آخر تحديث: 18/10/2022

أهم أسباب ونتائح العنف ضد المرأة في المجتمع العربي وحلولها

إن مصطلح العنف ضد المرأة يكون عادة دلالة على مختلف أنواع العنف الذي تتعرّض له المرأة حول العالم ، حيث صار بعض أنواع العنف مقتصر على النساء دون الرجال , وذلك بسبب الموروثات الثقافية لبعض الشعوب صارت المرأة الجانب الضعيف في المجتمع ، كما أنّها صارت أيضاً مطيّة سهلة لتحقيق الأغراض السيّئة لضعاف النفوس من أجل زيادة الأرباح المادية بطرق غير مشروعة ، ومن هنا فإنه يمكن القول إن البعض يعتقد أنّ المجتمعات المتأخرة هي التي تكثر فيها حالات اضطهاد المرأة ، غير أنّ الواقع يشير إلى أن اضطهادها قائم وموجود في كافة المجتمعات حتى في أكثرها تطوّراً ورقياً ، غير أن اضطهادها هناك يكون تحت مسمّيات أخرى تخفي تحت بريقها جرائم وجرائم، وللعنف صور كثيرة وفي هذا المقال في موقع مفاهيم سنذكر بعض الأمثلة الهامة.
أهم أسباب ونتائح العنف ضد المرأة في المجتمع العربي وحلولها

أنواع العنف ضد المرأة

هناك العديد من أشكال وأنواع العنف التي تُمارس ضد المرأة والتي تتسبب في الإيذاء النفسي والجسدي، وتؤدي إلى التأثير السلبي على المجتمع ككل، لأن المرأة نصف المجتمع وهي المسؤولة عن تنشئة جيل كامل، وبمجرد تعرضها للعنف قد يؤثر هذا على التربية وعلى سلوكيات الأطفال والأسرة ككل، وعند اتساع هذا المفهوم قد يخرج للمجتمع جيل يعاني من مشاكل سيكولوجية معقدة، وإليكم أهم أنواع العنف، ويشمل:

الضرب والإيذاء

  • يمارس هذا العنف عادة من قبل الشريك لإرغام شريكته على القيام ببعض الأمور رغماً عنها ، إذ تكثر مثل هذه الحالات في المجتمعات الذكوريّة ، التي يُنظر فيها للذكر على أنّه الكائن المسيطر والأوحد الذي يستحق التبجيل والاحترام .

الأذى الجنسي

  • يتضمن هذا النوع من أنواع الاعتداء حالات التحرش والاغتصاب بشكل رئيسي ، إذ تكثر هذه المشكلات بين الأفراد الذين ينظرون إلى المرأة على أنها وسيلة لإشباع شهواتهم وغرائزهم ، فلا يراعون فيها أنها مخلوق بشرى له كافة الحقوق التي يتمتع بها شريكه من الجنس الآخر.
  • وفي هذا الصدد فإنه يُعتقد أنه كلما ازداد تطوّر الدولة أو الشعوب قلت هذه الجرائم ، غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فلو نظرنا إلى حجم الأعمال التي يتم من خلالها استغلال جسد المرأة لوجدناها أكثر في المجتمعات المتقدمة والتي نطلق عليها المجتمعات الراقية.
  • فصناعة الأفلام الإباحية، ونوادي التعري، والبيوت الخليعة، والمجلات الإباحية، وغيرها، كل هذه الأعمال التي تمارس دون رقيب أو حسيب، فقط لأنها تجلب لأصحابها أموالاً طائلة.

