كتابة :
آخر تحديث: 29/08/2023

ما هي سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة؟ وكم من الوقت تستغرق؟

"حدود لغتي هي حدود عالمي" هذا ما قاله لودفيج فيتجنشتاين، والذي يوضح أهمية تعلم لغة أجنبية، إنها مصدر للعديد من المزايا والإيجابيات التي تطال المستوى المهني والشخصي كذلك. في الواقع، إن التدريب على لغة أجنبية يعدل عقول الطلاب، ويدعو جميع أشكال الذاكرة الموجودة إلى تطوير ذاكرتهم أو تركيزهم أو إبداعهم. وفي هذا المقال من مفاهيم نتطرق إلى سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة.
ما هي سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة؟ وكم من الوقت تستغرق؟

سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة

في إطار سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة، لنبدأ معا برصد أهم الإيجابيات التي تتجلى في تعلمك لغة أجنبية:

ايجابيات تعلم لغة جديدة

1. سهولة الإندماج في عالم الشغل

  • تعتبر تعدد اللغات من المهارات المهنية والشخصية التي تحظى بتقدير كبير من قبل أصحاب العمل. معرفة لغة أجنبية تساعد الطلاب في العثور على وظائف وتزيد من فرص قبولهم فيها، خاصة في القطاعات التي تتطلع فيها الشركات إلى نقل عملياتها أو التوسع في أسواق أخرى.
  • إن معرفة لغة ما في بلد يتوسع فيه العمل في أسواق جديدة يمكن أن يجعل طلابك عاملا حيويًا لنجاح العمل، حيث يقومون بسد الفجوة الثقافية بين الموقعين.
  • بالإضافة إلى ذلك، يرغب بعض أصحاب العمل في تقديم تعويضات إضافية للطلاب الذين لديهم مهارات لغة أجنبية.

2. تحسين الانفتاح الثقافي

  • اللغة هي أفضل مقدمة لثقافة جديدة. إنه يثير الاهتمام تلقائيًا بالتقاليد الثقافية المرتبطة بتعلم اللغة. وبطبيعة الحال، لا يزال بإمكان الطلاب التعرف على الثقافات الأخرى، ولكن تعلم لغة ما يتيح لهم تجربة أكثر.
  • في معظم الأحيان، تفشل جهود الترجمة في التقاط الفروق الدقيقة التي تنقلها اللغات المختلفة بشكل كامل. حتى عناوين الأفلام يمكن أن تضيع في الترجمة.
  • لكن متعددي اللغات يمكنهم قراءة الأدب الجديد دون ترجمة، وغناء الأغاني بينما يفهمون كلمات الأغاني، ومشاهدة الأفلام الأجنبية دون الحاجة إلى ترجمة. مع لغة جديدة، ينفتح عالم جديد تمامًا أمام الشخص.
  • ترجع الصور النمطية والأحكام المسبقة الثقافية إلى حد كبير إلى عدم التفاهم بين الأشخاص من ثقافات مختلفة. الطريقة التي يتم بها تكوين اللغات واللغة المحلية، مثل العامية، يمكن أن توفر نظرة ثاقبة لمن يتحدثها.
  • في حين أن تعلم لغة أخرى يمكن أن يجعل الطلاب أكثر وعيًا بالاختلافات الثقافية، إلا أنهم سيفهمون أيضًا سبب وجود هذه الاختلافات وأهمية احترام الثقافات المختلفة عن ثقافتهم.
  • تعلم لغة جديدة يمكن أن يلهم التضامن والتسامح والتفاهم.

