أسرار حول غابات الأمازون وأهميتها للبشرية وأهم سكانها

تعتبر الغابات الاستوائية هي القلب النابض لكوكبنا، والضامن لاستمرار مختلف أشكال الحياة على وجه الأرض، وتعد غابات الأمازون أهمهما على الإطلاق، مشكلة بذلك أضخم منظومة إيكولوجية برية في العالم. فما هي غابات الأمازون؟ وما مزاياها وخصائصها، هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور المقبلة في موقع مفاهيم. قراءة ممتعة!

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• تعريف غابة الأمازون
• نشأة حوض نهر الأمازون
  • دورة المياه في حوض نهر الأمازون
• غابات الأمازون والتنوع الطبيعي
• من يعيش في غابات الأمازون؟
• غابات الأمازون والتغير المناخي
• مميزات غابة الأمازون
• ما أهمية غابات الأمازون للتوازن البيئي العالمي؟

تعريف غابة الأمازون

غابات الأمازون المطيرة، هي غابات استوائية كبيرة تمتد على طول حوض الأمازون وروافده في شمال أمريكا الجنوبية، وتغطي مساحة قدرها 2300000 ميل مربع (6،000،000 كيلومتر مربع)، ومن أهم خصائصها ما يلي:

• تضم حوالي 40 بالمائة من المساحة الكلية للبرازيل، وتحدها مرتفعات غيانا من الشمال، وجبال الأنديز من الغرب، والهضبة الوسطى البرازيلية من الجنوب، والمحيط الأطلسي من الشرق.
• يعتبر الأمازون أكبر نهر في العالم. ويرجع المدى الهائل لغاباته المطيرة لمعدلات تساقطات الأمطار المرتفعة، والرطوبة العالية ودرجات الحرارة الساخنة التي تسود المنطقة.
• تقع غالبية هذه الغابات في البرازيل، حيث تبلغ نسبة الغابات فيها 60٪، كولومبيا بنسبة 10٪، تليها بيرو بنسبة 13٪، وبنسب صغيرة في فنزويلا والإكوادور وبوليفيا وغويانا وسورينام وغويانا الفرنسية.
• وتمثل غابة الأمازون أكثر من نصف الغابات المطيرة المتبقية على كوكب الأرض، ويضم أعظم تنوع بيولوجي في الغابات المطيرة الاستوائية في العالم، مع ما يقدر بنحو 390 مليار شجرة فردية مقسمة إلى 16000 نوع.

نشأة حوض نهر الأمازون

• عرف نهر الأمازون منذ قرون، تدفقا من الشرق إلى الغرب، مفرغا في المحيط الهادي، لكن بسبب ارتفاع جبال الأنديز، والتي امتدت على مساحة الجانب الشرقي من قارة أمريكا الجنوبية منذ ما يقارب 20 مليون سنة، منعت هذه الكتلة الناشئة تدفق نهر الأمازون.
• وتشكلت بحيرات المياه العذبة نتيجة لذلك، وانعكس تدفق النهر تدريجياً من الغرب إلى الشرق.
• ومنذ حوالي 10 ملايين سنة، وصل النهر إلى المحيط الأطلسي، بالقرب من مدينة بيليم في البرازيل، وهو ما عليه اليوم.

دورة المياه في حوض نهر الأمازون

كل عام، تعرف غابات الأمازون المطيرة، هطول أمطار غزيرة - ما بين 1500 ملم و 3000 ملم - فمن أين تأتي كل هذه المياه؟

• تأتي الرياح التجارية الشرقية التي تهب من المحيط الأطلسي بحوالي نصف الأمطار المتساقطة، والنصف الآخر ينتج بسبب تبخر الماء من التربة وخلال عملية النتح من النباتات في حوض نهر الأمازون.
• إذا تعطل هذا التبخر أو تناقص لأي سبب من الأسباب، فإن المناخ في جميع أنحاء المنطقة - وبالتالي المناخ العالمي - سوف يتأثر بشكل كبير. نظرا لدوره في الحفاظ على التوازن البيئي.

غابات الأمازون والتنوع الطبيعي

تعد الغابات المدارية الرطبة أكثر المناطق الطبيعية غنى بالأنواع الحيوية، وعموما فالغابات المدارية الواقعة في الأمريكيتين، تعد أكثر ثراء من نظيرتها في إفريقيا وآسيا، وذلك يرجع إلى:

• باعتبارها أكبر منطقة في الغابات الاستوائية المطيرة في الأمريكيتين، تتمتع غابات الأمازون المطيرة بتنوع بيولوجي لا مثيل له.
• يعيش واحد من كل عشرة أنواع معروفة في العالم في غابات الأمازون المطيرة. هذه أكبر تشكيلة من النباتات الحية والأنواع الحيوانية مقارنة بأي نظام إيكولوجي على وجه الأرض.
• تضم هذه الغابات حوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات، وعشرات الآلاف من النباتات، وحوالي ألفي صنف من الطيور والثدييات.

حتى الآن، تم تصنيف ما يلي:

• 40،000 نوع نباتي
• 2200 سمكة
• 1،294 طائرًا
• 427 من الثدييات
• 428 من البرمائيات
• 378 من الزواحف.

يوجد واحد من كل خمسة أنواع من الطيور المعروفة في غابات الأمازون المطيرة، نفس النسبة مع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة، كما تضم هذه الغابات بعض أنواع الحيوانات الخطيرة مثل الأسود والثعابين والتماسيح.

