كتابة :
آخر تحديث: 21/11/2024

خصائص الأدب اليوناني ومفهومه وتاريخه

إن الحديث عن الأدب اليوناني لأمر يدعو لدراسة بشكل كامل كما فعل الرومان في محاولة منهم لتقليد هذا الأدب العظيم الذي مازالت الكثير من أعماله خالدة إلى اليوم، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن خصائص الأدب اليوناني. هناك الكثير من خصائص الأدب اليوناني التي كانت سبباً في خلوده وفي دراسته في عصرنا الحاضر، فما زال له جمهوره ومحبينه، فهو لم يقتصر تأثيره على الجانب الفني وإنما ظل له تأثيره الخاص حتى على أفكار المجتمعات الغربية إلى اليوم.
خصائص الأدب اليوناني ومفهومه وتاريخه

تعريف الادب اليوناني

  • الأدب بشكل عام: هو نوع من أنواع الكتابة التي يعبر بها الإنسان عن شعوره وعواطفه من خلالها، وهي تعتمد بشكل أساسي على لغة البيئة، فقد لا يستطيع الإنسان عن التعبير عما في داخله إلا من خلال هذا النوع من الكتابة، كما أنه يعتبر شكل من أشكال التراث والتي تعبر عن الإنسان في فترة معينة فمن خلاله يمكن التعرف على طبيعة حياة الإنسان في هذه الفترة الزمنية.
  • تعريف الأدب اليوناني أو الإغريقي: الأدب اليوناني هو الأدب الذي نشأ في اليونان القديمة ويعد واحدًا من أقدم وأهم التقاليد الأدبية في العالم الغربي. يمتد تاريخ الأدب اليوناني على مدى عدة قرون، بدءًا من الشعر الملحمي في العصور القديمة، وصولًا إلى الدراما والفلسفة في العصور الكلاسيكية. يتميز الأدب اليوناني بالتنوع في الأنواع الأدبية والموضوعات التي يعالجها، ويعد حجر الزاوية للأدب الغربي بشكل عام.

تاريخ الأدب اليونان

الأدب اليوناني وتعريفه هو عبارة عن مجموعة من أنواع الأدب تمت كتاباته باللغة اليونانية ولها تاريخ عريق بدأت كتابتها وانتشرت بين القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ولقد اختلفت هذه الكتابات بين الملحمة والمأساة والكوميديا والشعر الغنائي وغيرها من الكتابات، والتي كانت لها شرائعها الروحية والثقافية التي تقوم عليها والتي كانت منتشرة في الغرب، وقد امتدت حتى القرن التاسع عشر.

العصر الملحمي (القرن 8 قبل الميلاد):

  • يتميز هذا العصر بالشعر الملحمي، وأبرز شعرائه هوميروس (الإلياذة والأوديسة) وهسيود (الأعمال والأيام). كانت الملاحم تروي قصصًا عن الآلهة والبشر، مع التركيز على البطولة والصراع بين الخير والشر.
  • كما كان لها تأثير كبير على المجتمعات الغربية بدءاً من أعمال هوميروس وصولا إلى تأملات أرسطو، حتى اعتبر البعض أن الأدب اليوناني هو الأساس للفكر والأدب الغربي الحديث.

العصر الكلاسيكي (القرن 5 - 4 قبل الميلاد):

  • شهد هذا العصر ازدهار الدراما والمسرح اليوناني، مع أبرز كتّاب المسرح مثل صوفوكليس، أوربيد، وإيسخيلوس، حيث كتبوا التراجيديات والكوميديات التي تتناول مواضيع مثل القدر، العدالة، والعواطف البشرية.
  • في هذا العصر أيضًا ظهرت الفلسفة اليونانية مع فلاسفة مثل سقراط، أفلاطون، وأرسطو، الذين أثّروا في الأدب والفكر الغربي.
  • يذكر التاريخ عن محاولة تقليد الرومان للأدب اليوناني بسبب شعورهم بالدونية، وأن كل العلوم والثقافة كانت مكتوبة باللغة اليونانية، وهذا ما جعل الرومان يدرسون في المدارس اليونانية، وبعد تطوير حروف اللغة اليونانية أصبحت المؤلفات اليونانية تزيد، ومازالت حتى اليوم هنالك الآلاف من المسرحيات والقصائد والقصص يتم إلقائها في ساحات العلم ويستمتع بها كل من الملقون والمستمتعين.

