كتابة :
آخر تحديث: 24/04/2020

معلومات حول مآسي الحروب البشرية

لطالما كانت الحروب جزءًا من المسيرة البشرية منذ فجر التاريخ. فحسبما تشير إليه أقدم الأدلة المسجلة على الحرب البشرية، فإن الصراع الكبير الأول وقع منذ حوالي 13000 سنة على طول الحدود بين مصر والسودان. ويعتقد أن هذا الصراع قد اندلع نتيجة التنافس على الموارد - في هذه الحالة، الماء-.
ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تشعل فتيل الحرب مثل: الفقر، القيادة الدكتاتورية أو الحكم الظالم، الاضطرابات المدنية، الديانة، النزاعات على الأراضي، الموارد ولائحة طويلة من العوامل الأخرى.. كلها مسؤولة عن إزهاق مئات الملايين من الأرواح. فيما يلي نتعرف على أبرز مآسي الحروب عبر التاريخ.
معلومات حول مآسي الحروب البشرية

أكثر الحروب دموية في التاريخ

حرب بيافران

تعد حرب بيافرا من مآسي الحروب التي عرفتها البشرية، في عام 1967 هددت بعض الفصائل الإقليمية بتمزيق دولة نيجيريا المستقلة حديثًا. وفي 30 مايو من ذلك العام، أعلن عقيد عسكري في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، إيميكا أوجوكو، استقلال منطقة بيافرا الصغيرة عن باقي البلاد.

على مدار عامين ونصف من الحرب، قتل أزيد من مليون شخص في القتال أو جوعا حتى الموت -1.7 مليون حالة وفاة تقديرية-. في نهاية الحرب سنة 1970، تم ضم منطقة بيافرا مجددا إلى نيجيريا.

حرب فيتنام

انطلقت شرارة الحرب الفيتنامية على شكل نضال لتحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي، ولكن ما إن غادرت فرنسا سنة 1954، واجهت البلا والشعب الفيتناميين ما هو أسوء من الاحتلال الغاشم للفرنسيين، حيث باتت ساحة لصراع دام بين الجنوب والشمال، حرك خيوطه كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة خلال الحرب الباردة.

في سنة خمسة وستين تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب قوات الجنوب بشكل عسكري وعلني، وقد شهدت الساحة السياسية الأمريكية معارضة شديدة لهذا القرار، خصوصا بفعل ارتفاع الخسائر على المستويين الاقتصادي والبشري،ما أدى إلى انسحابها من الحرب بعد ثمان سنوات في عام 1973.

وبعدها بسنتين، اننتهى الصراع بهزيمة الجنوب وتولي الشمال الشيوعي مقالد الحكم، وخلفت الحرب التي امتدت لواحد وعشرين سنة ما لا يقل عن 3.8 مليون حالة وفاة.

حرب الكونغو الثانية

امتدت حرب الكونغو لخمس سنوات فقط، لكنها بالأرقام تعد أعنف الصراعات الدموية في التاريخ الإفريقي الحديث بلا منازع. حيث تسببت في وفاة حوالي 5.4 مليون شخص بشكل مباشر أو غير مباشر. فعلاوة على الأعداد الكبيرة للذين قضوا نتيجة للإبادات الجماعية، ساهمت الأمراض والمجاعات التي كانت أيضا من نتائج الحرب، في ما يمكن أن نسميه إبادة بطيئة أزهثت الكثيرين.

التمرد الهندي

تمرد سيبوي أو التمرد الهندي، واستمر في الفترة ما بين 1857-1858، كان رد فعل ضد الاحتلال البريطاني في الهند، وقد انطلقت شرارته كثورة عسكرية، حيث انقلب عدد من الجنود في جيش البنغال الهمدي ضد ضباطهم الانجليز، وأطلقوا عليهم الرصاص. ثم انطلقوا نحو العاصمة دلهي هناك حيث أصبح الأمر أكثر من مجرد شرارة، فخلال سنة واحدة، سقط أزيد من 5.4 مليون إنسان.

في النهاية نجح البريطانيون في إخماد الصراع، لكن الأمر كلفهم عددا من التنازلات والخسائر الثمينة. ولكن الاحتلال استمر لأزيد من تسعين سنة بعد تمرد سيبوي، حتى انتفاضة غاندي التي جاءت بالتحرير.

