ما هو تعريف علم النفس الجنائي؟ وما هي مراحل التشخيص به؟
جدول المحتويات
نبذة عن تأسيس علم النفس الجنائي
قبل التعرف على تعريف علم النفس الجنائي يجب أولا معرفة بعض المعلومات التي تتحدث عن نشأة هذا العلم.
كانت بدايات تأسيس علم النفس الجنائي في أوائل القرن الماضي، وتحديدا في عام 1904.
وظهر هذا العلم للعامة عندما قام دارسي هذا العلم بتحليل ودراسة شخصية هتلر.
ومن مؤسسي هذا العلم هو الطبيب النفسي والتر لانغر الذي كان يعمل في الخدمات الاستراتيجية الأمريكية.
حيث قام هذا العلم بوظة أساسيا هذا العلم إلى أن جاء بعد عالم آخر ليكمل ما بدأه والتر.
وهذا الشخص هو البروفيسور ليونيل هاورد، والذي كان يعمل في السلاح الجوي الملكي.
حيث قام هذا العالم بوضع الصفات والسمات الخاصة بمرتكبي جرائم الحرب، بالإضافة إلى انه قام بدراسة الصفات النفسية التي يكون عليها أسرى تلك الحروب.
والتي تحولهم في النهاية إلى مجرمي حرب، واستمر علم النفس الجنائي في التحديث والتطوير على مدار القرن الماضي إلى أن جاء عالم النفس الإيطالي سيزار لومبروزو.
وهو الذي قام بتصنيف مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم بشكل عام وفقا لعدة عوامل.
والتي منها السن، والمستوى التعليمي والاجتماعي للأشخاص، ونوع الجنس لهؤلاء الأشخاص.
بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى ألا وهي الدولة أو المنطقة التي يعيش بها مرتكبي الجرائم أو العرق الذي ينتمي له هؤلاء الأشخاص.
كل هذه العوامل يعتمد فيها عالم النفس سيزار على دراسة الخصائص والسمات النفسية لمرتكبي الجرائم، والسلوك الخاص بهم.
والذي يظهر أو ينعكس على أحداث الجريمة أو الطريقة التي تمت بها، وقد قام العالم النفسي سيزارو وفقا لتلك العوامل بتصنيف مرتكبي الجرائم إلى ثلاثة تصنيفات، وهم:
- مرتكبي الجرائم الذين يقومون بارتكاب الجرائم بسبب عامل وراثي أو جيني اكتسبه المجرم من أحد أقارب أو الوالدين.
- مرتكبي الجرائم بسبب تعرضهم لعنف ما في الصغر أو الكبر سواء كان هذا العنف جسدي أو معنوي مثل الاغتصاب أو التحرش.
- مرتكبي الجرائم بسبب إصابتهم بمرض نفسي أو عقلي.
تعريف علم النفس الجنائي
يعتبر علم النفس الجنائي واحدا من أقسام أو أنواع علم النفس العملي أو التطبيقي.
بمعنى أن هذا العلم استطاع أن يطبق النظريات الخاصة به على أرض الواقع.
كما أن لعلم النفس الجنائي أكثر من تعريف، والتي منها:
-
التعريف الأول
هو أحد فروع علم النفس التطبيقي، والذي يهتم بدراسة علم النفس الخاص بالقوانين الجنائية والجرائم بمختلف أنواعها ودرجاتها.
حيث يقوم هذا العلم بدراسة سلوك وصفات المجرمين أو مرتكبي الجرائم وفقا لعدة عوامل، والتي منها العوامل النفسية والاجتماعية.
والتي أدت بهم إلى هذا الوضع أو كانت لهم دافع في ارتكاب جريمة ما، ويهدف هذا العلم إلى دراسة تلك الأمور من أجل فهم طبيعة المجرمين.
والسلوكيات الخاصة بهم، من أجل تقديم المساعدة لهم، والذي ينعكس أثره على المجتمع.
من حيث معرفة العوامل التي تؤدي إلى ارتكاب بعض من أفراده للجرائم بمختلف أنواعها ودرجاتها.
