سبعة مفاتيح للتعامل مع مرحلة المراهقة
المراهقة
يتصرفون كما لو كانوا يعرفون كل شيء ولكنهم يفتقرون إلى الكثير من الخبرة، كما أنهم يشعرون بالقهر وفي كثير من الأحيان يكون شعور الأمان منعدماً عندهم، ولأن مرحلة المراهقة تتسم بالإندفاع والتجربة، وجب وضعهم تحت المراقبة وتحت التوجيه، لأن تركهم لوحدهم دون إرشاد سليم وواعي قد يؤدي بهم إلى التدمير الذاتي .
لا يكون الأمر سهلاً عندما يتعين عليك التعامل مع المراهقين الذين وصلوا الى المرحلة الصعبة من المراهقة في حياتهم، سواء كانوا أطفالًا أو طلابًا أو رياضيين أو أعضاء في مجموعة تديرها أو موظفين تحت إشرافك، وبالتالي يبقى السؤال مطروحاً، ماهي الكيفية المناسبة للتعامل مع المراهق ؟
مفاتيح التعامل مع مرحلة المراهقة
فيما يلي سبعة مفاتيح للتعامل بنجاح مع المراهقين، هذه المفاتيح السبعة مقتطفة من تجارب علمية ولدى خبراء في القضايا الإجتماعية، لكن قد لا تنطبق هذه النصائح على وضع معين، لكن في الغالب، يكون لدى المراهقين نفس التصرفات و نفس السلوكيات الاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم :
التحكم في النفس
وهذه واحدة من الخصائص الأكثر شيوعاً لدى المراهقين اللذين وصلوا الى المرحلة الصعبة من المراهقة ،حيث يميلون إلى فعل أمور قد تدفعك تتفاعل بشكل سلبي معهم .
ويمكن أن يتم ذلك بمجموعة من الطرق المتنوعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تتجلى هذه الطرق فيما يلي :
- العصيان.
- عدم الاستماع.
- مقاطعة الحديث.
- المزاج السيء.
- كسر القواعد.
- رفض القيام ببعض الامور التي تطلبها منه والمساومة و الإستفزاز.
من خلال هذه الطرق قد تصبح ردة فعلك مستاءة بكثير، لأن المراهق يعتقد أن له سلطة على من يتولى تربيته او التكفل به مادام أنه قد نجح في جعلك تتصرف بشكل غير عادي .
إن القاعدة الأولى في مواجهة المراهقين في المرحلة الصعبة هي الحفاظ علي التوازن النفسي وعلى المزاج الطبيعي بعيداً عن التعصب والتصرف بشكل مستاء .
وكلما قل رد الفعل الذي تقوم به أثناء استفزازك، واستخدمت الحكمة في التعامل مع الوضع الغير العادي أثناء شعورك بالضيق أو التحدي من طرف المراهق، قبل أن تقول أو تفعل شيئا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتأزمه، قم بأخد نفس عميق وعد ببطء إلى عشرة .
وفي كثير من الحالات، عندما تعد إلى عشرة تكون قد استعدت قوتك وحافظت على برودة أعصابك، وحضرت استجابه أفضل للقضية بشكل يمكنك فيه التقليل من الاندفاعية وتفادي تفاقم المشكلة .
وإذا كنت لا تزال مستاءً بعد العد إلى عشرة، عليك أخذ وقت للخروج إذا كان ذلك ممكناً، وفور هدوئك ترجع وتتحدث معه من جديد عن القضية، لكن تجنب الحوار معه إن لم تهدأ لأنك قد تتأزم وتُحدث ردة فعل قوية .
إنشاء حدود واضحة مع المراهق
وبما أن معظم المراهقين يريدون أن يتمتعوا بالإستقلال الذاتي بشكل كبير وتام، كن مستعدا لمواجهة تحديات من المراهق لتحقيق ما يرغب في الحصول عليه، من المهم جدا وضع حدود من أجل الحفاظ على العلاقة، هذه الحدود عليها ان تكون قابلة التطبيق والبناء، وينبغي كذلك أن تصاغ بوضوح وبشكل محدد ودقيق .
