كتابة :
آخر تحديث: 13/07/2022

هل بالإمكان علاج فوبيا المستشفيات؟ وما هي أسبابه؟

يشعر فئة من الناس بمشاعر مختلطة من الخوف والارتباك والذعر أثناء الذهاب للمستشفى، بل وحتى قبل كذلك عند التفكير في الذهاب له، وهذه الحالة تسمى بفوبيا المستشفيات والتي نخصص لها حديثنا في هذا المقال من مفاهيم. إنها حالة شائعة لدى الكثيرين والتي تكون مُصاحبة بأعراض ويقف وراءها أسباب قد لا يفطن لها الشخص المصاب بهذا النوع من الفوبيا وتمنعه من الذهاب للمستشفى، الأمر الذي يستدعي وعيا أكثر بالأمر لعلاجه وتجاوزه.
هل بالإمكان علاج فوبيا المستشفيات؟ وما هي أسبابه؟

ما هي فوبيا المستشفيات؟

يدخل رهاب المستشفى ضمن أنواع الفوبيا التي تتسم بالخوف الشديد من الذهاب إلى المستشفيات، خوف يكون غير منطقي ولا يمكن السيطرة عليه.

إنه نوع من اضطرابات القلق التي يمكن أن تسبب أعراضًا ونوبات هلع حادة. قد تمنع الشخص من الحصول على رعاية طبية ضرورية أو يكون مانعا من زيارة الأهل.

العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب المستشفى يخافون أيضًا من الأطباء (أو يعانون من "متلازمة المعطف الأبيض"، حيث يرتفع ضغط الدم بالفعل في عيادة الطبيب).

هناك العديد من أنواع الرهاب الأخرى التي يمكن أن تعزز الخوف من المستشفيات مثل رهاب الدم (الخوف من الدم)، رهاب اللاتروبيا (الخوف من الأطباء)، رهاب الجراثيم (الخوف من الجراثيم)، رهاب الموت (الخوف من الموت).

أعراض رهاب المستشفى

على غرار باقي أنواع الفوبيا، ينتاب الأشخاص المصابين بفوبيا المستشفيات قلق شديد بشأن زيارة المستشفى أو بمجرد التفكير في زيارته، ويعجزون عن السيطرة على ذلك القلق وبالتالي يؤدي بهم الأمر إلى الشعور بمزيد من القلق، وفي الحالات القصوى، يمكن أن يسبب نوبات هلع حادة.

تشمل الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب برهاب المستشفيات ما يلي:

  • القلق الشديد عند زيارة المستشفى
  • القلق الشديد عند التفكير في زيارة المستشفى
  • تجاهل علامات المرض
  • الادعاء بصحة جيدة لتجنب زيارة المستشفى
  • رفض زيارة المستشفى
  • التوتر العضلي
  • غثيان
  • التعرق المفرط
  • عدم القدرة على السيطرة على القلق
  • نوبات الهلع
  • زيادة معدل ضربات القلب
  • الصراخ / البكاء عند نقل المصاب إلى المستشفى
  • الإصابة بالقلق من كل إصابة / مرض صغير، خوفًا من أن يكون شيئًا خطيرًا

أسباب رهاب المستشفى

أسباب هذا النوع من الرهاب قد تكون مشتركة وهي نفسها لدى جميع الأشخاص، إلا أن هناك حالات خاصة تكون فيها بعض التفاصيل الشخصية والمحيط والتجارب مسؤولة بدرجة أولى عنه وفيما يلي أهم الأسباب:

  • رهاب المستشفى يكون ناجما عن ماضي سلبي أو صدمة سابقة مرتبطة بالمستشفيات، كخبر وفاة أحد أفراد الأسرة، أو تشخيص مرض يهدد حياة الشخص أو أحد أفراد الأسرة. ليصبح الشخص أمام ردة فعل غير طبيعية في كل مرة يتعين عليه الذهاب للمستشفى.
  • سبب آخر لرهاب المستشفى يتجلى في الإصابة بفوبيا الجراثيم، حيث يميل المصابون به إلى الشعور بالخوف الشديد من الجراثيم التي قد تكون بالمستشفى، أو الإصابة بأمراض معدية.
  • المستشفى تحمل معنى مخيف وصعب لدى البعض والذي يتجلى في أنه بمثابة تذكير على أن الحياة قصيرة وأن الجميع يموتون في وقت أو آخر، وهو السبب الذي يزيد من قلق وخوف الأشخاص المصابين بفوبيا المستشفى..
  • يمكن أن يكون للأخبار أو التقارير الإعلامية أو الأفلام / التلفزيون حول مصائب المستشفى دور في تعزيز وإثارة رهاب المستشفى.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لاضطراب القلق أو الرهاب هم أكثر عرضة للإصابة بمرض رهاب معين بالوراثة.

