كتابة : نجاة
آخر تحديث: 08/02/2023

فوائد الوحدة الإيجابية

الشعور بأنك وحيد من أسوأ المشاعر التي يمكن أن تشعر بها، حيث تعتبر الوحدة أحد أكبر أعداء السعادة. فحتى نكون سعداء، نحتاج إلى إنشاء روابط حميمة مع أشخاص آخرين. نحتاج أن يكون لدينا شخص نثق به ونشاركه معظم تفاصيل حياتنا. يعد وجود علاقات قوية (لا يعني العديد من العلاقات) أحد الجوانب الرئيسية للسعادة، لكن في موضوعنا هذا في موقع مفاهيم لا نتحدث هذه الوحدة التي تعكس تضرر الحالة النفسية بل نقصد فوائد الوحدة الإيجابية التي تتمثل في الوحدة الإيجابية مع النفس.
فوائد الوحدة الإيجابية

ما هي الوحدة؟

يقصد بتعريف الوحدة هي الرغبة في اعتزال الاتصال بالآخرين، لا تتوقف على الانعزال والانطواء في بقاءك وحيد وبعيدا عن الناس، ولكن قد يكون الشخص جالس مع مجموعة من الناس لكنه لا يندمج معهم ولا يحدث أي تفاعل بينهما. وقد تكون الوحدة هي رغبة نفسية في استعادة النفس ومراجعة الحسابات الشخصية، وقد تكون بسبب عوامل نفسية يعاني منها الفرد، وقرر أن يبقى وحيد.

ما الذي يجعل الإنسان يحب الوحدة؟

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تدفع الأفراد إلى تفضيل الوحدة، بدلا من المكوث مع الآخرين والتواصل معهم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

1. الرغبة في استعادة النفس

  • قد يشعر الفرد أحيانا أنه فقد نفسه، ولا يعرف ماذا يرغب في تحقيقه وما هو الصالح له، وما هي طموحاته في الحياة، وقد يكون التواصل مع الآخرين بشكل دائم يجعل الفرد مشتت ماذا يفعل، لذا يتخذ قرار الوحدة لفترة قصيرة لاستعادة نفسه ومعرفة ما يرغب الوصول إليه.

2. الوقوع في خيبات عند التعامل مع الآخرين

  • قد يكون الوقوع في خيبات مع أشخاص غير مناسبون أو لا يحبون لك الخير، واكتشافك لذلك، يجعلك تشعر بعدم الثقة وخيبة الأمل، والميل للوحدة بدلا من التفاعل مع أشخاص غير سويين لا يحبون لك الخير.

3. فقدان العمل

  • قد يكون فقدانك لوظيفة ما بدون سبب مقنع يدفعك إلى الشعور باليأس والرغبة في التفكير مع ذات حول الأسباب ووضع الخطط المستقبلية نحو ما ستفعله، وهذا يتطلب الهدوء والسكينة حتى تحصل على القرار السليم.

4. أمراض نفسية

  • قد يعاني الفرد من بعض المشاكل النفسية والتي تسبب في شعوره بالوحدة، وعدم الرغبة في الاختلاط والتواصل مع الآخرين مثل الإصابة بالاكتئاب، الفصام، والتوتر، والقلق، أو مرض الوحدة.

5. الانتقال لمنطقة جديدة

  • قد يلجأ الفرد إلى اعتزال الناس، لأنه لا يعرف أشخاص محيطين، خاصة إذا انتقل للعيش في مكان جديد.

6. عدم وجود عائلة أو أصدقاء

  • قد يعاني بعض الأفراد في البقاء وحيدا لأنه لا يملك عائلة، وليس لدية أصدقاء.

7. التعرض لصدمة نفسية أو عاطفية

  • قد يتعرض البعض منا لصدمات قوية في الحياة تدفع الفرد لاختيار الوحدة للتخلص من عواقب هذه الصدمة.

8. فقدان الثقة بالنفس

  • قد تدفعك عدم الثقة بالنفس وتدني احترام الذات إلى تجن التواصل مع الناس واختيار العزلة والانفصال عن العالم، لعدم القدرة على الاندماج.

أنواع الوحدة

هناك أنواع مختلفة من العزلة السلبية والتي لا تشملالنوع الذي نخصص له حديثنا،يمكننا التمييز بين عدة أنواع من العزلة حيث تشمل:

الوحدة العاطفية

  • تظهر الوحدة العاطفية نتيجة لفقدان الرابطة مع شخص آخر،قد يكون ذلك بسبب وفاة شريك أو تفكك العلاقة.

