أساليب التخلص من التفكير السلبي
محتويات
أساليب التخلص من التفكير السلبي
كن على بينة من الأفكار السلبية
الخطوة الأولى للتخلص من الأفكار السلبية هي معرفة وجودها والبدء في رؤيتها ككيان منفصل عن نفسك. من المهم أن ندرك أن هذه الأفكار السلبية لا تمثل بالضرورة الواقع. إنها مجرد تأويلات واستنتاجات يختلقها عقلك الباطن.
غالبًا ما يتمسك معظم الأشخاص بالأفكار السلبية ويدافعون عنها كما لو كانت تلك الأفكار جزءًا من هويتهم. هذا نهج محبط للغاية فبدل أن يواجهها ويضارعها، أصبح متعلقا بها كملمح رئيسي من ملامح هويته. وهذا الأمر لا يمنعنا فقط من التعلم والمضي قدمًا، بل يجعل أيضًا تجربتنا في الحياة أكثر سلبية.
لذا من الآن فصاعدًا، كلما واجهت مشاعر سلبية، ابدأ بمراقبة أفكارك من موقف محايد. تجنب الحكم على نفسك ولاحظ بدقة من أين تتسرب إليك هذه الأفكار. وانتبه إلى كيفية معالجة عقلك لها، وكيف تقود كل فكرة سلبية إلى فكرة أخرى.. انظر إلى هذا كله من منظور علوي محايد. وحينها يمكن أن تفهم وتنسج الخيوط و تتضح لك أسباب هذا الأفكار، وحينها فحسب يمكنك مواجهتها.
الابتعاد عن الناس السلبية
يمكن أن يصنف الناس السلبيون إلى صنفين. أولا، مرضى القلوب والذين يريدون إيذاءك وإيهامك، وهم يكنون الشر لك، ويريدون منك أن تيأس وتنضم إلى سرب المكتئبين وكارهي الحياة.
ثم هناك فئة أخرى من الناس السلبيين. أولئك الذين قد يكونون طيبي الفؤاد والذين يحبون الخير والصلاح لك، لكن نظرتهم الخاصة للحياة والمعتقدات الشخصية لديهم خاطئة وسوداوية للغاية.
الأهم في الأمر هو أن تحاول جاهدا بأن تنأى بنفسك عن هؤلاء الناس السلبيين وبالأخص الفئة الأولى، أما بالنسبة للفئة الثانية، فصحيح أننا كبشر نحب من ينصحنا بصدق و يتفهم ظروفنا. لكن تأكد قبل ذلك من الشخص الذي تريد النصح والإرشاد منه، حتى لا يستنجد غريق بغريق كما يقال.
فخلال حالات ضعفنا، غالبًا ما يكون عقلنا الباطن متقبلًا للاقتراحات كيفما كانت، وإذا كانت النصيحة والاقتراحات التي نتلقاها هي من أشخاص لديهم معتقدات وآراء سوداوية، ومنظور سلبي شامل للحياة، فمن المحتمل أننا سنلتقط كل هذه السلبية.
وتقول الحكمة:"في بعض الأحيان، من الأفضل أن نكون متفائلين مخطئين، على أن نكون متشائمين مصيبين."
وهؤلاء الناس السلبيون من الفئة الثانية، لا ينبغي عليك أن تقطع علاقاتك بهم، لكن تأكد فحسب من أن تترك مساحة بينك وبينهم، ولما لا إن كنت تبادلهم نفس المحبة والصداقة، كمن أنت من ينقذهم من ظلمات السلبية القاتمة.
تجاوز الأنا خاصتك
الأنا هو ما يمنعنا عادة من التخلي عن الأفكار السلبية. الغضب، الشفقة على النفس، اللوم، العداء.. كلها ألوان مختلفة من الأنا تحاول تبرير بؤسنا.
اسمح لنفسك أن تكون مرنًا ومتقبلًا للتغيير الذي تحاول القيام به في حالتك العقلية والعاطفية. في كثير من الأحيان، نفشل في التخلص من الأفكار السلبية من خلال السماح للأنا من أن يكون لها الكلمة الفصل على قراراتنا وحياتنا. فعندما يكون هذا الأخير في السلطة، فإنه يريد تبرير نفسه ومقاومة التغيير. الأنا تريد التمسك بالغضب والضغينة والعداء والشفقة على النفس واللوم، وتبريرها بأنها جزء هويتك.
