فن الاحتواء الإنساني وأهميته وأنواعه وأهدافه
ما هو الاحتواء الإنساني؟
كلمة الاحتواء تعني القدرة على الاستيعاب، والاحتواء الإنساني يعني استيعاب البشر وتقبلهم والقدرة على التعامل معهم، حيث أن الاحتواء يختلف باختلاف العلاقات ويكون بحسب دور كل شخص تجاه الآخر، مثل احتواء الزوج للزوجة لأن من دورة ذلك الاحتواء وإن لم يحتوي فهو مقصر ومذنب، وأيضاً احتواء الأم لأبنائها هو واجب عليها، وكذلك احتواء الأب لأبنائه، واحتواء الرجل لأمه وأبيه، وغيرها من العلاقات.
أنواع الاحتواء في العلاقات
ينقسم الاحتواء إلى أربعة أنواع، وكل نوع له أهمية كبيرة في نجاح العلاقات، فلا يجب الوقوف عند نوع واحد فقط لأن الاحتواء بذلك يصبح ناقصاً، بل يجب الدمج بين جميع الأنواع ومحاولة تنفيذها، ومن هذه الأنواع ما يلي:
- الاحتواء الفكرييعني القدرة على تقبل أفكار الطرف الآخر وعدم مهاجمتها بسرعة قبل التفكير في تقبلها أو تفهمها لأنها يمكن أن تكون صحيحة، وكذلك القدرة على تحمل هذه الأفكار وتصحيح الخاطئ منها بأسلوب بناء، والقدرة على المشاركة في حل المشكلات الموجودة عند الطرف الآخر، والاحتواء الفكري بين الزوجين يتضمن استماع كل طرف للآخر وتقبل الأفكار ولو بصفة مؤقتة حتى يتم حل المشكلة.
- الاحتواء الانفعالي النفسييعرف الاحتواء الانفعالي بأنه القدرة على احتواء الطرف الآخر في وقت الانفعال والصبر عليه والاهتمام بمشاعره وتقديرها وإظهار الاحترام لها حتى ولو بدرت من الطرف الآخر أخطاء كلامية، مثل صبر الزوجة على الزوج عندما ينفعل وامتصاص غضبه، وصبر الزوج أيضاً على زوجته عندما تفضفض له بالحوار، واحتواء الأم لأبنائها حتى يتعلمون ويفهمون الصح ويميزون الخطأ.
- الاحتواء الجسدييمكن وصف الاحتواء الجسدي بأنه قدرة الإنسان على العطف وإظهار المودة والحب والحنان من خلال التواصل الجسدي، مثل القبلات والأحضان ولا يقتصر ذلك على الزوجين فقط بل يشمل أيضاً الحب النقي من الأم لأبنائها ومن الأب لأبنائه، فقبلة على الجبيب تعني احتواء جسدي وأيضاً العناق وإظهار بعض اللمسات الحانية مثل المسح على الرأس وغيرها من طرق الاحتواء الجسدي، وبالنسبة للزوجين فيتضمن ذلك الاحتواء العلاقة الحميمية الناجحة بين الزوجين، والتي تحقق إشباع للطرفين.
- الاحتواء عند الاعتذارفي كثير من الأحيان وفي كثير من العلاقات نجد المشاكل تحدث ولا يرغب أحد في الاعتذار حتى ولو كان هو المخطئ، وعندما نسأل أنفسنا عن السبب؟ نجد الإجابة تخبرنا بسبب عدم وجود احتواء عند الاعتذار، حيث قد لا يتقبل شخص ما اعتذار الشخص الآخر، بل ويستغل ذلك ويعتبره نقطة ضعف الطرف الآخر، أو قد يعايره به بعد ذلك وفي كل مرة يذكره بأنه كان مخطئ قبل ذلك، الأمر الذي يشوه ثقافة الاعتذار بدلاً من فهمها بشكل صحيح.
فالاعتذار في الحقيقية أسلوب راقي جداً وله الكثير من المعاني الجميلة، مثل (أنا أعترف بخطئي فأنا إنسان صاحب حق وعدل)، (أنا أعتذر عن خطئي لأنني أدركت أن الفعل الذي قمت به كان سخيفاً وأحمق)، (أنا ندمت على الأفعال الخاطئة وأود أن أصلح من أخطائي وأن أبدأ صفحة جديدة)، (أنا عرفت أنك إنسان لا تستحق الأفعال السيئة التي فعلتها بك) (أطلب منك العفو والمسامحة)، وبذلك فإن الاعتذار يزيد من قيمة الإنسان ولا يقللها مطلقاً، بل وعلى العكس من ذلك فعدم الاعتذار يعني التكبر والبعد عن الحق.
