تأسيس عقلية الطفل كتاب للمؤلف عبد الكريم بكار
جدول المحتويات
تأسيس عقلية الطفل
يعتقد الكثير من الناس بأن تربية الأطفال أمر سهل لذلك نجدهم ينجبون أعداد كبيرة من الأطفال ولكن في الحقيقة هم غير مدركين لأساليب التربية السليمة لذلك ينشأ الأبناء ليس لديهم أي وعي بالقيم الدينية والأخلاقية.
وفي الحقيقة تعد التربية هي أصعب مشروع في حياة الإنسان، بخاصة إن كانت تسير على النحو السليم، وفي حالات كثيرة يعتمد الآباء على المدارس في تربية أبنائهم على أساس أنها المؤسسة الأفضل لتأهيل الطفل علمياً وأدبياً.
لذلك نجد الآباء يتساهلون في القيام بواجباتهم التربوية في المنزل، ولكن يجب الانتباه إلى وجود سن معين لا بد من زراعة القيم والمفاهيم الأساسية في عقول الأبناء، لذلك يجب الحذر من تخطي هذه المرحلة العمرية التي تزرع الدين والأخلاق الحسنة.
وتعد التربية وإرهاق النفس من أجل نشأة جيل صالح من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى فهي تعد جهاد في سبيل الله.
وفي حديث عن بن مسعود رضي الله عنه أنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين، قلت ثم أي، قال الجهاد في سبيل الله) صدق رسولنا الكريم.
مبادئ كتاب تأسيس عقلية الطفل
يقوم الكتاب على مبدأين أساسيين، وهما :
- تعلم الممارسات الصحيحة والأساليب الجيدة في تربية الأبناء.
- معرفة عدد كبير من الرؤى والمفاهيم التي تتصل بجوانب الحياة المختلفة لصياغة توجهات العامة للأبناء.
قسم المؤلف الأستاذ الدكتور بكار كتاب تأسيس عقلية الطفل إلى قسمين وهما:
-
- القسم الأول: يتضمن توطئة حول استجابة الدماغ للتعلم والتدريب وحول أهمية القراءة.
- القسم الثاني: يتحدث عن الطفل المفكر وأنواع التفكير وتكوين المفاهيم.
وسوف نتحدث عن هذين القسمين بشيء من التفصيل خلال التالي:
القسم الأول من كتاب تأسيس عقلية الطفل:
- التوطئة: مرحلة الطفولة المبكرة التي تكون بين ( 3 – 6 ) سنوات تتميز بحب التساؤل فتبدأ المفاهيم بالتشكل عند الطفل، ويبدأ الطفل بالتعامل مع الألفاظ تدريجياً حتى يصل إلى المعاني المجردة مثل العطف والصدق والأمانة.
حيث أن عقول الأطفال تستجيب للمواقف الجديدة فتتكون ممرات كهربائية جديدة داخل دماغه فينمو العقل مثلما ينمو خلال الأنشطة المختلفة وألعاب الذكاء والأنشطة الإيجابية مثل القراءة، أما الأنشطة السلبية مثل مشاهدة التلفاز فتفقد المحفز، لذلك يجب أن نجعل القراءة في أعلى سلم الأولويات التربوية، لأن تعليم القراءة يكون صعب للغاية في الكبر.
- وعي الطفل بذاته: لا يعلم الطفل عندما يقدم للحياة أي شيء عن ذاته، فتكون معرفته بنفسه معدومة، لكن الفطرة لديه هي حب التعلم وفهم الذات والعالم من حوله، ويتعرف الطفل على ذاته من خلال التفاعل مع الأبوين والأخوة والأصدقاء فيتخذ من الآباء مثلاً أعلى ويقلدهم، لذلك فإن العطف على الطفل والاهتمام به خلال المراحل الأولى من عمره تكون هامة للغاية لتتكون لديه معرفة بالذات.
ومن واجب المربي لتكوين الوعي الذاتي عند الطفل ترسيخ عدد من المفاهيم التي تتمثل في:
- أنه مخلوق من مخلوقات الله ومن الواجب عليه طاعته وعبادته.
- تشجيع الطفل على قبول ذاته وظروف حياته مثل قبوله للوضع الاجتماعي أو لون البشرة أو مكان الولادة.
