش

أكد إريك شوبلر أن هناك مجموعة كبيرة من الأغراض الواجب توافرها في البيئة الصفية الخاصة بتطبيق برنامج تيتش ولعل أهم تلك الأغراض ما يلي:

  • وجود مجموعة من الأدوات الخاصة بالترفيه واللعب وضرورة وضعها في أماكن محددة.
  • وجود مكان مخصص لأدوات المطبخ حتى يتم تدريب الطفل علي أهم تلك المهارات التي تتعلق بالمطبخ والاعتماد علي الذات في إعداد العديد من الوجبات وغيرها من الأمور التي تتطلب قدر كبير من الاستقلالية.
  • توفير مكان علي الأرض يكون معد ومجهز من أجل تنظيم الأطفال التوحدين وجلوسهم برفقة المعلم علي شكل حلقات تدريبية وتعليمية، ويجدر بنا هنا أن نؤكد علي أن التدريب لا يقتصر علي كرسي وتربيزة فقط ولكن هناك أساسيات تؤكد علي وجود أنشطة حركية وأن يجلس المعلم مع الطفل علي الأرض فإن هذا يجعل بيئة التعلم أفضل بكثير ومليئة بالمحفزات للتعلم.
  • يجب تحديد منطقة محددة خاصة بالمعلم يتم تنظيمها في بيئة التعلم بالبيئة الصفية منذ البداية.
  • تخصيص منطقة للاسترخاء هدفها راحة الطفل التوحدى بحيث ينال فترات راحة في ما بين الأنشطة وبعضها البعض.
  • تخصيص مكان في البيئة الصفية لتدريب الطفل علي المهن المختلفة بكافة أدواتها حتى يتعرف علي البيئات المهنية المختلفة ويتعامل معها في ما بعد من خلال التعميم.

الجداول المصورة في بيئة تيتش

  • من أهم الأمور التي تميز برنامج تيتش عن غيره من البرامج التأهيلية لأطفال التوحد هي البرامج المصورة تلك البرامج تعمل علي المهارات البصرية لدى الطفل التوحدى حتى يحدث قدر من الربط بين المهارة والهدف التدريبي من ناحية والصورة من ناحية أخرى.
  • من أهم مميزات الجداول المصورة أنها تعمل علي الجزء الروتيني لدى الطفل التوحدى حيث تم استغلال هذا الجزء لصالح تدريب الطفل التوحدي من خلال تنظيم يومه وجعله منظماً دون وجود أي عشوائية علي الإطلاق، بحيث يربط الطفل بين الجدول بصورة ومراحله اليومية وبين ما يقوم به في يومه، وهذا ما استند عليه إريك شوبلر في وضع أسس برنامجه تيتش.
  • أما عن مكونات الجدول فالجدول بالطبع يكون فردي فلا يمكن عمل جدول لجميع الأطفال، حيث يتم تصميم جدول لكل طفل حسب يومه وبيئته وظروفه وقدراته ودرجة شدة التوحد الذي يعاني منه، وكل جدول ينطوي علي صورة خاصة للطفل واسمه وجميع الأنشطة التعليمية والتدريبية التي يقوم بها في خلال يومه.
  • يقوم كل طفل بفتح الجدول المصور اليومي له وتنفيذ البطايق التي تتواجد بالجدول بشكل دوري وفي الموعد المحدد لها، ومع نهاية كل نشاط مرتبط ببطاقة أو بصورة محددة يتم وضع هذه الصورة في باسكت خاصة بها وفي نهاية اليوم يتم أخذ كل تلك البطاقات وإرجاعها مرة أخرى علي الجدول المصور حتى تعاد مرة أخرى في اليوم التالي.
  • لا ترتبط الجداول المصورة في بيئة تيتش التعليمية بالنواحي المعرفية فحسب بل يتم توظيفها أيضاً لتعديل كثير من السلوكيات التي يمكن التدخل عليها مع الطفل التوحدى مستخدمين نفس الفكرة والطريقة.
وهكذا استطاع إريك شوبلر أن يقدم لنا برنامج تيتش الذي أصبح أحد أهم البرامج التأهيلية في عالم التوحد وقد تناولناه بالتفصيل في مقالنا اليوم وكان تحت عنوان برنامج تيتش لعلاج التوحد.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