والحدود الأكثر فعالية يمكن أن تسمى أيضاً بقواعد الأرض او قواعد المنزل او قواعد الفريق أو مدونات قواعد السلوك، وهي تلك التي تكون عادلة ومعقولة، ويمكن تطبيقها بشكل مستمر.
و إذا كنت قد تعاملت مع مراهق وصل الى المرحلة الصعبة في المراهقة من دون ان تضع حدوداً واضحة، الأمور ستصل الى ما لا يحمد عقباه، وتكون أيضا مختلفة .
الحد الأول والأهم في اي حالة كيفما كانت، هو فرض مبدأ الإحترام في التعامل والتصرف تجاه الآخر، وطبعاً يجب الحرص على إعطاء المراهق بعض الاحترام والإمتيازات حتى يبادلك بها.
ينبغي أن تكون قائمة الحدود قصيرة بشكل نسبي و واضحة، وأن يشار إليها خطياً كلما كان ذلك مناسباً، وبطبيعة الحال، قد يقوم بعض المراهقين بالتحدي عمداً لحدودك ولمعرفة ما إذا كنت تعي ما تقوله، ويختبرونك في مقدار ما يمكن الحصول عليه على المدى البعيد.
وفي حال حدوث ذلك، قم بتطبيق مهارات الإتصال والاستراتيجيات التي سنقوم بذكرها في المفاتيح التي سيأتي ذكرها فيما بعد .
التواصل مع المراهق
أشار احد الخبراء في كتاب له أن فن الاتصال هو لغة القيادة، وهذا البيان ينطبق بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالعمل مع المراهقين وتحفيزهم.
فعندما ستواجه الشباب صعوبة في مرحلة المراهقة، يجب تعزيز موقفكم من خلال الاستفادة من مهارات الاتصال الحازمة.
وفي إطار كيفية التواصل بشكل فعال والتعامل مع المراهق في مرحلة صعبة، عليك ان تتعلم كيفيه تقليل مقاومة المراهق وتقليل العناد معه وزيادة التعاون .
تعامل معه بشكل دبلوماسي حتى لا يقول لك لا، وكذلك معرفة ما إذا كان يكذب أم لا، واستعمل معه لغة التفاوض ايضاً.
التركيز على قائد مجموعة المراهقين
العديد من الأساتذة يعرفون انهم عندما يواجهون مجموعة من الطلاب في الصف الدراسي، ليس من الضروري التعامل مع كل طالب علي حده، بل فقط يتم اختيار ما هو في نظرهم قائد او زعيم للتفاوض معه، لأنه يكفي التفاوض مع واحد منهم ليتبعه البقية في القرار المتخد من الزعيم أو قائد المجموعة.
ومن الأساليب الإدارية الأخرى، فصل الأشخاص الذين يشكلون زعماء ومصدر ازعاج واللذين يقومون بالتحدي من خلال مقوماتهم الجسدية عن طريق المقاعد المخصصة ومجموعات الفرق المختلفة وما إلى ذلك لكي يكونوا أقل احتمالاً لتشكيل مجموعة كبيرة قد تصعب السيطرة عليها فيما بعد.
الطريقة التي تنفع مع الطلاب يمكن أن تنفع أيضاً مع المراهقين في حالات أخرى متعددة، سواء كانوا أطفالك، اورياضيين، اوموظفين، أو أعضاء من المجموعة، فقط من خلال التركيز علي القائد او الزعيم، وتقسيمهم بشكل منفرد وقهر سلوكهم الغير لائق.
الحفاظ على حس الفكاهة والتعاطف مع المراهق
في الحالات العادية نسبياً، عندما يكون المراهق في المرحلة الصعبة، إظهار التعاطف من خلال عدم الإفراط في رد الفعل، والرد بابتسامة بدلًا من العبوس والتعصب، حل من الحلول التي ستفيد.
قم بصياغة بعض الكبلام المباشر إلى كلام بحس دعابة وفكاهة سيتقبله المراهق أكثر، في كثير من الأحيان المراهقون يكرهون صيغة النصيحة والأمر، وقد تدفع ببعضهم إلى المعاندة والقيام بالعكس، لذلك استخدم حس الفكاهة من آن لآخر.