العصر الهلنستي (القرن 4 - 1 قبل الميلاد):

  • بعد سقوط الإمبراطورية اليونانية القديمة تحت حكم الإسكندر الأكبر، انتقل الأدب اليوناني إلى مرحلة جديدة. استمر التركيز على الفلسفة والشعر الغنائي، وكان الأدب أكثر تنوعًا وانفتاحًا على موضوعات الحياة اليومية.
  • والذي كان من أهميته أن يفرق أقاليم اليونان كما يجمعها، فقد كانت له أهمية العقيدة في الجمع والفرق بين الناس والأقاليم اليونانية، وعلى الرغم من جزالة ألفاظه إلا أنه كان في البداية محدود فقد كان الشعراء يتوقفون في أشعارهم على وصف البيئة المحيطة فقد كان كل شاعر ينظم قصيدته في وصف إقليمه ومناظر الخلابة.
  • ثم يجتمع الشعراء ليلقوا قصائدهم على "هلاس" حتى طلبت منهم أن يأتوا بموضوعات مختلفة وجديدة في أشعارهم، ثم بدأ الشعر في الثراء قبيل القرن السادس قبل الميلاد وانتشر ما يعرف بالشعر الغنائي، وقد كان هذا الشعر في المجتمع الأرستقراطي مقبول على الرغم من أنه كان شعراً يتناول العواطف والحب ولكنه كان في إطار الأدب والتربية.
  • ثم بدأت الأشعار الملحمية في الظهور حيث تحاكي المعارك والحروب في طروادة وطيبة، وبدأت الشعراء تتكون في جماعات لحكاية هذه الملاحم على الرغم من أنها لم تكن جميعها من تأليفهم وإنما مقتبسة من نصوص لا يعرف أصحابها، ونشأت أول طائفة أشعار ملحمية وهي الأشهر في القدم وكان شعراءها يسمون أنفسهم "الهومرية" نسبة إلى رجل اسمه هومر ولكنها كانت أقرب للخيال.
  • فقد ابتعدوا لأنفسهم قائد ومع ذلك انتشروا وأصبحوا من أصحاب التاريخ في الأدب اليوناني القديم، وفي هذا القرن نجد أعظم ملحمتين ما إلا إلى اليوم من ملاحم التاريخ اليوناني واللذين تم انتقائهما في أثينا في عهد بيستراتس وهما الإلياذة والاوذيسة.

العصر الروماني:

  • مع سيطرة الإمبراطورية الرومانية على اليونان، تأثر الأدب الروماني بالأدب اليوناني، وأصبح الكثير من الأدب اليوناني يُترجم أو يُحتفظ به في صور رومانية.

خصائص الأدب اليوناني

من أهم الخصائص التي تميز بها الأدب اليوناني ما يلي:

1. استعمال البلاغة اللغوية والخطابة:

  • هي إحدى خصائص هذا الأدب والتي ما زالت إلى اليوم حيث تم بناء الأدب اليوناني على الطلاقة اللغوية والتي تهدف إلى الإقناع بالمعاني الأدبية حيث استخدموا المعاني الواضحة التي تعبر عن الحب والحروب والحقد والعداء.
  • وكانت مميزات الخطاب أنه يلقى بالصوت المرتفع.
  • والجدير بالذكر أن الكثير من عظماء المتحدثين في بلاد اليونان والمحامون في المحاكم تعلموا ذلك من الأدب اليوناني بالرجوع إلى استخدامهم الخطابة اليونانية والبلاغة اللفظية في الإقناع.

2. استعمال السرد الملحمي:

  • وهذا نجده بالرجوع إلى الإلياذة والأوديسة، حيث يظهر فيهما التعبير القصصي في شكل قصيدة لملحمتين عظيمتين يحكيان فيها الشعراء الذي لم يحتفظ التاريخ بأسمائهم ويحكون بلغة بسيطة معاني عميقة ويصفون المعارك والحب والحرب، وهذا الذي جعل التاريخ يخلدهما إلى اليوم.

