تطور المطبخ عبر العصور
تطور المطبخ عبر العصور
ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، الكثير من العصور الماضية التي تحمل التاريخ على كتفيها والكثير من الأيام الحالية التي تحمل الحاضر على كتفيها والمستقبل المجهول.
كل هذه المراحل على مر العصور لها الكثير من المعاني والكثير من التطورات والمميزات التي تجعل كل عصر مختلفاً عما قبله.
فيمكن أن تؤثر العصور في الكثير من الأمور، مثل المطبخ، فسنتحدث اليوم في هذا المقال عن هذا الموضوع العام، وهو التطورات التي حدثت على مر العصور الماضية في المطبخ في العالم كله.
المطبخ
لا يوجد منزل خال من المطبخ، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون هذا المطبخ في حياته، حيث أن هذا المطبخ له الكثير من الوقائع الماضية والتي تخلد في تاريخه، فهذا المطبخ كان يتواجد منذ الكثير من العصور وحتى وقتنا هذا، وسوف يتطور أكثر فأكثر بمرور الوقت وباختلاف الزمن حتى في المستقبل.
فالمطبخ بجميع مكوناته وجميع جوانبه، يختلف من حضارة إلى أخرى، ومن عصر إلى آخر، وكل عصر يضع بصمته الخاصة به ويُخلد تاريخه عن طريق تأثيره في الكثير من الأمور، ومنها المطبخ.
فعند دراسة تطور المطبخ عبر العصور سنجد أن المطبخ يتطور حسب كل حضارة عن مطبخ الحضارة التي سبقتها، وكل جانب يتميز بما أضافه العصر الخاص به، فالشكل الخاص بالمطبخ الحالي لم يكن وليد اللحظة ولم يتكون من فراغ.
ولكنه عبارة عن تطورات وتحديثات خاصة بالمطابخ الخاصة بالعصور الماضية حتى تم التوصل إلى الشكل الحالي، هذا بالنسبة للشكل الخارجي، ولكن المطبخ يحتوي على الكثير من الأمور الصغيرة التي يتكون منها والتي تعد مهمة جداً بالنسبة له.
فهناك ما يُسمى بعلم المطبخ أو علم الطبخ، فهذا العلم يحتوي على أصول الطبخ والمطبخ وكيفية استخدام تلك الأصول في جميع العصور المختلفة، إضافة إلى أنه يسجل كل ما حدث في المطبخ في العصور القديمة، وبالتالي يعد من أعظم العلوم العملية بالنسبة لجميع الناس.
بدءاً من الموقد (العصر البدائي)
- يُعد الموقد من أقدم وأول مكونات المطبخ وأساسياته وأهمها؛ فبدون الموقد لا يمكن لأي امرأة أن تطبخ وتنفذ ما تعلمه من أصول طبخ.
- فمنذ العصر الذي يُسمى العصر البدائي، كان الموقد هو الشيء الذي تتم من خلاله عملية الطبخ، وقد اختُرع الموقد منذ أن اكتشف الإنسان في بداية حياته النار، وهذا من خلال حدوث الشرارة بين احتكاك الأحجار أو غيرها من المواد.
- ومن بعد ذلك استغل الإنسان هذه الشرارة في طهي الطعام من خلال صناعة الموقد وجعله أول الأحجار الأساسية الخاصة بالمطبخ.
- حدثت هذه الواقعة التي جعلت الإنسان يُدرك طهي الطعام على النار الناتجة من نار الاحتكاك من 400 ألف عام.
- وهذا يشير إلى قدم تواجد المطبخ على وجه الأرض وقدم تاريخه، ويوضح ما مر به المطبخ من تغيرات، وما قد حمل لنا من تاريخ.
- في العصر البدائي، كان الإنسان يحاول اكتشاف طرقاً للمعيشة وطهي الطعام من خلال الحصول على النيران، لهذا صنع الموقد.
- كان هذا الموقد مصنوعاً من الأخشاب التي تشتعل النيران بها حتى يُطهى الطعام، أو يكون عبارة عن عظام الحيوانات أو عبارة عن حفرة يتم حفرها في باطن الأرض.
المطبخ المنزلي أو العام (الحضارة اليونانية والرومانية)
بعد العصر البدائي، جاءت العديد من العصور التي مرت على الأرض، وعلى المطبخ أيضاً، وهذا ما قد جعل المطبخ غير ثابت على حاله، أي أنه بتطور العصور وبمرور الزمن، قد استطاع الإنسان أن يكتشف الكثير من الاكتشافات الكثيرة الأخرى المختلفة.
