كتابة :
آخر تحديث: 16/04/2022

أهمية الحدود في العلاقات العاطفية وكيفية تطبيقها

إقامة الحدود في العلاقات العاطفية عنصر رئيسي في نجاحها واستمراريتها، وليس المقصود بالحدود وضع حواجز بين طرفي العلاقة، بقدر ما هو احترام للمساحة الشخصية للطرف الآخر، فلكل طرف وقت خاص به وأشياء خاصة به لا يمكن مشاركتها أو المساس بها، وفي حالة تم ذلك، أي تم تجاوزها أو كسرها، سيتأثر التواصل والعلاقة ككل. وفي هذا الصدد ومنعا لحدوث ذلك، يتطرق مفاهيم إلى طرق إنشاء حدود في العلاقة ويقترح عليكم نصائح لإقامة حدود صحية في العلاقة مع الآخر.
أهمية الحدود في العلاقات العاطفية وكيفية تطبيقها

أهمية الحدود في العلاقات

وضع الحدود في علاقتك سيساعدك في تحديد الطريقة التي تريد أن يتصرف بها الآخرون معك فيتجنبوا ما يزعجك ويعاملونك في حدود الخطوط المسموحة التي وضعتها مسبقا. وفي العلاقة العاطفية بالتحديد، تلعب هذه الحدود دورا مهما فيما يلي:

  1. حماية العلاقة وتطويرها نحو الأفضل من خلال معرفة كل طرف التمييز بين ما هو من مسؤوليته وما ليس كذلك.
  2. الاحترام المتبادل الذي يصبح ثابتا في العلاقة، فتكون العلاقة صحية ومفعمة بمبادئ وقيم جميلة، كاحترام آراء الطرف الآخر واحترام مشاعره ووجهة نظره، وأخذ أحاسيسه بعين الاعتبار.
  3. منع نوبات اللوم الذي غالبا ما تحدث في العلاقات التي لا تكون فيها الحدود واضحة المعالم أو بالأحرى منعدمة، فعلى سبيل المثال، عندما يدرك الشريك أن بتصرفه وسلوكه تجاوز حدوده ومس بحدود الآخر لن يلوم الطرف الآخر على ردة الفعل التي تلقاها منه، بقدر ما سيكون مدركا ومعترفا بخطئه لأنه على دراية مسبقة بالخطوط العريضة التي اتفق عليها الشريكان وبالتالي يسهل حل النزاع.
  4. احترام الذات واحتياجاتها وفرض احترامها على الآخر، فبإنشائك لحدود مع الآخر تحمي نفسك من أي أضرار نفسية قد تنجم عن تجاوزات من الطرف الآخر بحقك وبحق مشاعرك، كما أنك تمنح قيمة لاحتياجاتك وهي القيمة نفسها التي سيراها الطرف الآخر ويحترمها.

الحدود التي يجب تأسيسها في العلاقة العاطفية

لحماية العلاقة من التجاوزات، وجب إنشاء مجموعة من الحدود والخطوط التي ستحمي مساحتك الشخصية وتجعل العلاقة صحية ومحترمة، وهذه أدناه أهد الحدود الصحية التي يجب أن تُصر على توفرها في العلاقة العاطفية:

التوقعات العامة

  • قبل كل شيء من المهم أن تناقش مع الطرف الآخر ما تتوقعه من العلاقة وما تتوقع أن تتلقاه منه، قد تكون تلك التوقعات معيارا للسلوك لذلك فإن تحديد الخطوط العريضة لما تتوقعه كسلوك أمر مفيد.
  • كل طرف في العلاقة له احتياجاته الخاصة والخطأ الذي يقع فيه البعض هو دخول علاقة ووضع عبء العلاج من العلاقة القديمة على عتق الطرف الآخر، وهنا تكمن أهمية الحدود في العلاقة.
  • حيث ستساعدك في إيصال رسالة للطرف الآخر احتياجاتك وتطلعك للتوازن بين الأخذ والعطاء وكشف أوراقك التي تقول أن إشباعك لرغباته واحتياجاته يقابله ملئ لاحتياجاتك، الوضوح في هذه الحدود سيجعل كل طرف مسؤولا وواعيا بما عليه تقديمه للآخر.

الأمور التي لا تتسامح فيها

  • اجعل شريكك يدرك جيدا العتبة التي سيقف عندها عند التعامل معك لاسيما طريقة التعامل، دعه يعلم أن أمور، مثل الصراخ في وجهك أو الكذب أو التشكيك بك أو التقليل من شأنك، لا تسامح بشأنها ولا تقبلها. من المهم أ، تجعله يدرك أن تجاوزه لتلك العتبة سيكلفه خروجك من حياته.