الحروب النابليونية

قادت الحروب النابليونية (1803-1815) الإمبراطورية الفرنسية وحلفائها ضد تحالف القوى الأوروبية. وتشير الحروب النابليونية تاريخيا إلى سلسلة من الصراعات بين الإمبراطورية الفرنسية وعدد من الائتلافات أو التحالفات الأوربية، نذكر منها: حرب الائتلاف الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والائتلاف النهائي.

خلال هذه الفترة، يقدر أن حوالي 3.5 إلى 6 مليون شخص قتلوا كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للحرب.

حروب الاسترداد الإسبانية أو سقوط الأندلس

بحلول القرن الثامن الميلادي، سيطر أمراء الحرب المسلمون على جزء كبير من إسبانيا الحالية. خلال القرون الستة التي تلت ذلك، استعادت الممالك المسيحية الإسبانية (إسبانيا لم تكن موجودة بعد كدولة موحدة) السيطرة على شبه جزيرة الأندلس. وكان ختامها سقوط غرناطة عام 1492.

وتم طرد المسلمين بالقوة من الإمبراطورية الإسبانية الموحدة عام 1609، وقد أوقعوا 7 ملايين حالة وفاة في أكثر التقديرات اعتدالا، آثار العصر الإسلامي في إسبانيا ما زالت في العمارة في العصور الوسطى. قصر الحمراء هو المثال الأكثر شهرة.

حرب الثلاثين عاما

تعتبر هذه الحرب حربا طائفية بالأساس، والغريب أنها بين طائفتين من نفس الدين ألا وهما الكاثوليكية والبروتستانتية في أوربا، وامتدت من عام 1618 إلى عام 1648، وهو ما يبرر اسمها. وتعتبر إحدى أكثر الصراعات دموية عبر التاريخ الأوربي، خصوصا بعد انضمام الدول العظمى في اوربا من كلا الطائفتين إلى الحرب، بكل ما أوتو من عتاد وعدة.

و يعتقد المختصون بأن الحرب حصت أرواح زهاء ثمانية ملايين روح من المدنيين والعسكريين، ولعل الأرقام أكبر من ذلك بكثير.

الحرب الأهلية الصينية

انطلقت هذه الحرب سنة 1927، وبحلول سنة 1950، كان زهاء 8 ملايين ضحية قد سقطت، إثر المذابح والفظائع التي ساهمت فيها الحركتان القوميتين المتصارعتين، التي كانت إحداهما مدعومة من طرف الحكومة الرسمية للصين، في حين كانت الأخرى تابعة للحزب الشيوعي الصيني.

الحرب الأهلية الروسية

انطلقت هذه الحرب سنة 1917 لم تضع أوزارها إلى غاية سنة 1922، وقد كانت بين فصيلين سياسين متعارضين في روسيا، بين الجيش الأحمر التابع للفكر الشيوعي بقيادة ستالين، وفي المقابل الجيش الأبيض المهزوم، والذي كان مدعوما من طرف المؤسسة الحكومية آنذاك.

ثورة دونجان

كانت ثورة دونجان حربًا بين هانز (مجموعة عرقية صينية أصلية في شرق آسيا) وهويس (مسلمون صينيون)، في بلاد الصين خلال القرن التاسع عشر في فترة تلوي أسرة تشين سدة الحكم. سجل ما يقرب من 20 مليون حالة وفاة نتيجة لهذه الحرب، سببها في الغالب عائد إلى المجاعة والهجرة خوفا من الصراع.

تمرد لشوان

استمر هذا التمرد زهاء ثمان سنوات، وحصد ما يقرب 36 مليون ضحية، وكان الغاية منه هو الانقلاب من طرف عائلة لشوان، على سلالة تانغو الحاكمة في الصين.

الحرب العالمية الأولى

شارك في مجريات الحرب العالمية الأولى كل من دول الحلفاء في مقابل دول الوفاق. من سنة 1914 وامتدت طوال الأربع سنوات اللاحقة، أي إلى عام 1918، ورغم قصر مدتها نسبيا إلا أنها تسببت في 11 مليون وفاة بين الجنود و7 ملايين من المدنيين بحصيلة 18 مليون وفاة في المجموع. هذا ناهيك عن الخسائر البنيوية والتبعات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الحرب الدموية.