3. أهمية العاطفة والمودة:

  • لم يهمل الأدب اليوناني المشاعر الفطرية للإنسان حيث تحاكي المشاعر من حيث الحب والغيرة والحقد والعداء.
  • وقد استطاع الشعراء أن يوظفوا هذه المشاعر في قائدهم والذي كان ردة فعله من الجمهور المتلقي أيضاً قدرات عاطفية، حيث تفاعل الجمهور مع النصوص بالتعاطف والشفقة والغضب والحزن والانتظار.

4. استعمال النثر الفلسفي:

  • وقد كان رائد هذه النصوص هو سقراط والذي كانت نصوصه بمثابة الإنجاز الأدبي الذي أيده أفلاطون لاحقاً رغم انتقاد البعض له واصفين بأن نصوصه أقرب للشاعرية من الفلسفة.
  • ولكنه على الرغم من هذا الانتقاد كانت هذه النصوص صاحبة تأثير كبير على الدارسين ولاسيما في الحوار.

5. الشعر الغنائي:

  • هو أهم وأشهر خصائص الأدب اليوناني حيث إنه كان في ذلك. الوقت يحاكي انتصارات الشعب في الحروب وكان مرتبطاً بالاحتفالات، حيث كان لكل مقطع رقصة خاصة به لذلك لم يكرر لاحقاً لصعوبته.

6. وجود الإله البشري:

  • ومن الجدير بالذكر أن اليونان كانت لها الآلهة التي تحاكي الأدب عنها في نصوصه فقد كانت هذه الآلهة لها مظهراً بشري تماماً كما أنها تتمتع بالمشاعر البشرية من الحب والكره والخير والشر.
  • وهذا ما حكى عنه الأدب اليوناني، فعلى الرغم من تقديس هذه الآلهة التي في صورة بشر والاعتراف بالقدرات الخارقة التي تتمتع بها إلا أنها أيضاً تحمل صفات بشرية مثل الجمال والعاطفة المتغيرة.

7. إدراج الدراما والمأساة:

  • نجد أن الأدب اليوناني حرص على أن يدرج المأساة في كتاباته، والمأساة تعبر عن سقوط لأحد أبطال القصة في نهايتها وذلك على سبيل العقاب الإلهي لشره أو لفعلة قام بها.
  • كما حدث لأوديب الذي قتل أبيه دون عمد، لذلك ففي مأساة القصة والمسرح اليوناني بشكل عام، نجد أن البطل يكون دائماً صاحب عيب أو علة تكون سبب في سقوطه أو فشله في النهاية.

8. صعود الكوميديا:

  • الكوميديا في الأدب اليوناني مشتقة من الفرحة والتي كانت مرتبطة بطقَوس دينية خاصة بآلة الغطاء النباتي "ديونيسوس".
  • وتعتبر الكوميديا هي الوجه الآخر للمأساة اليونانية حيث أن الفرق بينهما نشأ من التعبير فالمأساة تتناول الرجال أصحاب الأفعال البطولية وتمجدهم، أما الكوميديا فتتناول الرجال أصحاب الأفعال الهزلية والحماقات وقدمها في إطار هذلي لتحذير الناس ولفت أنظارهم، والسخرية من الحمقى.
  • أريستوفانيس: من أشهر كتاب الكوميديا في العصور اليونانية القديمة، حيث كانت تتناول كتاباته السياسيين الحمقى أصحاب القرارات الخاطئة ومع ذلك كانت تتسم هذه العصور بحرية التعبير، وطالما تغاضت الحكومة عن كتاباته.

9. استعمال الميثولوجيا اليونانية:

  • هي الأقدم في الكتابات اليونانية بعد الإلياذة والأوديسة، وفيها يصف الأدب اليوناني نشأة العالم وخلقه ووجود الآلهة وخلق البشر والأصل في وجود كلا من الخير والشر.
  • كما يصف الأساطير الإلهية والبشرية ويروي قصص البطولة.

