كتابة :
آخر تحديث: 29/11/2021

ادمان الانترنت الأسباب والعلاج

يعد إدمان الانترنت من المشكلات التي تواجه العديد من الأشخاص على اختلاف مستوياتهم وانتماءاتهم، وتسبب العديد والعديد من الخسائر على كافة المستويات الفردية والجماعية على حد سواء.
ولإدمان الانترنت أٍسباب عديدة منها ما هو ملموس ومنها ما يتم إنكاره من صاحبه، وسنحاول مناقشة تلك الأسباب في تلك المقالة، ولكن قبل كل شيء يجب أن يشعر صاحب مشكلة ادمان الانترنت بالمشكلة، فهناك كثيرين يقضون الساعات الطويلة على الانترنت يومياً ولكنهم لا يعترفون أصلاً بأنهم في مشكلة رغم آثار الإدمان المدمرة على حياتهم.
ادمان الانترنت الأسباب والعلاج

ادمان الانترنت

هناك دائماً عوامل تساعد على وجود أي نوع من أنواع الإدمان، وهي ذاتها أسباب الإدمان، ويكون هناك أهمية كبيرة جداً للتفرقة بين الاستعمال المرضي للانترنت وبين الاستخدام العادي له، فكيف نفرق بين هذا وذاك؟

  • الاستخدام المرضي للإنترنت يكون بالاستغلال لأكثر من خمس ساعات يوميا للإنترنت، فهناك من يستخدمون الانترنت بشكل مبالغ فيه بدون سبب واضح، ولكن يجب التأكيد على أن الوقت الذي نقضيه على الإنترنت ليس هو المعامل الوحيد لكي نعرف بأن من يقوم بذلك مدمناً للإنترنت.
  • فهناك مثلاً من يعملون على الانترنت ويمثل لهم مصدر رزقهم، فهم يقضون الأوقات الطويلة دون لهفة أو شعور بالارتباك والضياع في حالة عدم استعمالهم له، مثل حصولهم على إجازة من العمل مثلاً.
  • ولكن تكمن المشكلة في بعض الأشخاص الذين يشعرون بأعراض الإدمان في حالة امتناعهم عن استخدام الانترنت لفترة من الزمن.

العلامات المرضية لاستخدام الانترنت

كما ذكرنا في الفقرة السابقة فهناك من يستخدمون الانترنت لفترات أطول من الخمس ساعات يومياً ولكنهم لا يعتبرون من المدمنين لاستخدام الانترنت، ولا يمكننا أن نشخص حالتهم بالإدمان إلا إذا توافرت بعض أو جميع العلامات التي سنذكرها في النقاط التالية:

  • شعور الإنسان بالضياع في حالة عدم استخدام الإنترنت لفترة قصيرة، وشعوره بأنه لا يجد ما يقوم به، والملل والضجر وعدم الارتياح الشديد، وينتهي الشعور بكل ذلك بمجرد التعرض للإنترنت وبهذا الشكل يكون هناك مؤشراً قوياً على وجود إدمان يجب علاجه.
  • كما أن هناك مؤشراً قوياً على وجود الإدمان وهو عدم الشعور بالسعادة مطلقاً إلا من خلال استخدام الإنترنت، وهذا المؤشر يعني أن المدمن يتظاهر بالسعادة فقط للمجاملة، مثل نجاح الابن في الامتحان، أو الحصول على ترقية جديدة.
  • فالأشخاص الغير مدمنين يشعرون بالسعادة من أقل الأحداث تأثيراً، بينما المدمنين لا يشعرون بالسعادة إلا من خلال الهاتف المتصل بالإنترنت أو الحاسب الآلي الموصول بالإنترنت.
  • وهذا يعد من الأمور الهامة جداً بالنسبة لهم، فهم على استعداد للتنازل عن أي فرص حياتية، أو التواصل مع أي إنسان جديد في مقابل الحصول على ساعات أطول بالإنترنت.

خطوات علاج إدمان الإنترنت

هناك خطوات يجب على كل مريض بالإدمان أن يتخذها لكي يحصل في نهاية خطواته على الشفاء، وتلك الخطوات لا تخص إدمان الإنترنت فقط، ولكن تخص أي نوع من أنواع الإدمان، وهي على النحو التالي في السطور القادمة:

