كتابة : الاء محمدي
آخر تحديث: 23/04/2022

مفهوم الأخلاق في الفلسفة.. أهمية الحاجة إلى الأخلاق

مفهوم الأخلاق في الفلسفة، الأخلاق هي شيء مهم جداً في الحياة، يريد كل أب وكل أم أن يحظو أبناهم بكل جديد وجميل وأن يكون ذو أخلاق جيدة وأن يكون ولد صالح، لذلك سوف نتحدث اليوم في موقعنا مفاهيم عن مفهوم الأخلاق وخاصة مفهوم الأخلاق في الفلسفة حيث أن الفلاسفة هو أكثر الأفراد الذين اهتموا بمفهوم الأخلاق هم الفلاسفة لذلك سوف نتحدث اليوم عن مفهوم الأخلاق في الفلسفة.
مفهوم الأخلاق في الفلسفة.. أهمية الحاجة إلى الأخلاق

الأخلاق

  • اهتمّت المدارس الفلسفيّة بدراسة الظاهرة الأخلاقية بصورة كبيرة وتعريفٍ وتفسيرٍ لها، كما أن الفلاسفة حاولوا وضع ضوابط وأسُس للقيم الأخلاقية .
  • تشكل الأخلاق ركنا رئيسياً من أركان الوجود الاجتماعي، ونسقا حيويا في نسيج الحياة الإنسانية المعاصرة. فالأخلاق نظام من القيم يوجه حياة الفرد وينهض بها إلى أرقى مستوياتها الإنسانية.

تُعرّف الأخلاق

  • يمكن تعريف الأخلاق على أنّها مجموعة من الضوابط والقواعد والعادات السلوكية، التي يعتنقها ويؤمن بها مجتمع أو بعض الأشخاص في المجتمع، فتكون مُلزمةً حتميّة لسلوك الأفراد، ومنظِّمة لعلاقات الإنسان و والمجتمع، وتختلفُ هذه السلوكات تبعاً للزمن والمكان.
  • والإنسان لا يحقق جوهره الإنساني إلا في صورته الأخلاقية، لأنه الكائن الوحيد في مملكة الكائنات الحية الذي يضحي برغباته وميوله على مذابح السمو الأخلاقي، سعيا إلى تجسيد قيم الحق، والخير، والجمال، والشرف، والكرامة، والإيثار، والتسامح، والشجاعة، وكل القيم والفضائل التي تشكل جوهر الحياة الأخلاقية وغايتها.

ما هي فلسفة الأخلاق؟

حظيت الأخلاق على مر العصور باهتمام خاص من قبل الفلاسفة، حيث أن كثير من الفلاسفة وضعوا لها تعريف ومنهم من فسّرها، قام بعضهم بوضع أسس وقواعد لأهم القيم الأخلاقية، وتساعد الأفراد على العيش بسعادة ورضا في المجتمع الذي ينتمون إليه، ويقصد بها:

  • يمكن تعريف الأخلاق فلسفياً علي أنها تُعد إحدى فروع الفلسفة، وهي تُعد بعض من مجموعة من القواعد والمبادئ الأخلاقية التي تتعلق بنظام سلوك الأفراد أو المجموعة، وتحمل وتهتم هذه الفلسفة معيار السلوك الصالح للفرد وللمجتمع.
  • الفلاسفة يروا أنّ مصدر هذه الأخلاق من وعي الفرد وضميره.
  • تساعده على الارتقاء بنفسه وبإرادته عن السلوك الغريزي.

حقيقة أصل الأخلاق

يوجد اختلاف بين الفلاسفة عبر الأزمنة لحقيقة أصل الأخلاق، ويرون الآتي:

  • بعض الفلاسفة توجه نحو العقل لتحديد وتمييز ما هو صائب أي خير وما هو خاطئ أي شر، ويوجد من توجه نحو العادات والتقاليد والقوانين التي يضعها المجتمع ويعيش فيه الفرد.
  • حيث فيقوم بواجبه ويلتزم بما عليه القيام به داخل مجتمعه، ولكن هناك المعيار والأساس الديني والشرعي الذي يوجه الفرد نحو القيام بالخير أو الابتعاد عن الشر.

