كتابة :
آخر تحديث: 30/03/2022

اللعب الاجتماعي عند الطفل ماهيته وأنواعه وفوائده العامة للطفل

يعرف اللعب الاجتماعي عند الطفل بأنه تفاعل الطفل مع المحيطين به أثناء اللعب أو اللعب وسط مجموعة من الناس سواء كانوا أهل أو أصدقاء، فيتحرك ويمرح ويضحك ويتأثر بالمحيطين به ويؤثر فيهم، كما أنه يشعر بالسعادة الحقيقية، ونظراً لأهمية توضيح مفهوم اللعب الاجتماعي الذي يبدأ من الأسرة، سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أهمية اللعب الاجتماعي وفوائده للطفل من النواحي النفسية والجسدية والعقلية.
اللعب الاجتماعي عند الطفل ماهيته وأنواعه وفوائده العامة للطفل

اللعب الاجتماعي عند الطفل الرضيع

لا يفهم الطفل الرضيع معنى اللعب الاجتماعي ولكنه يشارك فيه، فحينما يبتسم أو ينطق بكلمات غير مفهومة فإنه يلفت نظر الأم حتى تلعب معه وتبتسم أو تضمه وتفكر فيه وفي احتياجاته، ذلك يعني أن التفاعل والتواصل عند الطفل الرضيع يعتبر لعب اجتماعي، وبدونه تتأثر نفسية الطفل حتى دون أن يتكلم أو يبوح بما في نفسه.

لذلك فإنه من واجب الأم والأب والأخوات أو المحيطين بالطفل الرضيع في الأسرة أن يتواصلوا معه بشكل لطيف أو يلعبون معه بطريقة تناسب فكره وعقله الصغير.

اللعب الاجتماعي عند أطفال الروضة

يقوم أطفال الروضة عندما يلعبون معاً بتقليد أحياناً أدوار الكبار، فمنهم من يقوم بدور المعلم والباقي يقومون بدور التلاميذ، أو يقوم أحدهم بدور الطبيب والآخر يقوم بدور المريض، كما يمثل واحد منهم دور الضابط والباقين يقومون بدور المتهمين، وهكذا من هذه الألعاب التي يحدث فيها تفاعل ونشاط وضحك أو جري.

فوائد اللعب الاجتماعي عند الأطفال

تتعدد الفوائد التي تعود على الأطفال من اللعب الاجتماعي، ويمكننا الآن توضيح هذه الفوائد لنعرف قيمة هذا اللعب وأهميته للطفل ولحياته:

  • الفائدة الاجتماعية من اللعب الاجتماعي حيث يتم انخراط الطفل في المجتمع فيتعلم ويعرف ويخطئ ويصيب أو يفهم الحياة بشكل أوضح.
  • تتطور عند الطفل النواحي المعرفية ويصبح أكثر علم ونشاط وتقبل الرأي الآخر أو يبتعد عن الأنانية ويشعر بأهمية وجود الناس في حياته.
  • تعزيز التطور الانفعالي عند الطفل، فيعرف حدود الانفعالات وكيف يمكنه السيطرة على غضبه أو جعل حدود معينة للغضب.
  • يقوم الأطفال أثناء اللعب الاجتماعي بتمثيل الأدوار الإيجابية والسلبية أو كل الأدوار التي يمكن أن توجد في الحياة باختلاف القصة فيتعلمون من هذا التمثيل الصح من الخطأ كما يعرفون عاقبة الخطأ وأضراره فيبتعدون عنه في الحقيقة أو يكونوا مؤمنين بأضراره.
  • يتعلم الطفل القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة بسبب تطور الجانب المعرفي عنده عندما يمارس اللعب الاجتماعي، وبذلك فإنه يكتسب مهارات كثيرة من أهمها مهارة حل المشكلات.
  • زيادة المفردات اللغوية عند الطفل من خلال التحدث والتفاعل مع المحيطين به، فيتعلم اللباقة في الحديث كما يتعلم طريقة الرد الصحيحة على الذين يتحدثون معه.
  • يعمل اللعب الاجتماعي على اكتساب الطفل أفكار جديدة من خلال الأطفال المحيطين به ومن خلال ملاحظتهم ومراقبة أفعالهم، ولكن من الضروري أن يختار الأهل الصحبة الجيدة لطفلهم أو يتجنبون أصدقاء السوء.
  • يفيد اللعب الاجتماعي أيضاً في تطوير النمو الجسدي من خلال طرق اللعب المختلفة والتي تتضمن أحياناً ألعاب رياضية حركية، أو ألعاب الجري وغيرها من الأنشطة المختلفة.

اللعب الاجتماعي الدرامي وموضوعاته

اللعب الاجتماعي الدرامي عند الأطفال وبخاصة عند أطفال الروضة يتضمن قواعد معينة، ويستطيع الطفل أن يفرق بين الحقيقة والخيال أثناء اللعب، لذلك نجد أحيانا عندما نراقب الأطفال أثناء اللعب أنهم يقولون لبعضهم (هذا ليس حقيقي وإنما هو لعب فقط).