منح مساحة معقولة للمراهق وعدم الضغط عليه في إرغامه على تقبل النصيحة، من المفاتيح التي توفر عليك الكثير من الجهد في التعامل والتواصل.
من المؤكد ان التصريحات المتعاطفة لا تبرر السلوك الغير المقبول، والنقطة هي أن تذكر نفسك بأن النضال معهم والخوض في تجربتهم يمكن ان تساعدك على ربط العلاقة بينهم مع الإتزان في التعامل معهم .
منح المراهق فرصة للتعبير عن نفسه
العديد من المراهقين في المرحلة الصعبة يتصرفون كيف ما شاءوا ولا يستمعون الى من هم اكبر منهم، فعندما ترى مراهقاًً مستاءً او يشعر بضيق في داخله، قدم له خيار للحديث معك، فعلى سبيل المثال يمكن لك ان تقول له :" انا هنا من اجل ان استمع اليك عزيزي إذا كنت تريد الحديث معي " .
ثم اجعل نفسك متاحاً للمراهق وقتما شاء، لكن تجنب ان تُصر في رغبتك بالحديث معه، قم باستخدام طريقة الإنسحاب والسماح للمراهق بأن يأتي اليك عندما يكون مستعداً ليحكي معك عن ما يهمه .
وفي الحالات المناسبة عندما تريد التواصل مع مراهق أو ان يحدثك عن تجربته، احرص على الإستماع إليه دون ان تعلق على كلامه (علي الأقل لفترة من الوقت حتى يحس على ان له الحرية في قول ما يشاء ).
فقط جرد نفسك من صفة المربي او الأب او الكفيل وكن له صديقا، يحكي له عن اموره الشخصية ويستمع اليه ليساعده عن حل لما يعانيه، بغض النظر عن الدور الفعلي الذي تقوم به تجاه المراهق .
يجب السماح للمراهق بان يشعر بالحرية في الكشف عن ما يحس به وفي مساعدته في حل اشكاليته. وقبل تقديم اي ملاحضة او التعليق على كلامه، إسال المراهق إذا كان على استعداد لسماعك .
وعند الحديث عن القضايا التي تشغل باله، وإذا كانت تشمل مجملها المشاكل التي يعاني منها المراهق وينتظر حلها، التمس منه التدخل قصد مسائلته عن كيفية التعامل مع مثل هذه المشاكل، ثم انتظر حتى يأتي بافكاره ويقوم ببناءها، تجنب الإصرار على حل واحد بل اترك له مجال التفكير ليقوم باقتراح حل لها، وقم بدراسة افكاره وجمعها للتوصل الى حل نهائي ومعقول .
مع مراعاة تذكيره انه هو من وجد حل لمشاكله حتى يحس على انه ساعد على تجاوز ما يعاني منه. من ناحية أخرى، إذا كان ما يتحدث عنه هو في الغالب عبارة عن اللوم، والشكاوى، والانتقادات، قد لا تتفق او قد تختلف معه .
ببساطة احرص على أخذ كل ما يقوله المراهق بعين الإعتبار، وتقديم الدعم النفسي له وتوجيهه، ولكي يتوصل إلى الحل بنفسه عليك تركه لحل مشكلته عن طريق وضع مجموعة من الأفكار واسترسالها ثم تكوين فكرة موحدة وجعلها هي الحل .
فرض الإحترام والتعاون وتحمل المسؤولية
عندما يصر مراهق على انتهاك القواعد والحدود المعقولة التي تم وضعها، واتخاذه لوضعية رفض لكل ما تسأله عنه، في تلك الحالة لن ينفع معك سوى الحزم وإجبار المراهق على التحول من حالة المقاومة إلى حالة الاحترام و التعاون، من خلال ان تشرح له أن خرق الحدود المتفق عليها والتي تم وضعها لها نتيجة ويجب عليه تحملها، حتى تكون درساً ويحترم أي قاعدة أو مبدأ تم وضعه.
المراهق تمر عليه تلك المرحلة بصعوبة، يكتشف فيها ذاته ويبني شخصيته للمستقبل، لذلك من المهم إدراك كيفية التواصل بشكل فعال والتعامل بحكمة مع المراهقين اللذين وصلوا الى المرحلة الصعبة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_1482