نشأة علم النفس التطوري ومفهومه
جدول المحتويات
ما هو علم النفس التطوري؟
يهتم بدراسة العقل البشري من خلال البحث في آلية عمل العقل ووظائفه التي يقوم بها، بالإضافة إلى دراسة الترابطات التي تكون بين الوظائف والبيئة المحيطة مع مراعاة المثيرات والشروط التي من خلالها يتم خلق السلوك البشري.
يقوم ذلك العلم بين علم النفس المعرفي وبين الانتخاب الطبيعي وذلك لأن العقل البشري قد تم تعريفه على أنه يعد برنامج واحد ذات عرض دائم، ولكن القدرة التي منحها الله تعالى للعقل البشري والتي تتمثل في قدرته على القيام بالكثير من الوظائف في آن واحد، مما جعل الكثير من العلماء يذهبون إلى أن العقل البشري يتكون من وحدات منفصلة تؤدي كل واحدة منها وظيفة محددة مع وجود توافق وانسجام بين جميع هذه الوحدات.
وهذا الأمر ينسجم مع فكرة الانتخاب الطبيعي التي من خلالها يتم تشجيع فكر الصنع للعديد من الأنظمة التي تكون محددة من أجل القيام بوظائف محددة، بحيث يتم تنفيذ هذه الوظائف بسرعة وبقوة مما يمكنها من أن تسبق البرنامج العام الذي يتم عرضه في النهاية لهذه الوظائف.
ويسعى علماء النفس التطوري إلى شرح العواطف الخاصة بالبشر وعواطفهم وكذلك شرح الصفات العقلية والصفات النفسية لهؤلاء البشر والتي منها الذاكرة والإدراك واللغة، وذلك استنادا إلى نظرية داروين التطورية وذلك من خلال الانتقاء الطبيعي ويفترض هذا الفرع من علم النفس أن الحالة النفسية للإنسان لا تعتمد فقط على تجارب الشخص فحسب، ولكنها تعتمد أيضا على العديد من التفضيلات التي لها جذور جنينة والتي انطبعت في صفات الشخصية ملايين السنين.
نشأة علم النفس التطوري
يعد داروين هو أول عالم يستحق لقب أول علم نفس تطوري وذلك لان ملاحظاته التي قام بتدوينها في عام 1873 قد أرست الأساس العلمي لذلك العلم في وقت لاحق لذلك الوقت حي ثان داروني قد قام بطرح أول فكرة خاصة بالتعبيرات العاطفية البشرية، والتي تعد على الأرجح هي نفس الطريقة التي من خلالها تطور الصفات الجسدية للإنسان، وفي عام 1890 م قد قام وليام جيمس اسم ذلك العلم في كتابه الشهير مبادئ علم النفس.
وقد توصل جيمس إلى أن العديد من التصرفات التي يسكنها الإنسان في حياته اليومية تعكس عمل غرائزه التي تعد هي عبارة عن استعدادات موروثة نحو محفز معين، وفي عام 1908 قد قام ويليام ماك دوغال بتبني فكرة جيمس ويليام في كتابة الشهير مقدمة في علم النفس الاجتماعي حيث أن ماكدوغال قد اعتقد أن العديد من السلوكيات الاجتماعية للبشر تكون مدفوعة بالغرائز إلا انه قد افترض أن هذه الغرائز هي عبارة عن عمليات معقدة يتم من خلال قيادة المحفزات التي تتمثل في العوائق الاجتماعية إلى حالات عاطفية معينة والتي تتمثل في سلوك الغضب والتي بدورها قد تزيد من احتمال حدوث سلوكيات معينة مثل العدوان.
وقد نبني جونسون رؤية سلوكية قد دافع عنها بقوة وهي أن العقل البشري في الأساس أنه عبارة عن وعاء فارغ ويتم تحديد سلوكيات الفرد من خلال التجارب التي يعترض لها بعد الولادة، وفي أواخر السبعينات بدأ علم النفس السلوكي ينحسر تدريجيا إلا أنه في الثمانينات قد ظهر ذلك العلم في ثوبه الجديد حيث قد قام علماء النفس التطوريين في ذلك الوقت بمراعاة جميع التطورات التي قد ظهرت في العديد من المجالات المختلفة والتي تتضمن:
- علم النفس المعرفي.
