كتابة : Sherif Mohamed
آخر تحديث: 22/05/2023

حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد: هل تكشف الفتاوى الحقيقة؟

هل سبق لك أن تساءلت عن حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد؟ هل هناك تساؤلات تدور في ذهنك حول هذا الموضوع المثير للاهتمام؟ إنها مسألة تشغل بال الكثيرين، فقد يواجه البعض ظروفًا قاهرة تمنعهم من صيام شهر رمضان، وهنا ينبغي أن يبحثوا عن البديل المناسب لتعويض فوائد الصيام والتكفير عن الأيام التي لم يستطيعوا صومها. فلنتعمق في هذا الموضوع المثير في مفاهيم، ولنبدأ رحلتنا في استكشاف حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد؛ لنسعى جميعًا إلى فهم أفضل للتعاليم الدينية وتطبيقها في حياتنا المعاصرة.
حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد: هل تكشف الفتاوى الحقيقة؟

لمن تدفع كفارة الصيام؟

لمن تدفع كفارة الصيام؟

  • تدفع كفارة الصيام للأشخاص الذين لم يتمكنوا من صيام شهر رمضان بدون وجود عذر شرعي صحيح، ويعتبر العذر الشرعي هنا هو حالة مرضية مزمنة أو حالة صحية تمنع الشخص من الصيام بشكل مستمر وعلى المدى الطويل. في هذه الحالة، يُعفى الشخص من الصيام ويجوز له أن يدفع كفارة بدلاً منه.
  • من الجدير بالذكر أن الفدية تُدفع فقط للأشخاص الذين يعانون من عذر شرعي يمنعهم من الصيام، في حين يجب على الأشخاص القادرين على الصيام تأدية فريضة الصوم دون الحاجة إلى دفع الكفارة.
  • تعتمد قيمة الكفارة على إطعام ستين مسكينًا لكل يوم من الأيام التي لم يتم صيامها، وتقدر الكفارة بمتوسط كمية الطعام التي يتناولها الشخص الواحد في وجبة واحدة من الوجبات الأساسية، ويضاف إليها ضعف هذه الكمية.
  • على سبيل المثال، إذا كان الشخص الذي يجب عليه دفع الكفارة يأكل ما يعادل وجبتين في كل وجبة، فإن قيمة الكفارة ستكون وجبتين من متوسط ما يأكله هذا الشخص؛ لإطعام 60 مسكينًا.

ما هو حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد؟

يعتمد حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد على الفقه الإسلامي وتفسير الآيات والأحاديث النبوية. وفقًا للمراجع الشرعية والمفتين المعتبرين، إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد مقبول في بعض المذاهب الفقهية.

وفقًا للأدلة الشرعية، يُلزم الشخص العاجز عن الصوم بسبب عذر مستمر، مثل الشيخ الكبير أو المرأة الكبيرة، الذي لا يستطيع الصيام، بأن يطعم مسكينًا عن كل يوم أفطره. يستند هذا الحكم إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ" (البقرة: 184). وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيَطْعُمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا" (رواه البخاري).

هناك طريقتان مقترحتان لتنفيذ كفارة الصيام بإطعام المساكين:

  • الأولى هي صنع الطعام ودعوة المساكين لتناوله، بناءً على عدد الأيام التي عليه الشخص العاجز عن الصيام، وهذه الطريقة قد استخدمها أنس بن مالك رضي الله عنه عندما بلغ من الكبر سنًا ولم يستطع الصيام.
  • أما الطريقة الثانية، فتتمثل في إطعام المساكين وجبات طعام غير مطبوخة مثل التمر أو غيرها، ويحدد عدد المساكين وفقًا لعدد الأيام التي يتعين على الشخص دفع كفارة الصيام.

حكم دفع فدية العاجز عن الصيام إلى الوالدين

حكم دفع فدية العاجز عن الصيام إلى الوالدين

  • يستند حكم دفع فدية العاجز عن الصيام إلى الوالدين إلى الآراء الفقهية المختلفة، وفي الحقيقة، هناك توجهات متنوعة بين الفقهاء في هذه المسألة.
  • يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أن الفدية والزكاة والكفارات ينبغي ألا تُدفع للأقارب، حتى لو كانت نفقتهم لا تلزم الشخص الملتزم بالكفارة.
  • هناك سبب لمنع إعطاء الكفارات والفدية للوالدين والأقارب الملزم نفقتهم، وهو أنه في حالة كانوا فقراء، يكون صاحب الكفارة ملزمًا بنفقتهم؛ وبالتالي، إذا دفع الكفارة إليهم، فإنه يُلغي جزءًا من الواجب عليه ويستفيد من الكفارة بنفسه. بناءً على ذلك، لا يصح أن تدفع فدية العاجز عن الصيام إلى الوالدين.

مقدار كفارة الصيام بالمال

  • يتم تحديد مقدار كفارة الصيام بالمال وفقًا للتوجيهات الشرعية والفتاوى الرسمية المعتمدة في البلدان المختلفة. قد تختلف قيمة الكفارة بالمال من بلد لآخر بناءً على الأوضاع الاقتصادية والتكاليف المعيشية في كل بلد.
  • ومن المعروف أن كفارة الصيام بالمال تكون بنفس مقدار إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي يفطرها الشخص في رمضان، وقيمة الإطعام عادة ما تحدد بحد أدنى لكي تكون متاحة وممكنة للمسلمين الملتزمين بكفارة الصيام.
  • في بعض البلدان، تقوم الهيئات الشرعية المختصة بتحديد قيمة الإطعام بناءً على التكلفة الحالية للوجبات الغذائية الأساسية. على سبيل المثال، حُددت قيمة الإطعام بحوالي 20 جنيهًا كحد أدنى عن اليوم الواحد في بعض الدول.
في ختام مقالنا، يُلاحَظ أن حكم إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد مثير للجدل في الفقه الإسلامي، وبينما يعتقد البعض أنه يمكن أن تُدفَع لشخص واحد، يرى آخرون أن الكفارة توجب إطعام مساكين عددهم يتناسب مع أيام الصيام الفائتة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