كتابة :
آخر تحديث: 06/12/2023

هل يجوز طلب الطلاق بسبب سرعة القذف؟

في الأساس لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بدون سبب، أو أنه أمر محرم، وتأثم فيه المرأة، لذلك فإنه في موضوعنا الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الحالات التي أحل الله فيها للمرأة أن تطلب الطلاق، ولا يكون عليها ذنب. فالله -سبحانه وتعالى- جعل الزواج لتعمير الكون ولبناء الأسر وليكون فيها الرحمة والمودة بين الزوجين، وقد قال الله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
هل يجوز طلب الطلاق بسبب سرعة القذف؟

حكم طلب الطلاق من طرف الزوجة

  • إن الطلاق من أصعب القرارات التي يمكن أن تتخذها المرأة في حياتها، لأنها المسؤولة عن تأسيس بيت الزوجية، وقد تتسبب عوامل عديدة في لجوء الزوجة إلى طلب الطلاق لمنع الضرر النفسي والمعنوي أو المادي أو الجسدي الذي تتعرض له من أثر هذه الزيجة.
  • والجدير بالذكر أن من حق المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها في حالة وجود سبب مقنع وفعال يتسبب لها في أضرار تدفعها لطلب الطلاق، ومن ثم فإنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق، وتكون دعوى الطلاق مقدمة من طرف الزوجة مع تقديم الأدلة التي تثبت صحة الادعاء أو بالاتفاق مع زوجها، وقد يكون طلب المرأة للطلاق سبباً في سقوط حقوق المرأة المطلقة (النفقة - المؤخر)، خاصة إذا كان الطلاق بدون سبب ودون تراض مع الزوج.

متى يكون الطلاق مكروها؟

جعل الله -عز وجل- الزواج ليكون فيه السكينة والمحبة، ولكن حلل الطلاق في أمور معينة، وذلك بسب:

  • فالمرأة التي تطلب الطلاق من زوجها بدون داع يستحق، فإنها مذنبة ذنب كبير، لأنه تتسبب في تفكيك الأسرة وتشتيت الأبناء.
  • وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس، فقد حرم الله عليها الجنة) صدق رسول الله (ص).
  • لذلك يجب أن نوضح الأسباب القوية التي تستحق الطلاق، ويجوز للمرأة فيها أن تطلب الطلاق وهناك حالات تكون فيها المرأة مخطئة ومذنبة إن لم تطلب الطلاق، وذلك عندما يكون الزوج ضاراً لأخلاق الأبناء والزوجة، وسوف نعرف الآن تفاصيل أوضح.

الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق

على الرغم من أن الطلاق حلال مكروه (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)، ولكن الله تعالى أباحه في ظروف معينة قد يجد الرجل والمرأة تعاستهم عند البقاء زوجين، أو قد يؤثر ذلك نفسياً بشكل سلبي على صحة الأبناء، ومن الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، وتجيب على سؤال هل يجوز طلب الطلاق بسبب مرض الزوج ما يلي:

1. وجود عيب جنسي عند الرجل

  • قد نسمع أحياناً وجود رجال لا يستطيعون ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجاتهم، إما بسبب ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أو غيرها من الأسباب المرضية أو النفسية.
  • وفي هذه الحالة لا تستطيع المرأة أن تستمتع به أو أن تصبح عفيفة به، ويمكن لها أن تطلب الطلاق إن كان الأمر مستمراً، أو ليس له علاج، وذلك إن كانت تريد الطلاق.
  • أما إن كانت لا ترغب في الطلاق، أو تريد العيش معه بهذا الحال فلها الحرية في ذلك.

2. عقم الرجل وعدم قدرته على الإنجاب

  • في بعض الحالات يكون الرجل عقيماً، أو يتبين له من الكشف الطبي أنه غير قادر على الإنجاب طوال الحياة، وهنا في بعض الحالات تحتاج المرأة أن تنجب ويصبح لديها أطفال.
  • فيحق لها الطلاق بغرض الرغبة في الإنجاب، أما إن كانت لا ترغب في الإنجاب، وتريد أن تعيش معه فلا ضرر في ذلك ولها الحرية.

3. استخدام الزوج أساليب محرمة في العلاقة

  • لقد جعل الله الحدود الدينية واضحة في القرآن الكريم، وجعل أساس النكاح الآتيان من القبل، فإن كان الزوج يستخدم طرقاً محرمة ومخالفة للدين مثل إتيان المرأة من دبرها أو الجماع في وقت الدورة الشهرية.
  • فمن حقها أن تطلب الطلاق لمنع الضرر النفسي والبدني وتنفيذ لحدود الله عز وجل.
  • وقد قال الله في كتابه الكريم (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).

