كتابة :
آخر تحديث: 14/06/2021

ما هي طرق التغلب على الفشل في علم النفس

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الفشل، ولذلك هناك سؤال يتبادر في أذهاننا وهو ما هي طرق التغلب على الفشل في علم النفس، سنحاول إيضاح بعضها في تلك المقالة.
فإن الفشل لفظ من الألفاظ التي يعتاد ذكرها الكثير من الناس، ولكن يختلف أثرها باختلاف العديد من العناصر والاتجاهات، فتختلف من شخص لآخر حسب طريقة تكوين أفكاره ومعتقداته وتاريخه المرضي والنفسي، وتختلف من مجتمع لآخر حسب الثقافة المنتشرة في هذا المجتمع، ولكن هناك محاولات من كثير من العلماء في كافة الميادين العلمية لوضع قواعد للتغلب على هذا الفشل.
ما هي طرق التغلب على الفشل في علم النفس

أسباب الفشل وطرق التغلب عليه في علم النفس

في البداية قبل أن نتحدث عن التغلب على الفشل، فإننا يجب أن نعرف أسباب هذا الفشل، وبشكل أدق، الأسباب الشائعة للفشل، فليست هناك أسباب واحدة تجمع كل أنواع الفشل عند البشر, ومنها:

  • هناك أسباب اقتصادية وهناك أسباب اجتماعية وهناك أسباب بيئية.
  • ولكن الناجحون قد أثبتوا أن كل الأسباب التي كنا نعتقد أنها سبباً للفشل، كانت هي نفسها طريقهم للنجاح، وأن الفارق بين هذا وذاك هو عقل الإنسان وإرادته.

أولاً :الأسباب البيئية والاقتصادية للفشل وكيفية التغلب عليها

  • فإذا اعتقدنا أن فقر الإمكانيات الاقتصادية وفقر المصادر الطبيعية الاقتصادية هي السبب في الفشل، فإننا نقف أمام التجربة اليابانية مبهورين لما أنجزوه من نجاح كبير رغم فقر الإمكانيات الاقتصادية والطبيعية لديهم.

  • فلا مجال للقول بأن فقر المصادر الاقتصادية سبباً للفشل، فالشعب الياباني بعد خروجه مهزوماً من الحرب العالمية الثانية، بعد أن تم ضربه بقنبلتين نوويتين قضت على الأخضر واليابس، استطاع اكتشاف الجوهر الحقيقي للنجاح.

  • فرغم فقر الإمكانيات الاقتصادية لديهم، فهم لا يملكون ثروات طبيعية، فهم لا يملكون البترول ولا الغاز الطبيعي ولا حتى الجبال التي تحتوي على الذهب والفضة.
  • ولكنهم امتلكوا العلماء وطبقوا ما تعلموه في مجتمعاتهم وكانت لديهم المقدرة على اتخاذ قرارات صعبة بالتوقف عن عادات سلبية استمرت في مجتمعاتهم لعشرات السنين.
  • فقد جعلوا من كارثة الهزيمة التي تعرضوا لها فرصة لهدم كل المعتقدات الهدامة وفرصة لبناء كل العادات السليمة.
  • فالبيت الياباني عند النظر إليه لا يميل إلى البذخ في الإنفاق ولا شراء ما لا يتم استخدامه، فهو بيت بسيط جداً يميل للبساطة في كل عناصره.
  • فقد اتجهت التجربة اليابانية إلى تزويد شعوبهم بالعلم الذي يساعد على بناء الاقتصاد والبعد عما يعطل هذا الهدف من زخرف الحياة والتشبه الحرفي بالمجتمعات الغربية في التعبير عن الثراء باقتناء ما لا يفيد.

ثانياً : العادات السلبية وكيفية التغلب عليها

  • العادات السلبية والمعتقدات المنتشرة لها مفهومان، مفهوم ضيق وآخر واسع.

  • في المفهوم الواسع هناك عادات ومعتقدات يؤمن بها مجتمع بالكامل مثل بعض المجتمعات القبلية والمنغلقة التي تؤمن بأن الإناث لا حق لهم في الميراث، وأن المرأة لا دور لها في قيادة المجتمعات.

