كتابة :
آخر تحديث: 18/11/2021

ما هو اضطراب الوسواس القهري الفكري (OSD) وأعراضه، وأسبابه!

الوسواس القهري الفكري إن الوسواس بشكلٍ عام هو نوع من أنواع التردد في أمر ما، والشعور بأن هذا الأمر ليس على ما يرام وأنه به خلل ما، أو شيء غير طبيعي، وهذا الوسواس في عادة الأمور غالبا ما يكون غير صحيح وليس له أي أساس من الصحة.

الوسواس مشتق من وسوسة الشيطان، حين يوسوس لنا بفعل عكس ما يريده الله سبحانه وتعالى، ولكن هذه الوسوسة تختلف بعض الشيء في أنها تكون في أمر من أمور الحياة مثلا، ليس هذا فقط بل إنها من الممكن أن تصل إلى أمر دينيّ.

ما هو اضطراب الوسواس القهري الفكري (OSD) وأعراضه، وأسبابه!

ما هو الوسواس أو (الاضراب الوسواسي القهري)؟

الوسواس القهري هو عبارة عن اضطراب نفسي يشعر المصاب فيه عادة بأن هناك فكرة معينة تقوم بمتابعته دائمًا، وهي تحتل جزءًا كبيرا من الوعي والشعور لديه، ويحصل هذا معه بشكل قهري مزمن، يغير إرادتةٍ؛ لأنه يتحول حينها إلى حالة مرضية لا يستطيع السيطرة عليها بدون علاج نفسي، او مهدئات محددة غالبًا ما يقوم الطبيب المعالج بوصفها للمريض أو لصاحب المشكلة.

وهذا الوسواس إذا لم يتجه المريض إلى الطبيب النفسي فورًا فإنه لن يستطيع التخلص منه إلا إذا كان يمتلك قدرة كافية من العزيمة التى تستطيع أن تخلصه من هذه الأزمات النفسية التي يعاني منها بسبب الاضطراب الوسواسي.

يسمى الوسواس القهري بـ (OCD)، وهو يحتوي على على أنماط من الأفكار والمخاوف التي عادة لا تكون مرغوبة للناس، وهذه المخاوف هي الوساوس التي تدفعك للقيام إلى إجراء العديد من السلوكيات التكرارية القهرية التي لا يستطيع المريض السيطرة عليها بسهولة، وهذا الأمر يعمل على الشعور بالضيق والاختناق والقلق والتوتر.

ولو قمت بمحاولة الدفاع عن هذه الأفكار الخطيرة والسيئة للتخفيف من هذا التوتر ومن حدة هذا الوسواس القهري الفكري، فإنك بالرغم من كل ما تبذله من جهود في مقاومة هذا وتجاهل هذه الأفكار السلبية، فإنك سوف تستمر في التفكير فيها، وهذا هو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الحالة النفسية السيئة بسبب هذه الأمور.

أشكال الوسواس القهري الفكري

إن الوسواس القهري الفكري، له الكثير من الأعراض الواضحة وهو يأتي على عدة أشكال منها:

  • الوسواس في الأمور المتعلقة بالأقفال، مثلا الشك في هل تم قفل أنظمة الإنذار؟ أو هل تم غلق الأفران والكهرباء ومفاتيح الإضاءة؟ هل قمنا بالفعل بغلق المراوح والتكييفات الموجودة داخل المنزل قبل الخروج أم أنها تهيؤات؟.
  • الوسواس في الأمور المتعلقة بالأمراض، فمثلا الحامل عادةً ما تفكر في الأيام الأخيرة من حملها، هل سوف تنجو من هذه العملية؟ هل سيولد الطفل بأمان؟ هل ستبدو الأمور على ما يرام أم أننا سوف نضطر لأن نحتاج إلى شيء أهم من ذلك، أو حدوث الشكوك نحو حالة مرضية معينة مثلًا، كأن يشعر الإنسان ببعض الأعراض البسيطة وسرعان ما يوَسوَس له بأنه به مرض خطير، وأنه سوف يعاني من حالة مرضية خطيرة من الممكن أن لا يمكنه الشفاء منها، وما إلى ذلك.
  • الوسواس الخاص بالنظافة والتلوث: وهذه الأمور عادة ما نجدها في بيوتنا وخصوصا من الأمهات وهذا نتيجة على حرصهم الزائد على صحة أطفالهم، ونجدهم يقولون دائما بشأن هذا، ويتساءلون إن كانت الأشياء قد نظمت أم أنها ما زالت متسخة؟ والتأكد من نظافة الصحون والأدوات المنزلية، وما إلى ذلك من الأمثلة في هذا الشكل من أشكال الوسواس.
  • المعاناة من وسواس الترتيب والتماثل، فنجده مثلا يريد أن يضم الشيء الفلاني بهذا الشكل تحديدًا، ولا يمكن لك أن تخالف الطريقة المحددة التي يقول لك بأن تقوم بتنفيذها.