4. إصابة الزوج بالجنون

  • والجنون يعني ذهاب العقل وعدم قدرة الإنسان على التمييز بين الصواب والخطأ أو قد يتسبب في ضرر للزوجة والأبناء أو قد تكون حياتهم معه معرضة للخطر.
  • وهنا فإن الفقهاء حللوا للمرأة أن تطلب الطلاق.

5. إصابة الزوج بأمراض جسدية معدية

  • يوجد أمراض معدية يمكن أن تصيب الإنسان وتستمر معه فترة طويلة من حياته وقد تتسبب في انتقال العدوى للآخرين، ومنها مرض البرص.
  • وهو أحد الأمراض الجلدية التي لا يعرف حتى الآن سببها وتصيب البدن كله، فيظهر قشر أبيض يتسبب في الحكة، وهنا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إن أرادت.

6. إصابة الرجل بالجذام أو العذيطة

  • وقد اتفق الفقهاء على وجود حالات للمرأة يجوز لها فيها أن تطلب الطلاق وهي إصابة الرجل بالجذام وهو عبارة عن مرض يتسبب في تآكل أطراف الإنسان وسقوطها أو أطراف الأصابع.
  • أما بالنسبة لحالة العذيطة فإن الرجل يخرج في وقت جماع زوجته، وهنا يمكن للمرأة أن تطلب الطلاق تجنباً للأمراض أو لنفورها منه.

حالات يمكن للمرأة فيها أن تطلب الطلاق

بالإضافة إلى ما تم ذكره من قبل عن الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، فيوجد أيضاً حالات أخرى ينبغي أن نتعرف عليها حتى تعرف كل امرأة حقها وحدودها:

1. عدم إنفاق الزوج على زوجته

  • لقد فرض الله على الرجل عند الزواج أن ينفق على زوجته، وذكرت الكثير من الآيات القرآنية التي توضح ذلك، فمسؤولية الإنفاق على الأسرة هي مسؤولية الرجل.
  • وإن كان مقصراً في ذلك ولا ينفق على أبنائه وزوجته، فمن حقها أن تطلب الطلاق، ولا يحق لأحد أن يلوها في ذلك.
  • وقد ذهب الفقهاء إلى أن الزوجة يمكنها أن تنظر إلى أن تتحسن أموره المادية، أو إن كانت توجد فرصة للانتظار، واستدلوا على ذلك بالآية (لينفق ذا سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه، فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا وسعها سيجعل الله بعد عسر يسر).

2. سفر الزوج لفترة طويلة وعدم عودته

  • ذهب الحنابلة إلى القول بوجوب استدامة وطء الزوجة أي أن لها الحق في النكاح، فإن كان الزوج مسافراً منذ فترة زمنية طويلة ولم يرجع أو يعدها بأنه سوف يعود، ولكنه لم يعد.
  • فمن حقها أن استمر الأمر عدة أشهر أو سنوات أن تطلب الطلاق بحكم المحكمة.

3. حالات وقوع ضرر على الزوجة والأبناء

  • من حق المرأة أن تطلب الطلاق في حال تضررت في معيشتها من الزوج سواء كان الضرر نفسي أو بدني أو عرضي، ومن أشكال الضرر الذي قد على المرأة السب أو الشتم دائما للزوجة والأبناء ووالديها وبصورة يتعود الرجل عليها.
  • أو الضرب المبرح بنية التأديب أو بنية الأذى، وفي حال ترك الكلام مع الزوجة لمدة أكثر من ثلاثة أيام.
  • وفي حال إجبار المرأة على فعل المحرمات مثل الإفطار في شهر رمضان أو منعها من الصلاة أو أمرها بشرب الخمر، أو في حالة تعاطي الزوج مخدرات أو مواد تذهب العقل.

4. الشقاق والنزاع بين الزوجين

يمكن أن نجيب عن تساؤل هل يجوز طلب الطلاق بسبب سوء المعاملة وكثر المشاكل، وتتمثل الإجابة فيما يلي:

  • يعرف الشقاق بأنه عدم احتدام الخلاف والعداوة بين الزوجين، والشقاق ضد السعادة والنزع هو الخصام أو التخاصم.
  • وفي حالات وقوع الخلاف باستمرار والنزاعات وحدوث الكراهية بين الزوجين إلى حد تتشكل فيه العداوة.
  • سواء بسبب اعتداء الزوج على زوجته، وعلى حقوقها الشرعية، فمن حقها طلب الطلاق.

