آخر تحديث: 04/03/2024

حكم تحسين النسل في الإسلام

تحسين النسل في الإسلام ومفهومه وضوابطه الشرعية التي قد تختلف عند العلماء، فهناك من يُجيز المسألة وآخرون لا يُجيزون الأمر استنادا إلى أدلة وبراهين، قد يكون الموضوع معقدا بعض الشيء لكننا سنطرح جميع الآراء الفقهية، وذلك من خلال موقع مفاهيم كما سنتعرف على مفهوم تحسين النسل والفرق بينه وبين تنظيم النسل، مع توضيح حكم الفقهاء حول تحديد النسل وغيرها من التفاصيل المنوعة.
حكم تحسين النسل في الإسلام

تحسين النسل في الإسلام

ما هو علم تحسين النسل؟

  • يشير تحسين النسل إلى عملية تنقيح أو انتقاء الذرية من الأمراض والتشوهات وإكسابهم خصائص وراثية تحقق التحسين الوراثي على مدى الأجيال، وقد يكون لدى بعض العلماء معنى يُقصد به استنساخ أفراد يحملون صفات وراثية مرغوبة مثل، الخلو من الجينات المُمرِضة أو المُشوهة، أو حمل صفات الجمال والقوة والطول ونحو ذلك.
  • إلا أن المفهوم الأخير لم يتم التوصُّل إلى تحقيقه لأنه ما زال في مراحل البحث والتجربة، كما أن علماء المسلمين اتفقوا على تحريم هذا النوع من الاستنساخ تحريما قاطعا في كل الظروف والأحوال، لأنه يهدم بُنيان الأسرة بمفهومها الحقيقي ويُلغي الذكر، كما أن هذه الفكرة ستعمل على إحداث اختلالات في التوازن البشري ومخالفة للفطرة البشرية التي أساسها الجمع بين الذكر والأنثى لقوله تعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ".

هل يجوز تنظيم النسل في الاسلام؟

  • وفي تحسين النسل اختلاف بين الباحثون المعاصرون، فهناك من أجاز تحسين النسل بشرط عدم تغيير التكوين الوراثي للخلية استنادا إلى أن هذا العلاج يعيد الخلية إلى خِلقتها السوية التي خلقها الله عليها، إذ أن ذلك يختص بإدخال جين أجنبي جديد يحل محل جين لا يعمل، أما بقية التكوين الوراثي فهو على نفس حاله لم يحدث تغير.
  • وآراء أخرى لا تجيز المسألة وتٌحرّم النقل، وقد صدرت توصية في إحدى الندوات بعنوان: "الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري والعلاج الجيني- رؤية إسلامية"، وجاء فيها "منع استخدام الهندسة الوراثية على الخلايا الجنسية، لما فيه من محاذير شرعية"، والدليل على هذا التحريم في حديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم، أنه أتى بامرأة مجح (حامل) على باب فسطاط، فقال: "لعله يريد أن يلم بها"، فقالوا: نعم، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له؟ كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟". أخرجه مسلم.
  • وفي هذا الحديث نهي عن وطء جارية مسيبة خوفا من اختلاط الأنساب.
  • إن عملية تحسين النسل من خلال التدخل الجيني هي تعديل صفة وراثية في الفرد للحصول على نسل مُحسّن له صفات معينة مثل، تغير لون العين، البشرة، أو زيادة الذكاء أو الطول وغير ذلك، لذا كان هناك اختلافات بين العلماء في تحريم هذا النوع من التدخل الوراثي، بينما أجاز البعض الانتفاع بالتدخل الوراثي بغرض تغيير المقاييس بالطول أو القصر أو الجمال استنادا لقول النبي صل الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال". أخرجه مسلم.
  • وأقوال أخرى تحرّم تغير خلقة الله تعالى استنادا لقوله تعالى: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ ۚ".

العلاج الجيني من منظور الفقه الإسلامي

  • يعد العلاج الجيني في المقام الأول له دور كبير في استهداف علاج الجينات المريضة والمشوّهة، ليتم إعادتها إلى شكل أو وظيفة العضو السوية المتعارف عليها، وهذا جائز شرعا كما أن العلاج الجيني الذي يستهدف إصلاح أو عيب أو دمامة تتسبب في إيذاء الفرد نفسيا أو عضويا لا غبار على ذلك في إجازته.
  • أما العلاج الجيني الذي يستهدف خروج الجسم أو العضو عن خلقته السوية لأمور تحمل تغيير الخِلقة لمجرد تغييرها دون سبب طبي أو علمي جائز، فإن هذا يخالف الفقه الإسلامي ولا يجوز.

