كتابة : الاء
آخر تحديث: 12/02/2022

كيف تكون تربية الأبناء الصحيحة؟

تعرف تربية الأبناء الصحيحة بأنها تنشئة الأطفال منذ الولادة وحتى عمر البلوغ، وتتمثل في طريقة التعامل مع الأبناء والممارسات التي يتبعها الأهل من أجل تعليم الأبناء وتهيئتهم للعيش حياة مستقلة.
وذلك من خلال تعليمهم القواعد المجتمعية، وكيف يمكنهم التعامل مع الآخرين بأدب واحترام، في حدود الأخلاق التي أوصانا الله تعالى بها، لذلك يجب على الوالدين أن يتبعا طرق التربية الصحيحة، وسنتطرق لهءا الموضوع الان على موقعنا مفاهيم.
كيف تكون تربية الأبناء الصحيحة؟

الطرق الصحيحة لتربية الأبناء

تعتمد التربية الصحيحة للأطفال على مجموعة من العوامل، ومنها الثقافة في المجتمع المحيط به، وكيفية نشأة الوالدين في طفولتهم ومعتقداتهم الدينية ومدى استعدادهم لتقبل الطفل لأنه حيث أنه مولود صغير يحتاج للرعاية والمحبة والحنان في كل الأوقات، كما تعتمد أيضاً على مدى علم الأهل بالطرق الصحيحة لتدعيم الطفل ومحاولة إسعاده ومساعدته على النمو والتطور خلال مراحل الطفولة.

وتعتمد طريقة تربية الأبناء أيضاً على طريقة تفكير الأهل واتخاذهم القرارات التي تتعلق بالقضايا التي تخص الأسرة والمجتمع مثل اختيار الطريقة المناسبة من وجهة نظرهم لتأديب وتربية طفلهم حسب ما يرغبون.

يجب ألا يعتقد الآباء بأنه يوجد أسلوب معين وحيد في تربية الأطفال لأن التربية الناجحة تعتمد على استخدام مجموعة من الأساليب المتنوعة، حيث أكدت الدراسات أن مشاركة الوالدين في تربية الطفل هو سر نجاح التربية.

أنواع الأساليب المتبعة في تربية الأبناء

يختلف الناس وتختلف طباعهم وأسلوبهم في تربية أطفالهم، وقد حدد الباحثون أربعة أنماط من الأساليب التربوية للأطفال حيث أن كل نمط من هذه الأنماط يتخذ أسلوب وطريقة في التربية تختلف عن النمط الآخر ويمكن التعرف عليها فيما يلي:

أسلوب التسلط

إن هذا الأسلوب يتبعه الكثير من الآباء والأمهات عند التعامل مع أبنائهم من جميع الأعمار، وهو يعد أسلوباً خاطئاً في التربية.

يتصف الأهل المتسلطون بطباع صارمة من الخصائص التي تميزهم أنهم يركزون على استخدام طرق العقاب أكثر من اللازم كما أنهم يقللون من التفاوض والحوار مع الأبناء، ويعتمدون على التواصل منهم فقط للأبناء وليس التواصل المشترك بحيث يريدون إصدار أوامر فقط دون سماع الرد أو رأي الأبناء فيما يقولونه، كما أنهم يفضلون تقديم القواعد دون شرح وبيان أهمية اتباعها.

ويتصف الآباء المتسلطون أيضاً بأنهم أقل رعاية وعناية لأطفالهم بالإضافة إلى أن لديهم توقعات مرتفعة من الأطفال وقلة نسبة المرونة في التعامل مع الأبناء.

أسلوب التدليل الزائد

بعض الآباء الذين يستخدمون أسلوب التدليل الزائد يكونون متساهلين ومتسامحين مع الأطفال أكثر من اللازم فيعطون الفرصة لأطفالهم بفعل ما يشاؤون مع إعطاء القليل من التوجيه والإرشاد ويمكن وصف هؤلاء الأهل بأنهم أصدقاء لأبنائهم، ويتميزون ببعض الخصائص ومنها:

  • لا يتعاملون بالأسلوب الصارم مطلقاً مع الأبناء وقد يضعون مجموعة من القواعد ولكن لا يعاقبون عند مخالفة هذه القواعد أو قد لا يضعون أي قواعد في أوقات أخرى ويتيحون الفرصة للأبناء في التعرف على المشكلات الخاصة بهم واكتشاف مشكلاتهم بأنفسهم.
  • يكون التواصل بين الأهل المدللون لأطفالهم والأبناء مفتوح فيسمحون للأطفال بالتحدث في كل الأمور ومناقشة العديد من المواضيع كما أنهم يمنحون الفرصة لأطفالهم بأن يختاروا بأنفسهم ما يرغبون فيه ويفضلونه بدلاً من تقديم التوجيهات لهم
  • إن هؤلاء الآباء يتصفون بكثرة الاهتمام والرعاية للأطفال وتنفيذ كل متطلباتهم تقريباً كما أنهم في كثير من الأحيان لا يضعون خطوط حمراء في التعامل مع أبنائهم مما قد يسبب انفلات أخلاقي وتربية غير صحيحة للأبناء.

