كيف تكتشف قيمة نفسك؟
جدول المحتويات
كيف تكتشف قيمة نفسك؟
- في البداية يجب عليك عزيزي القارئ أن تعرف أن هذا الشعور بانعدام الثقة بالنفس وانعدام الشعور بقيمة النفس يعتبر من السموم النفسية التي يجب عليك محاربتها وعدم الاستسلام لها.
- وهذا لأن هذا الشعور شعور كاذب لا محالة، وأنك بالفعل لك قيمة كبيرة جداً جداً، ويكفي أن تعلم أنك اختارك ربك للحياة من بين ملايين الحيوانات المنوية التي تسابقت للوجود في تلك الحياة فاختارك الله للوجود بعد سباق كبير لا يعلم ضراوته إلا الله.
- وطالما اختارك الله للوجود في تلك الحياة فاعلم أن الله لا يختار شيئاً عبثاً، وأنه سبحانه وتعالى اختارك لحكمة كبيرة ومهمة جليلة لأنك بالفعل قيمة كبيرة يجب أن تستثمرها بشكل كبير.
كيف يتكون الشعور بانعدام القيمة؟
- يتكون هذا الشعور بانعدام القيمة من مسببات عديدة ولكن هناك أسباب شائعة تسلم حتماً لتلك النتيجة، سنحاول عرضها في تلك المقالة لمساعدتك عزيزي القارئ على عدم الوقوع في تلك الأخطاء عند تربيتك لأولادك.
- قد تتعرض عزيزي القارئ لرسائل سلبية منذ الصغر، وهذه الرسائل السلبية يرسلها الآباء عادة في مواقف شتى، منها عندما يقدمون على تصحيح الواجب المنزلي واكتشاف الأخطاء التعليمية.
- ومنها حين يقومون بتعليم الطفل بعض المهارات الخاصة بالحياة فيقع الطفل في أخطاء التدريب العادية، ولكن يقابل الآباء تلك الأخطاء بمزيد من الرسائل السلبية.
- فلا حققت الرسائل السلبية الهدف من تعليم الأولاد، ولا تركتهم صفحة بيضاء بدون تشوهات نفسيه، بل أسلمت الطفل لحالة سلبية عنيفة مضمونها أنه تحققت فيه كافة الإهانات التي تم اتهامه بها.
- فحين يتم وصفه بالغباء والسذاجة، فسيرى نفسه في تلك الصورة الذهنية السلبية حتى وإن كان أذكى الأذكياء، وحين يتم وصفه بالتهور وعدم المسئولية حين يكسر أحد ألعابه، فسيكون بالفعل في تلك الصورة أمام نفسه حتى وإن لم يكن كذلك.
مرحلة تأكيد الرسائل السلبية
قد يتساءل البعض عن سر تمسك الإنسان بالرسائل السلبية التي سمعها من الشخصيات الوالدية في الصغر، ولكن علماء النفس يؤكدون على أن التأسيس النفسي يكون في مرحلة الطفولة بشكل كبير.
وليس هذا فحسب ولكن الطفل مع مرور الوقت يصطاد من الكلمات التي تقال له ما يوافق الكلمات التي قالها أبواه عنه، فحين يسمع الكلمات الإيجابية قد لا يصدقها لأنه لم يتعود عليها، ولكن حين يسمع كلاماً مشابهاً للكلمات التي سمعها من قبل من الشخصيات الوالدية، فإن ذلك يؤكد لديه الرسائل السلبية بشكل كبير.
ومع الوقت، ومع اختيار الرسائل السلبية المتشابهة، تتحول الرسائل السلبية إلى عقيدة داخل نفس الإنسان مع مرور الوقت، بحيث يصبح الإنسان متبنياً لها دون إرادة منه ودون شعور منه.
وتتسرب الرسائل السلبية للاشعور داخل الإنسان ليرى من خلالها نفسه، ومن تلك الرسائل السلبية أنه إنسان عديم القيمة إن لم ينجح في الامتحان، أو أن قيمته متوقفة على شرط من الشروط.
