حكم سماع الأغاني في رمضان وأهم المعلومات الدينية
حكم سماع الأغاني في شهر رمضان
بعد البحث والدراسة والتقصي حول أمور الدين والمحلل منها والمحرم، تبين أن سماع الأغاني لا يبطل الصيام أو أنه من الأمور المكروهة فقط، وبخاصة إن كانت الأغاني تحمل معاني سلبية، ولكن يمكن أن يصبح سماع الغناء مبطل للصيام في حالة استماع كلمات مهيجة للنفس والشهوة أو تسببت في إنزال المني، وذلك يعني الآتي:
- أن سماع الغناء في حد ذاته لا يبطل الصيام، وإن كانت أغاني دينية على الطبلة والدف فلا مانع من سماعها، ولكن هذا لا يعني أن ذلك أفضل حل لأن سماع القرآن الكريم هو المفروض والواجب علينا حتى نتعلم كلام الله عز وجل.
- وفي حين استماع أغاني تهيج النفس وتسبب في بطلان الصيام هنا يجب على الشخص الذي بطل صيامه أن يعيد صيام ذلك اليوم بعد انقضاء شهر رمضان الكريم.
- ولكن ليس معنى هذا أن سماع الغناء لا يبطل الصيام أن نستمع للغناء طوال النهار والليل، لأن الله سبحانه وتعالى شرع الصوم لتهذيب النفس والتخلص من العادات السيئة، فإن كانت عادة الإنسان أن يستمع الغناء كثيراً فيجب عليه أن يقلل منها بقدر ما استطاع وأن يستمع إلى القرآن الكريم ليزداد في التقوى.
حيث قال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
- ويمكن اعتبار سماع الغناء أمر محلل في حالة عدم طغيانه على الجانب الديني للإنسان أو عدم لهو الإنسان عن الذكر، فإن كانت الأغاني سوف تتسبب في عدم ذكر الله فهي محرمة.
- أما في حال شخص يستمع لمدة ساعة مثلاً في اليوم أو بمجرد حالة من النشاط والبهجة والفرحة وإدخال السرور على النفس فلا مانع من ذلك، في حين أنه شخص يذكر الله تعالى في الصباح والمساء ومن آناء الليل وأطراف النهار.
- ولكن في مستخلص الحديث نقول أنه من الأفضل تجنب الأغاني مطلقاً في الصيام والتقليل منها في غير الصيام، فكلما أقبلنا على ذكر الله وقراءة القرآن الكريم واستماعه كلما أصبحت نفوسنا أصفى وأفضل وأقرب إلى الله.
يقول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ( لو أنكم تتقون الله حق تقاته لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا، وتعود بطانا).
هل سماع الأغاني يبطل الصلاة ؟
- لا يعتبر سماع الغناء من مبطلات الوضوء أو الصلاة، فإن كان أمر مكروه فلا صلة له ببطلان الصلاة إلا في حالة الإكثار منه أو الاستماع للغناء الفاحش الذي يحتوي على كلمات فاضحة، ففي حالة الاستماع للغناء الفاحش أصبح الأمر من المنكرات، ومن اتبع المنكر بطلت صلاته.
كما قال سينا محمد صلى الله عليه وسلم في ضرورة تجنب المنكرات وأثرها في إفساد الصلاة ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيف يمكن تجنب سماع الغناء في رمضان وفي غير رمضان؟
إن الرغبة في تهذيب وإصلاح النفس ليست بالأمر الصعب، فكل عام يدخل علينا شهر رمضان الكريم، ويمكن اعتبار ذلك الشهر خط فاصل وبداية جديدة لحياة مليئة بالحسنات، ولكي يهذب الإنسان نفسه عن سماع الغناء ويبتعد عنه قدر الإمكان يجب أن يتبع النصائح التالية :
- النية الصادقة قبل قدوم شهر رمضان بعدم الاستماع إلى الأغاني حتى ولو لم تبطل الصيام، فإن كانت مكروهة فلا يجب علينا أن نتبع أمر يكرهه الله ورسوله، ولماذا نترك المستحب ونلجأ إلى المكروه.
