معلومات هامة حول اضطراب الهوية الجندرية
محتويات
أسباب اضطراب الهوية الجندرية
يخلط البعض بين مرضين مختلفين اختلافاً كبيراً، بين إضطراب الهوية الجندرية، واضطراب الهوية الجنسية، ففي اضطراب الهوية الجندرية يشعر به الإنسان منذ ولادته، وحتى في سنوات طفولته الأولى.
فقد ينتج من خلل جيني يصيب بعض المراكز في المخ فتسبب اختلالاً في إنتاج بعض الهرمونات سواء الخاصة بالذكورة أو الأنوثة.
وهو يختلف اختلافاً كبيراً عن اضطراب الهوية الجنسية الذي يصيب الإنسان في مرحلة أخرى وهي مرحلة البلوغ، فاضطراب الهوية الجندرية يظهر في سنوات الطفولة الأولى المبكرة حيث تظهر عليه الأعراض التي سنذكرها في السطور القادمة.
أعراض الهوية الجندرية
كما ذكرنا فإن هذا الشعور يولد مع الطفل منذ البداية، فيشعر الذكر أنه ينتمي للإناث، وتشعر الأنثى أنها تنتمي للذكور.
فتجد الولد مثلاً يميل في سلوكياته إلى السلوكيات المميزة للإناث، وكذلك الأنثى تميل للسلوكيات التي تنتمي للذكور، مثل ميلها للألعاب المشتهر بها الذكور، واختيارها للملابس التي تعبر عن الذكور، وغيرها من العلامات.
علاقة المريض بأعضائه التناسلية
تعد علاقة مريض إضطراب الهوية الجندرية بأعضائه التناسلية علاقة مضطربة جداً، فهو يشعر بمشاعر متضاربة بمجرد رؤيته لتلك الأعضاء.
وهي مشاعر تختلف عن مشاعر الخجل الطبيعية التي قد يشعر بها البعض عند مشاهدة الأعضاء التناسلية.
فالمريض حين يشاهد أعضائه التناسلية يقول لنفسه ـ تلك ليست أعضائي ـ أنا لا أنتمي لها وهي لا تخصني ـ إنهم يعاملونني بتلك المعاملة بسببها ـ إنها السبب في الغربة التي أشعر بها.
فهناك من المرضى من يشعرون بأن تلك الأعضاء هي السبب الرئيسي في أن المجتمع يعاملونهم على النحو المعاكس، والسبب بالغربة التي يشعر بها مريض إضطراب الهوية الجندرية.
فتربطه بأعضائه التناسلية علاقة رفض واشمئزاز ولوم ويحملها العديد من السلبيات التي يشعر بها في نفسه.
علامات الاضطراب في الأطفال
تظهر علامات إضطراب الهوية الجندرية في الأطفال على أشكال مختلفة، فنجد الأنثى مثلاً لا تريد أن ترتدي الملابس الخاصة بها، وترفض بشدة أن يناديها والديها باسمها، فهي حتى ترفض الانتماء لعالم الإناث حتى بالاسم.
كما أن هناك علامة مهمة أخرى تميز الطفل المصاب بهذا الاضطراب وهو رغبته في إخفاء الأماكن التناسلية لديه حتى في الأوقات الغير مطلوب فيها ذلك.
فرغبة الطفل في إخفاء أعضائه التناسلية تكون طبيعية حين يشعر أن أشخاصاً آخرين بخلاف الشخصيات الوالدية سيطلعون على أعضائه، وهو شعور صحي.
حيث أنه من الضروري توعية الطفل بأهمية حماية جسده وعدم اطلاع أحد على تلك الأعضاء، بل وإخبار الشخصيات الوالدية بأي انتهاك لتلك الخصوصية لدى الطفل، فهذا أمر صحي.
أما ما يحدث لمريض إضطراب الهوية الجندرية أنه لا يريد رؤية أعضائه التناسلية في كل الحالات، حتى وإن كان في حالة الاستحمام، حتى وإن كان عند الطبيب، إنه لا يحب أن يراها.
علاقة المريض الاضطراب بذاته والمجتمع
إن علاقة المريض بنفسه تكون في حالة قلق دائم وعدم انسجام مع ذاته أو مجتمعه، إنه يريد أن يوجه رسالة للعالم من حوله أنهم يعاملونه على النحو الخاطئ.
