موقف الإسلام من زواج الأقارب وأهم المعلومات عن زواج الأقارب
زواج الأقارب في الإسلام
قال الله تعالى في كتابه الكريم (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك)إلى آخر الآية، وهذه الآية توضح الآتي:
- أن الأقارب الذين أحل الله للرجل الزواج منهن، كما وضح في آية أخرى الأقارب المحرمات على الرجل (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم... إلى آخر الآية).
- ولم يوضح الإسلام النهي عن زواج الأقارب الذين أحلهم الله، بل إنه وضح أنه لا فضل لزواج الأقارب على الأباعد ولا لزواج الأباعد على الأقارب، فالأمر يعود للرجل والمرأة، فكل منهم يختار الشخص المناسب له.
- ولو كان يوجد ضرر من زواج الأقارب لما أحله الله تعالى، وقد تزوج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من ابنة عمه زينب بنت جحش، كما تزوجت ابنته فاطمة الزهراء من بن عمه علي بن أبي طالب.
- ويعتقد الكثير من الناس أن الإسلام يكره زواج الأقارب أو لا يفضله نظراً لما يقال من أحاديث غير صحيحة بين الناس الذين لا يعلمون، أو يقولون عن أحاديث تحذر من زواج الأقارب بسبب احتمالية وجود مشاكل صحية في المستقبل قد تؤثر على صحة الأبناء، ولكن الطب بين العكس من هذا الاعتقاد بأن زواج الأقارب قد يكون له فوائد مثل ارتفاع نسبة الذكاء والجمال في الأسرة.
المشاكل الصحية من زواج الأقارب
لقد وجد أن علاقات القرابة تسيطر على تاريخ الإنسان البدائي منذ القدم، ولعلاقة زواج الأقارب تاريخ ومنطق قديم، حيث أن القاعدة الشرعية والطبية لا تمنع زواج الأقارب ولكنها تحث فقط على توخي الحذر والحيطة، لأن معظم الدراسات أكدت وجود أمراض وراثية شائعة.
- ومن أبرز هذه الأمراض هيموجلوبين الدم، وخضاب الدم بجانب العيوب الخلقية الاستقلابية وأمراض الجينات الشائعة، والتي تكون سبب رئيسي لأمراض كثيرة وإعاقات عند الأطفال.
- وقد أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت حول زواج الأقارب أن إصابة الأطفال بالأمراض تحدث غالباً لأبوين قريبين بسبب عدم فحص الزوجين قبل الزواج لأن الفرصة تكون أكبر لدى الزوجين الأقارب فيحدث حمل للصفات الوراثية المتنحية عندما يكون كل واحد من الزوجين حامل للصفة المسببة للمرض.
- وبحسب إجراء دراسات أكبر من تلك السابقة تبين أن زواج الأقارب يتسبب في توريث الأطفال أكثر من 82 مرض منها الإجهاض المتكرر وإعاقات الأبناء ومرض الثلاسيميا، ومرض زيادة الحديد في الدم.
- بالإضافة لمرض ضمور عضلات الوجه والكتفين ومرض الحويصلات المتعددة في الكلية، ومرض أورام القولون وولادة أطفال بوزن أقل من الوزن الطبيعي وغيرها من الحالات المرضية.
رأي الطب الإسلامي من زواج الأقارب
يهمنا جميعاً معرفة رأي الطب الإسلامي في مسألة زواج الأقارب إن كان من المحتمل أن ينتج عنها أبناء مرضى أو معاقين، فهناك علاقة وطيدة بين الإسلام والطب، ويخبرنا بعض الأطباء أنه لا يجب الحكم على زواج الأقارب بأنه السبب الأساسي في الأمراض الوراثية في كل حالات الأسر، فأحياناً ظهور الأمراض الوراثية لا يعتمد على العوامل الوراثية بين الأبوين، بل يمكن أن يعتمد على العوامل الوراثية المرضية المنتشرة بين الناس في المجتمع، وإليكم الآن بعض التفاصيل في هذا الأمر :
- في حال كون انتشار العامل الوراثي المرضي بين 1% إلى 8% فإن زواج الأباعد لا يحمي من الأمراض الوراثية ولا زواج الأقارب.