وبذلك فإن الاحتواء عند الاعتذار لا بد وأن يشمل قبول الاعتذار والصفح سريعاً والمسامحة والتعامل بقلب أبيض واعتبار ذلك الاعتذار من مميزات الطرف الآخر.
فن الاحتواء الإنساني للمرأة
إن مصطلح احتواء المرأة يكون عكس العنف ضد المرأة، حيث يحتفل العالم بوقف العنف ضد المرأة في اليوم الخامس والعشرون من نوفمبر من كل عام، وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسات تؤكد استمرار العنف ضد المرأة في كثير من الأماكن.
وقد أكد خبراء العلاقات الأسرية بأن العلاقات المنزوعة من الاحتواء هي علاقات فاشلة خالية من الحب الحقيقي، كما أكد الخبراء أن عدم إعطاء الرجل للمرأة حقها العاطفي فذلك يعد نوع من أنواع العنف بسبب طبيعة المرأة العاطفية.
وقد أكد خبراء العلاقات الأسرية بوجود ستة طرق تساعد على احتواء الرجل للمرأة وكسب قلبها، وتتمثل تلك الطرق في ما يلي:
- أن يكون الرجل هو السند والأمان للمرأة
فلا يجب على الرجل أن يصطدم بها أو يجرحها أو يقسو عليها، بل يجب أن يقبلها وأن يشعرها بأنه الصدر الحنون الذي تلجأ إليه حين تحتمي من شرور الدنيا، لذلك وفي أصعب الظروف يجب أن الرجل هو الحنان والأمان لزوجته.
- احترام مشاعر وعاطفة المرأة
يجب على الرجل أن يحترم مشاعر زوجته وأن يعاملها برقة ورفق لأنها مهما أظهرت قوتها أو غضبها فهي في النهاية ضعيفة وتحتاج إلى كلمة طيبة تمتص غضبها وتشعرها بأنوثتها وطفولتها.
- اهتمام الرجل بالمرأة حتى في وقت الانشغال
المرأة مهما كبرت أو تقدمت في العمر فهي كالطفلة تحتاج لأن يحتويها الرجل ويظلل عليها بجناحيه، وتفرح لكلمة تشجيعية أو هدية بسيطة أو اتصال أو رسالة تعبر عن الحب، ويمكن أن تقضي معظم يومها في عمل طوال اليوم من أجل أن ترضي زوجها أو تسعده، لذلك لا يجب أن يبخل الرجل عليها بالوقت مهما كان انشغاله فيجب أن تكون هي الأولوية في حياته.
- تفهم طبيعتها وعاملها كأنثى ليس كرجل
عندما يفهم الرجل طبيعة المرأة ويعرف أن عاطفتها أقوى من عقلها سوف يتقبلها ويحتويها بسهولة عكس الرجل الذي يتعامل مع المرأة كأنها مثله تماماً أو يحسب ويدقق في كل كلمة تقولها، وبذلك فهو يعيش في عذاب دائم له ولشريكته لأنه غير مدرك للأمور بشكل صحيح.
فن الاحتواء الإنساني للأبناء
يحتاج الطفل منذ الولادة إلى احتواء الأم حيث يهدأ حينما يسمع صوتها الهادئ ويفرح عندما يشعر أنه بين يديها، وكذلك الطفل في عمر الحضانة وفي المرحلة الابتدائية ومرحلة المراهقة، يحتاج للاحتواء من الأم والأب، ويمكن أن يتمثل احتواء الآباء للأبناء في ما يلي:
- الاستماع الجيد للأبناء ومعرفة أو فهم متطلباتهم.
- أن تكون الأم صديقة لأبنائها في فترة المراهقة وأن تعرف كل شيء عن حياتها حتى تنصحها وتعرفها الصح من الخطأ.
- التحدث مع الأبناء بشكل يومي والتأكيد على أننا نعيش في مجتمع يحافظ على العادات والتقاليد، وأن سمعة البنت أهم وأغلى ما تملك.
- مشاركة الأم في اختيار صديقات ابنتها وتنبيهها من الصديقات السيئات.
- ترك مساحة للأبناء لاتخاذ بعض القرارات بأنفسهم ليشعروا بالحرية والاستقلالية.
- منع الطفل في سن المراهقة من استخدام الإنترنت في حال وجودة بمفرده في المنزل، والسماح بالاستماع في وجود الأسرة فقط.
- دور الأب هام جداً لأنه يؤكد على احترام الأم ويقدم نصائح بشكل غير مباشر وأن يكون الصديق المقرب للبنات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17532