أسلوب التربية دون المشاركة

هو أسلوب يتصف بمنح الآباء الأطفال حرية كاملة، وعلى الرغم أن بعض الآباء الذين يمارسون هذا الأسلوب قد يتدخلون لاتخاذ بعض القرارات المهمة في التربية، لكن البعض الآخر منهم لا يكون لديه خبرة بطريقة التربية الصحيحة لذلك فهم في غالب الوقت لا يتدخلون في قرارات واختيارات أبنائهم، ومن أهم الخصائص التي تميزهم:

  • لا يستخدمون أسلوباً محدداً في تربيتهم لأطفالهم لضبط سلوكهم وهم في غالب الأحوال يسمحون للطفل بأن يفعل ما يشاء وقد يكون ذلك بسبب نقص المعلومات لديهم عن التربية السليمة.
  • _نسبة التواصل بينهم وبين الأطفال محدود للغاية.
  • لا يقدمون الرعاية الكافية لأطفالهم أو يقدمون قليل جداً من الرعاية.
  • الأهل في هذا الأسلوب لديهم توقعات قليلة من الأبناء وفي بعض الأحيان تكون التوقعات معدومة.

أسلوب التربية الرسمية أو التربية الموثوقة

إن الأهل الذين يعتمدون على هذا الأسلوب يتميزون بمنطقية التفكير وتقديم الرعاية الجيدة للأطفال ولذلك يكون أطفالهم منضبطون ذاتياً والتفكير الصحيح بالاعتماد على النفس في كثير من المواقف لذلك يمكن اعتبار ذلك الأسلوب في التربية بأنه الأفضل والأكثر فائدة للأطفال، ومن الخصائص المميزة لهذا الأسلوب:

  • يتبع الآباء في هذا الأسلوب طريقة وضع القواعد الواضحة للأبناء مع إظهار السبب والهدف من هذه القواعد.
  • يستخدم الآباء أسلوب التواصل بشكل مستمر وبما يتناسب مع مستوى عقل الأطفال وإدراكهم.
  • الآباء الذين يستخدمون هذا الأسلوب يقدمون رعاية كافية ولازمة لأطفالهم في جميع مراحل نموهم.
  • الآباء في هذا الأسلوب لديهم أهداف وتوقعات عالية من الأطفال مع وضعها بالشكل الصحيح، مما يجعل الأبناء غالباً يضعونها في قائمة الأهداف التي يسعون لتحقيقها.

تربية الأبناء على العقيدة الصحيحة

أولاً: تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم واحترام الذات

إنها من أهم طرق تربية الأبناء، فلا بد من تكوين الثقة بالنفس عند الأبناء منذ وقت الطفولة وتبدأ غرس الثقة بالنفس عن طريق تقبل الأهل لطفلهم وإحساسه بالحب والاهتمام منذ الصغر، وتتطور الثقة بالنفس مع الوقت لديهم من خلال منح الطفل حرية التصرف في بعض المواقف وتركه يحقق هدف معين، مع أهمية المدح للطفل عند التصرف الصحيح والثناء عليه ومشاركته بعض الأنشطة والمهارات وتعليمه المهارات الجديدة فيشعر بالرضى عن نفسه.

ثانياً: تعليم الأبناء روح التعاون والمشاركة

يجد الأطفال غالباً صعوبة في المشاركة للآخرين في بعض الأمور، وقد يكون الطفل أنانياً ويضع احتياجاته واهتماماته في المقام الأول، ولكن مع التعليم يصبح تدريجياً أكثر استعداداً للمشاركة مع الأشخاص ممن هم حوله

ويأتي دور الأهل هنا في تشجيعه على التعاون مع أقرانه عن طريق الثناء على التصرفات الإيجابية، وتعزيز مفهوم المشاركة لديه، وتعليمه بعض الأنشطة القائمة على التعاون مثل الأعمال المنزلية أو لعب الألعاب التي تحتاج الجماعة.

ثالثاً: تربية الأبناء على الاحترام والتقدير

على الأهل أن يعلموا أبناءهم كيفية التعامل مع الناس في الأسرة وفي المجتمع وكيف يمكنهم احترام الأشخاص وتقدير مشاعرهم ويمكن أن يتم ذلك عن طريق استماع الأهل لطفلهم دون مقاطعة وتطبيق ما يريدونه عن طريق تعاملهم معه بنفس الأسلوب الذي يتمنون أن يمارسه الطفل مع الآخرين أو أن يكون الأهل قدوة حسنة لأبنائهم حتى يتعلمون منهم كل ما هو جميل.

تعتمد تربية الأبناء الصحيحة أيضاً على تعليمهم لغة الاعتذار وإن شعر الطفل بالحرج من ذلك فيجب تعليمهم أن الاعتذار يزيد من شأن الإنسان واحترامه لذاته وللآخرين، كما تعتمد أيضاً على تنمية الذكاء العاطفي للأطفال وأن يضع نفسه مكان الشخص الآخر وأن يتعامل بما يرضي الله عز وجل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