وأن ثمة اختلاف يريد أن يواجه العالم به، ولكنه يخشى من رد الفعل القوي تجاه تلك المسألة.
فالعديد من المجتمعات ينظرون لتلك المسألة نظرة رفض، ويعاملون من يشعر بتلك المشاعر معاملة المنبوذين المطلوب محاسبتهم على تلك المشاعر الخارجة عن تقاليد بعض المجتمعات.
وهي قيم تختلف من مجتمع لآخر، ففي بعض الدول الأوروبية وغيرها قاموا بتقنين أوضاع بعض المرضى الذين نجحوا في تحويل أجناسهم طبياً، وسمحوا بمعاملتهم قانوناً على الوضع الجديد.
بينما هناك بعض الدول الأخرى تنظر لهم نظرة الرفض حتى للاعتراف بهم قانوناً، ويعتبرونهم خارجين على قيم المجتمع وتقاليده وعاداته.
شعور المريض بالغربة والوحدة
إن مريض إضطراب الهوية الجندرية، سواء الذكر منهم أو الأنثى، يعانون من غربة شديدة جداً، حيث أنهم جسدياً ينتمون لفئة، بينما شعوريا هم ينتمون للفئة المعاكسة، فهم لا يتفاعلون مع المتشابهون معهم جسدياً.
ويتمنون أن يتفاعلون مع من ينتمون معهم شعورياً، ذلك الشعور القاسي الذي يسبب لهم الارتباك النفسي والقلق الشديد الذي ينتج عنه ظهور العديد من علامات القلق عليهم للحد الذي قد يصل بهم لحد محاولة الانتحار لعجزهم عن التعبير عن رغباتهم في مجتمعاتهم أو عدم تفهم أسرهم لما يعانونه من صراعات داخلية.
علاج اضطراب الهوية الجندرية
يمتنع كثير من المرضى المصابين بهذا الاضطراب عن الذهاب للطبيب المختص نفسياً بحالتهم المرضية، وذلك في البداية.
اعتقاداً منهم بأن هدف الطبيب هو القضاء على المشاعر التي يشعرون بها وإجبارهم على الرضوخ لمشاعر الانتماء لصورتهم الجسدية.
وذلك الاعتقاد خاطئ شكلاً وتفصيلاً، فهدف الطبيب النفسي في البداية هو استكشاف حالة المريض النفسية، ومساعدته على الوصول لحقيقة انتمائه، والوصول به لبر الأمان النفسي والاطمئنان.
والطبيب دائماً وأبداً لا يحاول إجبار المريض على ما لا يريده، فالطبيب النفسي في النهاية هو مساعد للمريض للتعبير عما يعانيه، ومساعد له لا للكشف عما يشعر به، بل والكشف عما يخشى الإفصاح عنه في اللاشعور.
وهنا نجد الفرصة سانحة للحث على عرض حالة المريض على الطبيب المختص مبكراً.
فالعرض المبكر على الطبيب المختص يساعد المريض على عدم التعرض لحالات من الاكتئاب والوحدة والشعور بالانعزال المجتمعي والأسري والنجاة بالنفس من مشاعر سلبية قاسية مثل الشعور بالدونية وعدم الانسجام وعدم القبول للذات وللآخر.
كما أن العرض على الطبيب المختص يساعد المريض على عدم المرور بحالات من الإرهاق والإعياء الشديد الناتج من القلق النفسي المصاحب لهذا المرض.
كيفية معاملة الأسرة مع مريض الاضطراب
هنا يجب التنويه على أن المعاملة الواعية من أسرة المريض لها دور كبير جداً في تحقيق الشفاء للمريض، بحيث يظهر الأهل التفهم الكامل لحالته النفسية والعضوية، وأن الأسرة لا تجد أي مشكلة من عرض المريض لهم مشاعره الحقيقية.
وأنه لن يتم مواجهته بالتنمر أو الاعتراض أو الرفض لما يقول، فإن شعور المريض بالأمان داخل أسرته يساعده بشدة على تحقيق الأمان الداخلي، وتمكنه من الحصول على الشجاعة اللازمة لعرض مشكلته على الطبيب المتخصص بحرية.
كما أن تفهم الأسرة لحالة المريض ـ أو المريضة ـ يساعد الطبيب المختص بإرشاد الأسرة للدور الذي يجب على الأسرة القيام به في البرنامج العلاجي الذي يتم تصميمه للمريض.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5775