ما هو تأثير رهاب المستشفيات على الحياة اليومية للشخص؟

على غرار باقي أنواع الفوبيا، فإن فوبيا المستشفيات لها تأثير سلبي على حياة الفرد اليومية جسديا وعاطفيا وخاصة تلك المتعلقة بالمستشفى والفحص وزيارة مريض، يمكن أن تكون أعراض هذا الرهاب شديدة وتؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية والعقلية للفرد وتمنعه من الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجها. يمكن أن يمنعه أيضًا من زيارة أحبائه المرضى، مما قد يكون له آثار عاطفية دائمة

الأمر الذي يزيد من خطورة هذا الرهاب وباقي أنواع الرهاب الأخرى هو إدراك الأشخاص المصابين به أن مشاعرهم غير منطقية، لكنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن التحكم فيها أو الحد من شدتها..

علاج فوبيا المستشفيات

قد لا يحتاج الأشخاص المصابون برهاب المستشفيات الخفيف إلى علاج. لكن الخوف يمكن أن يسبب أعراضًا أو يتداخل مع الرعاية الطبية أو يمنعك من زيارة أحبائك المرضى. لذلك، تحتاج الفئة المصابة بهذا الرها إلى المساعدة في مواجهة هذا الخوف، وقد يشمل العلاج ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

وهو علاج نفسي منظم يساعد المصاب على فهم الأفكار والعواطف والتحكم فيها. يتحدث المعالج النفسي مع الشخص الذي يعاني من الرهاب لكشف سبب تفكيره وشعوره وتصرفه بالطريقة التي يتصرف بها. مع مرور الحصص، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في التخلص من الأفكار السلبية المرتبطة بالمستشفيات.

علاج التعرض

يقوم هذا النوع من العلاج على مواجهة المخاوف تدريجيًا. يتعرض الشخص المصاب برهاب المستشفيات لفكرة المستشفيات بمرور الوقت في بيئة خاضعة للرقابة. يبدأ العلاج بشيء أقل رعبا، مثل صورة مستشفى. في النهاية، يتم تعريض المصاب بالرهاب لمحيط المستشفى، وتدريجيا مع زيادة التعرض يتعلم الشخص كيفية التعامل مع ذلك الخوف والقلق.

العلاج بالتنويم المغناطيسي

هذا العلاج يضع المصاب في حالة أشبه بالغيبوبة لكنها مركزة، ويكون خلالها الشخص أكثر انفتاحًا على الاقتراح والتغيير. قد يكون الشخص المسؤول عن التنويم قادرًا على إقناع الشخص بأنه أقل خوفًا من المستشفيات..

الأدوية

نظرا لأعراض هذا النوع من الرهاب التي تتراوح بين القلق والهلع وتسارع ضربات القلب، سيكون من الضروري تعزيز العلاج بأدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب لتقليل حدة تلك الأعراض. هي بالتأكيد ليست علاجا لرهاب المستشفيات، لكن الأدوية المضادة للقلق قد تساعد في التأقلم عندما يتعين على الشخص الذهاب إلى المستشفى.

اليوغا / التأمل

قد تتحول اليوغا أو حصة التأمل إلى أسلوب علاجي فعال لمختلف أنواع الرهاب نظرا لتأثيره المهدئ والذي يبعث على الاسترخاء. تساعد اليوغا وحصص التأمل على تحفيز الحالة التأملية لعقل المرء عندما يكون في وضعية يوغا معينة، كما تُحول العقل إلى شيء أكثر إنتاجية وهدوء، مما يسمح للشخص بالهروب من الأفكار السلبية التي تسبب الضيق..

تقنيات التنفس

أو الصور التي يتخيلها الشخص أثناء وجوده في وضع اليوغا هي العوامل الحقيقية التي تجعل الشخص يشعر بقلق أقل ويشتت ذهنه بعيدًا عن الأفكار المتعلقة بالمستشفيات.

كما تابعتم أعلاه، فوبيا المستشفيات تتشابه أعراضها مع بعض أنواع الفوبيا الأخرى والتي تتداخل فيما بينها. وبعد كشفنا لأهم الأسباب المحتملة التي تقف وراءها، نؤكد على ضرورة مواجهة هذا الخوف واتباع أحد العلاجات المقترحة التي أشرنا لها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