كتابة :
آخر تحديث: 08/03/2022

من اول من أسلم من الأنصار؟

كثرت الروايات وتعددت الأقاويل حول أول دخل الإسلام من الأنصار في البيعة الأولى والثانية، وقد كان لكل من الروايات دليلاً وشاهد بينما أجمعت الروايات على أسعد بن زرارة، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن اول من أسلم من الأنصار.
أسعد بن زرارة كان هو أول من أسلم من الأنصار برواية ابن إسحاق، وبضعف حجج الروايات الأخرى، وقد كان الأنصار جميعاً من الذين أسلموا فحسن إسلامهم وأحبهم الله وفضلهم على كثيراً من خلقه.
من اول من أسلم من الأنصار؟

الأنصار

هم سكان المدينة المنورة، الذين استقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتهليل والتكبير والفرحة بقدومه، ولم يكتفوا بذلك فصدقوه وآمنوا به، بل واخو المهاجرين واستقبلوهم بالترتيب واقتسموا معهم كل ما يملك من أموال وأعمال، فكانوا أفضل المناصرين لدين الله ورسوله، ولهم الأفضلية بين الأمم بعد رسول الله والصحابة الكرام رضوان الله عليهم:

  • نسب الأنصار: يطلق هذا الاسم على قبيلتي الأوس والخزرج والذي ينتهي نسبهما إلى أوس بن حارثة وأخيه الخرج بن حارثة، وهما من أم واحدة وهي قيلة بنت الأرقم، وقد سبق من الأنصار إلى الإسلام الكثير وكان إسلامهم قبل المهاجرين فرضي الله عنهم.
  • حتى قال عز وجل فيهم: "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شُح نفسه فأولئك هم المفلحون".
  • وقد رضي الله عنهم وأعد لهم جنات بما كان لهم من فضل علي الدين وبما بذلوا فيه أنفسهم في سبيل الله فقال عز وجل: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم".
  • كما أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب وجوده معهم بعد الهجرة حتى قال عنهم: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار".
  • وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة فقد أمر بتقسيم الغنائم على قريش فقال لهم: "ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك، فقال لهم: أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار إلى وادياً أو شِعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبهم".

اول من أسلم من الأنصار

قد تتساءل عن أول من دخل الإسلام من الأنصار، ولكن وردت الكثير من الاختلافات حول الإجابة على هذا السؤال، ونورد من الآراء في هذه المسألة وبيان البعض منها:

قال ابن إسحاق:

  • إن الله عز وجل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإظهار الإسلام، وقد كان النبي يعرض نفسه على القبائل في كل موسم من المواسم، حتى جاء النبي عند العقبة فقابل رهطاً أي مجموعة من الأشخاص وكانوا من الخزرج، فقال لهم النبي :أمن موالي اليهود؟ قالوا نعم قال النبي ألا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلي تفضل، فجلسوا جميعاً وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعرض الدين الإسلامي عليهم ودعاهم إليه ثم قرأ عليهم بعض الآيات القرآنية فلما انتهى تشاوروا فيما بينهم وقالوا: يا قوم تعلمون والله أنه نبي من عند الله الذي أوعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه وأخبروه بأنهم صدقوه وآمنوا به وكان أول من أسلم منهم هو أبو أمامة أسعد بن زرارة وكان من الخزرج.
  • كما قال ابن إسحاق وكانوا ستة نفر من الخزرج من بينهم أبو أمامة أسعد ابن زرارة وهو أول من أسلم من الأنصار من الخزرج.

كما قال أبو نعيم:

  • إن أبو أمامة أول من أسلم من الخزرج أما من الأوس فكان أول من أسلم: أبو الهيثم بن التيهان، كما قيل إن أول من أسلم رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء، رضي الله عنهم.

كما ذكر فيما روى موسى عن الزهري وعروة بين الزبير:

  • أنهم كانوا ثمانية من النفر، وهم: معاذ بن عفراء، وأبو أمامة أسعد بن زرارة ورافع بن مالك، وابن عبد قيس ويقال له ذكوان، وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن بن يزيد بن ثعلبة، وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة.

وقيل أول من دخل الإسلام من الأنصار هو:

  • سويد بن الصامت الأنصاري، وقد وافق اسمه ما جاء في السيرة لابن هشام، فقد ذكر ما ذكره ابن إسحاق من أمر النبي وقد كان يعرض نفسه والدين على القبائل ذاكراً أصله ونسبه وقارئاَ عليهم بعض من القرآن.
  • ثم قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن السمين بإسناده عن ابن إسحاق قال ابن عاصم بن عمر بن قتادة فقد حدثهم أنهم لقوا نفرا من القوم عند سوق ذي المجاز بمكة وكان فيهم سويد بن الصامت وقد جاء للحج، فحدثهم النبي كما يفعل حتى قال له سويد: لعل الذي معك مثل الذي معي، فسأله النبي صلوات الله وسلامه عليه: "ما الذي معك؟ فأجابه سويد: مجلة لقمان ويقصد حكمة لقمان.
  • فقال له النبي: "اعرضها علي، فعرضها عليه سويد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا كلام حسن ولكن ما معي أفضل الله من هذا قرآن أنزله الله علىّ هو هدى ونور".
  • وعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الدخول في الإسلام فقال له سويد أن هذا كلام حسن، ثم رجع إلى المدينة قيل ولم يعيش وقتاً حتى قتله الخزرج في موقعة بعاث، وقد شكك أبو عمر في إسلام سويد بن الصامت.

أبو أمامة أسعد بن زرارة

هو أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، الخزرجي الأنصاري، وترجع شهرة هذا الرجل في الإسلام إلى:

  • أجمعت معظم أدلة العلماء أنه من الأنصار السابقين للإسلام، بل إنه أول من أسلم من الأنصار، وقد شهد بيعتي العقبة كما أنه كان نقيباً في قومه، ولم يكن في قومه نقيباً أصغر منه في العمر.
  • كنيته: أبو أمامه.
  • لقبه: نقيب بني النجار.
  • وأما وفاته: فقد ذكر محمد ابن إسحاق، أنه لم يعش وقتاً طويلاَ بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد مات أثناء بناء المسلمون لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقد أخذته الذبيحة.
  • وذكر الواقدي في المستدرك للحاكم، إنه توفي في بداية شهور الهجرة فقد جاء بنو النجار إلى النبي وقالوا: يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنا نقيبكم".
  • ذكر البغوي أن أسعد بن زرارة كان أول من توفى من الصحابة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وأنه أول من صلى عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • ذكر الواقدي برواية عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن أسعد بن زرارة أول من دفن في منطقة البقيع، وهذا ما استشهد به الأنصار، أما المهاجرون فقالوا أن أول من دفن في منطقة البقيع هو: عثمان بن مظعون.
  • وقد ذكرت كتب السيرة من صفاته رضوان الله عليه وسمات شخصيته: أنه كان سريع الاستجابة في الدعوة إلى الدين والحق، حتى بلغ عنه أنه أول من دخل الإسلام من الأنصار.
  • فقد كان رضوان الله عليه ممن سبق الأنصار إلى البيعة والإسلام، ساعياً بالدعوة إلى الدين الإسلامي بين أهل المدينة وقبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم.
  • وقد كان من الصحابة من أسلم على يده هو ومصعب بن عمير رضي الله عنهم، فمن هؤلاء: أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما.
بالرغم من الفضل الذي حصل عليه اول من أسلم من الأنصار أو آخرهم، فقد رضي الله عن الأنصار بما نصروا به الحق وبما عاونوا به الرسول على المشركين والعداء الدين فرضي الله عنهم أجمعين.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