لا تدع هذا يحدث. كن على دراية بالأنا واحتفظ به تحت سيطرتك بدلاً من العكس. ستندهش من مدى سهولة التخلي عن الأفكار السلبية والمضي قدمًا بمجرد أن تتعلم ترويض الأنا وتنمية المرونة الفكرية لديك.
كسر نمط التفكير الخاص بك
غالبًا ما نقع في دوامة الأفكار والعواطف السلبية حيث يبدو أنها تستمر إلى الأبد كحلقة مفرغة. فكل من هذه الأفكار يؤدي إلى الآخر، وكل شعور يؤدي إلى التالي. التحدي الآن هو أن نتحرر من هذا كله؟
انظر إلى الأفكار والعواطف السلبية كنمط يمكن كسره وهزه. لست مضطرًا إلى انتظار الأفكار السلبية لتختفي لوحدها. لا يجب أن تكون تحت رحمة الصدفة، منتظرا فرصةفجائية للشعور بالرضا. يمكنك مقاطعة هذه الأنماط وتغيير حالتك على الفور. نعم، على الفور!
دعنا نقول أنك تشعر بالإحباط، أولا ينبغي أن تلاحظ ما هي لغة جسدك في تلك الحالة. من المحتمل أن يكون كتفك مترهلا، وقد تكون متراخياً و يكون وجهك قاتماً.
الآن لكسر هذه الحالة، أجبر نفسك على النهوض فورًا، والوقوف بشكل مستقيمي مع إبراز الكتفين، ورفع الرأس عالياً والبدء في السير بنشاط في مكانك. لاحظ كيف ستتحول فورًا الأنماط، والأفكار السلبية، والعواطف، وترتقي بحالتك العامة إلى وضع أكثر نشاطًا وبهجة.
إذا كنت غاضبًا، اجلس وشرب بعض الماء واذهب للاستحمام السريع، إذا كانت لديك أفكار قلقة، ما عليك سوى أن تغمض عينيك وتبدأ في التنفس بعمق، لتترك العالم الخارجي لبضع دقائق. لاحظ كيف ستتحول فجأة تلك الحالة الذهنية القلقة إلى حالة أكثر هدوءًا واسترخاء.
ينبغي عليك دوما المسارعة بكسر الأنماط السلبية، هز نفسك واكسر القيود التي تكبلك عن العطاء والاستمرار في عيش الحياة بحماس وبهجة وشوق!
قم بتوجيه مشاعرك من خلال الإبداع
غالبًا ما تحمل هذه الأفكار والمشاعر السلبية الكثير من الطاقة والقوة داخلها والتي قد تكون قادرة على دفعك لإجراء بعض التحولات في حياتك، أو اتخاذ قرار مصيري. ولكن بدلاً من إهدار كل هذا التراكم من الطاقة والتجربة النفسية، والسماح بذهابها بطريقة غير منتجة، يمكنك إيحال هذه الطاقة السلبية وضخها إلى أنشطة وممارسات إبداعية ستفيدك وربما الآخرين كذلك.
هناك الكثير من الأشياء العظيمة التي تم إبداعها في تاريخ البشرية من أناس عظماء عانوا من المشاعر المؤلمة، والذين تعلموا كيفية ترجمتها إلى إنتاجات ذات قيمة كبيرة، ليس فقط لأنفسهم ولكن لأشخاص آخرين أيضًا.
كأبسط مثال على هذه النقطة، نجد أن أعظم الأيقونات الأدبية عبر التاريخ، صيغت تحت وطأ الحزن والألم والهم، نذكر منها مثلا رواية الحرب والسلام لتولستوي وكذا رواية البؤساء لفيكتور هيوغو، وذات الأمر نجده عند دوستويفسكي الذي كانت حياته كلها عبارة عن تراجيديا أليمة، من السجون والديون وصولا إلى الحكم بالإعدام. لكنه بدلا من أن ينهزم وينكسر أما كل هذا، أحاله إلى بعض من أهم الأعمال الأدبية والفلسفية والنفسية عبر التاريخ، حتى أنه كان يقول: اللهم لا تحرمني من آلامي. لأنها كانت مصدر إلهامه وإبداعه العظيم.