الممارسة الجنسية

  • تختلف نظرة كل شخص للممارسة الجنسية المُرضية، فهناك من يرضيه ممارسة الجنس في الصباح، والبعض الآخر يرضيه في أيام العطل، وغيرها من الاختلافات الواردة في المنظور الجنسي لكل شخص.
  • ولتفادي أي شنآن أو خلاف قد ينجم عن هذا الاختلاف من المهم أن يعرف كل طرف حدوده الجنسية، فما قد يرضي طرفا ويساهم في متعته قد يزعج طرفا آخر، وهنا تكمن أهمية مشاركة ما تحس به مع شريكك والإفصاح عما يزعجك مع توضيح الحدود الجنسية التي لا تحبذ أن يتجاوزها وبالمثل هو الآخر يشاركك بنظرته للأمر.

الأمور المالية

  • عندما يتعلق الأمر بأمور القلب قد يكون المال سما قاتلا في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الزيجات إلى القيام بحسابات بنكية منفصلة، لكل حسابه الخاص، لا سيما أن عدم وضع حدود مالية في العلاقة له تأثير سلبي على العلاقة، لذلك ننصحك بمناقشة حدودك المالية مبكرا لتجنب التشابكات والتجاوزات التي قد تطال أرقامك بالحساب البنكي.
  • المعرفة المسبقة لدى كل طرف بأن الأمور المالية أمور شخصية تخص كل طرف سيوفر الكثير على العلاقة ويدعم نجاحها.

الماضي الخاص بك

  • حياتك في الماضي وكل ماضيك ملك لك لوحدك ولا يحق لشخص أن يستعمله ليحكم به عليك أو ليناقشه معك أو مع غيرك، هذه نقطة مهمة يجب مشاركتها مع الشريك، يمكنك الخوض في التفاصيل التي ترتاح في الحديث عنها بخصوص ماضيك لا أكثر، لست مجبرا لتسرد ماضيك أو تبرره.
  • واحرص على وضع خط للطرف الآخر يمنعه من أيستفسر عن الماضي أو يحكم عليك من خلاله أو يلزمك على إفراغ كل شيء.

العائلة

  • عندما تأخذ العلاقة طابعها الرسمي وتدخل أطراف أخرى على الخط من عائلتكما معا، هنا يجدر توضيح الحدود التي لا يجب على تلك الأطراف تجاوزها، الحدود هنا لا تأخذ معناها الفظ والعنيف.
  • بل هي احترام للمساحة الشخصية والخاصة للعلاقة بين طرفين، وليس من الحرج أبدا الاتفاق على تلك الحدود فيما بينهما لتفادي أي تدخلات غير لائقة ولكي يعرف كل شخص يعرف موقعه وما له وما عليه.

الصداقات

  • دائرة علاقاتك من معارف وأصدقاء قد لا تروق شريكك وقد يحدث العكس أي لا تروقك صداقاته، لكن هناك فرقا بين ألا تروقه وأن يسعى لإلغائها، من المهم أن تضعا معا حدودا تضمن احترام كل منكما لدائرة معارف الآخر دون المساس بها أو السعي لتغييرها أو إلغائها.
  • طبعا لو كان لها تأثير سلبي على العلاقة في تلك الحالة الأمر يستحق بعض التنازلات والحكمة في اتخاذ القرار.

الأهداف

  • أهدافك وأحلامك لا تتخلى عنها ولا تجعلها أبدا محط تقليل أو إهانة من أي شخص كيفما كان ومهما اتخذ ذلك طابعا لطيفا. أنشئ حدودا مع الشريك بحيث لا تُسول له نفسه التقليل من أهدافك أو الاستهانة بها، اجعليه يدرك جيدا قيمة أهدافك وأنه غير مسموح بتاتا بالاستخفاف بها.

الخصوصية

  • مشاركة سقف واحد لا يعني أن كل شيء يجول بذهنك كل فكرة كل رغبة كل شعور يجب أن يكون الطرف الآخر على دراية بها، ولا يعني كذلك ضرورة امتلاك كلمة سر الهاتف وكل الأجهزة الإلكترونية.
  • الأمر سيبدو أشبه باختناق سينجم عنه انفجار يدمر العلاقة. وهنا تقبع أهمية إنشاء الحدود في العلاقات العاطفية، حيث يدرك كل طرف أن الآخر له مساحته الشخصية الخاصة به ليقوم بها بما يعجبه وما يرفه به عن نفسه، ذلك الوقت وتلك المساحة يجب ألا يتم المساس بها والحفاظ عليها.
بعد تعرفك على أهم الحدود التي يجب تواجدها في العلاقة لضمان سلامتها من المشاكل والنقاشات، وجب عليك أن تعرف أن أول خطوة قبل تطبيق تلك الحدود هو اقتناعك بها وتشبتك بها من خلال تعاملك وأقوالك وتصرفاتك، لن يقتنع الآخر بحدودك تلك إذا كنت تفسح له مجالا للعبث بها من خلال سلوكياتك التي تتناقض معها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