الوحدة الإجتماعية

  • يشير الشعور بالوحدة الإجتماعية إلى عدم وجود شبكة من العلاقات الإجتماعية يشعر أنه ينتمي إليها.

الوحدة الذاتية والموضوعية

  • تشير الوحدة الذاتية إلى حقيقة أننا، على الرغم من كوننا محاطين بأشخاص نحبهم ومرتبطين عاطفياً، نشعر بالوحدة، كما يمكن أن يحدث في العلاقات الزوجية.
  • الوحدة في العلاقة هي مؤشر على أن العلاقة لا تسير على ما يرام،في هذه الحالات، نحتاج إلى النظر في أسباب هذه المشاعر، وتحسين التواصل بين الزوجين ومعرفة ما نحتاجه من بعضنا البعض.

الوحدة الموقفية

  • يشير هذا النوع من الشعور بالوحدة إلى حقيقة أنه بعد فترة من الاضطراب النفسي، يتمكن الناس من التغلب على الخسارة والتعافي من تلك العزلة،إنه نوع من الشعور بالوحدة العابرة.

الوحدة المزمنة

  • إنها نوع أكثر استقرارًا وعادة ما يكون نتيجة لصعوبات الأشخاص في إقامة علاقات اجتماعية مرضية على مر السنين.
  • يمكننا أن نقول إن الوحدة ضرورية ولكن عندما تعبر إلى العزلة الأبدية، فهذا تحذير من أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام وأنه من الضروري إعادة الاتصال بالأشخاص. ومع ذلك، إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح، فقد تتعثر في هذا الشعور وتفشل في الخروج منه، مما يجعل حل هذه المشكلة أكثر صعوبة.

فوائد الوحدة الإيجابية

في الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2011 من جامعة هارفارد وجامعة فرجينيا أن الأشخاص كانوا يكرهون الشعور بالوحدة لدرجة أنهم يفضلون تلقي سلسلة من الصدمات الكهربائية بدلاً من أن يكونوا وحدهم مع أفكارهم الخاصة لمدة 15 دقيقة، لكن الوحدة عندما تهدف بها إلى النأي بالنفس عن الضغوط والمشاكل وأخد قسط من الراحة.

فهذه تكون ثمار تلك الوحدة الإيجابية:

1. زيادة التعاطف

  • عندما تقضي وقتًا مع دائرة معينة من الأصدقاء أو زملائك في العمل، فأنت تتطور لديك عقلية "نحن ضدهم"، يساعدك قضاء الوقت وحدك في تطوير المزيد من التعاطف مع الأشخاص الذين قد لا يدخلون في دائرتك الداخلية.

2. الشعور بالسعادة

  • التفكير في تصرفاتنا والتفكير في التحسينات الشخصية في المستقبل هي حجر الزاوية في الوحدة المنتجة،يمكن أن يساعد استغراق الوقت للقيام بهذه الأشياء في جعلنا أكثر سعادة وأقوى وأكثر مساءلة،تسمح لنا العملية بالتراجع، ثم العودة إلى العالم بمزيد من البصيرة والطاقة.
  • يقول كلينبرج: "الطريقة الوحيدة التي لدينا من خلالها فرصة لفهم خياراتنا هي من خلال التفكير المنفرد". "ما لم تكن راضيًا تمامًا عن هويتك والطريقة التي تعيش بها، فإن الوحدة الإنتاجية ضرورية".

3. زيادة الإنتاجية

  • على الرغم من أن العديد من المكاتب قد بدأت في إنشاء خطط مفتوحة حتى يتمكن الجميع من التواصل بسهولة أكبر، إلا أن الدراسات تظهر أن الناس الذين تزداد إنتاجيتهم بأداء أفضل هم الأشخاص الذين يكون لديهم القليل من الخصوصية.

4. تطوير الإبداع

  • هناك سبب يدفع بالكثير من المؤلفين أو الفنانين بالذهاب إلى المقصورة في الغابة أو الاستوديو الخاص للعمل، وهذا السبب يتجلى في أن الوحدة والخلوة مع الذات تمنح العقلفرصة لتنظيم الأفكار، الأمر الذي يساعد على أن تصبح أكثر إبداعًا.