3. تنمية الذكاء

  • ضمن سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة يتضح لنا أن تعلم لغة جديدة يطرد الدماغ من وضع الطيار الآلي عن طريق إجباره على تصنيف المعلومات بطريقة جديدة. والأهم من ذلك أن الدراسة المكثفة للغة جديدة تزيد من التركيز بشكل عام، وليس فقط أثناء دراسة تلك اللغة الأجنبية.
  • في الواقع، عندما يدرس الطلاب لغة جديدة، يصبح دماغهم أكثر قدرة على التركيز والاستماع، حيث يدرب نفسه على تصفية المعلومات ذات الصلة مما يسمعه. والأهم من ذلك، أن القدرة المتزايدة على التركيز تستمر حتى عندما يتوقفون عن دراسة اللغة بشكل نشط.
  • بالإضافة إلى ذلك، وفقًا للعلم، فإن الأشخاص ثنائيو اللغة أكثر قدرة على إدارة المعلومات المعقدة، خاصة في المواقف شديدة التوتر، مثل حل النزاعات.

4. تحسين فهم اللغة الأم

  • من خلال تعلم لغة أخرى، يمكن أن تتحسن اللغة الأم لدى الشخص وفقًا لذلك. عندما يتعلم الطلاب لغة ثانية، تتحسن معرفتهم بالقواعد. ومن ثم يتم نقل هذا الوعي اللغوي إلى لغتهم الأم.
  • في الواقع، سيكون الأشخاص أكثر وعيًا باللغة، وكيف يمكن تنظيمها والتلاعب بها. وبالتالي، سيكونون قادرين على تحسين المفردات، وبناء الجملة، والقواعد، أو حتى التهجئة بلغتهم الخاصة.
  • من خلال اكتساب تقدير أكبر لآليات لغتهم الأم، يمكن للطلاب أن يصبحوا كتابًا ومتحدثين ومتواصلين أفضل. مع كل المزايا التي تحتوي عليها.

5. إنشاء علاقات

  • كلما زاد عدد اللغات التي تعرفها، زادت قدرتك على التواصل مع الآخرين. سواء كنت تنتقل إلى بلد جديد، أو تذهب إلى مدرسة دولية، أو تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. سيسمح لك تعلم لغة أخرى بتكوين صداقات جديدة ومشاركة الأفكار ووجهات النظر مع أشخاص لم تكن لتقابلهم أبدًا لو كنت متمسكًا بلغتك الأم.
  • يعد الحصول على وجهات نظر مختلفة وطرق تفكير جديدة من أشخاص من ثقافة أخرى جزءًا مهمًا من معرفة لغات متعددة.

سلبيات تعلم لغة جديدة

ضمن سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة سيكون من الصعب إيجاد سلبيات لهذه المهارة مع كل ما ذكرناه أعلاه، لكن في المجمل هذه بعض من السلبيات التي يمكن الإشارة لها:

1. فقدان الهوية الثقافية

  • في بعض الحالات، خاصة بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قد يعني تعلم لغة ثانية فقدان لغتك الأولى. على سبيل المثال، إذا انتقلت إلى مكان جديد وتحتاج إلى التواصل بلغة مختلفة في معظم الأوقات (باستثناء ربما في المنزل)، فقد تهمل لغتك الأم. نظرًا لأن اللغة مرتبطة بقوة بهويتك الثقافية، فقد تشعر أنه لم يعد لديك اتصال بثقافتك الخاصة.

2.لا تكون على طبيعتك

  • عند التواصل بلغة ثانية، قد يكون من الصعب بعض الشيء إظهار شخصيتك الحقيقية. يكون الأمر صعبًا بشكل خاص عندما تتطور مهاراتك؛ لأنك لا تملك المفردات اللازمة للتعبير عن نفسك كما تفعل في لغتك الأم.
  • هذا يعني أنك لن تكون قادرًا على إظهار مدى ذكائك أو مرحك أو اهتمامك.
  • حتى المتحدثين الأكثر تقدمًا يمكنهم مواجهة هذا التحدي لشخصيتهم. وذلك لأن اللغات كلها فريدة من نوعها. على سبيل المثال، قد تحتوي لغتك الأم على تعبيرات أو أفكار تطورت عبر تاريخ بلدك وثقافتك. قد لا تكون هذه المفاهيم والعبارات موجودة في لغتك الثانية. لذلك قد يكون من الصعب أن تقول ما تعنيه حقًا عند التحدث مع أشخاص لديهم خلفيات ثقافية أخرى.

