كتابة :
آخر تحديث: 31/05/2022

من هي العذراء البتول؟

السيدة مريم عليها السلام واحدة من أطهر نساء العالمين، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، كما أنها تمتلك سورة باسمها في القرآن وكل ذلك يدل على عظمة ومكانة السيدة مريم عند الله، ولذلك يهتم موقع مفاهيم بتقديم كل ما يتعلق بالسيدة العذراء البتول، حيث أنها السيدة الوحيدة في الكون التي حملت بدون أن يمسها بشر، وذلك معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى وهو القادر على كل شيء.
من هي العذراء البتول؟

تعرف أكثر على العذراء البتول

العذراء البتول هي:

  • مريم بن عمران، كما أن أمها تدعى بحنة بنت فاقوذا، ويشتهر أهلها بالصلاح والتقوى، وكانت بداية قصتها في القرآن الكريم عندما كانت أمها حاملًا بها، حيث أنها نذرت ما في بطنها لله وخدمة بيت المقدس.
  • كما يوجد بعض الروايات الأخرى التي تقول بأن أم مريم كانت كبيرة في السن ولم يرزقها الله عز وجل بالأولاد، ولذلك نذرت ما في بطنها قبل الحمل لخدمة بيت المقدس.
  • عندما ولدت حنة رأت أنها بنت وليس ولد، مما جعلها تصاب بالحزن نتيجة عدم قدرتها على الوفاء بالنذر التي كانت تريده، ولكن الله أنبتها نباتًا حسنًا وجعلها حسنة الأخلاق.
  • كما أن زكريا عليه السلام هو من قام برعايتها ومحافظًا عليها في بيت المقدس، فهو خالها وكان يدخل عليها المحراب في بيت المقدس وكان يجد حينها الكثير من الرزق التي لا يعلم متى جاء لها.
  • حيث كان يجد فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، فكان يسألها يا مريم متى جئتِ بذلك، قالت هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

وقد جاء في القرآن الكريم عن قصة ولادة مريم وخدمتها لبيت المقدس ورعاية خالها زكريا لها، وذلك في قوله تعالى:

"إِذْ قَالَتِ امرأة عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿35﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿36﴾ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

نزول الملائكة على مريم وقصة حملها

كما ذكرنا من قبل بأن السيدة مريم كانت موجودة في المحراب تتعبد لله سبحانه وتعالى، فهي كانت منعزلة أهلها وقومها في مكان بشرق بيت المقدس، لا يستطيع أحد الدخول عليها فيما عدا خالها سيدنا زكريا، فكان المكان ذلك منعزلة عنه بحجاب وذلك في قوله تعالى في كتابه العزيز:

"وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا * فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا".

  • وبينما كانت في مكانها الشرقي منعزلة، إذ ظهر لها سيدنا جبريل على هيئة بشر، فجاء ليخبرها بأنها ستلد ولدًا يسمى عيسى، ولكن عندما رأته مريم اعتقدت بأنه يريد أن يؤذيها.
  • ولذلك قالت له أنها تستعيذ لله منك وأن يتقي الله فيها، ولكن قال لها جبريل بأن الله بعثه لها ليهبها سيدنا عيسى.

"قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا".

  • قالت السيدة مريم لجبريل عليه السلام مستغربة ما يقوله لها في ذلك، كيف يهب الله لها غلام وقد أنبتها نباتًا حسنًا ولم يمسها بشرًا قط، ولكن قال لها سيدنا جبريل بأن الله سيخلق غلام بدون أب وسيبث فيه الروح حتى يكون آية للناس.

وقد جاء ذلك في قوله تعالى: "قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا * قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا".

ظهور الحمل على مريم

بدأت مريم يظهر عليها حملها في سيدنا عيسى عليه السلام، فحاولت أن تبتعد عن الناس فأخذت بمكان بعيد عنهم، حيث أن الله سبحانه وتعالى كان يرسل إليها الرزق، فجاءها المخاض وهناك ولدت سيدنا عيسى وكان ذلك في بيت لحم، وبعد ذلك أخذت غلامها وذهبت به إلى قومها، وهناك أنكروا قومهال ما قامت به، وجاء ذلك في قوله تعالى:

"يا أختَ هارونَ ما كانَ أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانت أمُّكِ بغيَّاً".

  • هنا طلبت السيدة مريم وأشارت إلى ابنها المسيح بدون أن تتكلم معه، فهي أشارت لكي يتكلم قومها معه، ولكنهم تعجبوا من رد فعلها وقالوا لها كيف نكلم طفلًا رضيعًا، وقد رد عليهم عيسى عليه السلام وقال لهم:

"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا".

ما هو معنى العذراء البتول؟

لقبت السيدة مريم عليها السلام بالعذراء البتول، والعذراء هنا هي:

  • التي لم يمسسها بشرًا قط، وهي مازالت كما هي منذ ولادتها حتى الممات، وأن ولادة سيدنا عيسى منها هي معجزة من عند الله سبحانه وتعالى، ولفظ البتول يأتي معناه بالانقطاع.
  • فالبتول هي المنقطعة عن الرجال وكذلك أيضًا سميت به السيدة فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، فكان معناها المنقطعة عن الدنيا لله عز وجل.

ما هي العبر المستفادة من قصة مريم عليها السلام؟

أما عن العبر المستفادة من قصة مريم عليها السلام فتكون كما يلي:

  1. من أهم الدروس المستفادة لقصة مريم عليها السلام، هو أن الله سبحانه وتعالى إذا قضى أمرًا قال له كن فيكون، ويكون ذلك بتهيئة الأسباب لهذا الأمر، كما أن الله أحاط مريم بالرعاية الإلهية ولم يتركها بل كان الرزق يأتي إليها بمجهود قليل.
  2. جميع أرزاقنا مكتوبة عند الله، ولكن يجب أيضًا على الإنسان أن يسعى إليها لكي تصل إليه، حيث أن جلوس السيدة مريم تحت جذع النخلة كان من الممكن أن يقع عليها الرطب بدون أي مجهود، ولكن الله أمرها أن تهز جذع النخلة على قدر استطاعتها لكي ينزل إليها الرطب.
  3. الله سبحانه وتعالى لا يحب أن يخزن عباده وأن يعانوا من اليأس والاستسلام، ولذلك أمر مريم أن تكون نفسها مطمئنة في أصعب أوقاتها، كما أمرها أن تأكل وتشرب وتبتعد عن جدال الناس، حتى لا يزيد ذلك الحزن في قلبها.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة معنى العذاء البتول وقصة السيدة مريم عليها السلام وكيف وضعت غلامها سيدنا عيسى عليه السلام، حيث أن قصة السيدة مريم من أكثر القصص عبرة وموعظة، حيث أنها مرت بأصعب شيء قد يحدث للعفيفة على وجه الأرض، ولكن الله أنزل عليها الصبر ولم يتركها وحدها، كما أنه لم يرضى لها الحزن والاستسلام، فقد أمرها بأن تأكل وتشرب ولا تحزن وتترك أمورها على الله سبحانه وتعالى.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