تنظيم خرجات
اسمح لعقلك بالحصول على بعض الهواء النقي والحصول على بعض الحركة لجسمك من خلال المشي السريع. عادة، عندما نشعر بأننا محبطون بعض الشيء، تتملكنا رغبة في البقاء في عزلة، مستلقين على السرير، ولكن في كثير من الأحيان لا تكون مثل هذه العزلة فكرة جيدة لأنها تطور أكثر وأكثر حالة الاكتئاب. تجنب الوقوع في فخ العزلة واسمح لنفسك بالخروج في نزهة على الأقل.
يعد المشي أيضًا طريقة رائعة وبسيطة لتحويل حالتك على الفور من خلال موازنة تدفق الطاقة عبر الجسم والسماح لك بمساحة خضراء ونظيفة من أجل التخلص من التفكير السلبي .
خذ هذه كقاعدة، إذا أردت التخلص من التفكير السلبي، اجعل جسمك يتحرك.
التعاطي مع المحتى الإيجابي
تجنب قراءة أخبار الكوارث والدماء أو مشاهدتها، وحاول قد المستطاع تجنب أي نوع من المشاهد السلبية على شاشة التلفزيون أو الإنترنت. أحط نفسك بالمحتوى الإيجابي والرفيع سواء كان محتوى فكريًا أو حتى مجرد ترفيه.
اختر بوعي ما تتابعه وما تستمتع إليه. لأن هذه المعلومات التي تسمح بدخولها إلى عقلك، سوف تؤثر بشكل مباشر على حالتك العقلية والعاطفية.
تجنب الموسيقى وجود كلمات سلبية
إذا لاحظت، فإن كلمات معظم الأغاني تركز على البؤس والخسارة والانهيار والاكتئاب والانتقام والثراء القذر والتكبر.
نظرًا لأن الكثير من الناس يجدونها قابلة للتحقيق والتحقق، فإنهم يواصلون الاستماع إليها مرارًا وتكرارًا. وكلمات الأغاني، التي يتم تشغيلها مرارًا وتكرارًا، تعمل كاقتراحات منومة للعقل الباطن، لذلك في جوهر المسألة، فإن الأشخاص الذين يستمعون إلى هذه الموسيقى هم، في الواقع، يبرمجون أنفسهم للحصول على مزيد من البؤس والحالة السلبية لذواتهم.
الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
إذا كنت تعاني من مشكلة صعبة ، فمن الأفضل أن تترك وسائل التواصل الاجتماعي بالكامل. ولكن حتى لو كان عليك استخدامها، فقم بتقييد هذا الاستخدام. فمشاهدة أشخاص آخرين يدعون أنهم يعيشون حياة مثالية بينما نواجه تحديات الحياة ليست فكرة جيدة من الجانب السيكولوجي.
الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى وضعنا في مجمع الدونية. إنه يؤثر علينا في مقارنة حياتنا غير المثالية، مع الحياة التي تبدو مثالية والتي يميل أصحابها إلى العيش في "صورهم المثالية" واكتساب بعض الاهتمام والمجد الذي لا معنى له (في معظم الوقت).
طبعا فهذه الوسائل مفيدة في عدد من الأبواب لوأدركنا سبل استثمارها لنا لا علينا. فمن المفيد متابعة بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يدعون إلى التنمية الذاتية والارتقاء بالمحتوى الإيجابي..
أفكار مفيدة للتخلص من التفكير السلبي
التفكير بالأبيض والأسود
هذا هو نوع المنظور الثنائي الذي يجعلك تعتقد أن كل شيء جيد بالكلية أو سيء بالكلية. على سبيل المثال، هل سبق لك أن تركت روتينك الرياضي بعد أن فشلت يومًا واحدًا فقط في الالتزام، معتقدًا أنك فاشل وتفتقر إلى الانضباط بخطة التمارين؟
هذا هو وهم "كل شيء أو لا شيء". لمكافحته، ينبغي أن تقر في أعماق قناعاتكبشكل صريح أن ارتكاب خطأ واحد لا يعني أنك يجب أن تتخلى عن هدفك. بل ينبغي عليك تصحيح هذا الخطأ، والاستمرار.