وما يجب تعليمه للإنسان أنه قيمة في حد ذاته، وأنه لا يحتاج للنجاح في امتحان من الامتحانات حتي تتحقق ذاته، وأنه لا يحتاج لمدح مادح حتى تتحقق ذاته، وأنه يمكن أن تتحقق ذاته حتى وإن لم ينال رضا الشخصيات الوالدية في بعض المواقف.
الآثار المترتبة على العقيدة السلبية
إن هناك آثار مترتبة على اعتقاد الإنسان في صدق الرسائل السلبية ومنها اعتقاده بأنه بدون قيمة، أو أن قيمته متوقفة على نجاح معين فإن فشل أصبح بدون قيمة.
أولى تلك الآثار أنه يبذل مجهوداً كبيراً في الحياة لكي يثبت لنفسه أنه صاحب قيمة، ويتخذ العديد من القرارات الخاطئة التي قد تدفعه لبعض المشاكل لمجرد إثبات أنه مرغوب فيه.
مثل دخوله في علاقات عاطفية غير مضمونة، أو مصادقته لصحبة سيئة لمجرد شعوره معهم بأنه حاصل على بعض التقدير حتى ولو كان بسيطاً.
لماذا تربط قيمتك الثابتة الراسخة بأشياء متغيرة؟
- إن السر وراء هذا العذاب الذي يشعر به المفتقد لشعوره بذاته، أنه يربط شعوره بقيمته وذاته بأشياء متغيرة، فيدور معها في حلقة مفرغة، يشعر في وجودها بالفخر والراحة، ويشعر في غيابها بانعدام القيمة والمهانة.
- مثل الذي يربط قيمته بالعلاقات العاطفية التي يحصل منها على كلمات التقدير والاهتمام، فتجده في قمة سعادته في حال استقرار تلك العلاقات، ثم يشعر بعد ذلك بانعدام القيمة إذا ما أصاب تلك العلاقات أي تحول عادي في العلاقات البشرية.
- وهذه الحالة مرهقة لأبعد الحدود، لأن صاحبها لا يعرف متى تكون العلاقة في أفضل حالاتها، ولا يعرف الموعد الذي تكون فيه العلاقة في أدنى مستوياتها، فلا يستعد للصدمات النفسية، ولا يستعد للصدمات العاطفية، ويعتبر أن المشكلة العاطفية حينها صدمة كبيرة يهتز معها كيانه كله.
رغم فشلك قيمتك راسخة وعالية
نعم عزيزي القارئ تلك هي الحقيقة التي يجب أن تعرفها جيداً، فالخطأ والفشل والتعثر أحد أهم علامات الحياة التي لم ينجوا منها أحداً، وما من إنسان إلا وتعثرت قدماه في العديد من المشكلات، ولكن هذا لا يعني أنهم بدون قيمة.
فالمخترعون والعباقرة وكل القادة والسياسيين، حتى الذين خلدهم التاريخ ليس منهم أحداً إلا وله معاركه الخاسرة ومع ذلك يعتبروا من أهم أعلام مجالاتهم، اذكر منهم من شئت، في كل المجالات ستجد لهم ما قد يصفه البعض بالفشل، لكنهم رأوه أحد خطوات النجاح التي لا يتحقق النجاح بدونها.
هل هذه الكلمات حقيقية
نعم عزيزي القارئ هذه الكلمات حقيقية، فأنت صاحب قيمة عالية حتى في الفشل، والدليل على ذلك أنك حين تجد قطعة من النقود قديمة قد لا يقبلها التاجر لأنها قد ألغيت، ولكن يقبلها تاجر المقتنيات الأثرية ويبيعها بالمال الكثير.
إذا أنت حين وضعت القطعة المعدنية في غير مكانها مع تاجر لا يعرف قيمتها، هذا لا يعني أنها بدون قيمة، ولكنها مع من لا يعرف قيمتها، ولكن قيمتها محفوظة فيها يكتشفها من يعرف حقيقتها وهو تاجر المقتنيات الأثرية.
أنت أيضاً عزيزي القارئ قيمتك محفوظة بداخلك، ولكن تحتاج للمناخ المناسب الذي تظهر فيه للناس، ولا يشترط أن يراها الناس، فيكفي أن توقن من وجودها أنت حتى وإن لم يرها أحد غيرك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14080