ملخص رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ورأي الأزهر حولها
تحليل رواية أولاد حارتنا
- بعد البزوغ الساطع للنجم نجيب محفوظ في بدايات الخمسينيات بعيد إصدار الثلاثية، وقعت ثورة يونيو سنة 1952م، وفي هذه النقطة بالذات، رأى نجيب أن التغيير الذي سعى إليه قد تحقق، ما دفعها لينقطع عن الكتابة والتأليف الروائي 5 سنوات، ليولي وجهته نحو الكتابة السينمائية والتلفزيونية.
- ثم استشعر انحراف الثورة عن مسارها الذي أراده وتصوره، فرأى أن ذلك يفرض عليه الرجوع والمساهمة في تقويم الوضع، ومن هنا أبدعت أنامل نجيب محفوظ واحدة من الأيقونات الخالدة في تاريخ الرواية العربية، ليؤلف واحدة من رواياته الأشهر على الإطلاق وهي : " أولاد حارتنا".
- معلنا بها مسارا جديدا وفترة جديدة من فترات تطوره الفكري، هي مرحلة " الواقعية الفلسفية"، حيث اعتمد أسلوبا له على الرمزية والتضمين الرمزي، مستثمرا في ذلك قصص الأنبياء كقالب فني.
- لكن القصد والغاية كانتا نقد انحراف الثورة والنظام الاجتماعي القائم، كما صرح وقال في سياق آخر: "هي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتادت اعمالي قبلا.. بل هي أقرب إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة".
ملخص رواية أولاد حارتنا
تركز رواية أولاد حارتنا على بعض النقاط الأساسية، ونجيب لكم عن سؤال عن ماذا تتحدث رواية أولاد حارتنا؟، وتشمل الإجابة ما يلي:
- قصص الأنبياء من منظور اجتماعي يعبر عن وجهة نظر الكاتب بهدف نشر قيم أخلاقية في المجتمع.
- الظلم الألهي الذي يمكن أن يتعرض له الإنسان.
- الظلم والفساد في المجتمع مما ترتب عليه انتشار الظالمين والأشرار في المجتمع.
- نقد الواقع الاجتماعي أيام الثورة وقت كتابة الرواية.
- اختار أسماء شخصيات قريبة من أسماء الأنبياء للربط وتوصيل المعنى.
- كثرة اعتماده على الرموز التي تشير إلى الأنبياء وقصصهم وما ورد في القرآن الكريم من أحداث مرتبطة بالواقع الاجتماعي.
مشكلة رواية أولاد حارتنا
- في خضم هذه الرواية، تناول نجيب محفوظ الذات الإلهية الجليلة بشكل خلف عجاجة كبيرة لحقت به طيلت حياته، بما أثير فيها من القيل والقال، فقد صور الإله في شخص الجبلاوي المتجبر الذي يظلم أبناءه ويعاقبهم.
- لكن ينتهي به المطاف بالقضاء موتا بعد ظهور شخصية " عرفة " الذي يمثل العلم التجريبي الحديث ـ علوم ما بعد القرن الخامس عشر ـ ، وإن كان نجيب محفوظ وجملة غير يسيرة من النقاد لم يروا في الأمر شيئا ذا بال.
- حيث أن النجيب قد قال بأن المسألة: مسألة قراءة و فهم، لا أكثر.. إلا أن الاتجاهات الدينية وخاصة الأزهر الشريف، أعلن حملة شعواء ضد الرواية، واتهم فيها نجيب بالردة والكفر، ومنع نشر الرواية في مصر.
- استجاب بكل هدوء نجيب ونشرها في لبنان، حتى نسي الأمر وطوي، وفي سنة 1988م، لما نشر تقرير نوبل عن الأستاذ، تم التنويه في ذيل القائمة برواية أولاد حارتنا، و هو ما أشعل النار مجددا من تحت الرماد.
- وقد ظنها نجيب خمدت، فتوالت التأويلات وأثارت موجة من الهجوم، من بعض التكفيريين، الذين استغلوا صغر عقول الجهل من الشباب اليافعين، ودفعوهم دفعا إلى القضاء على النجيب.
- وهكذا على حين غرة في سيارة أحد زملائه، تلقى نجيب طعنة نجلاء على مستوى رقبته، نجى منها بقدرة القادر، وقد اعتقل الشباب المسؤولين عن محاولة الاغتيال، وتم إعدامهم، وقد حزن نجيب لذلك و قال : بأنه غير حاقد عليهما.. إذ المسؤولون الحقيقيون غيرهما..
- ولازالت هذه الرواية بعد أكثر من نصف قرن، تثير جدلا مستمرا، و نقارا بين وجهات النظر المختلفة، لكنها تبقى بلا شك ـ وبغض النظر عن دلالاتها ـ محبوكة بذكاء من حيث الرمزية، ولعلها من أفضل ما كتب في صنف الأدب الرمزي العربي، في بنية أحداث متماسكة تصور قصة.
رأي الأزهر في رواية أولاد حارتنا
- لقد أكد محفوظ ان ليس هناك أي توجيهات من قبل الأزهر لوقف نشر الرواية، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين كان يحرضون الأزهر على ضرورة وقف نشر الرواية، ولكن الأزهر لم يستجيب لهم، لأنه لا أي جهة وقتئذ تمنعه من نشر روايته، ورغم ذلك قد قدر محفوظ هذا الموقف وقام هو بنفسه بمنع نشر الرواية، واكتفى بنشرها بالخارج لوقف هذه البلبلة التي حدثت والتي دعت لتكفير محفوظ واعتبرت من يقرأ هذه الرواية كافر.
- على صعيد آخر عندما توفى محفوظ قد أرسل العديد من علماء الأزهر برقية عزاء لفقيد من أعظم الشخصيات الأدبية في تاريخ مصر، وعندما سألوهم عن رواية أولاد حارتنا اكتفوا بالرد ندعو له بالرحمة والمغفرة، ولم يعلقون على الرواية نهائيا.
مقتطفات من رواية أولاد حارتنا
من أهم العبارات الشهيرة المؤثرة في رواية أولاد حارتنا ما يلي:
الخوف لا يمنع من الموت و لكنه يمنع من الحياة.
“ترى كيف حال عزلته؟ هل مازال بعقل أم خرف؟ وهل يذهب ويجيء أم أقعده الكبر؟ وهل يدري بما يقع حوله أم عن كل شيء ذهل؟ وهل يذكر أحفاده أم نسى نفسه؟”
“إنك تكرهني يا أدهم لا لأنني كنت السبب في طردك، ولكن لأنني أذكرك بضعفك. إنك تكره فيَّ نفسك الآثمة، أما أنا فلم يعد لي من مبرر لكراهيتك، بل أنت اليوم عزائي وتسليتي".
“الناس في حارتنا يقتلون بسبب مليم، و بلا سبب، فلماذا نخاف الموت عندما نجد له سبباً حقاً؟!”
“الضعيف هو الغبي الذي لا يعرف سر قوته و أنا لا أحب الأغبياء”
“والرحمة واللين والتسامح ما شأنهما في بيتك الكبير”
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_1938