3. يستغرق الأمر وقتًا

  • إن كنت قد سمعت من قبل عن "تكلفة الفرصة البديلة"؟ فستفهم الأمر، يتعلق بتكلفة القيام بما تريد القيام به (فرصتك). على سبيل المثال، تكلفة فرصة الاستمتاع بحفل موسيقي مذهل عن طريق دفع ثمن التذكرة. لكن التكلفة لا تقاس دائما بالمال.
  • عند الحديث عن تعلم لغة جديدة، فإن أحد التكاليف الرئيسية هو الوقت. بمعنى آخر، أن تصبح ثنائي اللغة يتطلب التزامًا بالوقت، وهو الوقت الذي يمكنك استخدامه للقيام بأشياء أخرى مثل قضاء الوقت مع أصدقائك، أو العمل الإضافي، أو تعلم شيء آخر كل شيء له ثمن!

كم من الوقت يستغرق تعلم اللغة؟

ربما تكون حريصًا على البدء في رحلة تعلم اللغة، وربما تتساءل متى ستتمكن من فهمها والتحدث بها. وبطبيعة الحال، هذه الأشياء لا تحدث بين عشية وضحاها. يستغرق تعلم لغة جديدة قدرًا لا بأس به من الوقت والتفاني، وهذا غالبًا ما يختلف بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل.

ومع ذلك، هناك بعض التقديرات حول المدة التي سيستغرقها الأمر. حيث قام معهد الخدمة الخارجية بالولايات المتحدة بتقسيم اللغات إلى أربعة مستويات مختلفة على أساس الصعوبة، ثم قاموا بفحص المدة التي استغرقها الدبلوماسيون الأمريكيون للوصول إلى "الكفاءة المهنية في العمل" وهنا وجدوا:

  1. لغات الفئة الأولى: وهي تشبه إلى حد كبير اللغة الإنجليزية، وتتضمن لغات مثل الفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والسويدية. عادة ما تكون هناك حاجة إلى ما يقدر بـ 24-30 أسبوعًا أو 600-750 ساعة دراسية لتحقيق الكفاءة المهنية.
  2. لغات الفئة الثانية: وهذا يشمل لغات مثل الألمانية والإندونيسية والماليزية والكريول الهايتية، عادةً ما يتطلب الأمر ما يقدر بـ 36 أسبوعًا أو 900 ساعة دراسية لتحقيق الكفاءة المهنية.
  3. لغات الفئة الثالثة: هذه لغات أصعب، وتختلف بشكل كبير عن اللغة الإنجليزية، وتشمل البنغالية والتشيكية والفنلندية واليونانية والعبرية والأيسلندية والبولندية والروسية والتاميلية والتايلاندية والفيتنامية. عادة ما تكون هناك حاجة إلى ما يقدر بـ 44 أسبوعًا أو 1100 ساعة دراسية لتحقيق الكفاءة المهنية.
  4. لغات الفئة الرابعة: تعتبر هذه اللغات "فائقة الصعوبة" صعبة للغاية بالنسبة للمتحدثين باللغة الإنجليزية. وهذا يشمل العربية والكانتونية الصينية والماندرين الصينية واليابانية والكورية. عادة ما تكون هناك حاجة إلى ما يقدر بـ 88 أسبوعًا أو 2200 ساعة دراسية لتحقيق الكفاءة المهنية.
ختاما، ومع كل الصعاب وساعات الدراسة الطويلة في رحلة تعلم لغة جديدة، تبقى النتيجة وإضافة لغة إلى لائحة لغاتك إنجازا رائعا وثمينا على المستوى المهني والشخصي، ومع كل سلبيات وايجابيات تعلم لغة جديدة لا تتردد يوما في التعلم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