آخر تحديث: 01/01/2024
ما هي فاكهة الغيبة وما شكلها وسبب تحريمها؟
ما هي فاكهة الغيبة هل حقا لا تعرف ما هي؟ إنها فاكهة لذيذة وشهية في المجالس ويستمتع بها الجميع، وبالرغم من أنها ليست فاكهة حلال إلا أن الكثيرين يتلذذون بألسنتهم بطعمها، ألا زلت تفكر وتحاول معرفة هذا النوع المحرّم؟ حسنا! سوف نوضح ماهية الفاكهة وكيف نهانا عنها الرسول صل الله عليه وسلم والدلائل الشرعية التي تؤكد على حرمانيتها وغيرها من التفاصيل المنوعة عبر موقعنا مفاهيم.
ما هي فاكهة الغيبة؟
- تعد فاكهة الغيبة هي الغيبة والكلام الذي يُقال عن الأشخاص الغير متواجدين وقد حُرِّمت على جميع الناس في كل الأديان السماوية، إنها فاكهة اللسان التي لا يشبع الناس من تناولها ليل نهار.
وجاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ".
- حقا فالغيبة والنميمة من الذنوب العظيمة التي يرتكبها الناس دون تفكّر وتدبر فيما يقولون ويتناقلون عن الآخرين، وعقوبتها شديدة في الآخرة.
- حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "لمًّا عرج بي ربي عز وجل، مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".
- وروي أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطُهُ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك".
- وإن وقع المرء في هذا الذنب، فليرجع عنه ويتوب ويتحلل ممن اغتابه، لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "من كانت له عند أخيه مظلمة من عرضه أو شيء، فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". (متفق عليه من حديث أبي هريرة).
- وعن أبي حذيفة وكان من أصحاب ابن مسعود عن عائشة قالت: حكيت للنبي صل الله عليه وسلم رجلا، فقال: ما يسرُّني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا قالت: فقلت: يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجتِ بكلمة لو مزجتِ بها ماء البحر لَمُرِجَ". (الترمذي عن أبي حذيفة).
لماذا حرم الله فاكهة الغيبة؟
لقد وصف الله سبحانه وتعالى ما هي فاكهة الغيبة وما شكلها في قوله: "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ"، أليس هذا الوصف كافٍ لأن يتقي المسلم ربه ويتوب عن هذا الفعل السيء، لذلك بسبب الآتي:
- حرّم الله تعالى الغيبة بين العباد لأنها تأكل الحسنات وتذهب العمل الصالح مهما كان مقداره.
- ويقول ابن الجوزي رحمه الله: "من سرّح لسانه في أعراض المسلمين واتبع عوراتهم، امسك الله لسانه عن الشهادة عند الموت"، والتحكم في اللسان يتطلب إرادة وعزيمة قوية، فكم من أرحام قُطِعت ومحصنات غافلات انتهِكَت غيبتهم بدون وجه حق وغير ذلك بكثير.
- إن السخرية واحتقار الآخر الغير موجود أمام من يغتابه ليست من أفعال المسلم وتعد أفعال قبيحة لا تليق بالمسلم، وعلاجها هو الإعراض عن فعلها وأن تتذكر بأنها تأكل من حسناتك، فإذا ذكرت أخاك المسلم بلسانك أو رمزا إليه بإشارة أو بعينيك أو برأسك تلميحًا أو تصريحًا، فذلك غيبة.
- ولما جاء موسى الأشعري إلى رسول الله صل الله عليه وسلم طالبا النصح قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ وفي رواية أي المسلمين خير؟ ما قال صل الله عليه وسلم خير المسلمين قوّام الليل، ولا قال خير المسلمين صوّام النهار، ولا قال خير المسلمين حجّاجّ ومعتمر أو مجاهد، وترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: خير المسلمين من سلم الناس من لسانه ويده".
- وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت أعوججنا". (رواه الترمذي).
- وقد عرّف العلماء الغيبة بأنها اسم من اغتاب اغتيابًا، إذا ذكر أخاه بما يكره من العيوب وهي فيه، وإذا لم تكن فيه فهي بهتان لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته". (رواه مسلم).
ما معنى الغيبة؟
- الغيبة هي أن تذكر غيرك بما فيه وما يُسيء إليه ويكره، وتختلف عن البُهتان الذي يعني ذكر شخص بحديث كذب ليس فيه، بينما النميمة نقل الحديث من شخص إلى آخر بغرض الإيقاع بينهما، وكلا المعاني تصب في نفس الغيبة.
ما هي فاكهة النساء؟
- هي الفاكهة التي حرمها الله تعالى في آياته ووصف من يأكلها بأسوأ صفة، ونهى عنها الرسول صل الله عليه وسلم ونعتها الغيبة، قال عنها الحسن البصري: "إنها فاكهة النساء وما أحسبها تقتصر على النساء فقط، فقد أصبحت فاكهة للكل، رجالا كانوا أم نساء".
كيف شكل الغيبة؟
- أن تذكر أخاك المسلم بما فيه من صفات سيئة مثل، أنه بخيل، قاطع رحم ونحو ذلك من الأمور التي يسُبّه بها، وهي عكس المجهول الذي لا غيبة له، مثل، قال فلان فيهم كذا، أو بعض الناس يفعلون كذا وكذا، وهذه ليست غيبة لأن الغيبة لابد أن تكون لمعينٍ، والمجهول فلا غيبة له، لأنه ما عرف ضرّه إذا قال: فيه كذا وكذا، حتى يشيع العداوة والبغضاء فما عرفوه.
- مثلما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: لما مروا بجنازة وشهدوا لها شرا، فقال: وجبت، والآخر شهدوا لها خيرا، فقال: وجبت، ولم يُنكر عليهم لظهور الشر، ولأنهم ما سموا وقالوا: فلان بن فلان. (شرح رياض الصالحين).
ما الفرق بين الغيبة والكلام العادي؟
- ما هي فاكهة الغيبة كما أشرنا في السابق هي قول ما يعيب المرء ويكره أن يعلم به الآخرين، فبعض الناس يقول كذا عن شخص ما بأنه يفعل كذا وكذا ويصف هذا الشخص بما لا يرغبه في حضوره، فإذا كنت في مجلس وحدّثك أحدا عن آخر بما يعيبه من كلام فهذه غيبة لأنه لا يستطيع ذكر هذا الحديث أمام من اغتابه.
- أما الكلام العادي فهو أن يتحدث شخص عن غيره بكلام لا يسيء إليه أو يسبب له أي إحراج أو مشكلة، ومع ذلك لا يجب ذكر الآخرين مهما كان نوع الحديث في المجالس حتى لا تقع في المحظور.
ما الفرق بين الغيبة والنميمة؟
- استكمالًا للإجابة على ما هي فاكهة الغيبة، فإن لفظ الغيبة كما أوضحنا أن يتحدث الشخص عن غيره ويذكر للآخرين ما فيه من عيب، أما النميمة فهي الوقيعة بين شخصين بأن ينقل طرف كلام طرف آخر عنه والعكس حتى يقعا الاثنان في مشكلة كبيرة بسبب شحن النفوس.
الآن عرفت ما هي فاكهة الغيبة بعد أن انتهينا من الإجابة تفصيليا، لذا ننصحك بألا تأكل هذا النوع من الفواكه التي حرمها الله ورسوله، كما يجب ألا تجالس من يحبون هذه الفاكهة لتتجنب الشبهات وتقي نفسك من الذنوب والخطايا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20769
تم النسخ
لم يتم النسخ