  • في البداية يجب على المدمن أن يعترف في البداية بأنه في مشكلة وأنه لا يعتبر في حالة عادية، فكثير من الناس يعانون من حالة الإنكار لوجود مشكلة لديهم أصلاً، فيجدون المبرر لجلوسهم على الإنترنت لساعات طويلة.
  • وإذا سألت بعض المدمنين الذين لا يشعرون بالمشكلة أصلاً تجد في أعينهم نظرة تعجب من اتهامهم بالإدمان دون مبرر، حيث أنهم لا يقومون بأي عمل غير طبيعي من وجهة نظرهم.
  • وإذا واجهتهم بأن الجلوس لساعات طويلة على الإنترنت سبب لهم جفاء العلاقات الزوجية أو الجفاء في العلاقة بالأبناء، أو تفويت العديد من الفرص في تكوين علاقات جديدة مفيدة، تجدهم لا يقتنعون أصلاً بوجود أي مشكلة من المشاكل.
  • وتعد خطوة الشعور بالمشكلة وعدم إنكارها هو أول الطريق السليم للعلاج، ثم ننتقل بعد ذلك للخطوة التالية لحل مشكلة الإدمان وهي البحث عن أسباب المشكلة، ومشكلة إدمان الإنترنت لها أسباب عديدة سنتناولها في الفقرة التالية من المقالة.

أسباب إدمان الإنترنت

هناك أسباب عديدة لإدمان الإنترنت قد تختلف من شخص لآخر، وهل تتشكل بحسب التاريخ المرضي والبيئة المحيطة للإنسان، فهناك بعض البيئات تساعد على وجود أسباب تدفع أو تزيد من احتمالات الإصابة بالإدمان، ومنها:

  • عند مناقشة سبب من الأسباب لا يعني هذا أن مجرد وجود هذا السبب يدفع بشكل يقيني للإصابة بالإدمان، فهذا غير منطقي، ولكن المقصود هو أن وجود هذا العامل يساعد بشكل كبير في احتمالية الإصابة بالإدمان.

الهروب من المشكلات

  • هناك بعض الأشخاص يدفعهم تشكيل بنائهم النفسي إلى الهروب من المشكلات، أو عدم المواجهة وحلها، وقد يكون ذلك لأسباب عديدة، منها نقص الخبرة في الحياة الناتج من الحماية الزائدة من الشخصيات الوالدية.
  • فلا يجد الإنسان حلاً لعدم المواجهة إلا قيامه بقضاء أوقات طويلة على الإنترنت هرباً من مواجهة المشاكل الواقعية، وتجده حتى لا يبحث عن الحلول في الشبكة العنكبوتية، ولكنه يقضي أوقاته في مجالات أخرى بخلاف حل المشاكل التي تواجهه.
  • وليس هناك أي سبيل للعلاج إلا بتدريب الإنسان لنفسه على حل المشكلات، وتحمل نتائج التدريب من آلام ومحاولات غير ناجحة حتى يصل للنجاح، فهذا هو السبيل الوحيد لعلاج تلك المشكلة.
  • ويجب على المدمن في هذا المجال أن يرفق بنفسه ولا يطالبها بنتائج سريعة في وقت قصير، فيجب أن يعيش كل مرحلة من مراحل اكتساب الخبرات في الحياة بشكل كاف وغير متسرع.

متابعة النفس باستمرار لبناء عادات جديدة

  • يجب على المدمن أن يقوم بمتابعة نفسه باستمرار، وتوقع أن يكون هناك انتكاسات دائماً في أي وقت، وهنا لا يجب أن يشعر المدمن باليأس عند حدوث الانتكاسة، فالانتكاسة أحد خطوات العلاج الهامة جداً التي لا يتحقق الشفاء إلا بها.
  • فمثلاً يمكن لمدمن الانترنت أن يقوم بتقليل ساعات الجلوس على الإنترنت ساعة يومياً، وقد لا يجد نفسه قادرا على تحقيق الهدف بتقليل عدد الساعات بانتظام، فستجد يوماً قد زادت فيه عدد الساعات لأوقات أطول، حينها يجب على الإنسان أن يبحث عن العوامل التي ساعدت على الانتكاسة، ويحاول التعامل معها وتقليلها، مثل وجود فراغ كبير في الوقت، حينها يحاول أن يصنع البدائل الإيجابية مثل زيارة الأقارب أو ممارسة هواية قديمة أو اكتساب مهارة جديدة.

المكافئة ودورها في العلاج

  • للمكافئة الذاتية دور هام جداً في علاج إدمان الإنترنت، بل وعلاج أي نوع من أنواع الإدمان، ومكافئة الإنسان لنفسه لها دور كبير في علاج الإدمان، لأن الإدمان يضرب دائرة المكافئة في المخ.
  • فشعور الإنسان بالسعادة والمكافئة مرتبط ارتباط وثيق بتعديل أسلوب مكافئة النفس، من أسلوب وحيد وهو الحصول على المادة الإدمانية إلى أساليب متعددة للمكافئة مثل الحصول على المحبة والاتصال الإيجابي مع الأصدقاء المقربين مثلاً.
وفي النهاية... يجب على كل من يعاني من إدمان الإنترنت أن يحاول جاهداً مقاومة هذا المرض بكل الوسائل وعدم إنكاره وذلك حتى يحقق الشفاء النفسي المطلوب على المدى الطويل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