من يعيش في غابات الأمازون؟

• تعتبر غابات الأمازون مسكنا لما يزيد عمن 30 مليون شخص، حيث يتمركزون في منطقة شاسعة متفرعة إلى تسعة حكومات سياسية وطنية مختلفة.
• وفقًا لمنسق منظمات السكان الأصليين في حوض الأمازون (COICA)، لا يزال حوالي 9 ٪ (2.7 مليون) من سكان الأماز 9 ٪ (2.7 من السكان الأصليين، منقسمين على 350 مجموعة عرقية مختلفة، لا يزال أكثر من 60 منها معزولة إلى حد كبير.
• ومن أشهر القبائل في هذه الغابات قبيلة "ووراني" وهم من القبائل البدائية الذين يعيشون حياة بسيطة ويمشون عراء ويتغذون على الحيوانات الموجودة بالغابة.

غابات الأمازون والتغير المناخي

تظهر إحدى النماذج الحاسوبية لتغير المناخ المستقبلي، الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة، أن غابات الأمازون المطيرة يمكن أن تصبح غير مستدامة في ظل ظروف انخفاض الأمطار بشدة وزيادة درجات الحرارة، مما يؤدي إلى فقد شبه كامل لغطاء الغابات المطيرة في الحوض بحلول عام 2100، وذلك يرجع إلى:

توصلت دراسة أجريت عام 2009 إلى أن الارتفاع بمقدار 4 درجات مئوية في درجات الحرارة العالمية بحلول عام 2100 سيؤدي إلى انقراض 85 ٪ من غابات الأمازون المطيرة، في حين أن ارتفاع درجة الحرارة 3 درجات مئوية سيقضي على نحو 75٪من أراضي الأمازون.

• إزالة الغابات في منطقة غابات الأمازون المطيرة لها تأثير سلبي جدا على المناخ المحلي أيضا. فقد كان أحد الأسباب الرئيسية للجفاف الشديد في الفترة 2014-2015 في البرازيل راجعا إلى هذا السبب بالذات. ذلك لأن الرطوبة القادمة من الغابات مهمة لهطول الأمطار في البرازيل وباراغواي والأرجنتين.
• في أبريل 2019، أوقفت المحكمة الأكوادورية أنشطة التنقيب عن النفط في 1800 كيلومتر مربع من غابات الأمازون المطيرة. وفي يوليو 2019، منعت المحكمة الأكوادورية أيضا الحكومة من بيع الأراضي بالغابات لشركات النفط.
• وفي سبتمبر 2019، وافقت الولايات المتحدة والبرازيل على تعزيز تنمية القطاع الخاص في منطقة الأمازون.
• كما تعهدوا بإنشاء صندوق لحفظ التنوع البيولوجي بقيمة 100 مليون دولار في منطقة الأمازون بقيادة القطاع الخاص. حيث صرح وزير خارجية البرازيل بأن فتح الغابات المطيرة أمام التنمية الاقتصادية هي الطريقة الوحيدة لحمايتها.

مميزات غابة الأمازون

غابة الأمازون هي واحدة من أهم وأكبر الغابات الاستوائية المطيرة في العالم، وتُعتبر من أعظم كنوز الطبيعة. إليك بعض مميزات غابة الأمازون التي تجعلها فريدة ومهمة على مستوى العالم:

• غابة الأمازون هي موطن لحوالي 10% من جميع أنواع النباتات والحيوانات المعروفة على كوكب الأرض.
• تُعتبر غابة الأمازون من أكبر مصادر إنتاج الأوكسجين في العالم، حيث تُنتج حوالي 20% من الأكسجين على الأرض.
• غابة الأمازون ليست فقط موطنًا للحياة البرية، بل أيضًا للعديد من القبائل الأصلية التي تعيش فيها منذ آلاف السنين.
• تحتوي غابة الأمازون على موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك الأخشاب، النباتات الطبية، والمعادن.
• نهر الأمازون وروافده يشكلون أحد أكبر مخازن المياه العذبة في العالم، وهو مصدر حيوي للحياة في المنطقة.

خلال فترة نصف قرن الماضية، فقدت منطقة الأمازون التي لا نهاية لها على ما يبدو، ما لا يقل عن 17٪ من الغطاء النباتي الخاص بها، وتعرضت العديد من الأنواع المستوطنة لموجات من استغلال الموارد والصيد الغير مقنن، إن لغطاء مظلة الأمازون دورا مهما في:

• تعد غابات الأمازون رئة العالم لأنها تساعد على تنظيم درجة الحرارة والرطوبة، كما له ارتباط وثيق بنمطية المناخ الإقليمية وذلك من خلال الدورات الهيدرولوجية.
• وبالنظر إلى الكم الهائل من الكربون المخزن في غابات الأمازون، هناك إمكانات هائلة لتغيير المناخ العالمي إذا لم يتم إدارته بشكل صحيح.
• يحتوي الأمازون على ما بين 90 و 140 مليار طن متري من الكربون، حتى إن إطلاق جزء منه بفعل تدخل بشري مقصود أو غير مقصود، من شأنه تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل كبير.
• يؤدي تحويل الأراضي وإزالة الغابات في منطقة الأمازون إلى إطلاق ما يصل إلى 0.5 مليار طن متري من الكربون سنويًا، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن حرائق الغابات، مما يجعل الأمازون عاملاً مهمًا في تنظيم المناخ العالمي.