معاناة المرأة في المجتمع العربي ومستقبل المرأة العربية
وضع المرأة في المجتمع العربي
تأسست بعض القيود التي تعرضت المرأة لها على أساس الدين، ويرجع بعضها إلى:
- الثقافة أو المكان الذي نشأت المرأة به والعادات والتقاليد التي تعيش بينها، واعتبر الكثيرون أن هذه القيود تمثل عقبة نحو حرية المرأة وحقوقها وبالتالي فهي تنعكس على التشريعات والقوانين المتعلقة بالعدالة الجنائية والتعليم والإقتصاد وأيضاً الرعاية المهنية والصحية.
- وعلى الرغم من اعتبار البعض أنها قيود ألا إنها حماية للمرأة فلا يجعل الدين إلا كل ما هو حماية ووقاية لها مثل منعها من العمل في الأعمال التي تتطلب التبرج أو منعها من الاختلاط بالرجال إلا في حدود العمل المسموح به، واعتبر الكثيرون أنه تقييد للمرأة في حين أنه أفضل لها وأكثر صون لعفافها وحيائها.
المرأة العربية قبل الإسلام
بعد مناقشة الكتاب لوضع المرأة قبل الإسلام في الجزيرة العربية وجدوا أنهم أمام وضع مختلط فقد كان القانون آنذاك لم يضع للمرأة أي حقوق فقد كانت النساء تباع من الأهل في الأسواق وكانوا يقبضون ثمنهن، كما أن الزواج كان قائم على إرادة الرجل فقط، ولم يكن للمرأة حق في الملكية أو الإرث، وتمثل ذلك فيما يلي:
- قد ذكر بعض الكتاب أن المرأة قبل الإسلام كانت أكثر تحرراً ويستشهدون على ذلك بزواج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قبل الإسلام والذي تم عن طريق إرسال خديجة بنت خويلد لإحدى صديقاتها أن تعرض الزواج على سيدنا محمد، وقد كانت السيدة خديجة تاجرة ذات مال وسيدة قومها.
- وقد اعتبر البعض انب حقوق المرأة العربية تضرب جذورها في عمق التاريخ وتم الاستعانة على ذلك بدلائل من الحضارة النبطية القديمة التي كانت موجودة في الجزيرة العربية، وقد تبين أن المرأة العربية في ظل تلك الحضارة كانت تتمتع بشخصية قانونية مستقلة.
- وقد أشار البعض بأن المرأة في ظل القانون اليوناني والروماني قد فقدت الكثير من حقوقها قبل دخول الإسلام، ولكن تم وجود بعض المعوقات اليونانية الرومانية في وجود الإسلام لفترة من الزمن.
- وفي جزيرة العرب قبل الإسلام اختلف وضع المرأة من مكان لآخر باختلاف العادات والأعراف والثقافات للقبائل التي وجدت آنذاك، حيث كانت الديانات المسيحية واليهودية موجودة في ذلك الوقت، وبذلك لم تكن حقوق المرأة واضحة قبل الإسلام.
المرأة العربية بعد الإسلام
بعد دخول الإسلام البلاد تحسن وضع المرأة عما كانت عليه قبل الإسلام، من خلال:
- وفقاً للنصوص القرآنية فقد أعطى الله للمرأة حقوقها كاملة وجعل مساواة بينها وبين الرجل في الواجبات والمسؤوليات.
- كما حرم الإسلام عادة وأد البنات ووعد الذين يفعلون ذلك بعد الإسلام بدخول النار.
إصلاحات في أوضاع المرأة في ظل الإسلام
بدأت الإصلاحات في أوضاع المرأة وحقوقها تزداد في ظل الإسلام دين العدل والمساواة، وكان من ضمن تلك الإصلاحات:
- ما تعلق بالزواج والطلاق والإرث، فاعترف الإسلام بالشخصية القانونية للمرأة، وجعل لها المهر وقت زواجها، كما أعطى للمرأة الحق في اختيار الزوج ولا يحق لأحد أن يزوجها رغماً عنها وبذلك فإن الزواج يكون باطل.
- أي أن موافقة المرأة على الرجل المتقدم لخطبتها ركن أساسي لانعقاد الزواج، كما جعل الإسلام لها الحق في الإرث بعد أن كان محصور في الجاهلية على الذكور فقط، وأصبح للمرأة الحق في إدارة ثرواتها التي ورثتها عن أبيها أو التي اكتسبتها من عملها الخاص.