-
التعريف الثاني
يتم تعريف علم النفس الجنائي على أنه أحد العلوم التطبيقية التي تطبق المعرفة العلمية الخاصة بهذا المجال أو هذا العلم على النظام القانوني الخاص بالجرائم.
-
التعريف الثالث
يتم الإشارة إلى علم النفس الجنائي على أنه العلم الذي يساعد الأخصائي النفسي السريري والسلوكي في ممارسة ما تعلمه داخل نطاق القانون الجنائي.
أو القانون الخاص بمعاقبة المجرمين على الجرائم التي ارتكبوها في حق الآخرين أو الدولة.
مراحل التشخيص في علم النفس الجنائي
توجد مراحل عديدة يجب على المعالج في مجال علم النفس الجنائي اتباعها بدقة متناهية من أجل تشخيص الحالة النفسية والعقلية للجاني.
أو مرتكب الجريمة من أجل أن يكتب تقريرا دقيقا للحالة النفسية والعقلية للمريض، والتي أدت به إلى ارتكاب جريمته.
حيث يتم رفع هذا التقرير للقاضي الذي ينظر في قضية هذا المجرم، أما عن مراحل التشخيص في علم النفس الجنائي فهي تتكون من أربعة مراحل.
وهذه المراحل هي:
-
مرحلة الفحص السريري
من خلال هذا التقييم يقوم المعالج بطرح بعض الأسئلة على المجرم أو المتهم بارتكاب جريمة ما من أجل تقييم وضعه الصحي من الناحية النفسية والعقلية.
حيث يكون هذا الفحص مفيدا في معرفة رجال القانون أو المحقق القانوني على الطريقة المناسبة لاستجواب المتهم.
والتعرف على مدى استعداده للوقوف أمام القاضي للمحاكمة.
-
مرحلة الفحص التجريبي
هنا يقوم المعالج بعمل الكثير من الاختبارات والأبحاث على المعلومات المقدمة لديه من الجهة القانونية بخصوص جريمة ما.
وذلك من أجل معرفة ملابسات هذه الجريمة، وتقديم معلومات أكثر وضوحا عنها للجهة القانونية.
-
مرحلة تقديم الإحصائيات
هنا يقوم المعالج بتقديم إحصائية معينة للجهة القانونية عن القضية أو الجريمة المطلوب منه دراستها.
وهذه الإحصائية تقدم بعض المعلومات الخاصة باحتمالية إحصائية حدوث الجريمة.
أو هل المجرم بالفعل كان يقصد ارتكاب هذه الجريمة أم وقعت بالصدفة وبدون تخطيط منه.
وهذه المعلومات الخاصة بالإحصائية يتم تقديمها للقاضي الذي ينظر في هذه القضية من أجل إصدار الحكم المناسب على مرتكب هذه الجريمة.
-
مرحلة الاستشارة القانونية
في هذه المرحلة تطلب الجهة القانونية التي تحقق في الجريمة أو القاضي الذي يصدر الحكم في هذه القضية من المعالج المختص في مجال علم النفس الجنائي أن يدلي برأيه بخصوص كيفية سير التحقيق في هذه القضية.
وذلك من أجل معرفة الطريقة المناسبة لهذا الأمر، فعلى سبيل المثال في حال كانت هناك جريمة بها أكثر من متهم.
فمن الممكن الاستعانة بالمعالج في مجال علم النفس الجنائي لمعرفة الطريقة المناسبة أو التسلسلية للتحقيق مع هؤلاء المتهمين.
وذلك وفقا لأسباب ودوافع الجريمة، وأيضا وفقا للحالة النفسية والعقلية الخاصة بكل متهم.
والتي قام هذا المعالج دراستها في المراحل السابقة، ورفع تقرير بها إلى الجهة القانونية التي تحقق في الجريمة، والقاضي الذي ينظر في القضية.
ووفقا لكل ما من تناوله في المراحل السابقة الخاصة بتشخيص الحالة النفسية والعقلية للمتهمين.
بالإضافة إلى دراسة دوافع وأسباب الجريمة من قبل المعالج في مجال علم النفس الجنائي.
نرى أنه على هذا المعالج أن يتحرى الدقة الشديدة في هذا العمل، لأنه سيساهم فيما بعد في التقليل من معدل الجريمة بالمجتمع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14018