- التحكم في النفس في شهر رمضان عن طريق وضع خطة منظمة تضمن أداء العبادات بشكل صحيح وتجنب العادات السيئة والمنكرات وفتح صفحة جديدة مع الله ومع النفس، وسوف يجد كل من يفعل ذلك الخير والرزق الكثير الذي يهل عليه.
- العزم على عدم الاستماع للأغاني مرة أخرى وإن لم يستطع التحكم في نفسه فيمكنه عندما تخطر بباله فكرة استماع الغناء أن يتذكر قراءة الأذكار، فإن أتت الفكرة مرة أخرى فيمكن تشغيل الأغاني لمدة خمسة دقائق أو لوقت قصير ثم إغلاقها واستغفار الله، وذلك يعني تجنبها بالتدريج لأن الشخص المتعود على سماع الأغاني لا يمكنه أن يتركها فجأة فالأمر يتطلب صبر.
أضرار سماع الغناء وطرق تهذيب النفس
على كل شخص يرغب في التخلص من عادةً سماع الغناء أن يعرف بعض الأمور وأن يتبع بعض الخطوات مثل ما يلي :
- ضرورة أن يعلم المسلم أن الأغاني تنبت النفاق في القلب.
- تتسبب الأغاني في حدوث القلق والاضطراب النفسي، على عكس سماع القرآن الذي يجعل المسلم مطمئن.
- يتسبب سماع الغناء في عدم الإحساس بلذة القرآن الكريم، كما أن سماع الغناء ينأى بالفرد عن حضور مجالس الذكر.
- يجعل الغناء على قلب المسلم غشاء يمنعه من أن يتعظ أو يستمع للنصائح، كما يمنعه من التلذذ بالعبادة.
- من أهم الخطوات للتخلص من سماع الأغاني هو التوبة النصوحة والعزم بصدق على سماع القرآن الكريم.
- خطوة هامة جداً وتساعد في التخلص من سماع الغناء ألا وهي الإكثار من الاستغفار فهو يقرب العبد من ربه ويبعده عن المعاصي.
- مجالسة الصالحين والحرص على استماع البرامج الدينية وحضور مجالس العلم والإيمان ليعرف المسلم المفيد له وشؤون دينه بشكل صحيح.
- محاسبة النفس يومياً على التقصير في أي عبادة والعزم على عدم التقصير مرة أخرى.
- المحافظة على الصلاة في أوقاتها لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال ربنا العظيم في القرآن الكريم.
- الدعاء في الصلاة بالهداية وتجنب المنكرات، حيث قال ربنا ( ادعوني استجب لكم) فالله سبحانه وتعالى طلب منا أن ندعوه عندما نحتاج شيء فلماذا لا ندعوه ؟
- ويقول البعض من الناس أنا أدعو الله في الصلاة ولا يستجيب لي، أقول لمن يقول ذلك ( أنت تدعوا باستعجال وفي قلب شك من استجابة الدعاء أو تعتقد أن الله لن يستجيب لك، أو أن لديك جزء من الشك في استجابة الدعاء، وهذا أمر خطير ويمكن أن يتسبب في عدم قبول الدعاء)
فالله سبحانه وتعالى يقول ( أنا عند ظن عبدي بي فإن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر) لذلك لكي يستجيب الله لك الدعاء يجب أن :
- تكرر الدعاء يومياً على يقين وتأكد بأن الله سوف يستجيب لك ولو بعد حين.
- عدم اليأس من الدعاء مطلقاً لأن عدم الصبر على الدعاء يجعلك تشعر بأن دعائك غير مستجاب.
- من أهم النقاط في استجابة الدعاء أن تكون شخص نقي من الداخل ولا تحمل حقد أو غل لأحد من الناس، كما أن تجنب النواهي أمر يساعد في استجابة الدعاء.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17187