تمرد تائبين

حرب أخرى من بلاد الصين، وتمرد تائبين تمرد آخر واسع النطاق استمر بين 1850 و1864. كانت الحرب بين سلالة تشين والحركة الألفية المسيحية لمملكة تائبين السماوية. على الرغم من عدم وجود رقم دقيق، إلا أن معظم التقديرات تحمل تمرد تائبين مسؤولية 20-30 مليون حالة وفاة.

سلالة كينغ والانقلاب على سلالة مينغ

كان المرحلة الانتقالية من حكم سلالة كينغ إلى سلالة مينغ في الصين، نتيجة لحرب عنيفة استمرت لأكثر من 60 عامً، من 1618 إلى 1683، وأسفرت عن مقتل 25 مليون شخص. حيث انتهى ما بدأ كتمرد بسيط في شمال شرق الصين، إلى إحدى اكثر الحروب دموية عبر التاريخ.

الحرب الصينية اليابانية الثانية

تم اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية بين عامي 1937 و1945، بين كل من جمهورية الصين الوطنية للجيش الثوري والجيش الإمبراطوري الياباني. يعتقد على نطاق واسع أن الحرب بدأت مع محادثات جسر ماركو بولو وتصاعدت لاحقًا إلى حرب شاملة أسفرت عن مقتل 25 مليون مدني وأكثر من 4 ملايين قتيل عسكري صيني وياباني.

الغزو الإسباني للأمريكتين

عندما وافقت الملكة الإسبانية إيزابيلا على أول رحلة عبر المحيط الأطلسي بقيادة كريستوفر كولومبوس، سنة 1492، عينته الحاكم الاستعماري لأية أرض يجدها. وهو الآخر لم يتهاون في الأخذ بكلمتها، حيث أطلق حملة إبادة منهجية ضد الشعوب الأصلية (الذين كانوا ضعفاء في الغالب بسبب المرض والذين لم يروا مثيلا للأسلحة الأوروبية).

حيث أخضعت جيوش الغزو الإسبانية والبرتغالية أمريكا الوسطى والجنوبية وأزهقت في أقل التقديرات 34 مليون فردا من السكان الأصليين.

الفتوحات المغولية

المغول من أكثر الحضارات المسؤولة عن عدد من مآسي الحروب الدموية. ويعتقد أن أكثر من 50 مليون شخص قتلوا فقط خلال فترة حكم الإمبراطورية المغولية أوراسيا. ولهذا فقد أثار التوسع المغولي خاصة بقيادة القائد الأسطوري جنكيز خان. الرعب في العديد من الدول الصغيرة وحتى الامبراطوريات الكبرى.

فمن دول أوروبا الشرقية إلى بورما و فيتنام، تم ضم كافة هذه المناطق إلى الإمبراطورية المغولية عن طريق التفاوض أو الخضوع الطوعي. أما بالنسبة لأولئك الذين رفضو الخنوع واختاروا المواجهة، مثل دويلة كييف في أوكرانيا حاليا، فقد كان ينتظر مصير مروع بعد أن سقطت في أيدي المغول.

الحرب العالمية الثانية

من مآسي الحروب العالمية نذكر الحرب العالمية الثانية والتي شملت نطاقا جغرافيا واسعا، وامتدت من عام 1939 إلى عام 1945. ورغم قصر مدتها إلا أنها أوقعت حربا ضارية بين الحلفاء وجيوش دول المحور، تعتبر تاريخيا أكثر الحروب دموية على الإطلاق،حيث كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من 70 مليون شخص!

اشتهرت الحرب بحملتها للإبادة الجماعية ضد الشعب اليهودي، وكانت الحرب مسؤولة أيضًا عن مقتل أكثر من 50 مليون مدني.

إن الحروب الذي ذكرناها أعلاه، وكل الحروب الدموية عبر التاريخ، كلها دليل على هذا الشعور وعلى هذه القولة، إنها نمط متكرر من الوحشية والعنف اللامعقول، يخلف نتائج نهائية مكلفة للغاية على مستوى البنيات والاقتصاد، ولكن أكثر ما يهم هو الخسائر الفادحة على مستوى الأرواح. كما كان يقول الرئيس الأمريكي الشهير جون كينيدي "يجب على البشرية أن تضع نهاية للحرب قبل أن تضع الحرب نهاية للبشرية".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