الاعتداءات أثناء الحروب

  • بسبب كثرة الحروب في العصر الحديث فقد كثر الضحايا الذين فقدوا حريتهم وكرامتهم، ولعلَّ نصيب الأسد في هذه الأضرار الناتجة عن الصراعات السياسية كان من نصيب النساء، فبين نساء تعرضن لأبشع أنواع الاستغلال، وبين نساء فقدن أزواجهن.
  • وبين نساء فقدن عائلاتهن، نتج لدينا جيل من النساء اللواتي يعانين من اضطرابات وأضرار لا حصر لها، مما أوجع المجتمعات بفقدها عنصراً رئيسياً، ومكوناً أساسياً.
  • وزاد على هذا عنف القانون المصري عندما نادى البعض بتعديل قانون الحضانة للمرأة ويجعلها للرجل وهذا لا يعد من إنصاف للمرأة بل يكون هذا التعديل هو الجاني المدمر لحقوقها كأم وحقوقها كامرأة لها كامل الحقوق.
  • وهي تعد من كيان هذا المجتمع وجزء لا يتجزأ منه فيجب على جميع المسؤولين عن هذا القانون مراعاة عدم إتاحة الفرصة في إسقاط حقوق المرأة بهذه الطريقة المهينة.
  • وأن يؤكدوا علي أن أبسط حقوقها أن تتمتع بتربية أبنائها بين أحضانها لأنها أحق بتربيتهم دون غيرها كزوجة الأب أو المربية فهم ليسوا بأحق من الأم بتربية الأبناء.
  • يجب مراعاة كافة الحقوق المجتمعية والشخصية للمرأة والوقوف بجانب كل امرأة لاسترداد حقوقها وكرامتها لأنها أثبتت جدارتها في كافة أمور الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والعملية والعلمية أيضا وبعد كل هذا نسلبها أبسط حقوقها في تربية أبنائها.

violence against Woman

أسباب العنف ضد المرأة

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ممارسة الرجل العنف ضد المرأة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • تدني واختلاف مستويات التعليم بين الرجل والمرأة، واعتبار المرأة هدفها الأول والأخير هي خدمة الرجل والطاعة العمياء له حتى إن كان على خطأ.
  • تدني الأحوال الاقتصادية للأسرة وانخفاض مستوى المعيشة يجعل الرجل في صراع دائم مع احتياجات الأسرة مما يدفعه إلى ممارسة العنف ضدها في محاولة للتنفيس عن ضيق المعيشة.
  • المشاكل الزوجية والصراع والتوتر داخل العلاقة الزوجية قد تدفع الرجل لتعنيف المرأة.
  • طبيعة المجتمع الذكوري الذي جعل القرار للرجل مما يجعله يشعر بالقوة والسيطرة الكاملة على المرأة.
  • عدم وجود تشريعات وقوانين رادعة لوقف العنف الموجه ضد المرأة.

ما هي نتائج العنف ضد المرأة؟

من أهم العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن تعرض المرأة للعنف ما يلي:

تأثير العنف بين الزوجين (سواء الجسدي أو الجنسي أو النفسي)

  • والعنف الجنسي هو المصدر الأساسي والأول لبداية أي عنف موجه للمرأة، على المدى القصير والطويل، ينتج عنه مشاكل صحية جسدية وعقلية وجنسية وإنجابية خطيرة بين النساء.
  • تؤثر هذه الظواهر أيضًا على صحة ورفاهية أطفالهم وتكاليف اجتماعية واقتصادية عالية للنساء وأسرهن والمجتمع ككل.
  • يمكن أن يكون لهذه الأشكال من العنف نتائج مميتة – القتل أو الانتحار، على سبيل المثال.
  • يمكن أن تؤدي هذه الأشكال من العنف إلى الاكتئاب والتوتر اللاحق للصدمة واضطرابات القلق الأخرى، فضلاً عن اضطرابات النوم واضطرابات الأكل ومحاولات الانتحار.
  • يمكن أن يتمثل الآثار الصحية للعنف الموجه للمرأة أيضًا في الصداع والألم (آلام الظهر المزمنة وآلام البطن وآلام الحوض) واضطرابات الجهاز الهضمي وقلة الحركة وضعف الصحة العامة.
  • يمكن أن يؤدي الاعتداء الجنسي، خاصة أثناء الطفولة، إلى زيادة التدخين وتعاطي المخدرات بالإضافة إلى السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.
  • كما أنه يرتبط بالميل إلى اللجوء إلى العنف (عند الرجال) والوقوع ضحية للعنف (لدى النساء).

التأثير على الأطفال

  • يمكن أن يعاني الأطفال الذين ينشأون في أسر عنيفة من مجموعة من المشاكل السلوكية والعاطفية التي يمكن أن تدفعهم إلى ارتكاب العنف أو الوقوع ضحية له في وقت لاحق.
  • كما ارتبط العنف الموجه للمرأة إلى ارتفاع معدلات أمراض ووفيات الرضع والأطفال (أمراض الإسهال أو سوء التغذية وانخفاض معدلات التطعيم، على سبيل المثال).