نسبية الأخلاق

  • نرى كيف تختلف القوانين والمبادئ الأخلاقية، فهناك أخلاق ثابتة مع مر العصور وهناك أخلاق تغيرت عبر الزمان والمكان .
  • العادات وتقاليد ذابت وتبدلت مع تبدّل الزمان، فالأخلاق تعتمد على الأسس المتغيرة للحياة الإنسانية، حيث من الأخلاق التي تتبدل بالمكان الشرقيون الذين يغطون رؤوسهم كدلالة على الاحترام، بخلاف الغربيون الذين يكشفونها.

رأي بعض الفلاسفة بالأخلاق

أفلاطون

  • وضع أفلاطون شروط للوصول إلى مقاييس أخلاقية تصل بالإنسان إلى سعادته.
  • يرى الأخلاق بالابتعاد عن الشهوات حتى يحقق الفرد السعادة والعدالة والفضيلة.
  • وكأستاذه سقراط يرى أيضاً أنّ النفس أهم من الجسد، فالجسد يحمل النفس بقواها النبيلة، ويوجهها ويقودها إلى السلوك غير الأخلاقي.
  • فأفلاطون يريد أن يوصل لنا أن الجسد مصدر للشرور والذنوب.

أرسطو

  • المذهب الأخلاقي الذي أسسه أرسطو أستند إلى فكرة السعادة.
  • تبعاً لمذهبه ترتبط السعادة بالفضيلة، يمكن سعادة الفرد التي هي أساس وجوده في هذه الحياة بأخلاقه.
  • والتي تنتج من العقل للوصول إلى الخير السامي ألا وهي السعادة.
  • وانتهج نهج أستاذه أفلاطون وكذلك سقراط في محاربة الشهوات واللذة، بل واعتبر الفرد الذي يسعى وراء شهواته بمرتبة الحيوان.
  • أنّ الإنسان يتميّز بالعقل، وأساس وجوده في الحياة تأدية وظيفته بالتأمل العقلي.

فريدريك نيتشه

  • بوجة نظر نيتشه أن على كل فرد بناء عالم أخلاقي خاص به.
  • وهذه الأخلاق يجب أن يكون منبعها الفرد نفسه، وتكتمل باعتماد الفرد على العقل وانفعالات الفرد ونقائصه قبل حكمته.

فروع الفلسفة الأخلاقية

الأخلاق الفوقية أو التحليلية

  • يبحث هذا الفرع في فهم الحكم الأخلاقي وطبيعة السلوك والعبارات الأخلاقية، بالرجوع إلى أصل المبادئ الأخلاقية.
  • فلا تنظر لما هو صواب أو خطأ في السلوك بل تدرس أصل اللغة الأخلاقية وميتافيزيقيا الحقائق الأخلاقية، أي هل الأخلاق موجود في الإنسان أو العالم بشكل طبيعي أم لا.

الأخلاق المعيارية

  • هذا الفرع يبحث في دراسة وفهم السلوك الأخلاقي، فتتميز عن الأخلاق الفوقية بأنها تعطي معيار لصحة السلوك وخطئه، بطرح أسئلة للوصول إلى السلوك الصحيح من مثل :
  • ” ما هو الخير؟ ” و” ماذا يجب أن أعمل؟”.

الأخلاق التطبيقية

  • هي من أكثر الفلسفة الأخلاقية تحديداً فتبحث في الأمور والقضايا التي تتسم بالاختلاف في أمرها، مثل قضية الإجهاض والحكم بالإعدام، فيتم طرح سؤال فردي يكون كالتالي:
  • “ما هو الصح أو الخطأ في هذا السلوك أو العمل؟”، فيبحث هذا الفرع في عاقبة السلوك هل هي مفيدة أم ضارة؟.

الفائدة من الأخلاق

يرى الفلاسفة أن الأخلاق لها تأثير عميق في طريقة تصرف الفرد، وذلك من خلال الآتي:

  • فهي تحكمه بالفعل وتزوده بالأدوات الأكثر فعالية للتفكير والتدّبر في قضاياه الأخلاقية المتعددة.
  • فلا يقوم المجتمع دون أسس ومعايير أخلاقية تعود على الفرد وعلى المجتمع ككل بالخير والمنفعة.
  • فتوجه الفرد للقيام بما هو صائب والابتعاد عن ما هو خاطئ.
  • وتهذب سلوكه وتقمع أعماله الشريرة.
  • حيث أن قيام الشخص بالصائب بعدما أدرك ذلك.
  • لكن هناك أفراد يتبعون حدسهم فيتصرفون بطريقة غير عقلانية بالرغم من رفض عقولهم لما يقومون به من سلوكا .

تمثيل الأخلاق من وجهة نظر الفلاسفة

أفلاطون

  • تتمثّل الأخلاق في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والروح وتوجيههما لتحصيل الخير والمعرفة ومحاربة الجهل.

أرسطو

  • يرى أنّ الأخلاق مُرتبطة بسعادة الإنسان التي هي غاية وجوده، فيعرّفها على أنها الأفعال الناتجة عن العقل، من أجل الخير الأسمى؛ السعادة.

كانط

  • ارتبطت الأخلاق عند كانط بالإرادة النّابعة من عقل الإنسان الواعي، لا من رغبته، ورأى أنّ التمسّك بالأخلاق وفعل الصواب واجب أخلاقي.

جان جاك روسو

  • يُعرّف الأخلاق على أنها الأحاسيس الطبيعية؛ التي تجعلنا نميّز بين الخير والشر ونتفادى ما يُلحق الأذى بنا وبالآخرين، ونميلُ إلى ما يعود علينا والمجتمع بالنفع، وهي ما تُميّزنا عن باقي الكائنات الحيوانيّة.

نيتشه

  • من رأي نيتشه إنّ الأخلاق يجب أن تكون نابعةً من الإنسان نفسه، فعلى كل فردٍ أن يبني عالمه الأخلاقي الخاص، الذي لا يعتمد على العقل وحده ، ولكن يُمثّل الإنسان كلّه بنقائصه وانفعالاته قبل حكمته.

أصل الأخلاق

  • اختلفت الآراء في أصل القيم الأخلاقيّة بين الفلاسفة عبر العصور، منهم من رجّح العقل كأساس في التمييز بين الخير والشر، وردّها آخرون إلى عادات وقيم وقوانين المجتمع الذي يعيش فيه الفرد ويلتزم بواجباته تجاهه.
  • وهناك الشرع والدين كمعيارٍ في الحكم على الأفعال من خيرٍ أو شر، وتوجيه سلوكات الفرد لما هو صائب عن طريق التزامه بالأحكام الشرعية.

الحاجة إلى الأخلاق

بالطبع الحاجة إلى الأخلاق مهمة جداً حيث أنه لا يمكن إقامة مجتمعٍ حقيقي دون قيمٍ أخلاقيّة:

  • فالأخلاق هي ما تحدد من معايير السلوك الإيجابي الخيّر.
  • ويُرسّخ مفهوم الواجب لدى الأفراد.
  • أنها تكبحُ أفعال الإنسان الشريرة فتقاومها وتهذّبها.
  • هي ما يُملي على الإنسان ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله.
مفهوم الأخلاق في الفلسفة، اختلفت المفاهيم مع ظهور الفلاسفة في كل عصر، ولكن يظل المفهوم الأوحد للأخلاق هي القواعد التي يسير عليها الأفراد وتنظم سلوك الفرد وسط مجتمعه بما يتناسب مع قواعد السلطة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