علاج المريض النفسي
علاج المريض النفسي والزواج
· هناك اعتقاد خاطئ بأن المرض النفسي سينتهي بمجرد الزواج في بعض الحالات، وهذا الاعتقاد يسبب العديد من المشاكل بل والصدمات، حين يجد المريض نفسه وقد تزوج ورغم ذلك لم يشفى من المرض النفسي.
ومن أمثلة المرض النفسي الذي يظن البعض أنه سينتهي بمجرد الزواج:
إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، فهناك اعتقاد بأن مدمن مشاهدة الأفلام الإباحية سيشفى تماماً بمجرد أن يقوم بممارسة الأفعال الجنسية بنفسه، وأنه عندما يتعود على العلاقة الحميمية مع زوجته، فلن يكون هناك حاجة إلى مشاهدتها في الأفلام الإباحية.
وهذا اعتقاد خاطئ تماماً، فالإدمان لا علاقة له بكون المدمن متزوج أم لا، فالإدمان له طرق واضحة للعلاج ليس منها الزواج، ولكن منها تدريب المدمن على الامتناع عن المادة الإدمانية، وتشجيعه ومكافئته على هذا الامتناع كلما تحقق ذلك، وأن تكون المكافئة تصاعدية وبالتدريج، بحيث أنه لا يتم مكافئته بمكافئة كبيرة في البداية، ولكن قد تكون مكافئة رمزية، ثم تتصاعد مع تصاعد مراحل الشفاء لديه حتى يصل للشفاء التام.
أما الزواج فإنه لا علاقة له بالشفاء من الإدمان، وقد يكون سبباً في تعقد المشكلة وليس حلها، حيث أن الزوجة تتعرض لصدمة كبيرة بسبب أن زوجها يتركها ويفضل مشاهدة النساء الأخريات عليها، بما قد يرسب بنفسيتها عدم ثقة كبيرة بنفسها، لظنها أن النساء الأخريات أفضل منها في الرشاقة، وهذا اعتقاد خاطئ منها، فمدمن مشاهدة الأفلام الإباحية لا ينظر إلى شخوص ممثلات الأفلام الإباحية، ولكن ينظر إلى عنصر آخر يثيره، قد يكون سيناريو معين، أو موقف معين، أو حالة معينة، لا علاقة لها بالممثلة، فقد تتغير الممثلات كل دقيقة في الفيلم ولكن يبقى ما يثير المدمن هو الأساس أياً كان من يقوم به.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الزواج في حالة إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية لا يسبب المشاكل دائماً، فمن الممكن أن يستغل المدمن زواجه بطريقة إيجابية، خاصة إذا ما شاركته زوجته التدريبات التي يقوم بها في علاج إدمانه، وسعيها معه لكي يحقق الشفاء التام من هذا الأدمان.
كذلك فإن العلاقات العاطفية لا تعالج اضطرابات الشخصية، فكثيراً ما نجد في بعض الأعمال الفنية شخص منطوي تتحسن حالته فجأة لمجرد أنه تمكن من الفوز بعلاقة بالجنس الآخر، وهو اعتقاد خاطئ تماماً، فالعلاقات العاطفية لا تحقق الشفاء التام من الاضطرابات النفسية لمجرد تحققها، فالإنسان الذي يشعر بارتباك وتلعثم حين يواجه الجنس الآخر، فإن حالته لا تشفى لمجرد أنه دخل في علاقة عاطفية، ولكن يجب على الإنسان فهم أنه يجب عليه أن يسير في اتجاه العلاج العلمي تحت إشراف طبي لكي تنجح محاولاته بشكل سليم، أما الدخول في علاقة بدون العلاج المتخصص فهذا يؤدي إلى تفاقم المشكلة وليس حلها، خاصة حين تنتهي العلاقة بشكل سلبي، فأغلب الظن أن الصدمة على المريض النفسي ستكون مضاعفة.
علاج المريض النفسي بالقرآن
· المرض النفسي له طرق علاج متعارف عليها عند ظهور كل مرض، وذلك بالجلسات العلاجية والمتابعات المنتظمة والملاحظة الدقيقة لردود الأفعال مع المتغيرات المختلفة وتطوراتها سواء من المريض، أو من المتعاملين مع المريض.