هل الهندسة الوراثية حرام في الإسلام؟

أوضح أهل الفتوى بأن تحسين النسل في الإسلام إذا استخدم لخدمة البشرية بالأوامر والضوابط الشرعية فهو جائز، بينما غير الجائز شرعا أن يتم استخدام الهندسة الوراثية في أغراض تعمل على العبث بالبشر، أو أن تتدخل في بنية الموروثات (الجينات) بحجّة تحسين السلالة، إضافة إلى أنه لا يجوز استعمال هذا العلم في تخطي الحاجز الجيني بين أجناس مختلفة من المخلوقات، بغرض تخليق أجناس مستنسخة بل يستخدم فقط لخدمة الإنسانية بما يحقق النفع كالوقاية من الأمراض أو التشوهات ونحو ذلك.

حكم تحسين النسل

  • يبدو أن أطروحة تحسين السلالة البشرية لها أوجه عدة من حيث جواز المسألة أو تحريمها بناءً على دلائل فقهية، وقد ارتبط علم تحسين السلالة من قبل الحرب العالمية الثانية بأفكار غاية في الخطورة والعنصرية، ولا زالت هذه الأفكار تسيطر على بعض البلدان الغربية التي ترى نفسها الأفضل بين جنس البشر.
  • ومع ذلك لا يعني أن هذا العلم يخلو من الأهمية أو أنه محرم كليا، إذ أن مسألة تحسين النسل في الإسلام لها بعض أحكام تؤخذ في الاعتبار وعليها ستعُمْ الفائدة، ويوجد بعض إجراءات علاجية وقائية مباحة يمكن تصنيفها تحت "علم تحسين السلالات أو الهندسة الوراثية"، حيث جاء ضمن قرارات المجمع الفقهي النصّ الآتي: "لا يجوز استخدام أي من أدوات علم الهندسة الوراثية ووسائله، للعبث بشخصية الإنسان، ومسئوليته الفردية أو للتدخل في بنية الموروثات الجينية بدعوى تحسين السلالة البشرية.
  • ولا يجوز إجراء أي بحث، أو القيام بأية معالجة، أو تشخيص يتعلق بموروثات إنسان ما، إلا للضرورة، وبعد إجراء تقويم دقيق وسابق للأخطار والفوائد المحتملة المرتبطة بهذه الأنشطة، وبعد الحصول على الموافقة المقبولة شرعا، مع الحفاظ على السرية الكاملة للنتائج، ورعاية أحكام الشريعة الإسلامية الغرّاء، القاضية باحترام الإنسان وكرامته".
  • أما بالنسبة للحكم الفقهي فقد جاء فيه: "التدخل الجيني قد يكون لتعديل صفة وراثية في الفرد للحصول على نسل محسّن ذي صفات معينة كتغيير لون البشرة، العين، الطول، ونحو ذلك، وقد اختلف الحكم ما بين تحريم هذا النوع من التدخل الوراثي واستخدام الهندسة الوراثية لتبديل البنية الجينية فيما يعرف بتحسين السلالة.
  • والرأي الآخر: إباحة الانتفاع بالتدخل الوراثي بهدف تغيير مقاييس الطول أو الجمال، وغيرها، وهذا لبعض المعاصرين.

كيف يمكن تحسين النسل؟

  • إن تحسين النسل في الإسلام موضوع شائك للغاية ما بين مؤيد ومعارض وكلًّ لديه أدلة واستنادات توضح سبب الموافقة أو الرفض، ولكننا بصدد تحسين النسل الإيجابي وليس الاستنساخ، لذا يمكن تحسين النسل بتنظيم الاقتران بين ذوي القربى، وهذه طريقة مجدية ويتم العمل بها منذ أزمنة بعيدة.
  • كذلك التعقيم فهو بمثابة الطريقة الوحيدة لإيقاف تكاثر الأفراد المصابين بعاهات أو أمراض وراثية، حيث يتم وضع شروط للتعقيم في سبيل تحسين النسل وهذه الطريقة في بلاد مثل، كندا، السويد، سويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية.

كيف تحسن جيناتك؟

  • يقوم الباحثون بإزالة الجينات الأصلية المسببة للمرض من الفيروسات واستبدالها بالجينات اللازمة لوقف المرض، وبذلك يمكن تحسين الجينات من خلال أكثر ناقلات العلاج الجيني شيوعا وهي الفيروسات، حيث يمكنها التعرّف على خلايا معينة وتحمل المادة الجينية إلى جينات الخلايا.
هكذا انتهينا من مقالنا تحسين النسل في الإسلام وجواز تنظيم أو تحديد النسل، كما تطرقنا إلى شرح أحكام تحسين النسل في الفقه الإسلامي، ومجموعة من آراء أهل الدين وغيرهم من المعاصرين في توضيح المغزى من تحسين أو تنظيم النسل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