آراء الفلاسفة حول معنى الوعي وعلاقته باللا وعي
معنى الوعي
الوعي هي قدرة العقل على خلق حالة من الإدراك والاشتياق للحقائق والأمور والواقع التي تحدث حوله الإنسان في البيئة المحيطة به نظرا لاحتكاكه بتلك البيئة وتواصله معها.
هذه الاحتكاك كما ذكرنا يولد حالة من الوعي يمكن الفرد من إجراء وعقد المقارنات ولكن من وجهة نظره ومفهوم الخاص، مما يترتب على ذلك قدرة الفرد على اتخاذ القرارات المتعلقة بحياته.
والجدير بالذكر أن الوعي يوجد له نوعان:
- الأول الوعي الحقيقي وهو الذي ينتج عن استيعاب الإنسان للقضايا والأمور التي تحدث من حوله بشكل يمكنه من اتخاذ قرار صحيح أو تكوين نظرة أو مفهوم بخصوص ذلك الأمر بشكل صحيح وسليم أيضا.
- والنوع الثاني من معنى الوعي أنه يطلق عليه اسم وعي زائف، وينتج بسبب أن الإنسان لا تتوفر لديه القدرة على فهم مجريات الأمور والقضايا بشكل صحيح، مما يترتب على ذلك صدور حكم من هذا الشخص حكم خاطئ غير منطقي لا يقترب من الصواب بأدنى شكل.
آراء الفلاسفة حول معنى الوعي ومفهومه
هناك اختلف بين الفلاسفة حول مفهوم الوعي ومعناه، لذا سنتعرف في هذا الجزء على مفهومه ومعناه عند عدد كبير من الفلاسفة والعلماء وتتمثل تلك الآراء في الآتي:
- رينيه ديكارت:
ديكارت أوضح في تعريفه للوعي علي أن فكر الإنسان معتمد بشكل أساسي وكلي علي عمليه الوعي بالأفكار ومجريات الأمور من خلال عملية الإدراك والاستيعاب، وأن الإنسان يقوم بها بشكل تلقائي .
- الفيلسوف فرويد:
نظريته بخصوص الوعي تعتبر من أغرب النظريات لأنها توجد بها أجزاء كثيرة غير مفهومة ومتداخلة، بالإضافة إلى عدم قيامه بتوفير شرح وافي لهذه الأجزاء، حيث قام فريد بتقسيم الوعي أو الإدراك الذي هو أساس الوعي إلى ٣ مستويات ألا وهي الوعي، ما قبل الوعي، والمستوى الأخير هو اللاوعي، كما أشار إلى أن هذه المستويات متوافقة ومتماشية بشكل كامل مع الأفكار المتعلقة ب الأنا والأنا الأعلى.
- جون لوك:
يعتبر من أوائل الفلاسفة والعلماء الذين قدموا شرح وتعريف للوعي، وأشار في تعريفه للوعي بأنه مرتبط ارتباط وثيق بشخصية الإنسان وهويته وغير مرتبط بأي شكل من الأشكال بالجسم، كما أشار وأكد أن وعي الإنسان يظل على وضعه كما هو بعد مفارقته للحياة والسبب في ذلك أن كما أشرنا قال أن الوعي غير مرتبط بالجسد، وبمعنى ذلك يظل الوعي متصل بالإنسان بعد موته.
- الفيلسوف يوهان فريدريك:
يوهان فريدريك لم يكتفي بشرح الوعي بل أوضح الأساس والمبادئ التي يعتمد عليها الوعي، وأشار أن الوعي بشكل عام يعتمد علي مبدان الأول هو أن الوعي يتغذى من ملاحظة الفرد للآخرين المحيطين به سواء كان يقصد تلك الملاحظة أو لا يقصد القيام بها، والمبدأ الثاني أن الشخص يقوم بتفسير النشاط الذي يقوم به بناء على المبدأ الأول أو بمعنى آخر بناء علي ملاحظة الأشخاص المحيطين به.
- الفيلسوف ليبنيز:
يعتبر ليبنيز من أول الفلاسفة الذين قاموا بالضبط بين الوعي ومفهومه وبين نظرية الفكر الأعلى، والتي تنص على أن الحالة التي يكون فيها الفرد في حالة من الوعي أو أعلى قمة ونقطه لوعيه هي تلك الحالة التي يحدث بها استيعاب وإدراك، وأن الإنسان يستطيع أن ينتقل ويقوم بتحويل حالة اللاوعي التي لديه إلى حالة من الوعي والاستيعاب عند مقدرته على القيام بالإدراك والاستيعاب.