5. بناء القوة الذهنية

  • نحن مخلوقات اجتماعية ومن المهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا روابط قوية مع أشخاص آخرين. ولكن، قد تكون الوحدة بنفس القدر من الأهمية. تشير الدراسات إلى أن القدرة على تحمل قضاء الوقت وحيداً قد ارتبطبزيادة السعادة ورضا أفضل عن الحياة وتحسين إدارة الإجهاد. الأشخاص الذين يستمتعون بالخلوة مع الذات يعانون من اكتئاب أقل.

6. فرصة للتخطيط للحياة

  • يقضي معظم الناس الكثير من الوقت في التخطيط لحفلات الزفاف والعطلات، ولكنهم لا يخططون أبدًا لكيفية الحصول على أقصى استفادة من الحياة. يمكن أن يمنحك قضاء الوقت لوحدك فرصة لضمان وجود هدف في ظل كل صخب وضجيج الحياة اليومية، توفر المساحة الهادئة فرصة للتفكير في أهدافك وتقدمك والتغييرات التي تريد إجراؤها في حياتك.

7. معرفة أعمق للنفس

  • أن تكون وحيدا يساعدك على أن تصبح أكثر راحة وهدوءاً. عندما تكون بمفردك، يمكنك عمل اختيارات دون تأثيرات خارجية. وهذا سوف يساعدك على تطوير المزيد من التبصر حول "من أنت كشخص".

8. لحظة هدوء واسترخاء

  • يقول أحدهم: "ليس لدي مشكلة مع قضاء الوقت وحيداً على الإطلاق، في الحقيقة، أنا أتوق إليه، وكثيراً ما أحلم بأن أكون وحدي في جزيرة مهجورة ". إذا وجدت نفسك تحلم بأن تكون وحيدًا في جزيرة مهجورة.
  • فعلى الأغلب أنك لا تخصص الوقت الكافي لتقضيه مع نفسك، لذلك خصص بضع دقائق كل يوم لتكون وحدك مع أفكارك، فقط 10 دقائق في اليوم يمكن أن تساعد، واحرص على إسكات إلكترونياتك والسماح لنفسك بالتفكير لبضع دقائق.

إذا لم تكن معتادًا على العزلة، فقد تشعر بعدم الارتياح في البداية،ولكن خلق هذا الوقت الهادئ لنفسك يمكن أن يكون مفتاحاً لتصبح أفضل نسخة من نفسك.

كيفية الخلوة مع النفس؟

يقول مايكل هاريس، مؤلف كتاب "نهاية الغياب" الذي يتخذ من تورونتو مقراً له:

  • استعادة ما فقدناه في عالم من الارتباط المستمر، أنه يمكنك خداع نفسك في أخذ استراحة من التواصل الاجتماعي.
  • يقترح هاريس الذهاب في نزهة على الأقدام وترك هاتفك المحمول في المنزل أو أخذ كتاب إلى مطعم وتناول العشاء فيه.
  • على الرغم من أنك قد تشعر بالإحباط لمدة 20 دقيقة.
  • يعتقد هاريس أنه يتعين علينا الموازنة بين العزلة والتواصل الإجتماعي بالطريقة نفسها التي نتبعها في الحفاظ على نظام غذائي صحي.
  • يقول هاريس: "إن التواصل الاجتماعي ليس بالأمر الشرير أكثر من السكريات والدهون".

سلبيات الوحدة

هناك العديد من السلبيات التي قد يعاني منها الفرد من تأثير البقاء وحيدا دون الاتصال بالآخرين، ومن اهم هذه السلبيات ما يلي:
  1. زيادة نسبة التعرض للإصابة بالاكتئاب، القلق والتوتر.
  2. زيادة نسبة التعرض للوفاة المبكرة.
  3. تتسبب في الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
  4. تؤثر الوحدة على الجهاز المناعي ويصبح الفرد أكثر عرضة للالتهاب والبرد والإنفلونزا.
  5. الضغط العصبي وغياب الدعم الاجتماعي.
  6. فقدان الشهية أو الشره في تناول الطعام.
  7. التقلب المزاجي.
  8. اضطرابات النوم، ومشاكل الأرق.
  9. التشتت وعدم القدرة على التركيز.
صحيح أن البعض عند سماعهم لمصطلح الوحدة سينفر منه في بادئ الأمر، لكن أحياناً كل ما يحتاجه المرء هو قضاء بعض الوقت منفرداً مع النفس لإعادة ترتيب الأوراق، لفهم النفس ولرؤية الأمور بمنظور أكثر حكمة وعمق، وتلك كانت فوائد الوحدة الإيجابية التي يجب أن تحفزكم على تخصيص بضع دقائق كل يوم في خلوة مُنتجة مع النفس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