من اشهر ملاحم الادب اليونانى

من أشهر ملاحم الأدب اليوناني القديمة:

  1. الإلياذة (Iliad) – هوميروس: تعد الإلياذة واحدة من أعظم الملاحم اليونانية. تتناول أحداث الحرب الطروادية، خاصة في العام الأخير من الحصار الطروادي. تُركّز على البطل أخيل وغضبه، وتستعرض مواضيع الشجاعة، honor، والبطولة.
  2. الأوديسة (Odyssey) – هوميروس: هي ملحمة تحكي عن مغامرات البطل أوديسيوس في رحلته للعودة إلى منزله بعد الحرب الطروادية. تتناول موضوعات مثل الذكاء، الصبر، والمثابرة في مواجهة التحديات.
  3. الأعمال والأيام (Works and Days) – هسيود: هو عمل فلسفي وشعري يناقش فيه هسيود الحياة اليومية والمبادئ الأخلاقية، بالإضافة إلى كيفية التفاعل مع الآلهة والمجتمع. يتناول فيه مواضيع مثل العدالة، والعمل، والجهد.
  4. الأناغة (Argonautica) – أبوللونيوس رودوس: تروي هذه الملحمة قصة رحلة "آرغوناوتا" بحثًا عن الصوف الذهبي بقيادة ياسون، ومغامراتهم خلال الرحلة. تعد من الملاحم البارزة في الأدب اليوناني الكلاسيكي.
  5. الملحمة الفائقة (The Theogony) – هسيود: هي نص يروي خلق الكون وفقًا للمفاهيم اليونانية القديمة، ويعرض نشوء الآلهة والأبطال الأسطوريين، بالإضافة إلى تأسيس النظام الإلهي في العالم.

أهم شعراء الأدب اليوناني

من أهم شعراء الأدب اليوناني:

  1. هوميروس (Homer): يُعتبر هوميروس من أعظم شعراء الأدب اليوناني الكلاسيكي. أشهر أعماله هي "الإلياذة" و**"الأوديسة"**، وهما من أهم الملاحم التي تأثرت الأدب الغربي. تتناول أعماله مواضيع البطولة، الشجاعة، والصراع بين الآلهة والبشر.
  2. هسيود (Hesiod): يُعتبر هسيود من بين أعظم شعراء الأدب اليوناني. أشهر أعماله هي "الأعمال والأيام" و**"الأناغة"**. هسيود كان من أوائل الشعراء الذين تناولوا قضايا العمل والزراعة، واهتم بالأساطير التي تروي نشوء الآلهة وتاريخ الكون.
  3. صوفوكليس (Sophocles): رغم أنه اشتهر كمسرحي، إلا أن صوفوكليس كان أيضًا شاعرًا. اشتهر بكتابته لمسرحيات مثل "أنتيجون" و**"أوديب ملكًا"**، التي تعتبر من أهم الأعمال الأدبية في الأدب اليوناني الكلاسيكي.
  4. أوربيد (Euripides): يعتبر أوربيد من أكبر شعراء المسرح في الأدب اليوناني، وله العديد من الأعمال الشعرية المسرحية التي تتميز بالدراما والعاطفة العميقة مثل "ميديا" و**"إلكترا"**.
  5. سافو (Sappho): هي شاعرة يونانية قديمة من جزيرة لسبوس، وتعتبر من أشهر شعراء الشعر الغنائي في اليونان القديمة. كانت سافو تكتب شعراً يعبر عن الحب والعواطف الشخصية، وكان شعرها مؤثرًا للغاية في الأدب الغربي.
  6. أنكسيماندر (Anaximander): رغم أنه كان في الأساس فيلسوفًا يونانيًا، إلا أن أنكسيماندر ترك أثراً في الأدب، إذ كان من أوائل المفكرين الذين تناولوا موضوعات مثل الكوسمولوجيا (دراسة الكون) والوجود في أشعار فكرية.
  7. بيندار (Pindar): يُعتبر بيندار من أعظم شعراء الأدب اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو معروف بأشعاره الغنائية التي تمدح الأبطال الرياضيين. أشهر أعماله هي الأناشيد الهيمنوبية التي تُغني عن الأبطال الفائزين في الألعاب الأولمبية.
إن خصائص الأدب اليوناني هي التي ساعدت على بقاء الكثير منه إلى اليوم على الرغم من حرق الكثير من الكتب والضياع الذي تعرضت له، إلا أن الأدب هو التاريخ الأول للشعوب على مر الأزمان.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