وهذه المخاطر إذا لم يتم علاجها في أسرع وقت فإنه سوف تتطور حالة المصاب وقد تصل إلى حد كبير لن يستطيع بعدها السيطرة على المرض بعد ذلك، وإن عدم السيطرة على الوسواس القهري الفكري، يجعل المصاب من المحتمل أيضا أن يكون عرضة لأن يصاب بالهوس والقلق على النفس أو على الآخرين، والشعور بالكثير من العادات القهرية والغير سليمة وغير سوية تمامًا.

وبالرغم من كل هذا فإن مريض الوسواس القهري الفكري يدرك تمامًا الأمور التي يمر بها فهو مريضًا نفسيا فقط وليس مصابًا بالجنون، لذلك فهو يدرك تمامًا بأن أفكاره جميعها وعادتها كلها لا يكون أي معنى لها إيجابيًّا على الإطلاق، ولكنه يفعلها لا إراديا، بشكل قهري، وهو حينئذ لا يفعلها حتى يستمتع بها أو لأنه يحبها أو يفضلها بل إنه يفعلها بطريقة غير إرادية، ولا يسيطيع الإقلاع عنها مهما حاول ذلك جاهدًا، وحتى إذا توقف عن فعل هذا بأي طريقة كأن يغصب على نفسه مثلا أو بأي طريقة أيا كانت، فإنه لا يستطيع البقاء هكذا وإذا قد تم حد الموضوع قليلا بضغطه على نفسه مثلا، فإنه سرعان ما يعود إلى فعل هذه العادات السيئة مرةً أخرى.

علاج الوسواس القهري الفكري

إن الوسواس القهري الفكري لا يمكننا أن نقول بأن له علاجا واضحا، ولكنه يمكن للمريض محاولة السيطرة على الموضوع من خلال معالجته لنفسه قدر الإمكان حتى وإن كانت المشكلة صعبة بعض الشيء، فإن علاج الوسواس القهري وخصوصا أنه في الغالب سوف يعتمد على العلاج النفسي بالدرجة الأولى فإنه لا بد أن يعتمد على إرادة الشخص أولا وأخيرا.

ومن أهم طرق أو بروتوكولات العلاج الممكنة، والتي غالبا ما تستخدم في علاج الوسواس القهري الفكري، هي الطريقة التالية:

  • العلاج النفسي:

وهو من أهم الطرق العلاجية، وأول خطوات البروتوكول العلاجي، فإن مرض الوسواس القهري لا يُعالَج إلا من خلال الطبيب النفسي، فهو سوف يتمكن من العلاج السلوكي سلوك المريض، وسيعلمه كيفية التعامل مع المشكلة لتقليل الأفكار المتعلق بالوساوس، من خلال إيقاف هذه الأفكار السلبية.

  • الحصول على الاسترخاء:

الاسترخاء من أهم الأشياء البسيطة التي تجعلك تشعر بالراحة والهدوء، وعليك أن تعرف بأن أول مراحل العلاج النفسي تحديدا هو الاسترخاء، ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الطبيب النفسي يجلس في عيادته واضعًا شازلونجًا حتى يسترخي عليه المريض بكل سهولة، ومن الممكن أن يمارس المريض الاستخراء هذا وحده وهذا من خلال مثلا التأمل، واليوجا، والتدليك، فهذه الأمور تساعد على الاسترخاء كما تساعد على أن التقدم في الحالة المرضية النفسية للمريض.

  • الأدوية:

ترشيح الأدوية النفسية من قبل الطبيب النفسي كالأدوية التي تحتوي على بعض المهدئات وما إلى ذلك، والتي تعمل على تثبيط امتصاص السيروتونين، والتي تساعد في الحد من الشعور بالهواجس والأفعال القهرية للمريض، وهذه الخطة من الممكن أن تستغرق من شهرين إلى أربعة أشهر.

  • استخدام أجهزة التعديل العصبي:

وهذه الأجهزة يلجأ لها الطبيب عندما تفشل جميع محاولاته في حل المشكلة بالعلاج النفسي والدوائي، يلجأ حينها إلى تغيير النشاط الكهربائي من خلال الأجهزة، وهذا يتم في منطقة معينة من الدماغ تعمل على التكفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

لا بد للمريض من ملاحظة المشكلة النفسية التي يعاني وخاصة الوسواس القهري الفكري منها والإسراع في حلها بشكل سريع بدون تأخير في هذا الأمر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