· ولنا أن نسأل السؤال بشكل مختلف، هل يشفى من تكسر قدماه في حادث عند سماع القرآن؟ أم أنه يجب أن يذهب للطبيب المتخصص في العظام لكي يقوم بدوره، ثم بعد ذلك وبعد الحصول على الدواء المناسب يقوم المريض بسماع القرآن لتحقق شفاء أسرع وذلك من خلال الاطمئنان الذي يحققه سماع القرآن لسامعه.
· هذا هو تحديداً ما نريد الوصول إليه بشأن المرض النفسي، فسماع القرآن يساعد على الشفاء، بل ويجعل الشفاء يسير في شكل متسارع تماماً، ولكن قبل الوصول للشفاء يجب أولاً عرض الأمر على الطبيب المتخصص لكي يضع التشخيص المناسب ويصف العلاج، فهناك عبارة شهيرة تقول أن الطبيب يعالج والله يشفي.
· وقد أمرنا الله بالأخذ بالأسباب، ومعنى ذلك أن نعرف من أي تؤكل الكتف، ونسأل أهل التخصص في كل مرض، ثم نسمع القرآن ونحن موقنون من تأثيره بإذن الله.
هل يمكن أن نعلاج المرض النفسي بدون طبيب؟
· هذا السؤال يتوقف على مدى تطور المرض النفسي عند المريض، وعلى مدى الوعي النفسي لدى المريض وأسرته، فالأمر لا يبدأ عادة بالمرض النفسي، ولكن قد يبدأ باضطرابات في الشخصية وعند عدم التعامل معها بشكل سليم يتطور الأمر للمرض النفسي.
· وهنا تكمن أهمية الثقافة النفسية بشكل أساسي لتحقيق الشفاء بدون طبيب في بعض الاضطرابات النفسية، فالثقافة النفسية السليمة تجعل من الإنسان رقيباً رقابة واعية على نفسه، بشكل يجعله يتعامل مع المواقف الصعبة بشكل ناجح، فالتعامل السليم مع المواقف الصعبة يزيد من المناعة النفسية ويجعلها قادرة على تحمل العبارات الحساسة باحترافية نفسية رائعة.
· ولكن عند اكتشاف تصرفات غير منطقية وغير سليمة، مثل أن يكون الإنسان غير متحكم في اختياراته، أو يكون واقعاً تحت تأثير أوهام مرضية، حينها يجب أن يعترف الإنسان بعجزه عن علاج نفسه واحتياجه لمتخصص لتحقيق الشفاء الحقيقي من الحالة المرضية وليس مجرد تحسن نسبي.
· وحين يحاول المرض أن يؤجل زيارة الطبيب المتخصص ويحاول جمع بعض المعلومات عن مرضه، فقد يشعر بتحسن ملحوظ نتيجة الوعي والاستبصار بالمشكلة، ولكن يجب أن يعلم المريض أن هذا التحسن لا يستمر لفترة طويلة، وسيعود المريض لممارسة عاداته المرضية من جديد بعد فترة من الوقت، طالت أم قصرت، فالحل الحاسم هو العرض على متخصص ثقة أمين.
المرض النفسي الجنسي وعلاجه
· هناك تطورات نفسية سلبية تحدث لمريض مشاهدة الأفلام الإباحية، وهي تحدث عندما تتغير الصورة الذهنية السليمة الفطرية للعلاقة الحميمية، وتتبدل ليظن المدمن أن السيناريو الذي يثيره في الفيلم الإباحي هو الأفضل وهو الحقيقي، وهو ظن غير صادق.
· فهناك من المدمنين من يثيره العلاقة الحميمية بطريقة غير سليمة، مثل العلاقة الحميمة بالإفراط في الضرب، أو العلاقة الحميمة مع وجود حالة من الذل.
· والمريض في تلك الحالة يكون في حاجة إلى علاج نفسي جنسي، يصحح من خلالها معتقداته عن العملية الجنسية، وظنونه عن العلاقة الحميمية، لترجع إلى الصورة الذهنية الواقعية الصحية.
· فالعلاج الجنسي ممكن وموجود، ولكن يحتاج إلى شجاعة واعتراف من المريض، وصبر من المحيطين به، لكي يعبر مراحل شفاء هذا المرض بأمان.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6523