- وإن كان يوجد أسر نقية وراثياً، وكان انتشار العامل الوراثي المرضي أكثر من 12%، فهنا يكون زواج الأقارب أكثر أمان وذلك ضمان لعدم وجود هذه الأمراض الوراثية.
الإسلام وزواج الأقارب
لا يوجد نص صحيح في القرآن أو السنة النبوية ينهي المسلمين عن زواج الأقارب المحللون، على الرغم من أن نبينا محمد أمرنا بالتخيير حيث قال( تخيروا لنطفكم)، ويعني التخيير في العصر الحاضر الاستشارة الوراثية.
- وقد تزوج النبي محمد عليه الصلاة والسلام من زينب ابنة عمته، ولكن يفضل التقليل من زواج الأقارب حتى تتسع العلاقات والمصاهرة بين الناس وأيضاً لتجنب الصفات السلبية بسبب الوراثة، لذلك يكون اختيار الأباعد من باب التفضيل وليس من باب التحريم من زواج الأقارب.
- ويمكن ترك أمر زواج الأقارب تبعاً للحالة الواحدة فهناك بعض الأسر التي لا يحبذ فيها زواج الأقارب أن تكون الأمراض الوراثية لديهم ظاهرة في أحد أبنائهم، وفي حالات وأسر أخرى يفضل زواج الأقارب.
- وإن كان زواج الأقارب يتسبب في مشاحنات كثيرة بين الأسرة فيفضل تجنبه لأن قد يتسبب في قطع الأرحام وغيرها من مشاكل الأهل الأخرى.
زواج الأقارب حسب التقاليد
في بعض الأماكن والثقافات يفضل زواج الأقارب كمعيار يتم تأسيس الزواج عليه، حيث يرتكز على القرابة القصوى مثل بنات العم وأبناء العم، وينص الموروث الشعبي على أن أفضل الزواج هو الزواج الداخلي.
- ويعتبر زواج الأقارب من مخلفات الوضع البدائي لنظام الأمومة، حيث أننا يمكن الأخذ بالاعتبار أن المجتمع الأبوي في القدم وعند قدماء العرب كان الاعتقاد السائد أن الطفل يرث صفات خاله.
- والثقافة الشعبية تنص على أن المرأة إن تزوجت خارج العائلة فسوف تنتقل أموالها وأموال من ترثهم إلى الأغراب عبر الإرث، لذلك فإن زواج الأقارب يكثر في كثير من المجتمعات، وقد وجد أن نسبة زواج الأقارب بين السعوديين تتمثل في 58% وهي النسبة الأكبر بين دول العالم.
وفي الكويت تزداد نسبة زواج الأقارب وتصل إلى 40% من إجمالي عدد الزيجات، كما تبلغ في فلسطين 49%، ونسبة 38% في مصر، أما في الدول الغربية فتنخفض النسبة بشكل كبير لتصل إلى 2% تقريباً مثل عدد الزيجات في أمريكا.
زواج الأقارب والأمراض الوراثية
- تنقسم الموروثات بين الأخوين أو الأخ وأخته فيأخذ كلاً منهم نصف عدد الموروثات، والأعمام والأخوال يشاركون الفرد في ربع عدد الموروثات، كما أن أبناء وبنات العم أو أبناء وبنات الخال يأخذون ثمن عدد الموروثات للعامل الوراثي المتنحي في كلا الوالدين أو أحدهم.
- وهذا العامل المتنحي لا يقدر أن يعبر عن نفسه إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنحي مثله، وحينئذ تظهر هذه الصفة في المولود على هيئة المرض أو الإعاقة.
- في حال زواج الشخص من ابنة عمه أو خاله وكان كلاً من الرجل والمرأة حاملين نفس العامل الوراثي المتنحي فيوجد احتمال أن 25% من أبنائهم سوف تظهر عليهم نفس الصفة، و50% منهم سوف يحملون العامل الوراثي المتنحي بدون أن تظهر أي أعراض، أما 25% منهم لا يحملون هذه الصفة.
- أما في حال كان الرجل والمرأة أغراب فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبذلك يكون احتمال حدوث المرض أقل أو بنسبة بسيطة جداً.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16052