- كما أعطاها الإسلام الحق في الطلاق إن لم تستطيع العيش مع الزوج والحق في الخلع كما أمن لها مستقبلها بعد الطلاق، وأعطى الإسلام للمرأة الحق في التعليم والعمل بشرط الخروج ملتزمة بالزي الشرعي.
التعليم وعمل المرأة
كان للنساء دور في إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية الإسلامية، ومنهم:
- فاطمة الفهري التي أسست جامعة القرويين عام 859 وكان ذلك فترة الأيوبيين، وقد تم تشييد 160 مسجد ومدرسة في دمشق، 26 منهم تم تمويلها من النساء من خلال الوقف الخيري، وكان نصف الملتحقين بها من نساء الطبقات المالكة، ونتيجة لذلك أصبح للمرأة فرص في التعليم في العالم الإسلامي في خلال القرون الوسطى.
- وبذلك فإن المرأة كان بإمكانها أن تدرس وأن تحصل على الأجازة وأن توصف بأنها معلمة أو فقيهة، ويذكر بن عساكر أنه قد درس على يد ثمانون امرأة في زمانه.
والمقصود بعمل المرأة هو:
- خروجها إلى سوق العمل بمختلف مجالاته ويكون خارج نطاق المنزل سواء كانت عزباء أو متزوجة، وأصبح عمل المرأة حق شرعي لها مع الأخذ بالاعتبار نوع العمل فهناك أعمال لا يصلح أن تعمل بها المرأة، وقد نص القانون العربي بأن المرأة يحق لها العمل في الأعمال التي توافق طبيعتها.
- على سبيل المثال لا يحق لها العمل في البناء أو المناجم أو المناطق التي قد تضر سمعتها أو حالات التعرض للإشعاعات النووية فوق الحمراء والتي قد تؤثر على الأجنة وقد تسبب تشوهات الجنين وولادة أطفال معاقين.
- وسمح الإسلام للمرأة العمل في حكم بعض الضوابط مثل ارتداء الزي الشرعي والتستر جيداً عند الخروج وعدم التأخر في ساعات الليل إلا إذا كان معها زوجها أو أحد محارمها.
- ويعتقد الكثيرون أن المرأة الأوروبية كانت في حال أفضل من المرأة العربية، وفي الواقع لا لأن المرأة الأوروبية قبل الثورة الفرنسية والصناعية كانت في حال أقل من المرأة العربية في بعض المجتمعات النامية.
- حيث كانت أوروبا تعيش فترة سيئة في ظل سيطرة الكنيسة على العالم الغربي، وكان هناك ما يعرف بصك العفة التي كانت توضع للمرأة المتزوجة لمنعها من الزنا، لكن في خلال الثورة الفرنسية والحرب العالمية أصبحت المجتمعات الغربية في مأزق كبير جداً، وجعلت المجتمع الأوروبي تقر بمبدأ حرية المرأة وأخذ حقوقها.
- فالحرب العالمية تسببت في تدمير الكثير من العائلات وموت الكثير من الرجال الأمر الذي جعل المرأة تعيش في كثير من الأسر بلا رجل فاضطرت للخروج إلى العمل لتستطيع الإنفاق على أبنائها، كما تغيرت المفاهيم الاجتماعية وازداد التحرر في أوروبا.
مستقبل المرأة العربية
على الرغم من وجود كثير من الإحباط في حياة المرأة العربية لكنها تمسكت بحقوقها الأساسية وتقدم المجتمع بها كما ازدهرت الأفكار الاقتصادية والفكرية ووضعت بصمتها على المدى البعيد والقريب لتثبت وجودها، وقد اشتهرت العديد من النساء اللواتي لهن اسم كبير في عالم المرأة مثل:
- هدى شعراوي في الأدب والسياسة ومي زيادة، وبولينا حسون في الصحافة، وفي المناضلات مثل جميلة بو حريد، وفي حقبة مختلفة في كافة المجالات برزت نساء أخريات في مجالات أخرى مثل العلوم والتكنولوجيا والفنون ومنهم نازك الملائكة وأنعام كجة وأحلام مستغانمي.
- وقد شاركت المرأة في تنمية المجتمع العربي وازدهاره نظراً لما تملكه من طاقات وإمكانيات أساسية في التطور، بالإضافة إلى كونها نصف المجتمع وربة منزل ومربية للأجيال وشريكة حياة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15794