أسباب ونتائج حرب كرة القدم هندوراس والسلفادور

الرغبة في التأهل للمونديال كانت مستعرة بين عدد من الدول وهو ما جعل المواجهات ذات طبيعة تنافسية قوية وكانت النسخة التاسعة من مونديال كأس العالم قد تقرر إقامتها في المكسيك بعد منافسة قوية في ملف الاستضافة بينها وبين الأرجنتين. وكان التصويت يقام في العاصمة اليابانية طوكيو لتصبح بذلك البطولة الأولى التي تقام خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية وتنتقل الاستضافة إلى أمريكا الشمالية وقبل البطولة بعام واحد حدثت حرب كرة القدم، والتي نتعرف على تفاصيلها بالكامل في هذا المقال في موقعكم مفاهيم.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• لماذا تسمى حرب كرة القدم؟
• حرب بسبب مباراة كرة قدم
  • مقدمات الحرب سياسيًا
  • المباريات وشرارة حرب كرة القدم
  • بداية حرب كرة القدم
  • نتائج حرب كرة القدم

لماذا تسمى حرب كرة القدم؟

حرب بسبب مباراة كرة قدم

قد يبدو غريبًا أن تندلع حرب بسبب مباراة كرة قدم، ولكن هذا بالفعل حدث في ما يعرف بـ "حرب كرة القدم" أو "حرب المئة ساعة" بين السلفادور وهندوراس في عام 1969. ورغم أن المباراة كانت المحفز الأخير، إلا أن الصراع كان نتيجة لعدة أسباب سياسية، اقتصادية واجتماعية متراكمة، فيما يلي تفاصيل الحرب:

مقدمات الحرب سياسيًا

• كان المهاجرون السلفادور إلى الهندوراس يشكلون نسبة تزيد عن 20% من عدد مزارعي الدولة المجاورة والملاصقة لها وهي الهندوراس سنة 1969 ميلادية وهي أيضا الدولة الأكبر حجما من حيث المساحة التي تزيد عن خمس أضعاف السلفادور.
• وكان عدد مواطني السلفادور يزيد عن ضعف عدد سكان الهندوراس فكانت الهجرة المتزايدة أمر طبيعي ومع تزايد البطالة في الهندوراس.
• ظهر قانون الإصلاح الزراعي الذي ينزع ملكية الأراضي الهندوراسية من يد المهاجرين السلفادوريين ويعيد توزيعه على الهندوراس ويمنع السلفادوريين من تملك الأراضي الزراعية.
• وهو ما أدى إلى حالة غليان بين البلدين وعمق هذا القانون شعور التفرقة العنصرية مما أدى إلى حالة كره وتربص بين الشعبين واستغلت وسائل الإعلام الموجهة هذه الحالة المتوترة لتزيد من حدة الصراع والتوتر وذلك لمصلحة حكومة كل دولة لتصرف النظر عن مشاكلها الداخلية وتجعل المشاكل ذات صبغة دولية.

المباريات وشرارة حرب كرة القدم

المباراة الأولى

• وقع منتخبي الهندوراس والسلفادور من أمريكا الوسطى في مواجهتين حاسمتين تؤهل الفائز بهما إلى نهائيات كأس العالم المقامة في المكسيك وكانت المواجهة الأولى على الأراضي الهندوراسية في الثامن من يونيو سنة 1969 ميلادية.
• وفازت بها الهندوراس وعقب المباراة كانت ردة الفعل الغاشمة من الجماهير الهندوراسية التي اعتدت على جماهير السلفادور الحاضرة للتشجيع وامتد الاعتداء على المواطنين السلفادوريين الموجودين على أرض الهندوراس والتي كانت معيشتهم وحياتهم مستقرة هناك كعمال وتجار منذ فترة طويلة وتزايد الاعتداء حتى شمل أحياء كاملة يقطنها السلفادوريين.

المباراة الثانية

• كانت المباراة الثانية بعدها بأسبوع واحد في السلفادور واستطاع فريق السلفادور التغلب على فريق هندوراس ورد السلفادور الاعتداء بمثله ولكن على الجماهير الحاضرة للمباراة فقط وهو الأمر الذي عمق الكراهية وجعل كل من الدولتين تغليان بشدة ضد بعضهما واتجهت الفرقتان إلى مباراة فاصلة تلعب في المكسيك.

المباراة الثالثة

• أقيمت المباراة الفاصلة التي تحدد الصاعد إلى كأس العالم بين الهندوراس والسلفادور في يوم 27 يونيو 1969 ميلادية أقيمت هذخ المبارة على ملعب أزتيكا بالعاصمة المكسيكية.
• وكانت نتيجة المباراة 3-2 لصالح السلفادور مما يعني صعودها إلى كأس العالم في المكسيك سنة 1970 ميلادية ومع نهاية المباراة انتشرت قوات الدولتين على الحدود وتم التجييش وكانت نذر الحرب قد ظهرت جلية ولاحت في الأفق بوادر الحرب لأغرب سبب على الإطلاق.

بداية حرب كرة القدم

• لما اعتبرت المباراة الفاصلة ذريعة لنشوب الحرب فقد تقدمت السلفادور بعد المباراة بشكوى للأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان ضد الاعتداءات الرهيبة التي قام بها الهندوراس ضد السلفادور المقيمين بالهندوراس والتي أدت الى حالة هروب وفرار جماعي للسلفادوريين تاركين أموالهم وأمتعتهم وبيوتهم خلفهم.
• ثم وفي يوم 14 يوليو 1969 ميلادية، وبعد أسابيع قليلة من نهاية المباريات، اندلعت الحرب بين السلفادور وهندوراس. استمرت الحرب أربعة أيام فقط وأُطلق عليها اسم "حرب المئة ساعة". خلالها، شنت السلفادور هجومًا عسكريًا على هندوراس باستخدام الطائرات والقوات البرية، بدأ القتال بقصف الهندوراس أهدافا سلفادورية ثم ردت السلفادور بهجوم بري اخترق الأراضي الهندوراسية لأكثر من خمسين كيلو مترا.
• وفي النهاية، تدخلت منظمة الدول الأمريكية وفرضت وقفًا لإطلاق النار في 18 يوليو 1969.

نتائج حرب كرة القدم

• استمرت الحرب حوالي ستة أيام كان حصيلتها أكثر من 4000 آلاف قتيل من الجانبين وجرح الآلاف وتشريد الآلاف.
• ثم توقفت الحرب فجأة بسبب الوساطات الدولية وبسبب القتلى والجرحى التي بدأت أعدادهم في التزايد ومنذ ذلك الحين تحولت الكراهية إلى شعور دائم.
• العلاقات بين السلفادور وهندوراس بقيت متوترة لسنوات طويلة بعد الحرب، خاصة بسبب قضية الحدود والمهاجرين السلفادوريين.
• كلما أقيمت مباراة بين الدولتين تكون نتيجتها فرحة مبالغ فيها للفائز وحزن مبالغ فيه للخاسر