- أن يدرك الطفل محدودية الإنسان فيشعر بالضعف والعبودية أمام الخالق.
- كرم الله الإنسان فله القدرة على فعل العديد من الأمور النافعة ولديه طاقات وإمكانات العمل.
- قدرة الأطفال على ضبط عواطفهم فيقع في الكذب بسبب اختلاط الواقع بالخيال لديه لذلك علينا مراجعته ليعرف الخيال من الواقع.
- الطفل يضخم الأخطاء ويترك لديه انطباع بالإخفاق التام لذلك علينا إدانة الخطأ وليست إدانته شخصياً.
- النقد الذاتي: يجب أن يعلم الطفل أن كل البشر خطاؤون فيجب أن يتعلم الاعتراف بالخطأ والاعتذار والصراحة، ولا ينبغي أن تكون العقوبة قاسية فتدفع الأطفال لستر الخطأ خوفاً من العقاب، كما ينبغي التقرب من الأبناء ومساعدة الطفل لإيجاد الحلول للأخطاء التي وقع فيها وكيفية اتخاذ التدابير ليتجنب الخطأ مرة أخرى.
- مبادئ حياتية عامة: عندما نريد تأسيس عقلية الطفل بشكل صحيح فلا بد من الاهتمام بترسيخ عدد من المبادئ الجوهرية التي تمكن الطفل من فهم طبيعة الحياة مثل:
-
- مهما علم الإنسان فمعرفته قليلة بالنسبة لما نجهله، وكل ما يهمشه الإنسان يخسره.
- لكل شيء طاقة ويجب علينا ألا نحمل أنفسنا فوق طاقتنا.
- لا يوجد حدود في إشباع رغبات الإنسان لذلك لا بد من الرضا والاعتدال والقناعة.
- كل شيء يمكن أن يراه الإنسان بطريقة مختلفة فلنتغلب بالتفاؤل والنظرة الإيجابية.
- تكون صدمات الحياة كبيرة ولكنها تصبح صغيرة بالصبر والاحتساب والتوكل على الله.
- لا شيء يغنينا عن العمل لأنه ينقلنا إلى الأمنيات وتنفيذها ويساعدنا في اكتشاف أنفسنا.
- تغيير النفس والتخلص من العادات السلبية هو أساس كل تغيير فإن استطعنا تغيير أنفسنا سوف يتغير معها العالم.
القسم الثاني من كتاب تأسيس عقلية الطفل:
- الطفل المفكر: يعرف التفكير بأنه عملية عقلية وجدانية يهدف إلى انتقال الإنسان من الجهل إلى العلم بالشيء، وأفضل ما يقدمه المربي هو تدريب الطفل على التأمل وطرح الأسئلة وتقديم المقترحات.
ومن خصائص الطفل المفكر الترحيب بكل ما هو جديد والتفاعل مع الأفكار الغامضة وعدم الركون إلى السهل والواضح، والميل إلى الاستقلال والمرح وحب اللعب.
- أنواع التفكير: تتعدد أنواع التفكير ومنها :
- التفكير الإبداعي وهو نشاط يؤدي إلى حلول تتميز بالأصالة والجدية ويتم تأسيسه عن طريق المرونة ورهف الإحساس بالمشكلات وصقل الأفكار المعروفة.
- التفكير الإيجابي هو إدارة العواطف واستخدام اللغة بشكل محفز ورؤية الجانب المشرق للأشياء.
- التفكير الواقعي هو تفكير يستند على الواقع دون تحيز أو تجميل وعلينا أن نقوي هذا التفكير عند الأبناء.
- التفكير الناقد هو تقويم الأفكار والأحداث والسلوكيات وتوضيح الصواب والخطأ فيها فهو تفكير يبصرنا بالحقيقة التي علينا اتباعها.
- التفكير الموضوعي هو نشاط عقلي يستند لمعلومات جيدة ويستهدف الوصول للحقيقة والتعامل معها بعيداً عن الذاتية والمؤثرات الخارجية، ويتم ذلك من خلال جمع أكبر عدد من المعلومات والبعد عن الأوهام والظنون، والنظر للأمور من خلال ثقافتنا ومبادئنا، لذلك فهو يختلف من شخص لآخر لأن الموضوعية التي ندعيها لا تكون كاملة بل هي نسبية ومنقوصة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10706