كتابة :
آخر تحديث: 08/08/2023

ما هي متلازمة الهوس العشقي؟ وكيف يمكن علاجها؟

الهوس العشقي، ذلك الشعور العميق والقوي الذي يجتاح القلب والروح، موضوع يشد الانتباه ويدعوا للتساءل، إنه الشغف الذي يعبّر عنه الفنانون والكتّاب والعاشقون من خلال أعمالهم وأشعارهم، والذي يجسّد أحاسيس تتراوح بين الإثارة والألم، الحنين والشوق، وربما الهلاك أحيانًا. يتطرق مفاهيم لمتلازمة الهوس هذه وأبعادها المتعددة، وكيفية تأثيرها على الإنسان وطرق علاجها.
ما هي متلازمة الهوس العشقي؟ وكيف يمكن علاجها؟

متلازمة الهوس العشقي

  • متلازمة الهوس العشقي تمثل حالة استثنائية من الشغف والتعلق الشديدين تجاه شخص معين، تجلب معها مزيجًا من المشاعر والتفكير المتكرر بالمحبوب.
  • هذا الاضطراب الذي يُعرف أيضًا باسم "اضطراب الهوس العاطفي" يتسم بتفكير ملحوظ في الطرف الآخر، مصحوبًا بأفكار مثل الحاجة الملحة لحمايته أو التأكد من سلامته.
  • من الممكن أن تتحول هذه الأفكار إلى سلوكيات مكررة مثل التجسس على حياته الشخصية أو التسلل إلى خصوصياته، قد تتسبب هذه الأفكار والسلوكيات في تأثير سلبي على الحياة اليومية للشخص، وتؤثر على علاقاته ووظيفته.
  • على الرغم من أنه لا توجد تصنيفات دقيقة لهذا الاضطراب، إلا أنه قد يرتبط بأمراض نفسية أخرى، لذلك من الضروري التحدث مع خبير إذا كنت تشعر أو تلاحظ أنك أو شخص مقرب قد يعاني من هذا الاضطراب.
  • العلاج النفسي والتدخل المبكر قد يساهمان في التخفيف من الأعراض ومنع حدوث تأثيرات سلبية على العلاقات والحياة الشخصية.

ما هي أعراض الهوس العاطفي؟

أعراض الهوس العاطفي تتضمن مجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات المتكررة والمكثفة تجاه شخص معين. هذه الأعراض يمكن أن تتسبب في التأثير على الحياة اليومية والعلاقات. قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكن بشكل عام تشمل:

  1. التفكير المتكرر بهوس: الشخص يعاني من أفكار مستمرة ومهووسة تجاه الشخص الآخر. يمكن أن تكون هذه الأفكار متعلقة بالتأكد من سلامته أو حمايته.

  2. التجسس والمراقبة: المصاب بهذا الهوس قد يقوم بمتابعة ومراقبة الشخص المعني بشكل متكرر وغير مبرر، مثل التجسس على وسائل التواصل الاجتماعي أو الاندماج في حياته الشخصية.

  3. القلق الشديد: يمكن أن يعاني من قلق مستمر بشأن الطرف الآخر، مثل القلق بشأن سلامته أو صحته.

  4. الشعور بالإلزام: يمكن أن يشعر الشخص بأنه مضطر إلى اتخاذ إجراءات معينة لحماية الشخص المعني، وذلك حتى إذا كانت هذه الإجراءات تتعارض مع رغباته الشخصية.

  5. التفكير الثابت والمبالغة: قد يميل الشخص إلى تكبير أهمية الطرف الآخر والتفكير فيه بطريقة غير واقعية أو مبالغة في تقدير قيمته.

  6. التدخل في الحياة الشخصية: قد يتدخل الشخص في حياة الطرف الآخر دون إذن أو رغبة منه، مثل الاتصال المتكرر أو محاولات التواصل المبالغ فيها.

  7. الضغط النفسي: يمكن أن تؤدي هذه الأفكار والسلوكيات إلى تقليل الانتباه والتركيز على الأمور اليومية، وتسبب ضغطًا نفسيًا.

أسباب الهوس العاطفي

أسبابه تكمن في مزيج معقد من العوامل التي تتداخل وتتفاعل لتشكيل هذا النمط السلوكي البارز، هذه الأسباب قد تتفاوت من شخص لآخر وتتأثر بالخلفية الشخصية والتجارب الحياتية. بصفة عامة، من بين العوامل التي يمكن أن تسهم في ظهور هذا الهوس:

العوامل النفسية

  • يمكن أن تلعب العوامل النفسية دورًا هامًا، حيث يمكن أن يشتد الشعور بالحاجة إلى الانتماء والتأكيد العاطفي لدى بعض الأفراد، مما يدفعهم إلى تطوير أنماط مهووسة في العلاقات.

