كتابة : محمد حسن الحداد
آخر تحديث: 29/06/2019

تعرف على حرب كرة القدم

الرغبة في التأهل للمونديال كانت مستعرة بين عدد من الدول وهو ما جعل المواجهات ذات طبيعة تنافسية قوية وكانت النسخة التاسعة من مونديال كأس العالم قد تقرر إقامتها في المكسيك بعد منافسة قوية في ملف الاستضافة بينها وبين الأرجنتين وكان التصويت يقام في العاصمة اليابانية طوكيو لتصبح بذلك البطولة الأولى التي تقام خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية وتنتقل الاستضافة إلى أمريكا الشمالية وقبل البطولة بعام واحد حدثت حرب كرة القدم.

تعرف على حرب كرة القدم

مقدمات الحرب كرويا

المباراة الأولى

وقع منتخبا الهندوراس والسلفادور من أمريكا الوسطى في مواجهتين حاسمتين تؤهل الفائز بهما إلى نهائيات كأس العالم المقامة في المكسيك وكانت المواجهة الأولى على الأراضي الهندوراسية في الثامن من يونيو سنة 1969 ميلادية وفازت بها الهندوراس وعقب المباراة كانت ردة الفعل الغاشمة من الجماهير الهندوراسية التي اعتدت على جماهير السلفادور الحاضرة للتشجيع وامتد الاعتداء على المواطنين السلفادوريين الموجودين على أرض الهندوراس والتي كانت معيشتهم وحياتهم مستقرة هناك كعمال وتجار منذ فترة طويلة وتزايد الاعتداء حتى شمل أحياء كاملة يقطنها السلفادوريين .

المباراة الثانية

كانت المبارة الثانية بعدها باسبوع واحد في السلفادور واستطاع فريق السلفادور التغلب على فريق هندوراس ورد السلفادور الإعتداء بمثله ولكن على الجماهير الحاضرة للمباراة فقط وهو الأمر الذي عمق الكراهية وجعل كل من الدولتين تغليان بشدة ضد بعضهما واتجهت الفرقتان إلى مباراة فاصلة تلعب فب المكسيك .

المباراة الثالثة

أقيمت الباراة الفاصلة التي تحدد الصاعد إلى كأس العالم بين الهندوراس والسلفادور في يوم 27 يونيو 1969 ميلادية أقيمت هذخ المبارة على ملعب أزتيكا بالعاصمة المكسيكية وكانت نتيجة المباراة 3-2 لصالح السلفادور مما يعني صعودها إلى كأس العالم في المكسيك سنة 1970 ميلادية ومع نهاية المباراة انتشرت قوات الدولتين على الحدود وتم التجييش وكانت نذر الحرب قد ظهرت جلية ولاحت في الأفق بوادر الحرب لأغرب سبب على الإطلاق

مقدمات الحرب سياسيا

كان المهاجرون السلفادور إلى الهندوراس يشكلون نسبة تزيد عن 20% من عدد مزارعي الدولة المجاورة والملاصقة لها وهي الهندوراس سنة 1969 ميلادية وهي أيضا الدولة الأكبر حجما من حيث المساحة التي تزيد عن خمس أضعاف السلفادور وكان عدد مواطني السلفادور يزيد عن ضعف عدد سكان الهندوراس فكانت الهجرة المتزايدة أمر طبيعي ومع تزايد البطالة في الهندوراس ظهر قانون الإصلاح الزراعي الذي ينزع ملكية الأراضي الهندوراسية من يد المهاجرين السلفادوريين ويعيد توزيعه على الهندوراس ويمنع السلفادوريين من تملك الأراضي الزراعية وهو ما أدى إلى حالة غليان بين البلدين وعمق هذا القانون شعور التفرقة العنصرية مما أدى إلى حالة كره وتربص بين الشعبين واستغلت وسائل الإعلام الموجهة هذه الحالة المتوترة لتزيد من حدة الصراع والتوتر وذلك لمصلحة حكومة كل دولة لتصرف النظر عن مشاكلها الداخلية وتجعل المشاكل ذات صبغة دولية .

بداية الحرب

لما اعتبرت المباراة الفاصلة ذريعة لنشوب الحرب فقد تقدمت السلفادور بعد المباراة بشكوى للأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان ضد الاعتداءات الرهيبة الني قام بها الهندوراس ضد السلفادور المقيمين بالهندوراس والتي أدت الى حالة هروب وفرار جماعي للسلفادوريين تاركين أموالهم وأمتعتهم وبيوتهم خلفهم ’ ثم وفي يوم 14 يوليو 1969 ميلادية بدأ القتال بقصف الهندوراس أهدافا سلفادورية ثم ردت السلفادور بهجوم بري اخترق الأراضي الهندوراسية لأكثر من خميسن كيلو مترا

نهاية الحرب

استمرت الحرب حوالي ستة أيام كان حصيلتها أكثر من 4000 آلاف قتيل من الجانبين وجرح الآلاف وتشريد الآلاف ثم توقفت الحرب فجأة بسبب الوساطات الدولية وبسبب القتلى والجرحى التي بدأت أعدادهم في التزايد ومنذ ذلك الحين تحولت الكراهية إلى شعور دائم وكلما أقيمت مباراة بين الدولتين تكون نتيجتها فرحة مبالغ فيها للفائز وحزن مبالغ فيه للخاسر ’ نعم الحرب كانت لها أسباب سياسية وقدرة فذة للإعلام على إيجاد الكراهية بين شعبين متجاورين ولكن كرة القدم كانت الذريعة التي فجر بها المتسلطون هذه المشاعر من الكراهية حتى تثمر عن أفعال ليس لها علاقة بكرة القدم التي هي معناها الحقيقي رياضة تقرب الشعوب الناس من بعضهم البعض ولكن شعور المنافسةوالتي جعلت الفوز فقط هو المطلوب وليس التقارب بين الشعوب هو ما جعل المستغلين يصنعون من مباراة في كرة القدم فتيل لإشعال حرب راح ضحيتها الكثير .

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