آخر تحديث: 07/04/2022
ما هو التنمر الجندري؟ وما هو أثره على الشخص؟ وما هي طرق التعافي منه؟
من أقسى وأصعب المواقف التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته هي التنمر عليه بسبب دينه أو عرقه أو نوع جنسه أو أعضائه الجنسية، لأن ذلك يسبب للشخص شعور عميق بالعار. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن التنمر الجندري.
فهذا النوع من التنمر لا يؤثر على الشخص في الصغر في حال تعرض له في الطفولة، بل يؤثر عليه في الكبر حيث يشعر لشخص بمشاعر عار عميقة تجاه أعضائه الجنسية.
ما هو التنمر الجندري؟
قبل التعرف على ما هو تعريف التنمر الجندري يجب أولا معرفة معنى كلمة جندر.
تعريف الجندر
- الجندر هو الأعضاء التناسلية أو الجنسية التي تكون لدى الشخص، والتي تناسب نوع جنسه.
- فهناك نوعين من الجندر أحدهما ذكر والآخر أنثى، ولكل نوع منهما شكل معين للأعضاء التناسلية أو الجنسية.
- ويجب أن تكون هذه الأعضاء متوافقة مع نوع الجنس للشخص.
- ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل يمتد إلى أن يعي الشخص بذلك أيضا، بمعنى أن يدرك أنه ذكر أو أنثى بأعضاء تناسلية وجنسية ذكورية أو أنثوية.
- كما أن الجندر يشمل أيضا الشكل الخارجي الذي من المفترض أن يكون عليه كل من الأنثى أو الذكر.
- وهذا الإطار أو الشكل الخارجي هو عبارة عن مجموعة من المعتقدات والأفكار التي وضعها المجتمع أو الفئة التي ينتمي إليها الشخص.
- حتى يقال على هذا الشخص أنه ذكر أو أنثى، وأي تصرف أو سلوك أو شكل يخالف هذا الإطار يعتبر صاحبه شاذا عن المجموعة.
- أو شاذا عن الإطار الذي وضعه مجتمعه للصورة الخارجية للذكر أو الأنثى.
تعريف التنمر الجندري
- على سبيل المثال هناك شاب أو ولد في فترة المراهقة قام بتربية شعره، فهذا السلوك يدل على أنه غير ذكر، وأنه يتشبه بالنساء.
- وأن هذا الفتى خرج عن الإطار المألوف للصورة الخارجية أو الشكل المألوف لمحيطه للذكر والرجل في الوطن العربي.
- كذلك الفتاة التي تعمل مثلا في مهنة شاقة مثل استخراج البترول، وتتعرض للتنمر من قبل العمال أو زملائها في العمل.
- بسبب أن هذه المهنة خاصة بالرجال، وأن مكانها في المطبخ أو بيت زوجها، وليس المقصود هنا أن ربات البيوت أقل مكانة من هذه الفتاة.
- أو أنهم يقومون بعمل تافه أو مشين، بل على العكس تماما، ولكن ما يقال من عبارات تنمر على هذه الفتاة يعكس نظرة الرجل للمرأة.
- وأنها غير قادرة على إنجاز أمور صعبة في الحياة، وأن الأعمال المنزلية هي الأنسب لها، وهذا في حد ذاته إهانة حقيقية للمرأة.
- كذلك من الممكن أن يتعرض الطفل لعبارات تنمر خاصة بأعضاءه الذكورية أو تتعرض الفتاة للتنمر على أعضائها الأنثوية.
- مما يشعر الطفل معها بالنفور أو الكره والرفض تجاه هذه الأعضاء، وأنه يشعر بالعار منها لأنها ستجلب له المزيد من الألم والمعاناة في الحياة.
آثار التنمر الجندري على الجانب النفسي للشخص
للتنمر الجندري أثر كبير على الشخص خاصة إذا كان هذا الشخص قد تعرض لهذا النوع من التنمر في الصغر أو في فترة الطفولة.
- حيث يشعر الطفل وقتها أنه لا يفهم لماذا يتعرض للتنمر أو ما هو الغريب فيه أو في جسده حتى يتعرض بسببه لهذا التمرد.
- كما يشعر الطفل بأنه عاجز تماما عن فهم مجريات الأمور أو التحكم والسيطرة على الموقف الذي يحدث له أو الدفاع عن نفسه بالقدر الكافي.
- ويشعر الطفل بشكل لاواعي أن أعضاءه التناسلية أو نوع جنسه هو السبب في تعرضه للألم النفسي الذي تعرض له عند التنمر عليه.
- ويبدأ يشعر بالكره والرفض لهذه الأعضاء، ويبدأ في فقدان الثقة في نفسه أو ذاته.