التكاليف الاجتماعية والاقتصادية

  • التكاليف الاجتماعية والاقتصادية لعنف الشريك الحميم والعنف الجنسي باهظة وتؤثر على المجتمع ككل. بالنسبة للنساء المتضررات، يمكن أن تؤدي هذه الأشكال من العنف إلى العزلة.
  • وعدم القدرة على العمل، وفقدان الدخل، وعدم المشاركة في الأنشطة العادية والقدرة المحدودة على رعاية أنفسهن وأطفالهن.

violence against Woman

إحصائيات العنف ضد المرأة في العالم

  • يمكن أن تسبب هذه الأشكال من العنف صدمة، وهذا ما أوضحته دراسة أن حوالي 42٪ من النساء اللواتي يتعرضن لعنف الشريك يبلغن عن إصابات ناتجة عن العنف.
  • يمكن أن تؤدي هذه الأشكال من العنف إلى الحمل غير المرغوب فيه، إلى تعرض المرأة إلى الإجهاض المستحث، ومشاكل أمراض النساء، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.

أظهرت دراسة منظمة الصحة العالمية لعام 2013 حول الآثار الصحية الضارة المرتبطة بالعنف ضد المرأة أن النساء اللائي تعرضن للعنف الجسدي أو الاعتداء الجنسي كن أكثر عرضة 1.5 مرة للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وفي بعض المناطق، بفيروس نقص المناعة البشرية، من النساء اللواتي لم يتعرضن للعنف. تعرضوا للعنف من قبل شريكهم. كما أنهن أكثر عرضة للإجهاض بمقدار الضعف.

  • كما يرتبط عنف الشريك الحميم أثناء الحمل بزيادة مخاطر الإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة. أظهرت هذه الدراسة نفسها أن النساء اللواتي تعرضن للعنف من قبل شركائهن تعرضن لخطر الإجهاض بنسبة 16٪ أعلى من تلك التي تتعرض لها النساء اللواتي لم يتعرضن له، وأن خطر الولادة المبكرة كان أعلى بنسبة 41٪.
  • أثبت التحليل الذي تم إجراؤه في عام 2013 أن احتمال التعرض لمشاكل الاكتئاب أو إدمان الكحول كان أعلى بمرتين تقريبًا بين النساء اللائي تعرضن للعنف في علاقتهن.

شعار العنف ضًد المرأة

العنف الموجه ضد المرأه

  • أطلقت هيئة الأمم المتحدة حملة لمناهضة العنف الموجه ضد المرأة، مثل حملة "أنتي الأهم" وكان شعارها باللون البرتقالي تحت اسم "اتكلمي" للمحاولة للتصدي لهذا العنف، زيادة وعي المرأة بمكانتها الاجتماعية وضرورة الدفاع عن نفسها عند التعرض للعنف، والخروج عن الصمت والتصدي لما تتعرض له.

حلول العنف ضد المرأة

في حين أن هناك حاجة إلى نهج متعدد القطاعات لمنع العنف ضد المرأة والاستجابة له، فإن لقطاع الصحة دور مهم يلعبه، لا سيما في:

  • رفع مستوى الوعي بعدم مقبولية العنف ضد المرأة وإعطائه مكانة مشكلة الصحة العامة.
  • تقديم خدمات شاملة وعالية الجودة تتمحور حول الناجين، وتثقيف مقدمي الرعاية الصحية وتدريبهم على الاستجابة لاحتياجات الناجين بتعاطف ودون حكم أخلاقي.
  • منع تجدد العنف من خلال الكشف عن النساء والأطفال الذين يتعرضون له في أقرب وقت ممكن ومن خلال تقديم الرعاية والإحالة والدعم المناسبين لهم؛
  • تعزيز المساواة بين الجنسين بين الشباب من خلال توفير المهارات الحياتية وبرامج التثقيف الجنسي المتعمقة.
  • توليد أدلة على ما يصلح ومدى المشكلة من خلال إجراء مسوحات سكانية أو دمج العنف ضد المرأة في الدراسات الاستقصائية الديمغرافية والصحية القائمة على السكان، وكذلك في أنظمة الرصد والمعلومات الصحية.
ختامًا، أناشد كل من هو مسؤول عن هذه الجريمة أن يرفضوا وبشدة هذا القانون القامع لحرية المرأة وأناشد كل من هو بيده سلطة اتخاذ القرار بهذا الشأن التصدي لهذه الجريمة في حق كل امرأة وكل أم وأن يقوم المجلس القومي للمرأة بتكثيف الجهود في التخلص من كل هذه الأفكار الرجعية التي تتسبب في دمار المرأة وإهانتها وسلب كرامتها وأيضا تتسبب في دمار أطفال مجتمعنا واللذين يعتبروا هم مستقبل بلادنا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع