سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي حقيقة مؤكدة
محتويات
سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي يبن الحقيقة والخيال
هناك بعض المدافعين عن الثورة التكنولوجية يرونها ثورة بدون سلبيات، وأن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل شبكة الانترنت وشبكات المحمول الحديثة أتاحت استخدام العديد من البرامج الحديثة على نطاق أوسع.
فملايين الأجهزة المحمولة الآن متوفر بها برامج الواتساب والفيسبوك وغيرها من البرامج التي لا يمر يوم من أيام ملايين الأشخاص إلا وهم حريصين على الاطلاع عليها والاستفادة من مميزاتها الحديثة في التواصل بين البشر.
ولكن التجربة أثبتت أن هناك سلبيات محققة حدثت لتلك المجتمعات التي استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، تلك السلبيات التي طالت كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، سلبيات لم تكن متوفرة قبل ظهور تلك الوسائل الحديثة.
فتلك السلبيات لم تعد مجرد افتراضيات نظرية، لكن هي حقيقة واضحة اعترفت بها معظم الدوريات العلمية المتخصصة في مختلف التخصصات، وحذرت أيضاً من تفاقم الأزمة وتطور تلك السلبيات لمستويات أسوأ في السنوات المقبلة إن لم يتم التعامل معها بشكل حاسم من الآن.
ظهور جرائم جديدة مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي
- عند ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وما صاحبها من سرعة فائقة في نقل المعلومات عبر شبكة الإنترنت، وما صاحبها أيضاً من سعة فائقة لتخزين المعلومات الشخصية على أجهزة الحاسب الآلي، ولجوء معظم المستخدمين لتلك الوسائل لتوثيق مواقف حياتهم في شكل معلومات مكتوبة أو معلومات مصورة أو مواد صوتية.
- تلك المعلومات الشخصية المخزنة على أجهزة حاسب الآلي أصبحت كنز كبير في العصر الحديث، مما جعل الكثير من المجرمين يحاولون الوصول لتلك المعلومات الشخصية من خلال اتصال الحاسب الآلي بشبكة الانترنت لاستغلالها بأشكال مختلفة.
- وقد أثبتت التجربة وجود العديد من الضحايا الذين تمكن مجرمو الانترنت من الوصول لمعلوماتهم الخاصة، مثل أرقام سرية للبطاقات الائتمانية، وكذلك كلمات سر البريد الإلكتروني الخاص بهم، مما مكن المجرمين من الوصول لرسائل مهمة تخص ضحاياهم، مما مكّن المجرمين من مساومة الضحايا للحصول على مقابل مادي نظير عدم استغلال تلك المعلومات ضدّهم.
التلاعب بصور ضحايا الإنترنت
هناك مجرمين قاموا بسرقة صور شخصية لبعض ضحاياهم من خلال الدخول لأجهزتهم ببرامج خاصة، ثم قاموا بسرقة صور خاصة بضحاياهم والتلاعب بها عبر برامج الفوتوشوب وتعديلها بشكل يهدد سمعة ضحاياهم.
تلك الجرائم الخاصة بالإنترنت لم تكن موجودة قبل الثورة التكنولوجية الحديثة، فوسائل التخزين القديمة، مثل تخزين الصور والأوراق المهمة في صندوق داخل أحد الدواليب في غرفة نوم الإنسان، كانت تحمي معلومات الإنسان من الوصول لأشخاص غير مرغوب فيهم.
ولكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، أصبحت تلك المعلومات مهددة بالوصول لأي إنسان في حالة عدم حمايتها الكترونياً ببرامج حماية على أجهزة الحاسب الآلي المخزنة بها.
كيفية الوقاية من جرائم الإنترنت
هناك وسائل عديدة لحماية المعلومات الشخصية من تلصص مجرمي الانترنت، منها:
- عدم وضع تلك المعلومات أصلاً على أجهزة الهاتف المحمول أو الحاسب المحمول أو الحاسب الآلي.
- وضع برامج حماية على تلك الأجهزة لصد هجمات المجرمين الإلكترونية، ومنعهم من الوصول لتلك المعلومات.
- كذلك هناك اعتقاد خاطئ بأن المعلومات التي يتم حذفها باستمرار لا يمكن الوصول إليها، فهناك العديد من البرامج التي تمكن المجرمين من استرجاع المواد المحذوفة، لذا ينصح دائماً بعدم بيع الأجهزة المستعملة إلا بعد خطوة مهمة جداً.
خطوة مهمة لتأمين أجهزة الحاسب الآلي قبل بيعها
- ولمنع استرجاع المعلومات المحذوفة، ينصح بعض الخبراء بحذف تلك المعلومات بطريقة تقليدية، ثم وضع مواد أخرى غير مهمة مكانها، ثم حذف تلك المواد مرة أخرى، ثم وضع مواد أخرى للمرة الثالثة، ثم حذفها للمرة الثالثة.
تلك العملية تقلل من فرص استعادة المعلومات المهمة المحذوفة من قبل.
- هناك نصائح بإعادة تهيئة وحدة التخزين عدة مرات قبل بيع الجهاز للوصول لنفس النتيجة السابقة، وذلك من خلال شخص يملك الخبرة في ذلك.
الآثار الاجتماعية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
يعتقد البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في التقارب بين الأشخاص وسهولة الاطمئنان المتبادل فيما بينهم.
- ولكن أثبتت التجربة -خاصة التجربة في البلاد العربية- أن استخدام تلك الوسائل أدى إلى الاكتفاء بالكلمات المقروءة أو المسموعة المتبادلة والقضاء على عادات اجتماعية راسخة منذ عشرات السنين في تلك المجتمعات من تزاور ولقاء حقيقي يجمع بينهم في زيارات عائلية.
- أصبح الواجب الاجتماعي بزيارة المرضى وزيارات التهنئة وغيرها من المعايدات الاجتماعية الجميلة قليل جداً، واكتفى كثيرون بتعليقات كلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في صفحات الفيسبوك وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعية المختلفة.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العائلة الواحدة
أثرت تلك الوسائل أيضاً على العائلة الواحدة التي تسكن تحت سقف واحد؛ فقد أصيب التواصل بين الأجيال في مقتل بعد وصول وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح التواصل الأقوى بين الإنسان وجهازه، وليس بين الإنسان ووالده أو بينه وبين جده أو أولاده.
- لم يعد التواصل بين الأب وابنه هو الأقوى، وحتى عندما تجمع بعض الأسر اجتماعات حية بأجسامهم، فإنه يصبح لقاءاً روتينياً لا روح فيه ولا اهتمام.
- أصبح حضور المناسبات الاجتماعية، مثل أعياد الميلاد وعيد الأم حضوراً فاتراً يحتوي على عبارات روتينية لا تحمل مشاعر حقيقية.
وقد يقول قائل، وما الضرر في ذلك؟!
ولكن الحقيقة أن تلك العلاقات الوهمية على شبكات التواصل الاجتماعي لا تغني عن التواصل الحقيقي مع العائلة، ولكنها تستهلك مشاعر الإنسان بدون فائدة تذكر، فالعديد والعديد من المعلومات في تلك الوسائل لا تكشف عن الصورة الحقيقية للأشخاص ولكن تحمل شخصيات افتراضية غير حقيقية تسبب الصدمات للمتعاملين معها بعد معرفة حقيقتهم التي تخفيها تلك الوسائل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_8786