أهم سمات الشخصية المرتابة وطرق تشخصيها وعلاجها
ما هو الشك أو الارتياب؟
- إنه الاعتقاد بأن هناك شيئًا آخر يظهر في خلفية الأحداث، ويمكننا تصنيف الشك على أنه شك معتدل وشديد، فعادةً ما يكون الناس مُتشككين بطبيعتهم.
- إذا لم يكن هناك شك، فلن تتمكن الحقائق العلمية من تجديد نفسها، وبالتالي لن تكون علمية وهذا المستوى من الشك الهادف ضروري ومفيد، لكن من الضار البحث عن شيء تحت كل شيء بلا هدف.
- الشك الشديد يسمى جنون العظمة، وتم استخدام هذه الكلمة لأول مرة بواسطة Kahlbaum والشخص الذي عبر عنه كمرض هو الطبيب النفسي الألماني الشهير كريبلين (1912).
هل مجالات الشك مختلفة؟
يتم تحديد أربعة أنواع من الشك بشكل عام في الطب النفسي، ويتمثل فيما يلي:
- في حالة الغيرة، يشك الشخص بشدة في أنه قد تم خداعه.
- يعتقد الشخص المتكبر أن لديه ادعاءات كبيرة، مثل الاختراعات، ولديه شك في أن الآخرين يمنعونه.
- في حالة الشك الجسدي، على سبيل المثال، يعتقد الشخص أن الجسم به بعض الطفيليات.
- هناك شك في الإثارة الجنسية حيث يعتقد المرء أن شخصًا مشهورًا قد وقع في حبهم.
هل نقص الثقة بالنفس له تأثير على الشخصية المرتابة؟
في إحدى الدراسات، تم العثور على علاقة بين عدم الثقة بالنفس والاضطراب بجنون العظمة، وفي نفس الدراسة، تم تحديد أن الحالات المصابة بجنون العظمة التي ظهرت على الرغم من عدم وجود مشكلة ثقة بالنفس كانت ناجمة عن بعض الأمراض العضوية التي تصيب الدماغ، وفي مراحل لاحقة قد يتطور هذا المرض إلى مرض انفصام الشخصية.
مساوئ الشخصية المرتابة
إن أرضية الثقة المتبادلة، التي هي قيمة لا غنى عنها في وحدة الأسرة، تتضرر بشدة بسبب الاتهام المستمر بأن الشريك يخون، وكذلك موقف السيطرة المفرط، وهذا ينتج عنه بعض المساوئ ومنها ما يلي:
- الشخصية المرتابة أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي التعليم المنخفض والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، حيث يعتقد هؤلاء أن عدم كفاية أنظمة الدعم الاجتماعي والأمن الاقتصادي المطلوب يلعبان دورًا هنا أيضًا.
- يعيشون علاقات إنسانية غير كافية، والعلاقات الافتراضية تكتسب أهمية في حياتهم، والقانون والنظام الاقتصادي القائم على عدم الثقة بدلاً من الثقة المتبادلة.
- يروّن حتى أبسط انتقاد للآخرين على أنه إهانة لهم ومع ذلك، إذا كنا نتحدث عن عجز إدراكي بالمعنى الفسيولوجي، فإن الأوهام والهلوسة نجدها واضحة أيضًا في شخصياتهم.
- إنهم يحاولون باستمرار تأكيد شكوكهم لهذا السبب، يلجأون مرارًا وتكرارًا إلى سُبل الاتصاف الإدارية والقانونية وهذا يسبب لهم وصمة العار، وهذه هي المشكلة الأكثر أهمية.
- بما أن الهوس والبارانويا والاكتئاب ظواهر مترابطة عند الشخصية المرتابة، فإن اضطراب جنون العظمة يمكن مواجهته في الأشخاص المصابين باضطراب الشك لأنهم لا يمتلكون البصيرة، فهم لا يتقبلون أمراضهم ولا يُقدمون على العلاج.
سمات الشخصيات المرتابة
لدى الشخص المشتبه في إصابته باضطراب في الشخصية سمات شخصية معينة تسبب هذه المشكلة وتتطور مع نمو الشخص، بينما تشمل العوامل النفسية عوامل مثل خيبة الأمل أو الفشل في العمل أو في علاقة ما، وتتمثل فيما يلي:
- تشمل العوامل البيئية والعائلية أولئك الذين يعيشون في بيئة أسرية مليئة بالكثير من الشك وانعدام الثقة، ويتحكم الآخرون فيهم، وأولئك الذين غالبًا ما يتم انتقادهم وتهديدهم.