هل يجوز طلب الطلاق بسبب سرعة القذف؟

إن العلاقة الحميمة بين الزوجين قائمة على إشباع احتياجات الزوجين الجنسية، ومن ثم فلما لسرعة القذف مرض جنسي يشكل مشكلة للمرأة المتزوجة لأنه لا يجعلها تصل لذروة العلاقة والنشوة الجنسية المطلوبة، وقد يمثل هذا ضرر يلحق بالمرأة ويجعلها تشعر بالنقص في العلاقة لذا يجوز طلب المرأة الطلاق بسبب سرعة القذف لأنه ضرر نفسي وجسدي تتسبب له.

ما حكم من تطلب الطلاق لعدم الراحة النفسية؟

  • إذا شعرت المرأة أن حالتها النفسية في تدهور دائم، وتشعر بعدم الراحة النفسية في حياتها الزوجية، فإن الضرر النفسي الذي تتعرض له يسمح لها طلب الطلاق، لأن في هذه الحالة يكون العامل النفسي مؤثراً على شكل علاقتها بزوجها وأطفالها وسعادتها ومنزل الزوجية بأكمله.

ما حكم الطلاق بسبب النفور من الزوجة؟

قد يبحث البعض عن حكم طلاق الزوجة لعدم حبها أو بسبب النفور منها، وتتمثل الإجابة عن ذلك فيما يلي:
  • قد تكون الأيام والِعشًرة بين الزوجين كفيلة على كسر حاجز النفور من الزوجة، وتتقرب المسافات بالمودة والرحمة بين الزوجين، ولذا قبل البحث عن حكم الطلاق في حالة النفور من الزوجة، المحاولة مرارا وتكرارا التقرب إليها ومعاملتها بلطف وكسب قلبها، وفي حالة حدوث ذلك قد تتألف القلوب.
  • أما إذا حاول الإنسان، ولم يستطع تقبل هذه الزوجة، وزاد الأمر سوء، ففي هذه الحالة يجوز الطلاق؛ لأن أساس الزواج هي التفاهم والمودة والرحمة، وتقبل شريك العمر.

هل يجوز طلب الطلاق لعدم الإشباع الجنسي؟

  • قد تلجأ المرأة إلى طلب الطلاق نتيجة عدم الإشباع الجنسي لاحتياجاتها سواء نتيجة إصابة الزوج بالضعف الجنسي أو رفض ممارسة الجماع معها، أو عدم حصولها على النشوة الجنسية مع الزوج.
  • وفي هذه الأمور يجب أن تثبت الزوجة صحة أقوالها من خلال الكشف الطبي وإثبات الضعف الجنسي للرجل، أو اعتراف الزوج بأنه يعاني مشكلة جنسية، أو في حالة عدم الشعور بالإشباع الجنسي معه تتقدم بدعوة طلاق، وتقول إنها تخشى ألا تقيم حدود الله

كيفية حل المشاكل بين الزوجين؟

قد يتم حل المشاكل والنزاعات بين الزوجين بالنصح والإرشاد، أو من خلال جلسة ودية يحضرها أحد أهل الرجل وأحد أهل المرأة بنية الإصلاح بينهم، وقد اتفق الفقهاء بوجوب وأهمية التحكيم لحل النزاعات لرفع الظلم والتذكرة بالعواقب والفروض.

  • وقد قال تعالى (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما، إن الله كان عليماً خبيرا).
  • حيث تكون مهمة الحكمين هي الوقوف على سبب الخلاف، وقول الحق فمن كان مخطئاً يدان، ومن كان له الحق فيحق، لذلك فمن المفترض أن يقف الحكمان على السبب الذي أدى إلى المشكلة ومحاولة تبسيط الأمور وترقيق القلوب والتذكير بالله عز وجل.
وبذلك فقد تحدثنا عن الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، وعرفنا أنه من حقها أن تطلب الطلاق إن كان سبباً يستحق الطلاق، وليس سبباً تافه وبسيط، فنحن نجد الكثير من النساء التي تقف المرأة لزوجها على كل صغيرة وكبيرة، وتطلب منه الطلاق، وبذلك فهي ملعونة وإن تابت وهداها الله تاب الله عليها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