استخدام "دائمًا" و "أبدًا"
وهم آخر شائع مشابه للنهج الأسود والأبيض، وهذا الشكل من التفكير السلبي يؤدي إلى معتقدات مثل "سأكون دائما يعانون من زيادة الوزن" أو "لن أحصل أبدا على وظيفة"، وهذه المعتقدات تقر بأنك لا تملك أي سيطرة على أفعالك! عندما يحاول عقلك إبراز هذه الفكرة في بالك، أعد صياغتها على الفور حتى لا تحتوي على تعميم زائد. وكن أكثر إيجابية.
التركيز على السلبيات
عندما تركز على كل السلبيات، فأنت تطور نوعًا من رؤية النفق التي تعميك عن الإيجابيات وتتفتح أعينك على السواد والألم واليأس.
للتخلص من هذا النوع من الفوضى العقلية، اعتد على رؤية الجانب الإيجابي من كل شيء. تحدى نفسك للتوصل إلى نتيجة واحدة على الأقل أو درس جيد من كل تجربة صعبة أليمة يفترض بها أن تجعلك محبطا ومكتئبا.
التفكير بالذنب
من المحتمل أن تتضمن الكثير من الأحاديث السلبية في عقلك كلمات مثل "كان ينبغي علي" و "يا ليتني" و "لو أستطيع العودة". يتم إشباع هذه الأفكار بشعور الذنب القوي الذي يتحكم في سلوكك ويحد منه. لتجاوزه، قم بمراقبة هذه الكلمات بنفسك وتوقف عن التفكير فيما مضى وركز على قادم الأيام.
حادث ذاتك
التصنيفات الباطنية مسألة خطيرة، حيث تحاصرك وتحقرك. فإذا سمعت صوتك الداخلي وهو يردد مثلا: "أنت فاشل"، فحاول الرد (حتى بصوت عالٍ)، على سبيل المثال بقول "أنا لست فاشلاً".
التفاؤل بالمستقبل
هل سبق لك أن "عرفت" أن الأسوأ سيحدث، رغم أنه ليس عقلانيًا؟ في هذه الحالة فإن وعيك الباطني يقول بأن عملك سوف يفشل، وعلاقتك ستنهار، ولن تكون أبدًا فخوراً بنفسك.
وكما يعمل قانون الجذب، فإن توقع الأسوأ يجذب الأسوأ! لكسر هذا التشاؤم السوداوي، حاول إثارة الفضول والشوق والتفائل حول المستقبل، وتخلص من حتمية الأسوء المعشعشة في وعيك.
لا تكن سلبيا بشأن البشر
من المحتمل أن توشوش لك بعض أفكارك السلبية بتأويلات حول سلوكات وأفكار الآخرين. على سبيل المثال، قد يترجم تفكيرك السلبي ابتسامة شخص غريبوهو ينظر إيك، على أنه "يسخر من زيك الجديد"، بينما الحقيقة أبعد منها تمامان بل إن هذا الشخص يجد أنك جذاب للغاية!
تخلص من التأويلات الذهنية بتذكير نفسك بحقيقة أنه ليس لديك فكرة عما يفكر فيه الناس حقًا، وحاول افتراض أنهم يفكرون فيك بشكل إيجابي، وهذا بدوره سيعزز ثقتك بنفسك.
تحمل المسؤولية
أخيرًا، فالأنا خاصتك تحاول تبرير وضعك وطمأنتك بأن " الآخرين هم المسؤولون عن كل نجاحاتك وإخفاقاتك، وأنه ليس عليك أن تؤنب ضميرك وتراجعك ذاتك على الإطلاق، أنت ممتاز، لكنها الظروف والأقدار والمحيط".
ومع ذلك، فإن هذا النوع من التفكير السلبي يحولك إلى ضحية افتراضية لا أقل ولا أكثر. أخبر نفسك بأنك فعلا مسؤول عن كيفية تطور حياتك وفكر فقط في الاحتمالات الرائعة التي يفتحها هذا!
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2868