- كما يشمل فقدان إحساس المريض بالأمان وبالتالي الانعزال عن المجتمع، مما يزيد من قابلية الشخص للإصابة بهذا المرض.
- والشخص المصاب بهذا الاضطراب يُظهر مجموعة من الأعراض والسمات، خاصةً انعدام الثقة بالآخرين، بدءًا من مرحلة المراهقة، ولتشخيص المرض، من المحتمل أن يكون المريض مُصابًا بهذا الاضطراب ويجب أن تظهر عليه 3 أعراض على الأقل.
- يكون حساس للغاية تجاه الرفض أو العقبات أو النكسات، ويميل دائمًا إلى تحمل الضغائن ويجد صعوبة في مسامحة أولئك الذين يهينونه.
- يشعر المريض بالغيرة من زوجته دون سبب، ويشك باستمرار في سلوك الآخرين ويمكن أن يتهمه بالخيانة، وغالبًا ما ينتهي الزواج بالطلاق، ويكون لدى المريض سوء فهم للأفعال الودية أو المحايدة، ويُفسرها على أنها عداء.
- يكون مُستعد للشجار مثل النرجسي، بينما يتمسك بعناد وإصرار بحقوق الشخصية بإحساس مفرط بالذات.
- يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب غيورًا بشكل مفرط ويشك في الآخرين، ويشرح سلوكه من وجهة نظر شخصية، ويبذل قصارى جهده لتأكيد تحليله، ويبحث عن أدلة لتأكيد شكوكه.
- إنه محق جدًا ولا يتسامح مع الحجج وبالتالي يحلم بأفكار خداع الذات مثل الآخرين.
- الشخص المصاب بهذا الاضطراب ذكي للغاية، ويميل إلى التباهي بنفسه، وقد تكون لديه موجات من الغضب والاضطراب.
- سواء في المنزل أو في العمل، فهو يُزعج من حوله أو الأشخاص الذين يتعامل معهم، ويُفسر كل موقف على أنه تعذيب لنفسه، وقد يتسبب في وقوع الآخرين في مشاكل مختلفة بسبب انتقامه وجشعه وتخيلاته المرضية.
- يبتعد الناس عن الشخص المصاب بهذا الاضطراب، من ناحية، لأنهم يشعرون بالملل، من ناحية أخرى، لأنهم يجدون صعوبة في التعامل معه بسبب إهاناته وشكوكه المستمرة.
تشخيص وعلاج الشخصيات المرتابة
أولا: يعتمد تشخيص اضطراب الشخصية على:
- تقييم الطبيب النفسي لأعراض المريض وظهور معاناة المريض، بالإضافة إلى الفحص البدني الشامل ومعرفة طفولة المريض ومهنته وخبراته المهنية وعلاقاته.
- يمكن للطبيب أن يقيس استجابة المريض لمواقف معينة عن طريق السؤال عن كيفية تفاعله مع موقف وهمي، ومن ثم البدء في تطوير خطة علاج.
- إن خصائص اضطراب الشخصية تجعل من الصعب على المريض طلب العلاج لأن الطبيب المعالج مشبوه بالنسبة له، وبالتالي يجعل الاضطراب حالة مزمنة، على الرغم من أن العلاج فعال في السيطرة على جنون العظمة.
ثانيا: العلاج يشمل الآتي:
- شق دوائي ونفسي، ولكن هناك حالات لا يستطيع فيها الطبيب وصف الأدوية، لأن ذلك قد يزيد من شك المريض وبالتالي يوقف العلاج.
- يصف الطبيب الأدوية المضادة للقلق في حالات القلق الشديد وقد يصف الأدوية المضادة للذهان عندما يكون لدى المريض أفكار أوهام يمكن أن تؤذي نفسه أو غيره، لأن المريض غالبًا ما يعاني من مشاكل عميقة.
- الفائدة القصوى من العلاج النفسي هي العلاقة بين الطبيب والمريض، وإن كانت صعبة بسبب الشك الشديد الذي يسود الشخص المصاب بهذا الاضطراب، وبالتالي نادراً ما يبدأ المريض العلاج، وإذا فعل ذلك ينتهي بأسرع مما هو مخطط له.
- يُقلل العلاج النفسي من مشاعر البارانويا بينما يُساعد المريض على تعلم كيفية التعامل مع هذا الاضطراب وكيفية التواصل بشكل صحيح مع الآخرين في مجموعة متنوعة من المواقف.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16865