وهذا يشير إلى تطور المطبخ عما كان عليه، فالاكتشافات الكثيرة التي قد توصل إليها الإنسان لها علاقة بتطور العقل البشري، وبالتالي تطور كل شيء من حولنا، فكما نعلم أن بداية جميع الاكتشافات والاختراعات تنتج عن العقل البشري وتطوره.
أضافت الحضارات التي جاءت من بعد العصر البدائي، مثل الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية، الكثير من الأمور الجديدة والتطورات الرائعة لفكرة المطبخ:
- كان المطبخ أثناء الحضارة اليونانية عبارة عن فسحة واسعة مفتوحة من الأعلى وهذه الفسحة تكون في منتصف البيت.
كانت المرأة أثناء تلك الحضارة تطهي الطعام في هذا المكان.
- بقدوم الحضارة الرومانية، أصبحت المطابخ تتواجد في المناطق العامة، وبهذه الطريقة تذهب جميع النساء إلى تلك المطابخ العامة حتى تحضرن الطعام لمنازلهن.
ويُذكر أنه في هذا العصر كان هناك مطابخ خاصة أيضاً، ولكن كان يمتلكها الأشخاص الأغنياء، فهذه المطابخ كانت تتواجد بالقرب من بيوت الأغنياء أو بداخلها، فلا يذهب هؤلاء الأشخاص إلى المطابخ العامة.
المطبخ الحديث
- عند النظر إلى تطور المطبخ عبر العصور سنجد أن المطابخ الحديثة تُصنف بأنها الأكثر استخداما للتكنولوجيا، ويرجع ذلك لوجود الكثير من الأجهزة التي تسهل أعمال المطبخ المرهقة على ربة المنزل اعتماداً على الكهرباء.
- تعتبر دولة أمريكا هي أول الدول التي ساهمت بطرح تلك التطورات الحديثة على المطابخ، حيث أنتجت لنا أفكار الأفران والأجهزة الكهربائية المختلفة التي سهلت من طهي الطعام وبشكل أكثر سهولة ومرونة.
- كانت تلك الاختراعات في ذلك الوقت مبهرة، وقد قامت بتطوير المطبخ وتطوير مكوناته، فقد أدرك العقل البشري أن الموقد الطبيعي القديم الخاص بالعصر البدائي الذي يعمل على الحطب أو الحجر، له الكثير من التأثيرات الضارة على الإنسان، فالدخان المنبعث من مكونات الموقد يلوث البيئة المحيطة.
وأيضاً دخول تلك الأتربة أو الدخان إلى الطعام وبالتالي تلويث الطعام، كما أنه كان هناك بعض الناس يعانون من الأمراض الخاصة بهذا الدخان.
- وقد استمرت التحديثات والتطورات مع تطور الزمن والتكنولوجيا حتى توصلت إلى مطبخنا الحديث المتواجد في جميع البيوت، وطورت جميع الأجهزة الخاصة به.
المقولات عن المطبخ
لقد مر المطبخ عبر العصور على الكثير من الكتاب والمؤلفين وأيضاً الأشخاص المشاهير الذين لهم تاريخ عريق وقديم، فهؤلاء الناس كان لهم نظرة مختلفة في كل شيء حولهم، فكانوا يتأملون الكثير من الأشياء والأماكن ويكتبون عنها ويصفونها في كلمات تظل خالدة إلى وقتنا هذا، لتصف لنا ما كانت عليه تلك الأماكن في العصور القديمة.
ومن ضمن تلك المقولات عن المطبخ:
- "المطابخ هي أماكن للمحادثة وليست للطبخ، إنها للمحادثة"، وقد قال تلك المقولة الصحافي الأيرلندي الذي يُسمى بفرانك ديلاني، فهو يصف المطبخ من وجهة نظره، ولما يراه في العصر الذي كان يعيش فيه.
- "لا أحب الاستماع للموسيقى أثناء الكتابة، وكذلك أثناء الطهي، أصوات تقطيع الطعام ونضجه تكفيني،وكذلك حين أكتب قصيدة أتعمد تفكيك الصوت فيها"، كانت تلك المقولة بكتابة الشاعرة المشهورة فاطمة قنديل، حيث تصف فيها ما تشعره تجاه الطبخ والمطبخ وأنه مثل الموسيقى العذبة عند التواجد فيه.
وأخيراً، يعد تطور المطبخ عبر العصور دلالة على تطور حياة الإنسان وتعرفه على الكثير من العلوم التي مكنته من خلق جو أفضل للعيش على سطح كوكب الأرض.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7546