التجارب السابقة

  • تلعب التجارب السابقة في العلاقات دورًا في تكوين نمط الانجذاب والتعلق. قد يؤثر الفشل أو الصدمات السابقة في العلاقات على شكل واتجاه الهوس العشقي.

الثقافة والمجتمع

  • قد يكون للثقافة والمجتمع دور في تشكيل الانجذاب والاندماج العاطفي. بعض الثقافات تشجع على التعبير المهووس عن الحب والاهتمام.

الضغوط النفسية

  • تعد الضغوط النفسية والقلق من الرفض أو الفشل عوامل تشجع بعض الأشخاص على تطوير سلوكيات مهووسة تجاه العلاقات.

العوامل الوراثية

  • قد تكون هناك عوامل وراثية تؤثر على تكون نمط الانجذاب، ولكنها غالبًا ما تتداخل مع العوامل البيئية.

الاضطرابات النفسية

  • بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق واضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع تكون عاملًا يزيد من احتمالية تطوير الهوس العشقي.

تشخيص اضطراب الهوس العشقي

تشخيص متلازمة الهوس العاطفي (OLD) يستند إلى تقييم شامل من قبل خبراء الصحة النفسية أو متخصصي الصحة العقلية. تمثل هذه الخطوة الأولى في تحديد وفهم الحالة وتقديم العلاج الملائم. تتضمن عملية التشخيص عادةً الخطوات التالية:

  1. أولاً، يقوم المختص بإجراء مقابلة مع الشخص للتحدث عن الأعراض التي يعاني منها وكيفية تأثيرها على حياته اليومية. يمكن أن يطرح أسئلة تفصيلية حول أنماط الفكر والسلوك والعواطف المتعلقة بالطرف الآخر.
  2. ثم يمكن للمحترف أن يطلب معلومات إضافية عن تاريخ الشخص الطبي والعائلي. هذا يساعد في استبعاد أي أسباب أخرى قد تكون مسببة للأعراض المشابهة.
  3. بعض الحالات قد تحتاج أيضًا إلى تقييم طبي من طبيب عام لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة.
  4. من المهم أن يكون الاستشاريون والخبراء ذوي خبرة في متلازمة الهوس العاطفي، حيث أنها قد تتشابه في بعض الأحيان مع أمراض نفسية أخرى. ب

علاج متلازمة الهوس العشقي

  1. هذه الحالة من الهوس تحتاج إلى تقييم وعلاج من قبل خبراء الصحة النفسية. إذا كنت أو شخص آخر تعاني من هذا الاضطراب، فإن الخطوة الأولى هي البحث عن مساعدة من أخصائي نفسي أو معالج نفسي لتقديم الدعم. تشمل عناصر العلاج الأخرى:
  2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد العلاج السلوكي المعرفي واحدًا من أكثر الأساليب فعالية في علاج متلازمة الهوس العاطفي، يساعد هذا النوع من العلاج على التعرف على الأفكار المهووسة والتفكير السلبي المتعلق بالطرف الآخر، وتغيير هذه الأفكار إلى أفكار أكثر واقعية وصحية.

  3. الدواء: في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب وصف الأدوية للمساعدة في تقليل أعراض الهوس العاطفي، مثل القلق المرتبط بالطرف الآخر، من المهم استشارة طبيب مختص قبل تناول أي دواء.

  4. العلاج النفسي الجماعي أو الفردي: قد يكون العلاج النفسي الجماعي أو الفردي فعّالًا للمساعدة في تبادل التجارب مع الآخرين وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الهوس العاطفي.

  5. الاسترخاء والتأمل: تقنيات التأمل والاسترخاء يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل التفكير المهووس.

  6. تقنيات إدارة الضغوط: تعلم كيفية التعامل مع الضغوط والتوتر بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض المتعلقة بهذا الهوس.

من المهم أن يكون العلاج شخصيًا ومخصصًا لاحتياجات وظروف الفرد. إذا كنت تشعر بأنك تعاني من متلازمة الهوس العشقي، فلا تتردد في البحث عن المساعدة من خبراء الصحة النفسية لمساعدتك في التغلب على هذا الاضطراب.
ختاما، يمكن القول أن متلازمة الهوس العشقي تعد إحدى الحالات النفسية التي تتطلب فهمًا وتقديما للعلاج المناسب. إن تأثير هذا الاضطراب يمكن أن يكون كبيرًا على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية. يعد التشخيص المبكر والعلاج الفعّال أمورًا حاسمة لتخفيف الأعراض والتقليل من حدتها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع