ما هو تعريف الصبر وأنواعه وفوائده
جدول المحتويات
تعريف الصبر وأنواعه
في نطاق موضوع تعريف الصبر وأنواعه يمكننا التعرف على مفاهيم تعريف الصبر من خلال الآتي:
- تعرف الصبر لغة: يعرف الصبر في اللغة بمعنى الحبس والمنع وهو نقيض لمصطلح الجزع.
- تعريف الصبر شرعا: هو امتناع الفرد عن الإتيان بما حرمه تعالى وأداء ما أوجبه الله تعالى عليه من الفرائض مع عدم السخط والجزع والشكوى ولكن يجب أن يرضى المسلم بما قدره الله له ويجب أن يتحلى بحسن التأدب مع الله تعالى عند البلاء والمحن دون أن يبدي أي اعتراض على ما قد قدره الله له.
- أما تعريف الصبر في الاصطلاح الشرعي: فهو يعني الثبات وذلك وفقا لما ورد من أدلة تبين ما هي الحكمة الإلهية من الابتلاءات التي ينزلها الله تعالى على عباده والتي تتجلى الحكمة منها في العديد من الأمور ومن حكمة الله تعالى من الابتلاءات هو أن الله سبحانه وتعالى ميز بها صدق إيمان العباد، فالصبر على الابتلاءات يميز الله تعالى صادق الإيمان من كاذبه والدليل على ذلك فيما ورد في محكم التنزيل حيث يقول الله تعالى " مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ"
بالإضافة إلى أن الحكمة من الابتلاءات والمحن هي تربية نفوس المؤمنين على الثبات على الحق وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى" "وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ" علما بأن الصبر يرفع درجات المؤمن وبه يعلو مقامه في الآخرة، ولهذا يجب على مسلم مؤمن أن يتحلى بالصبر ويتجنب اليأس القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى عند الابتلاء وذلك لأن اليأس والقنوط ليسوا من صفات أهل الإيمان كما أنهم يتركان آثارا سلبية خطيرة على شخصية الفرد فالمؤمن يجب أن يكون حامدا لربه شاكرا على البأساء والضراء وذلك لأن رحمة الله تعالى واسعة حيث يقول الله سبحانه وتعالى " وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ"
أنواع الصبر
استكمالا لسرد موضوع تعريف الصبر وأنواعه يتضمن الصبر في الإسلام عدة أنواع وهي كالآتي:
الصبر على الطاعات
خلق الله سبحانه وتعالى وكلفه بالعديد من الطاعات ومن المعروف أن التكليف بالطاعات لا يخلو من المشقة وخاصة في حالة المحافظة على الطاعات والمداومة على تنفيذها فبالصبر يتغلب المؤمن على تعبه وذلك من أجل أن يلتزم بأوامر الله تعالى وأن يقوم بتنفيذها على أكمل وجه حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز" فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ".
ويجب العلم أن الذي يعين المسلم على الصبر على الطاعات والمحافظة عليها هو أن يقوم أولا بتفقد حالة من الطاعة في مواطن ثلاثة وهم:
- الموطن الأول: ما قبل الطاعة ويكون هذا الموطن بإخلاص العبد النية لله والذي يستلزم معه التخلص من الرياء.
- الموطن الثاني أثناء الطاعة: والذي يتطلب الخشوع في أداء الطاعة والإتيان بها في صورتها الصحيحة.
- الموطن الثالث: الصبر عند الانتهاء من الطاعة: ويكون ذلك بعدم العجب وتذكير النفس بأنه قد تم الطاعة بفضل الله تعالي.
صبر على المعاصي
النوع الثاني من أنواع الصبر هو صبر المؤمن على ترك المعاصي وتجنبها كما أن هذا النوع من الصبر يتحقق من خلال حبس النفس عن ارتكاب المعاصي وتجنبها وذلك من أجل ابتغاء مرضاة الله تعالى ويمر هذا النوع من الصبر بثلاث مراحل هم:
- قبل المعصية: وهو أن ينوي المؤمن ترك المعصية.
- أثناء ترك المعصية: ويكون ذلك بالامتناع عنها نهائيا وذلك من أجل ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.
- بعد الانتهاء من تركها: وهو الذي يكون بعدم التعجب من ترك المعصية.
الصبر على الابتلاءات
ويتحقق هذا النوع من الصبر عندما يمنع المسلم نفسه عن الجزع عند وقوع ما قد قدره الله تعالى له سواء كان ذلك مرضا أو فقراء أو غير ذلك من الابتلاءات التي لا يتمكن الإنسان من دفعها عن نفسه فيجب على المسلم حينها أن يتحلى بالصبر وأن يعود نفسه على الرضا بما قد قدره الله تعالى له علاوة على ذلك أن يتجنب العبد أي مظهر من مظاهر السخط والتي تتضح في الصراخ والنواح واللطم وشوق الملابس إلى غير ذلك من المظاهر التي تبين مدى سخط العبد وعدم رضاه بما قدره الله تعالى عليه من ابتلاءات.
الصبر على الظلم
من أن الصبر هو صبر العبد على ما لحق به من ظلم وهذا ما يجعله سببا لعون الله تعالى له وينصره على ظالمه ومن الأمثلة التي توضح الصبر على الظلم ما ورد في القرآن الكريم من نصر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل على فرعون وذلك بسبب أنهم تحلوا بالصبر ولم يجزعوا من مصائبهم حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز" وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا"
الصبر على فقد الأحبة
ذكر الله تعالى في حديث قدسي إن فقدان الأحبة يترتب عليه الأجر والثواب كما أن الصبر على فقدان الأحبة ليس له جزاء إلا الجنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يرويه عن ربه سبحانه وتعالى" يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ.
الصبر على المرض
هناك العديد من الأحاديث التي قد دلت على أن الصبر على المرض له عظيم الأجر ومن هذه الأحاديث ما يلي:
- الوعد بالجنة لمن مات في المرض: حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبدُ بعث اللهُ إليه ملَكينِ فقال: انظُروا ما يقول لعُوَّادِه؟ فإن هو إذا جاءوه حمد اللهَ وأثنى عليه، رَفعا ذلك إلى اللهِ، وهو أعلمُ، فيقول: لعبدي على إن توفَّيتُه أن أُدخِلَه الجنَّةَ وإن أنا شَفيتُه أن أُبدِلَه لحمًا خيرًا من لحمِه، ودمًا خيرًا من دمِه، وأن أُكفِّرَ عنه سيِّئاتِه. ففي هذا الحديث وعد الله تعالى من مات في المرض بمغفرة ذنوبه وتكفير سيئاته.
- اعتبار ألم المرض سببا لرفع درجات العبد في الجنة: ويؤيد ذلك ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن شَوْكَةٍ فَما فَوْقَها إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بها دَرَجَةً، أو حَطَّ عنْه بها خَطِيئَةً) ورُوِي عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: (دَخَلْتُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي فَقُلتُ: إنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: أجَلْ، كما يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنكُم قَالَ: لكَ أجْرَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِوَاهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17286