- ويبدأ الفتى أن يكره رجولته أو تكره الفتاة أنوثتها، وتبدأ في تشويه نفسها سواء من الداخل أو الخارج، وهو ما يقال عليه في علم النفس التدمير الذاتي.
- هذا الأمر يؤثر بالطبع على علاقة الشخص بذاته، ولا يكون متواصلا بشكل كافي أو جيد مع عالمه الداخلي أو مع ذاته.
- بالإضافة إلى أن هذا الشخص سيعيش في انفصال كبير عن جسمه أو مشاعره، ومن هنا تتأثر جوانب عديدة في حياة الشخص.
- والتي على رأسها جانب العلاقة الاجتماعية أو علاقة هذا الشخص مع شريك الحياة خاصة في العلاقة الجنسية فيما بينهما.
- كما أن هذا الشخص من الممكن أن يفقد اهتمامه بالنظافة الشخصية لجسده أو الاهتمام بكل ما هو مادي في الحياة أو ما يخص الجسد.
- مثل الاهتمام بالشكل الخارجي أو إهمال العناية بالجسم أو عدم الاهتمام بالأمور الجنسية أو المال.
- ومن الممكن أن يفقد هذا الشخص في حال لم ينتبه لهذه المشكلة احترامه وتقديره لذاته، وهذا الأمر خطير للغاية.
- وسيعرض الشخص نفسه فيما بعض للدخول في علاقات سامة تستنزف طاقته أو يشعر فيها بالإهانة وعدم التقدير من الآخرين.
طرق التعافي من آثار التنمر الجندري
كما أشرنا من قبل أن للتنمر الجندري أثر بالغ على النفس، حيث يشعر الشخص بشعور سيء تجاه نفسه والحياة والآخرين.
- وهذه المشاعر تتحول إلى أفكار ثم تترجم إلى سلوكيات يقوم بها الشخص لحماية نفسه من التعرض للتنمر مرة أخرى.
- والتي قد تصل إلى حد انعزال هذا الشخص عن العالم الخارجي، وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين.
- ولذلك من المهم جدا عندما يشعر الشخص أنه يخاف من تنمر الآخرين عليه بسبب جنسه.
- أو أنه يمارس أو يظهر بشكل معين مخالف للإطار الخارجي المعروف عند مجتمعه للجنس الخاص به أن يعترف أنه يشعر بهذا الأمر.
- ويبحث عن السبب الرئيسي له، والذي غالبا سيكون صدمة في الطفولة، ومن هنا يمكن للشخص أن يسعى للتحرر من مشاعر هذه الصدمة المخزنة في عقله اللاواعي.
- والتي تعتبر طاقة كامنة وعالقة بداخله تمنعه من العيش بسلام وأمان مع نفسه ومع الآخرين، مهما كان شكله الخارجي أو سلوكه الخارجي.
- ومن الممكن أن يقوم بعمل هذا الشخص بفك وتحرير هذه الصدمة مع نفسه باستخدام الكثير من التقنيات والطرق الخاصة بذلك.
- مثلا الكتابة أو التأمل أو استخدام واحدة من تقنيات تحرير المشاعر، مثل تقنية السماح بالرحيل لديفيد هاوكينز.
- ومن الممكن أيضا في حال كان الشخص غير قادر على مواجهة مشاعر الصدمة مع نفسه أن يستعين بأحد الأطباء النفسيين والمتخصصين في مجال الطب النفسي.
- لتقديم المساعدة والعون له في علاج هذا الأمر، المهم ألا يقف المرء مكتوف الأيدي تجاه هذه المشكلة.
- ولا يستسلم الشخص لوضعه الحالي، بل يبحث عن الحلول بشكل دائم ليرتاح مع نفسه، وينجز باستمتاع في الحياة.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما هو التنمر الجندري، وأثره السلبي على نفسية الشخص، وكيفية التعافي من هذا الأمر، ونستنتج من هذا أنه لابد أن تقوم الأمهات بتوعية الأبناء بخصوص الجنس الخاص بهم سواء من الداخل أو الخارج، وأن يحترموا أجسامهم، ويتواصلون معه بشكل جيد، لأن الطفل في هذه الحالة سيكون واثقا من نفسه، وفي حال تعرض لمثل هذا النوع من المواقف فلن يتأثر به، ولن يتم أخذ الأمور بشكل شخصي، ولن يتكرر معه الأمر مرة أخرى، لأن الذي يقوم بذلك معه سيدرك ذلك جيدا، فالشخص المتنمر هدفه الأساسي هو زعزعة ثقة الذي أمامه في نفسه أو كسره نفسيا ومعنويا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16926
تم النسخ
لم يتم النسخ