قصة سندريلا كاملة
الفصل الأول : معاناة السندريلا
يحكى أن رجل كان يعيش مع زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى وكانت هذه الزوجة التي يعيش معها متكبرة وسيئة الخلق، كما كان لها ابنتين من ذلك الرجل لهن نفس طباع الأم القاسية، وكان لهذا الرجل ابنة تسمى سندريلا من زوجته الأولى التي توفيت.
وهي فتاة حسنة المظهر والشكل وطيبة الخلق وقد أخذت تلك الصفات الحسنة من والدتها التي توفيت، وبعد زواج والد السندريلا من تلك المرأة الحمقاء بوقت قصير بدأت في إظهار معاملتها السيئة للسندريلا بسبب غيرتها وحقدها من السندريلا.
وبدأت في مضايقة السندريلا هي وبناتها بكافة الأشكال والطرق وتركت لها جميع الأعمال المنزلية بدون رحمة أو مساعدة منها أو من بناتها، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل جعلتها تنام في مكان قذر على الرغم من أن والدها يمتلك قصر كبير به جميع أنواع الأثاث والفراش النظيف.
وكانت زوجة الأب تعامل ابنتيها برفق كبير وتعامل السندريلا بقسوة كبيرة كما كانت تمنحهما أجمل الثياب وتمنح السندريلا أسوأ الملابس وأسوأ أنواع الطعام، وكانت السندريلا لم تجد وقت للراحة فكانت تعمل طوال اليوم في تنظيف القصر وترتيب الفراش وغسل الأطباق والملابس.
وكانت السندريلا تتحمل كل هذا الأذى والمعاملة القاسية من زوجة أبيها وبناتها دون أن تخبر والدها بشيء لأنها كانت على يقين بأنه سوف يوبخها بدلاً من أن يساعدها لأنه كان يصدق تلك الزوجة اللئيمة في كل ما تقوله فهي كانت تدعي الطيبة والحنان أمامه.
الفصل الثاني : دعوة الأمير
وفي يوم من الأيام وصلت دعوة من قصر الملك تدعو الموجودين بالقصر لحفلة كبيرة أعدها ابن الملك ودعا فيها جميع فتيات المدينة ليختار منهن الفتاة الأجمل، وكانت السندريلا تتهيأ للحضور ولكن زوجة أبيها منعتها من الذهاب وذهبت هي وبناتها فقط وأمرتها بأن تنظف المنزل وترتب أماكن النوم لأنهما سوف يعودون متعبون من السير، ولم تجرؤ السندريلا على التحدث لأنها كانت تعرف بأن الجواب سوف يكون بالرفض.
وبعد أن ذهبت المرأة مع ابنتيها إلى القاعة التي جهزها الأمير لإقامة حفل كبير، تابعت السندريلا العربة التي ركبوها بعينيها وكانت تتمنى الذهاب بعربة أخرى خلفهم وأخذت السندريلا تبكي كثيراً لأنها كانت تتمنى الذهاب.
الفصل الثالث : الطيف والعصا السحرية
بعد مرور بعض الوقت على حزن وبكاء السندريلا سمعت صوت يناديها ولكنها ظنت أنها تتخيل وعندما نظرت لمصدر الصوت وجدت امرأة تبدو كبيرة في العمر ووقورة وهو كان طيف أم السندريلا وبعدها تحول شعور الخوف إلى إثارة ودهشة عندما تحدثت معها المرأة التي تشبه والدتها وسألتها عن سبب بكاؤها.
وأجابتها السندريلا بأنها تحملت قهر زوجة الأب وبناتها على الرغم من التعب والمجهود الشاق الذي كانت تقوم به من أجل راحتهم وهنا ربتت المرأة على ظهر السندريلا ومسحت دموعها وأخبرتها بأنها أتت من أجل أن تساعدها في حضور الحفل الذي تتمنى الذهاب إليه.
وتعجبت السندريلاً لعدم وجود ثياب جميلة وحذاء وعربة تنقلها إلى هناك، ولكن المرأة طمأنتها وأخبرتها بأنها سوف تتولى الأمر وأمرتها بأن تحضر أكبر حبة من القرع وستة فئران صغيرة وفأر كبير وأن تذهب إلى البحيرة من أجل أن تجلب بعض السحالي.
وعلى الرغم من تعجب السندريلا من كلام وطلبات المرأة ألا إنها اطمأنت لها وصدقتها وذهبت بالفعل لتنفيذ ما أمرتها به، وكانت المرأة بيدها عصاة ذهبية اللون تتلألأ في الظلام، وبعد أن قدمت السندريلا كل الطلبات للمرأة، أشارت المرأة لحبة القرع بالعصا فتحولت إلى عربة كبيرة.
وعندما أشارت للفئران الستة تحولوا إلى ستة أحصنة على الفور وأشارت للفأر الكبير فتحول إلى سائق يقود العربة وعندما أشارت إلى السحليات فتحولوا إلى خدم، وتعجبت السندريلا من كل ما وجدته أمامها، ثم أكملت المرأة واشارت لثياب السندريلا فحولتها إلى أجمل الفساتين في العالم كما ارتدت عقد من المجوهرات وجعلتها المرأة ترتدى حذاء زجاجي يلمع مثل الألماس.