- علم الأحياء التطوري.
- علم النفس الاجتماعي.
ما هو منهج علم النفس التطوري؟
يفترض أنظار منهج ذلك العلم أنه عندما واجه السابقون العديد من المشاكل وجاهدوا للبحث عن طرق مناسبة لحل هذه المشاكل كان في الوقت نفسه بعض الأفراد الذين يتمتعون وغرائز فطرية معينة قد أعطتهم هذه القدرة على اكتشاف وتطبيق الحلول الأكثر نجاحا في حل هذه المشاكل.
وبهذا اكتسبوا هؤلاء الأفراد صحة أكثر وعمر أطول مما سمح لهؤلاء الأشخاص بإنتاج الكثير من الأطفال وذلك من خلال عملية الانتقاء الطبيعي، ووفقا لأنصار هذا المنهج فان هؤلاء الأشخاص قد تمتعوا بمزايا نفسية جدية التي من خلال قاموا بنقل هذه الصفات السلوكية إلى الأجيال التالية مما أدى إلى وجود نسلا يتمتع بالعديد من السلوكيات التكيفية.
نظريات علم النفس (التطوري)
هناك العديد الخاصة بهذا الفرع من علم النفس ولكن ننفرد بعض نظرية بياجيه لأنه يعد رائد هذا العلم.
نظرية بياجيه للتطور المعرفي:
المرحلة الحسية الحركية:
وهذه المرحلة يمر بها الفرد من لحظة الولادة حتى يكمل 18 شهر ويتميز فيها الطفل بعدة مزايا وهي:
- ثبات الإدراك: حيث أن الطفل ففي هذه المرحلة يدرك أنه من الضروري المحافظة على الشيء ذاته حتى في حالة رؤيتنا له من زوايا متنوعة.
- ادارك الثبات: يتعلم الطفل في هذه المرحلة أن الأشياء تكون موجودة بالفعل حتى اذا لم يتمكن من رؤيتها.
- استعمال الرموز: حيث إن الطفل يتمكن في هذه المرحلة من تحويل الأشياء التي يمتلكها إلى رموز.
- التقليد: حيث انه خلال هذه المرحلة تتطور قدرات الطفل العقلية ويصبح بإمكانه تقليد الآخرين وذلك معتمدا على ما قام بتخزينه في ذاكرته.
- اللغة: حيث أن لطفل خلال السنة والنصف يتمكن من استخدام مفردات اللغة مما يدل على نضجه العقلي.
مرحلة الذكاء ما قبل العمليات:
تمتد هذه المرحلة من عمر 18 شهرا إلى عمر السبع سنوات وهذه المرحلة يتم تقسيمها إلى مرحلتين هما:
- مرحلة ما قبل التصور: وهي التي تبدأ من عمر 18 شهرا حتى عمر 4 سنوات ويتميز الطفل في هذه المرحلة بقدرته على تخيل العديد من الأشياء التي لم تكون أمام عينيه، ولكنه في نفس الوقت غير قادر على تصنيف الأشكال ووضعها في مجموعات محددة.
- المرحلة الحدسية: وهي تلك المرحلة التي تمتد من 4 سنوات وحتى عمر سبع سنوات، وفي هذه المرحلة يتمكن الطفل من تنظيم الأشياء في مجموعات محددة.
مرحلة التفكير الملموس:
وهذه المرحلة تمتد من عمر سبع سنوات وحتى عمر 11 سنة، ويتمكن الطفل في هذه المرحلة من تنفيذ العديد من العمليات المنطقية بالإضافة إلى نمو قدرته على التخطيط.
مرحلة التفكير الرسمي:
تمتد هذه المرحلة من 12 سنة فما فوق وهنا يبدأ الطفل في التفكير في المستقبل، كما أنه يتمكن من صياغة العديد من الحلول التي تخص هذه المشكلة فضلا أنه يقوم في هذه العمر بفهم النظريات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13377