  • تلك العادات والمعتقدات التي تنتشر في بعض المجتمعات وتجد من يتمسك بها تحرم المجتمع من مواهب وقدرات الإناث في بناء المجتمع، وتحمل الرجال أعباء فوق الأعباء الأصلية التي يقومون بها.
  • ونفس تلك المجتمعات ينتشر فيها أيضاً عادة مثل عادة الأخذ بالثأر وهي عادة أيضاً معناها أن يقوم ابن القتيل بقتل القاتل وعدم اللجوء للجهات الشرعية المسئولة عنها في الدولة مثل الشرطة والقضاء.
  • وبذلك يستمر سلسال الأخذ بالثأر والقتل لعشرات السنين ليفقد المجتمع قوته البشرية في وقت قصير نتيجة الإيمان بمعتقدات يمكن تصحيحها.

كيفية التغلب على الفشل في العادات الخاصة بكل إنسان :

  • وهناك تغلب على الفشل لا يخص الأفكار المنتشرة في المجتمع ككل ولكن تخص الأفكار التي يحصلها الإنسان عن نفسه، وهي تختلف من إنسان لآخر ومن تجربة إنسانية لأخرى.
  • فالأفكار التي يحصلها الإنسان عن نفسه يستمدها من مصادر كثيرة ولكنها تبدأ من البيئة التي ينشأ فيها ومجتمعه الصغير وهي أسرته التي يتربى فيها ويتلقى فيها أول تعاليمه عن تلك الحياة.

ثالثاً :الشخصيات الوالدية وتأثيرها على أفكار الإنسان

  • وهنا نشير إلى دور الشخصيات الوالدية في تكوين الأفكار والمعتقدات خاصة في فترات الطفولة المبكرة جداً، تلك الفترة الأساسية والحاسمة في عمر الإنسان، التي إن أحسن الإنسان التصرف معها كانت أساساً لمستقبل بناء، وإن لم يحسن الإنسان التصرف معها كانت أساساً لفقد العديد من الفرص في المستقبل.

  • علماء النفس يؤكدون أن الوالدين أو من يقوم بدورهم في حالة غياب الوالدين الأصليين للسفر مثلاً فقد يقوم بدورهم الجد أو العم أو الخال.

  • يؤكد علماء النفس على أن دورهم في تكوين رؤية الإنسان عن نفسه وطريقة رؤيته للحياة تكون في أكبر درجات التأثير على الطفل.
  • حيث أن الشخصيات الوالدية التي تحرص على تدعيم الطفل بالعبارات الإيجابية ومساعدته على تحدي الفشل ومساعدته على تحسين صورته أمام نفسه باستمرار خاصة في أوقات الخطأ وتأنيب الضمير، يتكون الطفل مع تلك البيئة الإيجابية بتكوين نفسي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة عالية.

بينما أثبتت التجارب العلمية والمشاكل النفسية التي يفحصها علماء النفس، أن الأطفال الذين لم يحصلوا على الدعم النفسي اللازم والتقدير من الشخصيات الوالدية، أثر حرمانهم من الدعم النفسي اللازم على شخصياتهم بشكل كبير، حتى أنهم حاولوا تعويض هذا النقص من مصادر أخرى في المستقبل بطرق كثيرة، فهناك من نجح في ذلك حين عوض النقص بطرق إيجابية، وهناك من فشل حين عوض النقص بطرق سلبية.

الطرق الإيجابية لتعويض الحرمان النفسي :

  • قد لا تتسع تلك المقالة لمناقشة كل طرق علاج الفشل، وطرق تعويض الحرمان النفسي، ولكن نحاول إلقاء الضوء على المشكلة وبعض طرق العلاج .
  • الحرمان النفسي من الحقوق النفسية هو أمر من الأمور التي يقع فيها العديد من الآباء والأمهات دون قصد، فقد أقر علماء النفس مثلاً للطفل حقوق قد لا يعرف عنها الآباء الكثير، مثل حق الطفل في الخطأ، فللطفل الحق في التجربة والتعلم والخطأ، وحين يخطئ يجب أن يتم التعامل معه بشكل لائق لا ينال من تقديره واحترامه لنفسه ولا احترام أسرته له.
وأخيراً.. فإن التغلب على الفشل في علم النفس له جوانب كثيرة لا يمكن حصرها في حروف قليلة ولكن نحاول جاهدين المساعدة في إلقاء الضوء على تلك المسألة لمساعدة كل إنسان على النجاح والتفوق في الحياة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