وقبل أن تتحدث السندريلا عن فرحتها ومشاعرها التي لم تكن تتخيلها أمرتها المرأة بأن تذهب على الفور في عربتها الكبيرة وأن تستمتع بوقتها لأنها طيبة القلب وتستحق كل هذا، ولكنها حذرتها من أمر واحد فقط ألا وهو أن ترجع إلى المنزل قبل منتصف الليل لأن الساعة عندما تدق الثانية عشر سوف تعود كل الأشياء كما كانت وأمرتها بأن تسرع للذهاب في الحال وبالفعل انطلقت العربة بالسندريلا إلى قصر الملك.
الفصل الرابع : الحفلة ومنتصف الليل
عندما وصلت الأميرة بحراسها وعربتها إلى القصر راح الناس يرحبون بها لتدخل القاعة وأخبر البعض الأمير بأن السندريلا وصلت إلى الحفل ليذهب في استقبالها، وعندما ذهب الأمير لاستقبالها وجدها فاتنة الجمال واهتم بها أكثر من أي فتاة بالقاعة وظل جالساً معها طوال الوقت وتناول معها العشاء.
وأصبح الموجودين في الحفل يتساءلون عن هذه السندريلا بسبب شدة جمالها كما أن زوجة أب السندريلا كانت تتعجب هي وبناتها من ذلك الجمال ولكنهن اعتقدن بأنها فتاة تشبه السندريلا وأخذن يتحدثن عنها طوال الوقت وعن جمالها.
وبعد مرور الكثير من الوقت تذكرت السندريلا بأن المرأة أوصتها بألا تتأخر عن الساعة الثانية عشر منتصف الليل فاستأذنت الأمير والحضور وغادرت الحفلة على الفور قبل أن تدق الثانية عشر ببضع دقائق، ووعدت الأمير بأنها سوف تحضر الحفل في الليلة القادمة.
وفي الليلة التالية أقام الأمير حفل آخر وغادرت زوجة الأب وابنتيها إلى الحفلة مرة أخرى وتركن السندريلا مرة أخرى وعادت المرأة الساحرة في الليلة التالية وفعلت ما فعلته في الليلة السابقة وكان الفستان أكثر جمالاً وانطلقت السندريلا إلى الحفل ورافقها الأمير طوال الليلة لشدة جمالها ومن شدة فرحتها بالليلة السعيدة نسيت أن ميعاد عودتها كان في الثانية عشر منتصف الليل ولم تتذكر إلا قبل أن تدق منتصف الليل بدقيقة واحدة وغادرت مسرعة فالتفت الأمير ولم يجدها.
عندما غادرت السندريلا مسرعة فقدت جزء من حذائها ولم تستطيع أن تلتقطه خوفاً من أن يمر الوقت وتتحول كما كانت بفستانها القديم، ولحقها الأمير راكضاً خلفها ولكنه لم يجدها ولم يبق لها أثر سوى فردة الحذاء التي وجدها الأمر عندما كان يبحث عن السندريلا.
الفصل الأخير : حذاء السندريلا
وبعد أن مضت بعض الأيام على حزن الأمير على فقدان السندريلا وأخذ يفكر عن كيفية الحصول عليها مرة أخرى حتى خطرت بباله فكرة وباشر في الحال لتنفيذها، ونادى الملك على كبير الحراس وأمره بأن يأخذ فردة الحذاء ويذهب لكل بيت في البلد وأن يقيسها على كل الفتيات وأنه سوف يتزوج صاحبة هذا الحذاء.
وظل كبير الحراس يذهب لكل منزل بالحذاء ولم يجده مناسب لأي قدم من الفتيات اللواتي ارتدينه، وظل الحال كما هو إلى أن وصل إلى بيت السندريلا.
وعندما حاولت زوجة الأب أن تجبر احدى ابنتيها على دخول قدمها في الحذاء فلن تستطيع لكبر حجم أقدامهما، وحاولت أيضاً منع السندريلا من قياس الحذاء ولكن الحارس أصر على أن تقيسه، وبالفعل دخل الحذاء في قدم السندريلا.
وظهر طيف المرأة الساحرة مرة أخرى للسندريلا وحولت فستانها من جديد لفستان رائع الجمال وارتدت الحذاء وذهبت في عربة الحارس إلى الأمير الذي رحب بها وأقام حفل الزفاف ليتزوجها.
وبعد أن قدمنا قصة سندريلا كاملة يمكننا أن نعرف بأن الدروس المستفادة من هذه القصة هي أن الطيبة ورقة القلب والمشاعر تسبب سعادة صاحبها في النهاية أما الحقد واللؤم والكره والبغض يسبب حسرة الإنسان وندمه، ويجب على الإنسان أن يكون عادل ومنصف في التعامل مع الناس وأن يحب لأخيه كما يحب لنفسه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7719