كتابة : رحاب
آخر تحديث: 13/01/2022

من هم اهل الكتاب المذكورين بالكتب السماويه

ذكر الله تعالى مسمى أهل الكتاب في مواضع عديدة في كتابه العزيز من هم أصحاب أو أهل الكتاب هل هم المسلمين أم هم اليهود والنصارى أم هم قوم غيرهم وما سبب تسمية أهل الكتاب بهذا الاسم، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم من هم اهل الكتاب.
"من هم اهل الكتاب" هناك الكثير من الأقاويل تدور حول من هم أصحاب الكتاب، فهناك رأي بأنهم اليهود وفئة أخرى ترى إنهم النصارى "المسيحين".
من هم اهل الكتاب المذكورين بالكتب السماويه

لمحة عامة عن الكتب السماوية

تعد الكتب السماوية هي تلك الكتب التي أنزلها الله تعالى من السماء على يد بعض انبيائه ورسله ويجب الإيمان بجميع هذه الكتب وتلك الرسالات السماوية حيث انهما من واجبات الإيمان ومن الجدير بالذكر ان عدد الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى خمس كتب وهي القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وقد ذكر الله سبحانه وتعالى اسمائها في مواضع عديدة في القرآن الكريم.

ويجب التنويه إلى ان رغم اختلاف هذه الكتب إلا أن جميعها تدور حول محور واحد ألا وهو العقيدة التي تحث على الإيمان بالله تعالى والإيمان بقدرته على الخلق والبعث والإيمان بالجزاء والحساب والإيمان بما أنزله الله سبحانه وتعالى من وحي على رسله وانبيائه كما ان جميع هذه الكتب تدور حول الايمان بوجود الجنة والنار.

كما أن الله تعالى قد أنزل هذه الكتب لحكمة بالغة وهي تنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه ودعوة الناس إلى التحلي بمكارم الأخلاق، ومن هنا يتضح أن جميع الكتب وجميع الديانات جاءت بها أحكام من عند الله تعالى وما جاء من أحكام لا تضمنتها تلك الرسالات وأما مصطلح اهل الكتاب فيعد مصطلح يتعلق بفئة معين سوف يتم توضيحها في السطور التالية.

من هم أهل الكتاب؟

ردا على سؤال "من هم اهل الكتاب " يعد أهل الكتاب هم اليهود والنصارى دون غيرهم حيث وصفهم الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم بأنهم أهل الكتاب والدليل على أن اليهود والنصارى هم أهل الكتاب ما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:

(أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا).

وقد ذكر العلماء عند تفسير هذه الآية أن الطائفتين هم اليهود والنصارى وهؤلاء الطائفتين يسري عليهم ما يسري على أهل الكتاب من أحكام وقد أطلق عليهم مسمى أهل الكتاب لأن الله سبحانه وتعالى قد أنزل عليهم كتبا سماوية فاليهود أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم كتاب التوراة عن طريق ارسال إليهم نبيه موسى عليه السلام حاملا إليهم هذا الكتاب فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:

(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ)فالمقصود بالألواح في هذه الآية الكريمة هي كتاب التوراة وما جاء فيه من أحكام.

وأما الكتاب الخاص بالنصارى هو ذلك الكتاب الذي أنزله على الله تعالى على عيسى عليه السلام إلى قومه وهو الإنجيل والدليل على ذلك ما جاء في محكم التنزيل فقد قال سبحانه وتعالى:

(وقَفَّيْنَا على آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ).

وقد اختص الله سبحانه وتعالى اليهود والنصارى بأحكام أهل الكتاب دون طوائف غيرهم من المشركين بسبب انهم أنزل الله تعالى كتابين هما كتاب التوراة وكتاب الانجيل.

ومن الجدير بالذكر ان اليهود والنصارى يجتمعون مع المشركين في بعض الخصائص إلا أن ما يفرقهم عنهم انهم لهم احكاما تسري عليهم دون غيرهم من فئات المشركين الأخرى.

ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم وتدل على أن اليهود والنصارى هم أهل الكتاب قوله تعالى:

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ”.

وقال أيضاً سبحانه وتعالى:

(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”.

وقوله تعالى:

“قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ * وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ”.

وقال أيضا في محكم التنزيل: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ”.

الأحكام المتعلقة بأهل الكتاب

بعد إن تعرفت على من هم أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى نوضح لك بعض الاحكام المتعلقة بهم دون غيرهم من الفئات الأخرى من غيرهم من المشركين حتى وإن اشتركوا هاتين الطائفتين معهم في صفة الشرك وحكمه، إلا أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم قد جرى بينهم وبينه عهدا وهذا العهد قد أسفر عنه العديد من المعاملات وبناء العلاقات.

و ذلذلك سوف نعرض لك الاحكام التي تتعلق باهل الكتاب دون غيرهم من المشركين والتي منها ما يلي:

  • ذبائح أهل الكتاب هي حلال بالنسبة للمسلمين: أن المسلمين يحل لهم تناول اهل الكتاب إذا كانت من الذبائح المحلل اكلها اما اذا كانت من الذبائح الحرم أكلها بالنسبة للمسلمين كلحم والخنزير وما شبهه او انهم ذبيحتهم تكون قد تم ذبحها لغير الله تعالى أو أنه ذكر عليها عند ذبحها اسم غير الله تعالى فهي حرام فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز يوضح هذا الحكم (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)
  • يجوز للمسلمين الزواج بنساء أهل الكتاب: حيث انهم ينطبق عليهم الأحكام المتعلقة بالنساء الحرائر والنساء المحصنات والنساء العفيفات فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) فقد ذكر العلماء في تفسير هذه الآية أن سيدنا عثمان من الصحابة قد تزوج بكتابية.
  • تؤخذ الجزية من أهل الكتاب: تعد الجزية هي عبارة عن مبلغ من المال يفرضه المسلمين على رجال أهل الكتاب وذلك في كل عام حيث ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذها منهم.

حكم التعامل مع أهل الكتاب بالنسبة للمسلمين

أجاز رسولنا الكريم للمسلمين التعامل مع غيرهم من اهل الكتاب وهو اليهود والنصارى حيث انه صلي الله عليه وسلم قد عاملهم معاملة حسنة وقد دعاهم الي الدخول في دين الإسلام بالعديد من الطرق وقد ككان صلوات ربي وسلامه عليه ل يظلم أحدا منهم وعندما قدم صلي الله عليه وسلم المدينة قد اقر حدودا للتعامل بين المسلمين وبين اهل الكتاب وقام بوضع الضوابط الخاص بهذا التعامل ومن الأدلة الت يتدل علي جزاز التعامل مع اهل الكتاب قوله تعالى:

(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

وختاماً، نود أن تكون تعرفت عزيزي القارئ على من هم اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى وذلك حسب الآيات التي وردت في القرآن الكريم تؤيد ذلك القول

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