مفهوم الوعي بناء على علم الفلاسفة وأنواعه في ذلك العلم
كما ذكرنا الوعي هو الإدراك، وبشكل أخر هي الحالة الإدراكية التي يصل إليها العقل البشري بسبب احتكاك الإنسان وتواصله مع البيئة المحيطة به ومع الآخرين، وهذا الاحتكاك والتواصل يكون من خلال حواس الإنسان الخمسة.
وبالتالي فإن التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته ويتكون لديه التجارب وأيضا الخبرات التي يكونها بفضل المعرفة والأفكار والمفاهيم والمعتقدات المكونة لديه نتيجة احتكاكه هي التي تساهم تشكل في الوعي.
يوجد أنواع مختلفة من الوعي في علم الفلسفة ولكل نوع تعريف وشرح خاص به:
- الوعي العفوي: وهو قدرة الفرد على القيام بأكثر من أمر من نشاطات وأفعال في وقت واحد.
- الوعي الحدسي: وهو وعي يحدث بناء عن علي الحدس والفطرة والغريزة ولا يمكن الاستدلال عليه لأنه يحدث بشكل فجائي.
- وعي تأملي: وهو قيام الإنسان بنشاط أو عمل ذهني يحتاج إلى تركيز عالي وفي نفس الوقت أن يكون الشخص على مستوى من الذكاء والاستيعاب.
- الوعي الأخلاقي: هو عبارة عن مجموعة من المعايير التي من خلالها نصدر أحكام علي أفعال الآخرين وعلي طريقه عيشهم وتصرفاتهم وبناء على تلك المجموعة المعيارية نختار تقبل تلك الأمور من الآخرين أو رفضها.
مفهوم وتعريف اللاوعي في علم الفلسفة وعلاقة الوعي واللاوعي ببعضها البعض
تعريف اللاوعي في علم الفلسفة
- مفهوم اللاوعي في علم الفلسفة هو العقل الباطن أو اللاشعور، وكلا من العاقل الباطن واللاشعور هما المسؤولين عن تكون شخصية الإنسان دون إدراكه، لهذا الأمر وأن هذا التكون يدل علي الإنسان ليس له قدرة على التحكم فيه، فهو في الأساس يتم دون وعيه وبشكل تلقائي دون إحساسه بذلك الأمر.
- كما يشار اللاوعي علي أنه المخزن الذي توجد به حصيد التجارب التي مر بها الإنسان في حياته وتعرض في تلك التجارب والمواقف إلى الضغط والقمع والكبت.
- من المميز بخصوص اللاوعي أنه أيضا يعتبر مكان تخزين بعض أنواع الطاقات وخاصة تلك المتعلقة بالشهوة الجنسية العنف والعدوان ولا يمكن أن ننسى الطاقة النفسية، وهذه الطاقات وهذا المخزن موجود في مكان في ذاكرة الإنسان لا يستطيع الإنسان أن يصله بوعيه وإدراكه واستيعابه.
علاقة الوعي باللاوعي
أما بالنسبة للعلاقة التي تكون بين الوعي واللاوعي فهي علاقة متضادة للغاية وعلى الرغم من ذلك فالاثنان يكملون بعضهم البعض وكل واحد منهم يحقق الثاني.
- فالاثنان يشيران إلى حاجات الإنسان التي يحتاج إليها في حياته من أحلام رغبات أمنيات وما إلى ذلك، والدليل على أن كل منهم يصب في مصلحة الآخر أن الوعي هو الذي يقوم بتحقيق وتنفيذ الأمنيات والأمور المركونة الموجودة في خزنه اللاوعي والسبب في ذلك أن الوعي هو الإدراك والاستيعاب والشعور.
- المميز بخصوص اللاوعي أن الذكريات وحصيلة المواقف والخبرات تكون مكبوتة وموجوده به وأن الوعي يستخرجها إذا استدعى الأمر لذلك يستدعيها من الذاكرة، ولكن ذكريات الوعي يستطيع الإنسان أن يستخدمها بشكل يومي أي كان نوعها حزن فرح سعادة سرور وهكذا.
- وبشكل علم أشار علم الفلسفة أن كل من الوعي واللاوعي يمثلون التعبير عن الذات والإفصاح عما يدور بداخلها من متطلبات مخاوف احتياجات أحلام أهداف.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14182