وفي اللعب الاجتماعي الدرامي تحتل نماذج الأبطال الشعبيين حيز هام لأطفال الروضة، حيث أن مواضيع مثل الممرضات والملكات والمعلمات هي موضوعات متكررة للأطفال، كما أن الأطفال يفضلون تمثيل الأدوار الخيالية أكثر من الواقعية.

دور الآباء والمعلمين والكبار في اللعب الاجتماعي

للكبار دور هام في كثير من الأحيان أثناء اللعب الاجتماعي للأطفال، ويتمثل دور الكبار أو الأهل والأقرباء والمعلمون أثناء اللعب الاجتماعي للطفل في ما يلي:

  • توفير المكان المناسب والأدوات اللازمة أثناء اللعب حتى لا يؤذي الأطفال أنفسهم باللعب في أماكن غير آمنة أو بأدوات ضارة.
  • بالنسبة لدور معلم الروضة فيجب عليه أن يعمل بشكل مستمر على تغيير الأدوات والمواد الموجودة في غرفة الألعاب من أجل الحفاظ على اهتمام الأطفال في المشاركة في اللعب الاجتماعي أو من أجل تشجيعهم على الإبداع والابتكار.
  • يتمثل دور المعلم في الروضة في تزويد ومد الأطفال بالأفكار من أجل حل المشكلات التي تواجههم أثناء اللعب الدرامي.
  • ينبغي على الأهل أو الأب أو الأم أو المعلم أو ممن هم مع الأطفال أثناء اللعب الاجتماعي أن يظهرون السلوكيات المناسبة التي يمكن أن يستخدمها الأطفال أثناء اللعب الاجتماعي، على سبيل المثال عندما يلجأ الطفل لتمثيل دور غير مناسب أو غير مقبول اجتماعياً فهنا يتدخل المعلم في منع هذا السلوك أثناء اللعب مثل أن تمثل البنت دور راقصة وغيرها من الأدوار الغير مقبولة.
  • على الكبار أن يعلموا الأطفال السلوكيات المناسبة أو الحدود والقواعد المسموح بها أثناء اللعب الاجتماعي، حتى يفهم الأطفال القواعد ويطبقونها بسهولة وهم مطمئنين أو ليتجنبوا الأشياء التي نهى عنها الكبار.
  • عندما يواجه الطفل صعوبة أثناء تمثيل دور معين أو عندما يمثله بطريقة خاطئة عندئذ واجب على المعلم أو الشخص الكبير الموجود معهم أن يقوم بتمثيل هذا الدور أمام الأطفال حتى يفهم الطفل الطريقة الصحيحة لأداء الأدوار.
  • على المعلم أيضاً أن يمدح السلوكيات الإيجابية التي تصدر من الطفل أثناء اللعب الاجتماعي أو يمدح الجمل والعبارات التي تحمل معنى جميل وأسلوب رقيق في التعامل، وذلك من أجل تعزيز السلوكيات الإيجابية عند الأطفال.

أهمية اللعب الاجتماعي للأطفال

يمكن أن تتم ممارسة اللعب الاجتماعي في المنزل أو في المدرسة أو في النادي والحديقة وغيرها الأماكن العامة، ويعتبر اللعب الاجتماعي هام جداً للأطفال وتتمثل أهميته في ما يلي:

  • تنمية المهارات الاجتماعية الضرورية للأطفال، حيث أن الطفل إن لم يتعود على اللعب الاجتماعي فإنه ينطوي على نفسه ويلجأ للألعاب المنفردة والألعاب الإلكترونية وينعزل عن المجتمع المحيط به، الأمر الذي يضعف من مهاراته الاجتماعية.
  • اللعب الاجتماعي يعلم الطفل القيادة والسيطرة والثقة في النفس من خلال الإنجازات والتقديمات الناجحة التي يقدمها أثناء اللعب.
  • تكوين صداقات وعلاقات جيدة مع الناس وتنمية المشاعر عند التعامل واللعب، حيث أن الانعزال يتسبب في ضعف المشاعر أو غلظة القلب.
  • تطوير العلاقات مع الوالدين أو الأجداد أو الأقارب، مثل الأعمام والأخوال والعمات والخالات، وغيرهم من أفراد العائلة.
  • خوض التجارب الاجتماعية المختلفة والارتباط الاجتماعي وزيادة الثقة في الناس، والقدرة على الاستقلالية منذ الصغر.
  • ممارسة الهوايات الاجتماعية التي تتطلب الاستماع من الآخرين مثل الغناء أو الهوايات التي تتطلب وجود فريق مثل لعب كرة القدم وغيرها من الألعاب الجماعية.
وبعد أن تكلمنا عن اللعب الاجتماعي عند الطفل وفوائده المختلفة ودور الكبار وأهمية ذلك اللعب، يجب على كل أهل أن يهتموا بإدماج طفلهم في المجتمع، ليتعلم المشاركة والعطاء والأخذ وغيرها من السلوكيات التي يجب أن يعرفها الإنسان ويتعلمها في حياته، كما يجب أن يعرف الأهل للأطفال أهمية اللعب الاجتماعي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