كتابة :
آخر تحديث: 10/05/2022

بر الوالدين في الإسلام، دلائل فضل بر الوالدين

إن بر الوالدين هو من أحب العبادات إلى الله، وفضله عظيم، لذا فقد أولته الشريعة الإسلامية أهمية كبيرة، وهناك من النصوص القرآنية الكثيرة ما يدل على عظم وفضل بر الوالدين، والنهي عن عقوقهما.. لذلك سنتحدث اليوم في موقع مفاهيم عن فضل بر الوالدين في الإسلام.كما سنتحدث عن أهمية بر الوالدين، وكيفية برهما، بالإضافة إلى عقوق الوالدين وعقوبتها في الإسلام.
بر الوالدين في الإسلام، دلائل فضل بر الوالدين

ما المقصود ببر الوالدين؟

يتمثل بر الوالدين في الدين الإسلامي في الإحسان إليهما، وطاعتهما فيما يرضي الله، وهو ما أمر به الشرع في الكتاب والسنة، حيث قال الله تعالى في سورة الإسراء : "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".

فالآية الشريفة تحثنا على بر الوالدين والإحسان إليهما، والذي يأتي عند كبرهما، وذلك بعدم نهرهما وتوفير كل سبل الراحة لهما، وأن نحسن إليهما في القول والفعل.

ويتمثل البر إلى الوالدين أيضا في الإنفاق عليهم وتوفير المسكن الملائم، وذلك من باب الوفاء لهم ورد جزء ولو بسيط مما عانوه من أجل أبنائهم والمشقة التي تكبدوها في تربيته.

لذا فإن بر الوالدين هو واجب ديني وأخلاقي، فهو يعتبر من أحب الأعمال والعبادات التي تقربنا إلى الله، وورد في فضل بر الوالدين الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على الأهمية الكبيرة لبر الوالدين.

كيف يبر المسلم والديه؟

بر الوالدين في الإسلام

أكد الإسلام على بر الوالدين، وجعله أمرا حتميا، وفريضة تأتي في المرتبة الثانية بعد عبادة الله وحده، فقد قال الله عز وجل: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".

فيجب على الأبناء توقير الوالدين واحترامهما وخفض الجناح لهما، والتعامل معهما بأحسن الأخلاق، وذلك ردا لفضلهما عليه، فإذا كان من الطبيعي أن يشكر الإنسان من ساعده وقدم له معروفا.

فإن الوالدين هم أحق الناس بالتقدير والشكر، لعظم ما قدموه لأبنائهم بدون انتظار مقابل.

ويجب أن يرد الأبناء جزءا من التضحيات الكبيرة التي قدمها له والديه، فيعلم أنه عليه من الحقوق ما يجب تقديمها منها:

  • طاعتهما وتلبية أوامرهما فيما يرضي الله، والإنفاق عليهما عند الحاجة.
  • معاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي احتراماً لهما وتعظيما لهما.
  • التحدث معهم بأحسن الكلمات.
  • عدم رفع الصوت خلال الحديث معهما.
  • العمل على راحتهما، وعدم إزعاجهما إذا كانوا نائمين.
  • التعامل معهما بالحسنى وخاصة عند الكبر، وعدم إظهار التذمر منهما.
  • الدعاء لهما في حياتهما، وبعد الممات.
  • شكرهما دوما على ما قدموه وما عانوه من تعب ومشقة.
  • السعي إلى رضاهم، والإحسان إليهما وتقديم أوامرهما وكل ما يطلبونه.
  • اختصاص الأم بمزيد من البر لفضلها العظيم وتعبها خلال الحمل والولادة والرضاعة.

بر الوالدين بعد وفاتهما

بر الوالدين واجب على المسلم سواء في حياتهما، أو بعد موتهما، فيجب عليه أن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة وتنفيذ وصيتهما.

وفي رواية أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما).

كما حثنا ديننا الحنيف أنه على كل مسلم الإكثار من الدعاء لوالديه، وصلة رحمهما.

دلائل فضل بر الوالدين في الدين الإسلامي؟

هناك فضل كبير وعظيم لبر الوالدين في الإسلام متمثلا في:

حق الوالدين جاء مقترنا بحق الله عز وجل

  • فكما ورد في الكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلم بالتوحيد ثم يتبعها بر الوالدين، فكما ورد في الآية الكريمة من سورة النساء: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
  • وفي آية أخرى من سورة الإسراء قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
  • وهو ما يؤكد على تعظيم بر الوالدين، ووجوب العناية والاهتمام بهما خاصة في كبرهما، حيث يصبحان غير قادرين على خدمة نفسيهما، فيكونا في أمس الحاجة إلى من يخدمهم، ويؤنس وحدتهم.

بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله

  • فبر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، فكما ورد في السنة أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد).
  • فكلنا نعلم الفضل والثواب الكبير للجهاد في سبيل الله، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فإن بر الوالدين يعادل الجهاد في سبيل الله، فهو من أحب وأعظم الأعمال إلى الله.

استجابة الدعوة

  • فدعوة البار بوالديه مستجاب دعوته بأمر الله، ويرى نتيجة بره بوالديه في حياته من توفيق من الله وتفريج كرباته.
  • فكما جاء في رواية عن أن بعض الأشخاص قد انطبق عليهم صخرة سدت باب المغارة، ولم يستطيعوا الخروج منها، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولم ينجيهم منها سوى الدعاء بصالح أعمالهم، وبالفعل استجاب الله لدعوة أحدهم وكان هذا الشخص بارا بوالديه فانزاحت الصخرة.

البار بوالديه يرزق البركة في العمر

  • حيث أن بر الوالدين يطيل الأجل ويرزق الإنسان البار بركة في عمره، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)، وزيادة العمر هنا تعني الصحة والعافية.

بر الوالدين وزيادة الرزق

  • فالإنسان البار بوالديه هو الفائز في الدنيا والآخرة، فيفوز برضا ربه ودعوات والديه له، لذا يجد نتيجته بره في توسيع رزقه، والتوفيق في أعماله.

الشعور بالراحة والسكينة

  • فبر الوالدين يكسب الإنسان راحة وسكينة، فشعوره بأنه يقوم بواجب ديني عظيم، ويرد الجميل والفضل لوالديه عليه يجعله يشعر بالراحة والاستقرار النفسي.

كسب محبة الآخرين

  • فمن يبر والديه يجد حبا من الجميع، وينال تقديرهم واحترامهم، ويكون قدوة لغيره ولأبنائه أيضا.

ما هي عقوبة عقوق الوالدين؟

فلعقوق الوالدين عواقب وخيمة يعاني منها الشخص الذي يهمل بر والديه منها:

  • يعاني الإنسان من ضيق في الرزق وتصبح حياته ضنكا.
  • يتعرض لغضب الله، وذلك حيث أمر الله بالإحسان إلى الوالدين وطاعتهما، وتوعد من يهملهما .
  • عدم قبول أي فرض من الشخص العاق، فلا ينظر الله إلى صلاته أو صيامه.
  • الشخص العاق لوالديه يصبح منبوذا من الآخرين، حيث أن العقوق من الكبائر .
وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن فضل أحب الأعمال إلى الله بعد التوحيد به، وهي بر الوالدين في الإسلام، موضحين المعني الصحيح له، وكيفية بر الوالدين لما له من فضل عظيم في الإسلام.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع